الحسد











الحسد



2024- الأمالي للمفيد عن الحسن بن سلمة: لمّا بلغ أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه مسير طلحة والزبير وعائشة من مکّة إلي البصرة... فقام أبو الهيثم بن التيّهان وقال: يا أميرالمؤمنين، إنّ حسد قريش إيّاک علي وجهين: أمّا خيارهم؛ فحسدوک منافسةً في الفضل، وارتفاعاً في الدرجة، وأمّا أشرارهم؛ فحسدوک حسداً أحبط اللَّه به أعمالهم، وأثقل به أوزارهم، وما رضوا أن يساووک حتي أرادوا أن يتقدَّموک، فبعدت عليهم الغاية، وأسقطهم المضمار. وکنت أحقّ

[صفحه 36]

قريش بقريش؛ نصرتَ نبيّهم حيّاً، وقضيتَ عنه الحقوق ميّتاً. واللَّه ما بغيهم إلّا علي أنفسهم، ونحن أنصارک وأعوانک، فمُرنا بأمرک! ثمّ أنشأ يقول:


إنّ قوماً بَغَوا عليکَ وکادو
کَ وعابوکَ بالاُمور القباحِ


ليسَ من عيبها جَناحُ بعوضٍ
فيکَ حَقّاً ولا کعُشرِ جَناحِ


أبصَروا نعمةً عليکَ من الل
هِ وقَرماً[1] يَدقُّ قَرنَ النطاحِ


وإماماً تأوي الاُمورُ إليهِ
ولِجاماً يلينُ غربَ الجماحِ[2] .


حاکِماً تُجمعُ الإمامة فيهِ
هاشميّاً له عراض البطاحِ


حَسَداً للّذي أتاک من اللّ
-هِ وعادوا إلي قلوبٍ قراحِ


ونفوس هناک أوعية البغ
-ضِ علَي الخير للشقاء شحاحِ


من مُسرٍّ يکنّه حجب الغي
-بِ ومِن مُظهرِ العداوةِ لاحِ


يا وصيَّ النبيّ نحنُ من الح
-قّ علي مثلِ بَهجةِ الإصباحِ


فخّذ[3] الأوس والقبيل من الخز
رج بالطعنِ في الوَغي والکفاحِ


ليس منّا من لم يکُن لکَ في الل
-هِ وَليّاً علَي الهدي والفلاحِ[4] .


2025- الإمام عليّ عليه السلام- في خطبة له عند خروجه لقتال أهل البصرة وفيها يذم الخارجين عليه-: مالي ولقريش! والله لقد قاتلتهم کافرين، ولاقاتلنهم مفتونين، وإني لصاحبهم بالأمس کما أنا صاحبهم اليوم. والله ما تنقم منا قريش

[صفحه 37]

إلا أن الله اختارنا عليهم، فأدخلناهم في حيزنا، فکانوا کما قال الأول:


أدمت لعمري شربک المحض صابحا
وأکلک بالزبد المقشرة البجرا


ونحن وهبناک العلاء ولم تکن
عليا وحطنا حولک الجرد والسمرا[5] .


راجع: القسم التاسع/علي عن لسان الأعيان/خليل بن أحمد.

القسم الخامس/الإصلاحات العلوية/تعذر بعض الإصلاحات.



صفحه 36، 37.





  1. القَرم من الرجال: السيّد المعظّم (لسان العرب: 473:12).
  2. جَمَحَ الفرسُ: ذهب يجري جرياً غالباً، واعتزّ فارسَه وغَلبَه (لسان العرب: 426:2).
  3. فخّذت بينهم: أي فرقت (لسان العرب: 502:3).
  4. الأمالي للمفيد: 6:154.
  5. نهج البلاغة: الخطبة 33، الإرشاد: 248:1، الکافئة: 19:20 کلاهما نحوه، بحارالأنوار: 89:113:32.