الاحتجاجات علي عائشة











الاحتجاجات علي عائشة



2198- الفتوح: فلمّا کان من الغد دعا عليّ رضي الله عنه زيد[1] بن صوحان وعبداللَّه بن

[صفحه 206]

عبّاس، فقال لهما:

امضيا إلي عائشة فقولا لها: أ لم يأمرک اللَّه تبارک وتعالي أن تقرّي في بيتک؟ فخدعت وانخدعت، واستنفرت فنفرت، فاتّقي اللَّه الذي إليه مرجعک ومعادک، وتوبي إليه فإنّه يقبل التوبة عن عباده، ولا يحملنّک قرابة طلحة وحبّ عبداللَّه بن الزبير علي الأعمال التي تسعي بک إلي النار.

قال: فانطلقا إليها وبلّغاها رسالة عليّ رضي الله عنه، فقالت عائشة: ما أنا برادّة عليکم شيئاً فإنّي أعلم أنّي لا طاقة لي بحجج عليّ بن أبي طالب؛ فرجعا إليه وأخبراه بالخبر.[2] .

2199- تاريخ الطبري عن القاسم بن محمّد: أقبل جارية بن قدامة السعدي، فقال: يا اُمّ المؤمنين! واللَّه، لقتل عثمان بن عفّان أهون من خروجک من بيتک علي هذا الجمل الملعون عرضة للسلاح! إنّه قد کان لک من اللَّه ستر وحرمة، فهتکت سترک وأبحت حرمتک، إنّه من رأي قتالک فإنّه يري قتلک، وإن کنتِ أتيتنا طائعة فارجعي إلي منزلکِ، وإن کنتِ أتيتنا مستکرهة فاستعيني بالناس.[3] .

2200- المحاسن والمساوئ عن الحسن البصري: إنّ الأحنف بن قيس قال لعائشة يوم الجمل: يا اُمّ المؤمنين هل عهد عليک رسول اللَّه صلي الله عليه و آله هذا المسير؟ قالت: اللهمّ لا. قال: فهل وجدته في شي ء من کتاب اللَّه جلّ ذکره؟ قالت: ما نقرأ إلّا ما تقرؤون. قال: فهل رأيت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله استعان بشي ء من نسائه إذا کان في

[صفحه 207]

قلّة والمشرکون في کثرة؟ قالت: اللهمّ لا. قال الأحنف: فإذاً ما هو ذنبنا؟[4] .

2201- فتح الباري عن الحسن: إنّ عائشة أرسلت إلي أبي بکرة فقال: إنّکِ لاُمّ، وإنّ حقّکِ لعظيم، ولکن سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: لن يفلح قوم تملکهم امرأة.[5] .

2202- مروج الذهب: قام عمّار بن ياسر بين الصفّين فقال: أيّها الناس! ما أنصفتم نبيّکم حين کففتم عقائلکم في الخدور وأبرزتم عقيلته للسيوف، وعائشة علي جمل في هودج من دفوف الخشب قد ألبسوه المسوح وجلود البقر، وجعلوا دونه اللبود، وقد غشي علي ذلک بالدروع، فدنا عمّار من موضعها، فنادي: إلي ماذا تدعين؟ قالت: إلي الطلب بدم عثمان، فقال: قاتل اللَّه في هذا اليوم الباغي والطالب بغير الحقّ، ثمّ قال: أيّها الناس! إنّکم لتعلمون أيّنا الممالئ في قتل عثمان.[6] .

2203- مجمع الزوائد عن سعيد بن کوز: کنت مع مولاي يوم الجمل، فأقبل فارس فقال: يا اُمّ المؤمنين، فقالت عائشة: سلوه من هو؟ قيل: من أنت؟ قال: أنا عمّار بن ياسر، قالت: قولوا له: ما تريد؟ قال: أنشدک باللَّه الذي أنزل الکتاب علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في بيتک، أ تعلمين أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله جعل عليّاً وصيّاً علي أهله، وفي أهله؟ قالت: اللهمّ نعم. قال: فما لک؟ قالت: أطلب بدم عثمان أميرالمؤمنين. قال: فتکلّم.

ثمّ جاء فوارس أربعة فهتف بهم رجل منهم. ثم قال: تقول عائشة:

[صفحه 208]

ابن أبي طالب وربّ الکعبة، سلوه من هو؟ ما يريد؟ قالوا: من أنت؟

قال: أنا عليّ بن أبي طالب.

قالت: سلوه ما يريد؟

قالوا: ما تريد؟

قال: أنشدک باللَّه الذي أنزل الکتاب علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في بيتک، أ تعلمين أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله جعلني وصيّاً علي أهله، وفي أهله؟

قالت: اللهمّ نعم.

قال: فما لک؟

قالت: أطلب بدم أميرالمؤمنين عثمان!

قال: أريني قتلة عثمان!! ثمّ انصرف والتحم القتال.[7] .

2204- المحاسن والمساوئ عن سالم بن أبي الجعد: فلمّا کان حرب الجمل أقبلت [عائشة] في هودج من حديد وهي تنظر من منظر قد صُيّرَ لها في هودجها، فقالت لرجل من ضبّة وهو آخذ بخطام جملها أو بعيرها: أين تري عليّ بن أبي طالب؟ قال: ها هو ذا واقف رافع يده إلي السماء، فنظرت فقالت: ما أشبهه بأخيه!

قال الضبّي: ومن أخوه؟

قالت: رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.

قال: فلا أراني اُقاتل رجلاً هو أخو رسول اللَّه صلي الله عليه و آله. فنبذ خطام راحلتها من يده

[صفحه 209]

ومال إليه.[8] .



صفحه 206، 207، 208، 209.





  1. في المصدر: «يزيد»، والصحيح ما أثبتناه.
  2. الفتوح: 467:2.
  3. تاريخ الطبري: 465:4، الکامل في التاريخ: 318:2، الإمامة والسياسة: 88:1، البداية والنهاية: 233:7 وفيه «حارثة» بدل «جارية» وکلاهما نحوه.
  4. المحاسن والمساوئ: 49.
  5. فتح الباري: 56:13.
  6. مروج الذهب: 370:2.
  7. مجمع الزوائد: 12038:479:7 وراجع الإيضاح: 77 وسعد السعود: 237.
  8. المحاسن والمساوئ: 49.