مقاتلة عمّار











مقاتلة عمّار



2243- الفتوح: خرج محمّد بن أبي بکر وعمّار بن ياسر حتي وقفا قدّام الجمل. قال: وتبعهما الأشتر ووقف معهما.

قال: فقال رجل من أصحاب الجمل: من أنتم أيها الرهط؟ قالوا: نحن ممّن لا تُنکرونه! وأعلنوا بأسمائهم، ودعوا بأسمائهم، ودعوا إلي البراز، فخرج عثمان الضبّي وهو ينشد شعراً، فخرج إليه عمّار بن ياسر فأجابه علي شعره، ثمّ حمل عليه عمّار فقتله.[1] .

2244- الفتوح: خرج عمرو بن يثربي- من أصحاب الجمل- حتي وقف بين الصفّين قريباً من الجمل، ثمّ دعا إلي البراز وسأل النزال، فخرج إليه علباء بن الهيثم من أصحاب عليّ رضي الله عنه، فشدّ عليه عمرو فقتله. ثمّ طلب المبارزة، فلم يخرج إليه أحد، فجعل يجول في ميدان الحرب وهو يرتجز ويقول شعراً، ثمّ جال وطلب البراز، فتحاماه الناس واتّقوا بأسه، قال: فبَدَر إليه عمّار بن ياسر وهو يُجاوبه علي شعره، والتقوا بضربتين، فبادره عمّار بضربة فأرداه عن فرسه، ثمّ نزل إليه عمّار سريعاً فأخذ برجله وجعل يجره حتي ألقاه بين يدي عليّ رضي الله عنه.

[صفحه 239]

فقال عليّ: اضرب عنقه. فقال عمرو: يا أميرالمؤمنين، استبقِني حتي أقتل لک منهم کما قتلتُ منکم. فقال عليّ: يا عدوّ اللَّه! أبَعدَ ثلاثة من خيار أصحابي أستبقيک!![2] لا کان ذلک أبداً. قال: فأدنني حتي اُکلّمک في اُذنک بشي ء. فقال عليّ: أنت رجل متمرّد، وقد أخبرني رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بکلّ متمرد عليّ، وأنت أحدُهم. فقال عمرو بن يثربي: أما واللَّه لو وصلتُ إليک لقطعتُ اُذنک- أو قال: أنفک- قال: فقدّمه عليّ فضرب عنقه.[3] .

2245- تاريخ الطبري عن داود بن أبي هند عن شيخ من بني ضبّة: ارتجز يومئذٍ ابن يثربيّ:


أنا لمن أنکرني ابنُ يَثربي
قَاتِلُ علباءَ وهندِ الجَمَلي


وابنٍ لصوحانُ علي دين عليّ

وقال: من يبارز؟ فبرز له رجل، فقتله، ثمّ برز له آخر فقتله. وارتجز وقال:


أقتُلهم وقَد أري عَليّا
ولَو أشا أوجَرتُه عَمريّا


فبرز له عمّار بن ياسر، وإنّه لأضعف من بارزه، وإنّ الناس ليسترجعون حين قام عمّار، وأنا أقول لعمّار- مِن ضعفه-: هذا واللَّه لاحقٌ بأصحابه! وکان قضيفاً،[4] حمش[5] الساقين، وعليه سيفٌ حمائلُه تشفّ عنه قريب من إبطه، فضربه[6] ابن يثربي بسيفه، فنَشَب في حَجَفَته، وضربه عمّار وأوهطه،[7] ورمي

[صفحه 240]

أصحاب عليّ ابنَ يثربي بالحجارة حتي أثخنوه وارتثّوه[8] [9] .



صفحه 239، 240.





  1. الفتوح: 476:2.
  2. في المصدر: «استبقيتک»، والصحيح ما أثبتناه کما في شرح نهج البلاغة.
  3. الفتوح: 477:2، شرح نهج البلاغة: 259:1 نحوه.
  4. القَضِيف: الدقيق العظم القليل اللحم (لسان العرب: 284:9).
  5. حَمْشُ الساقين: دقيقهما (لسان العرب: 288:6).
  6. في المصدر: «فيضربه»، وهو تصحيف.
  7. وَهَطَه: ضربه، وقيل: طعنه (لسان العرب: 434:7).
  8. ارتُثّ فلان: إذا ضُرب في الحرب فاُثخن وحُمل وبه رمق ثمّ مات (لسان العرب: 151:2).
  9. تاريخ الطبري: 530:4 و ص 517 عن عطيّة بن بلال، الکامل في التاريخ: 340:2، البداية والنهاية: 243:7، الفتوح: 477:2 وليس فيهما الرجز وکلّها نحوه؛ المناقب لابن شهر آشوب: 156:3 وفيه الرجز فقط وراجع الجمل: 345.