عاقبة الزبير











عاقبة الزبير



2213- الجمل عن مروان بن الحکم: هرب الزبير فارّاً إلي المدينة حتي أتي وادي السباع، فرفع الأحنف صوته وقال: ما أصنع بالزبير! قد لفّ بين غارين[1] من الناس حتي قتل بعضهم بعضاً، ثمّ هو يريد اللحاق بأهله.

فسمع ذلک ابن جرموز، فخرج في طلبه واتّبعه رجل من مجاشع حتي لحقاه، فلمّا رآهما الزبير حذّرهما.

فقالا: يا حواريّ رسول اللَّه، أنت في ذمّتنا لا يصل إليک أحد، وسايره ابن جرموز، فبينا هو يسايره ويستأخر، والزبير يفارقه، قال: يا أبا عبداللَّه، انزع درعک فاجعلها علي فرسک فإنّها تثقلک وتُعييک، فنزعها الزبير وجعل عمرو بن جرموز ينکص ويتأخّر، والزبير يناديه أن يلحقه وهو يجري بفرسه، ثمّ ينحاز عنه حتي اطمأنّ إليه ولم ينکر تأخّره عنه، فحمل عليه وطعنه بين کتفيه فأخرج السنان من ثدييه، ونزل فاحتزّ رأسه وجاء به إلي الأحنف، فأنفذه إلي أميرالمؤمنين عليه السلام.

فلمّا رأي رأس الزبير وسيفه قال: ناولني السيف، فناوله، فهزّه وقال:

[صفحه 219]

سيف طالما قاتل به بين يدي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ولکنّ الحين ومصارع السوء!

ثمّ تفرّس في وجه الزبير وقال:

لقد کان لک برسول اللَّه صلي الله عليه و آله صحبة ومنه قرابة، ولکنّ الشيطان دخل منخريک، فأوردک هذا المورد![2] .



صفحه 219.





  1. الغار: الجمع الکثير من الناس، والقبيلة العظيمة (المحيط في اللغة: 124:5).
  2. الجمل: 390 و ص 387 عن محمّد بن إبراهيم؛ الطبقات الکبري: 111:3 عن خالد بن سمير وکلاهما نحوه وراجع تاريخ الطبري: 498:4 و ص534 وأنساب الأشراف: 49:3 تا 54 ومروج الذهب: 372:2 والکامل في التاريخ: 338:2.