رسائل الإمام إلي رُؤساء الفتنة











رسائل الإمام إلي رُؤساء الفتنة



2193- الأخبار الطوال: أقام عليّ رضي الله عنه ثلاثة أيّام يبعث رسله إلي أهل البصرة، فيدعوهم إلي الرجوع إلي الطاعة والدخول في الجماعة، فلم يجد عند القوم

[صفحه 203]

إجابة.[1] .

2194- الجمل: لمّا سار أميرالمؤمنين عليه السلام من ذي قار قدّم صعصعة بن صوحان بکتاب إلي طلحة والزبير وعائشة، يعظّم عليهم حرمة الإسلام، ويخوّفهم فيما صنعوه، ويذکر لهم قبيح ما ارتکبوه من قتل مَن قتلوا من المسلمين، وما صنعوا بصاحب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عثمان بن حنيف، وقتلهم المسلمين صبراً، ويعظهم ويدعوهم إلي الطاعة.

قال صعصعة: فقدمت عليهم فبدأت بطلحة فأعطيته الکتاب وأدّيت إليه الرسالة، فقال: الآن؟! حين عضّت ابن أبي طالب الحرب يرفق لنا!

ثمّ جئتُ إلي الزبير فوجدته ألين من طلحة، ثمّ جئت إلي عائشة فوجدتها أسرع الناس إلي الشرّ، فقالت: نعم قد خرجت للطلب بدم عثمان، واللَّه لأفعلنّ وأفعلنّ!

فعدت إلي أميرالمؤمنين عليه السلام فلقيته قبل أن يدخل البصرة، فقال:

ما وراءک يا صعصعة؟

قلت: يا أميرالمؤمنين، رأيت قوماً ما يريدون إلّا قتالک!

فقال: اللَّه المستعان.

ثمّ دعا عبداللَّه بن عبّاس فقال: انطلق إليهم فناشدهم وذکّرهم العهد الذي لي في رقابهم.[2] .

[صفحه 204]

2195- الإمام عليّ عليه السلام- من کتاب له إلي طلحة والزبير-: أمّا بعد، فقد علمتُما وإن کتمتما، أنّي لم اُرد الناس حتي أرادوني، ولم اُبايعهم حتي بايعوني. وإنّکما ممّن أرادني وبايعني، وإنّ العامّة لم تبايعني لسلطان غالب، ولا لعرض حاضر، فإن کنتما بايعتُماني طائعين، فارجعا وتوبا إلي اللَّه من قريب، وإن کنتما بايعتُماني کارهين، فقد جعلتما لي عليکما السبيل بإظهارکما الطاعة، وإسرارکما المعصية. ولعمري، ما کنتما بأحقّ المهاجرين بالتقيّة والکتمان، وإنّ دفعکما هذا الأمر من قبل أن تدخلا فيه، کان أوسع عليکما من خروجکما منه بعد إقرارکما به.

وقد زعمتما أنّي قتلت عثمان، فبيني وبينکما من تخلّف عنّي وعنکما من أهل المدينة، ثمّ يُلزم کلّ امرئٍ بقدر ما احتمل. فارجعا أيّها الشيخان عن رأيکما، فإنّ الآن أعظم أمرکما العار، من قبل أن يتجمّع العار والنار، والسلام.[3] .

2196- عنه عليه السلام- في کتابه إلي عائشة قبل الحرب-: أمّا بعد، فإنّکِ خرجتِ غاضبة للَّه ولرسوله، تطلبين أمراً کان عنک موضوعاً، ما بال النساء والحرب والإصلاح بين الناس؟ تطالبين بدم عثمان، ولعمري لَمَن عرّضکِ للبلاء، وحملک علي المعصية، أعظمُ إليکِ ذنباً من قتْلةِ عثمان! وما غضبتِ حتي أغضَبتِ، وما هجتِ حتي هَيَّجتِ، فاتّقي اللَّه وارجعي إلي بيتک.[4] .

[صفحه 205]



صفحه 203، 204، 205.





  1. الأخبار الطوال: 147.
  2. الجمل: 313.
  3. نهج البلاغة: الکتاب 54، کشف الغمّة: 239:1؛ الإمامة والسياسة: 90:1، الفتوح: 465:2 کلّها نحوه.
  4. الإمامة والسياسة: 90:1، الفتوح: 465:2، المناقب للخوارزمي: 223:184؛ کشف الغمّة: 239:1، المناقب لابن شهر آشوب: 152:3 کلّها نحوه.