اعتزال شابّين من الحرب
صنتم حلائلکم وقُدتُم اُمرت بجرِّ ذيولها في بيتها غرضاً يقاتل دونها أبناؤها هُتکت بطلحة والزبير ستورها وأقبل غلام من جهينة علي محمّد بن طلحة- وکان محمّد رجلاً عابداً- فقال: أخبرني عن قتلة عثمان! فقال: نعم، دم عثمان ثلاثة أثلاث، ثلث علي صاحبة الهودج- يعني عائشة- وثلث علي صاحب الجمل الأحمر- يعني طلحة- وثلث علي عليّ ابن أبي طالب. وضحک الغلام وقال: أ لا أراني علي ضلال؟! ولحق بعليّ، وقال في ذلک شعراً: سألت ابن طلحة عن هالک فقال: ثلاثة رهط هم [صفحه 213] فثلث علي تلک في خدرها وثلث علي ابن أبي طالب فقلت: صدقت علي الأوّلين
2207- تاريخ الطبري عن القاسم بن محمّد: خرج غلام شابّ من بني سعد إلي طلحة والزبير، فقال: أمّا أنت يا زبير فحواريّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وأمّا أنت يا طلحة فوقيت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بيدک، وأري اُمّکما معکما فهل جئتما بنسائکما؟ قالا: لا، قال: فما أنا منکما في شي ء، واعتزل. وقال السعدي في ذلک:
اُمّکم هذا لعمرک قلّة الإنصاف
فهوت تشقّ البيد بالإيجاف[1] .
بالنبل والخطِّيِّ والأسياف
هذا المخبّر عنهم والکافي
بجوف المدينة لم يقبر
أماتوا ابن عفّان واستعبر
وثلث علي راکب الأحمر
ونحن بدَوّية قرقر
وأخطأت في الثالث الأزهر[2] .
صفحه 213.