صاحب راية الحرب











صاحب راية الحرب



2231- الجمل عن محمّد بن عبداللَّه عن عمرو بن دينار: قال أميرالمؤمنين عليه السلام لابنه محمّد: خذ الراية وامضِ- وعليّ عليه السلام خلفه- فناداه يا أبا القاسم! فقال:

[صفحه 232]

لبّيک يا أبة. فقال: يا بنيّ لا يستفزّک ماتري؛ قد حملتُ الراية وأنا أصغر منک فما استفزّني عدوّي، وذلک أنّني لم ألقَ أحداً إلّا حدّثتني نفسي بقتله، فحدِّث نفسک- بعون اللَّه- بظهورک عليهم، ولا يخذلک ضعف النفس باليقين؛ فإنّ ذلک أشدّ الخذلان.

قال فقلت: يا أبةِ أرجو أن أکون کما تحبّ إن شاء اللَّه. قال: فالزم رايتک، فإذا اختلطت الصفوف قف في مکانک وبين أصحابک، فإن لم ترَ أصحابک فسيرونک. قال: واللَّه إنّي لفي وسط أصحابي فصاروا کلّهم خلفي وما بيني وبين القوم أحد يردّهم عنّي، وأنا اُريد أن أتقدّم في وجوه القوم، فما شعرت إلّا بأبي من خلفي قد جرّد سيفه وهو يقول: لا تقدّم حتي أکون أمامک. فتقدّم عليه السلام بين يديّ يهرول ومعه طائفة من أصحابه، فضربوا الذين في وجهي حتي أنهضوهم ولحقتهم بالراية، فوقفوا وقفةً، واختلط الناسُ، ورکدت السيوف ساعة، فنظرتُ إلي أبي يفرّج الناس يميناً وشمالاً ويسوقهم أمامه، فأردتُ أن أجول فکرهت خلافه.[1] .

2232- مروج الذهب: جاء ذو الشهادتين خزيمة بن ثابت إلي عليّ، فقال: يا أميرالمؤمنين، لا تنکس اليوم رأس محمّد، واردد إليه الراية! فدعا به، وردّ عليه الراية، وقال:


اِطعنهمُ طَعنَ أبيکَ تُحمَدِ
لا خَيرَ في الحَربِ إذا لَم تُوقَدِ


بالمَشرَفيِّ والقَنا المُسردِ[2] .

[صفحه 233]



صفحه 232، 233.





  1. الجمل: 368.
  2. مروج الذهب: 376:2؛ وقعة الجمل لضامن بن شدقم: 143 وراجع شرح نهج البلاغة: 243:1 والمناقب للخوارزمي: 187 والمناقب لابن شهر آشوب: 155:3 والصراط المستقيم: 267:2 وبحارالأنوار: 175:32 وج 99:42.