مناقشات الإمام و طلحة











مناقشات الإمام و طلحة



2214- مروج الذهب: ثمّ نادي عليّ رضي الله عنه طلحة حين رجع الزبير: يا أبا محمّد، ما الذي أخرجک؟

قال: الطلب بدم عثمان.

قال عليّ: قتل اللَّه أولانا بدم عثمان، أما سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: «اللهمّ! والِ من والاه، وعادِ من عاداه»؟ وأنت أوّل من بايعني ثمّ نکثت، وقد قال اللَّه عزّ وجلّ: «فَمَن نَّکَثَ فَإِنَّمَا يَنکُثُ عَلَي نَفْسِهِ ي»[1] [2] .

2215- الإمامة والسياسة- في ذکر مخاطبة الإمام عليه السلام لطلحة-: قال طلحة: اعتزل هذا الأمر، ونجعله شوري بين المسلمين، فإن رضوا بک دخلت فيما دخل فيه الناس، وإن رضوا غيرک کنت رجلاً من المسلمين.

[صفحه 220]

قال عليّ: أولم تبايعني يا أبا محمّد طائعاً غير مکره؟ فما کنت لأترک بيعتي. قال طلحة: بايعتک والسيف في عنقي.

قال: أ لم تعلم أنّي ما أکرهت أحداً علي البيعة؟ ولو کنتُ مکرهاً أحداً لأکرهت سعداً، وابن عمر، ومحمّد بن مسلمة، أبوا البيعة واعتزلوا، فترکتهم.

قال طلحة: کنّا في الشوري ستّة، فمات اثنان وقد کرهناک، ونحن ثلاثة.

قال عليّ: إنّما کان لکما ألّا ترضيا قبل الرضي وقبل البيعة، وأمّا الآن فليس لکما غير ما رضيتما به، إلّا أن تخرجا ممّا بويعت عليه بحدث، فإن کنت أحدثت حدثاً فسمّوه لي. وأخرجتم اُمّکم عائشة، وترکتم نساءکم، فهذا أعظم الحدث منکم، أرضي هذا لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله أن تهتکوا ستراً ضربه عليها، وتخرجوها منه؟! فقال طلحة: إنّما جاءت للإصلاح.

قال عليّ عليه السلام: هي لعمر اللَّه إلي من يصلح لها أمرها أحوج. أيّها الشيخ اقبل النصح وارضَ بالتوبة مع العار، قبل أن يکون العار والنار.[3] .



صفحه 220.





  1. الفتح: 10.
  2. مروج الذهب: 373:2 وراجع المستدرک علي الصحيحين: 5594:419:3 والمناقب للخوارزمي: 221:182.
  3. الإمامة والسياسة: 95:1.