اعتزال شابّين من الحرب











اعتزال شابّين من الحرب



2207- تاريخ الطبري عن القاسم بن محمّد: خرج غلام شابّ من بني سعد إلي طلحة والزبير، فقال: أمّا أنت يا زبير فحواريّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وأمّا أنت يا طلحة فوقيت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بيدک، وأري اُمّکما معکما فهل جئتما بنسائکما؟ قالا: لا، قال: فما أنا منکما في شي ء، واعتزل. وقال السعدي في ذلک:


صنتم حلائلکم وقُدتُم
اُمّکم هذا لعمرک قلّة الإنصاف


اُمرت بجرِّ ذيولها في بيتها
فهوت تشقّ البيد بالإيجاف[1] .


غرضاً يقاتل دونها أبناؤها
بالنبل والخطِّيِّ والأسياف


هُتکت بطلحة والزبير ستورها
هذا المخبّر عنهم والکافي


وأقبل غلام من جهينة علي محمّد بن طلحة- وکان محمّد رجلاً عابداً- فقال: أخبرني عن قتلة عثمان!

فقال: نعم، دم عثمان ثلاثة أثلاث، ثلث علي صاحبة الهودج- يعني عائشة- وثلث علي صاحب الجمل الأحمر- يعني طلحة- وثلث علي عليّ ابن أبي طالب.

وضحک الغلام وقال: أ لا أراني علي ضلال؟! ولحق بعليّ، وقال في ذلک شعراً:


سألت ابن طلحة عن هالک
بجوف المدينة لم يقبر


فقال: ثلاثة رهط هم
أماتوا ابن عفّان واستعبر

[صفحه 213]

فثلث علي تلک في خدرها
وثلث علي راکب الأحمر


وثلث علي ابن أبي طالب
ونحن بدَوّية قرقر


فقلت: صدقت علي الأوّلين
وأخطأت في الثالث الأزهر[2] .



صفحه 213.





  1. الإيجاف: سُرْعَة السَّيْر، وقد أَوْجَفَ دَابَّتَه يُوجِفُها إيجافاً، إذا حَثَّها (النهاية: 157:5).
  2. تاريخ الطبري: 465:4، الکامل في التاريخ: 318:2 وفيه إلي «والکافي» وراجع تاريخ المدينة: 1173:4 والإمامة والسياسة: 84:1.