قدوم الإمام البصرة











قدوم الإمام البصرة



2191- مروج الذهب عن المنذر بن الجارود: لمّا قدم عليّ عليه السلام البصرة دخل ممّا يلي الطفّ- إلي أن قال-: فساروا حتي نزلوا الموضع المعروف بالزاوية، فصلّي أربع رکعات، وعفّر خدّيه علي التراب، وقد خالط ذلک دموعه، ثمّ رفع يديه يدعو:

[صفحه 199]

اللهمّ ربّ السموات وما أظلّت والأرضين وما أقلّت، وربّ العرش العظيم، هذه البصرة أسألک من خيرها، وأعوذ بک من شرّها، اللهمّ أنزلنا فيها خير منزل وأنت خير المنزلين، اللهمّ إنّ هؤلاء القوم قد خلعوا طاعتي وبغوا عليّ ونکثوا بيعتي، اللهمّ أحقن دماء المسلمين.[1] .

2192- الإرشاد- من کلامه عليه السلام حين دخل البصرة وجمع أصحابه فحرّضهم علي الجهاد-:

عباد اللَّه! انهدوا[2] إلي هؤلاء القوم منشرحةً صدورکم بقتالهم، فإنّهم نکثوا بيعتي وأخرجوا ابن حنيف عاملي بعد الضرب المبرّح والعقوبة الشديدة، وقتلوا السيابجة[3] وقتلوا حکيم بن جبلة العبدي وقتلوا رجالاً صالحين، ثمّ تتبّعوا منهم من نجا يأخذونهم في کلّ حائط وتحت کلّ رابية، ثمّ يأتون بهم فيضربون رقابهم صبراً، مالهم قاتلهم اللَّه أنّي يؤفکون؟!

انهدوا إليهم وکونوا أشدّاء عليهم، والقوهم صابرين محتسبين، تعلمون أنّکم منازلوهم ومقاتلوهم، وقد وطّنتم أنفسکم علي الطعن الدعسي[4] والضرب الطلخفي[5] ومبارزة الأقران، وأيّ امرئ منکم أحسّ من نفسه رَباطة جأش عند اللقاء، ورأي من أحد من إخوانه فشلاً، فليذُبّ عن أخيه الذي فضّل عليه کما

[صفحه 200]

يذبّ عن نفسه، فلو شاء اللَّه لجعله مثله.[6] .

[صفحه 201]



صفحه 199، 200، 201.





  1. مروج الذهب: 368:2 و 370.
  2. نَهَدَ القوم لعدوّهم: إذا صمدوا له وشرعوا في قتاله (النهاية: 134:5).
  3. کذا في المصدر، والظاهر أنّ الصحيح: «السَّبابجة» کما في بقيّة المصادر. والسَّبابجة: کانوا قوماً من الزُطّ قد استبصروا وأکل السجود جباههم وائتمنهم عثمان [بن حنيف] علي بيت المال ودار الإمارة (الجمل: 281).
  4. الدَّعْسِيِّ: الطعن الشديد (لسان العرب: 83:6).
  5. الطِّلَخْف والطِّلَّخف والطَّلَخْف: الشديد من الضرب والطعن (لسان العرب: 223:9).
  6. الإرشاد: 252:1، بحارالأنوار: 131:171:32 وراجع الجمل: 331.