اشتداد القتال
2234- البداية والنهاية: قال [عليّ عليه السلام] لابنه محمّد ابن الحنفيّة: ويحک! تقدّم بالراية. فلم يستطِع، فأخذها عليّ من يده، فتقدّم بها، وجعلت الحربُ تأخذ وتعطي؛ فتارة لأهل البصرة، وتارة لأهل الکوفة، وقُتل خلق کثير وجمّ غفير ولم تُرَ وقعة أکثر من قطع الأيدي والأرجل فيها من هذه الوقعة.[3] . 2235- الإمامة والسياسة: اقتتل القوم قتالاً شديداً، فهزمت يمن البصرة يمن عليّ، وهزمت ربيعة البصرة ربيعة عليّ... ثمّ تقدّم عليّ فنظر إلي أصحابه يُهزمون ويُقتلون، فلمّا نظر إلي ذلک صاح بابنه محمّد- ومعه الراية-: أن اقتحم! فأبطأ وثبت، فأتي عليّ من خلفه فضربه بين کتفيه، وأخذ الراية من يده، ثمّ حمل فدخل عسکرهم، وإنّ الميمنتين والميسرتين تضطربان، في إحداهما عمّار، وفي الاُخري عبداللَّه بن عبّاس، ومحمّد بن أبي بکر. قال: فشقّ عليّ في عسکر القوم يطعن ويقتل، ثمّ خرج... ثمّ أعطي الراية لابنه وقال: هکذا فاصنع. فتقدم محمّد بالراية ومعه الأنصار، حتي انتهي إلي [صفحه 234] الجمل والهودج وهزم ما يليه، فاقتتل الناس ذلک اليوم قتالاً شديداً، حتي کانت الواقعة والضرب علي الرکب.[4] . 2236- الجمل عن محمّد ابن الحنفيّة: التقينا وقد عجّل أصحاب الجمل وزحفوا علينا، فصاح أبي عليه السلام: امضِ. فمضيت بين يديه أقطو[5] بالراية قَطواً. وتقدّم سرعان أصحابنا، فلاذ أصحاب الجمل، ونشب القتال، واختلفت السيوف، وأبي بين کتفيَّ يقول: يا بنيَّ تقدّم! ولستُ أجد متقدَّماً، وهو يقول: تقدّم. فقلت: ما أجد متقدَّماً إلّا علي الأسِنّة!! فغضب أبي عليه السلام وقال: أقول لک: تقدّم، فتقول: علي الأسنّة!! ثِق يا بنيَّ، وتقدّم بين يديّ علي الأسنّة!! وتناول الراية منّي، وتقدّم يهرول بها، فأخذتني حِدّة، فلحقتُه وقلت: أعطِني الراية. فقال لي: خذها. وقد عرفت ما وصف لي.[6] .
2233- تاريخ الطبري عن القعقاع: ما رأيت شيئاً أشبه بشي ء من قتال القلب يوم الجمل بقتال صفّين، لقد رأيتنا ندافعهم بأسنّتنا ونتّکئ علي أزجّتنا،[1] وهم مثل ذلک، حتي لو أنّ الرجال مشت عليها لاستقلّت بهم.[2] .
صفحه 234.