الحقد











الحقد



2018- الإمام عليّ عليه السلام- عند التهيّؤ لقتال القاسطين-: ألا إنّ خضاب النساء الحنّاء، وخضاب الرجال الدماء، والصبر خير في عواقب الاُمور، ألا إنّها إحَنٌ[1] .

[صفحه 33]

بدريّة، وضغاين اُحديّة، وأحقاد جاهليّة، وقرأ: «فَقَتِلُواْ أَلِمَّةَ الْکُفْرِ إِنَّهُمْ لآَ أَيْمَنَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ»[2] [3] .

2019- الإقبال- في دعاء الندبة في وصف الإمام عليّ عليه السلام-: ويقاتل علي التأويل، ولا تأخذه في اللَّه لومة لائم، قد وتر[4] فيه صناديد[5] العرب، وقَتلَ أبطالَهم، وناوَش[6] ذؤبانهم، وأودع قلوبهم أحقاداً بدريّة، وخيبريّة، وحنينيّة، وغيرهنّ، فأضبّت[7] علي عداوته، وأکبّت علي مُنابذته، حتي قتل الناکثين والقاسطين والمارقين.[8] .

2020- بلاغات النساء عن اُمّ الخير بنت الحريش البارقيّة- في وصف أعداء الإمام عليّ عليه السلام في حرب صفّين-: إنّها إحَنٌ بدريّة، وأحقاد جاهليّة، وضغائن اُحديّة، وثب بها معاوية حين الغفلة؛ ليدرک بها ثارات بني عبد شمس.[9] .

2021- وقعة صفّين عن عبداللَّه بن بديل بن ورقاء الخزاعي- في حرب

[صفحه 34]

صفّين-: يا أميرالمؤمنين، إنّ القوم لو کانوا اللَّهَ يريدون أو للَّه يعملون ما خالفونا! ولکنّ القوم إنّما يقاتلون فراراً من الاُسوة،[10] وحبّاً للأثرة،[11] وضَنّاً[12] بسلطانهم، وکرهاً لفراق دنياهم التي في أيديهم، وعلي إحَنٍ في أنفسهم، وعداوةٍ يجدونها في صدورهم لوقائع أوقعتَها يا أميرالمؤمنين بهم قديمةٍ، قتلتَ فيها أباءهم وإخوانهم.

ثمّ التفت إلي الناس فقال: فکيف يبايع معاويةُ عليّاً وقد قتل أخاه حنظلة، وخاله الوليد، وجدّه عتبة في موقف واحد! واللَّه ما أظنّ أن يفعلوا، ولن يستقيموا لکم دون أن تُقصّد[13] فيهم المرّانُ،[14] وتُقطّع علي هامهم السيوف، وتُنثر حواجبهم بعَمَد الحديد، وتکون اُمور جمّة بين الفريقين.[15] .

2022- وقعة صفّين: ذکروا أنّه اجتمع... عتبة بن أبي سفيان والوليد بن عقبة، ومروان بن الحکم، وعبداللَّه بن عامر، وابن طلحة الطلحات، فقال عتبة: إنّ أمرنا وأمر عليّ لعجب، ليس منّا إلّا موتور مُحاجّ؛ أمّا أنا فقتل جدّي، واشترک في دم عمومتي يوم بدر، وأمّا أنت يا وليد فقتل أباک يوم الجمل، وأيتم إخوتک، وأمّا أنت يا مروان فکما قال الأوّل:


وأفلتهنَّ عِلباء جريضاً
ولو أدرکْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ

[صفحه 35]

قال معاوية: هذا الإقرار، فأين الغير؟ قال مروان: أيّ غيرٍ تريد؟ قال: اُريد أن يُشجر بالرماح. فقال: واللَّه إنّک لهازل، ولقد ثقلنا عليک.[16] .

2023- المناقب للخوارزمي: ويروي في يوم السادس والعشرين من حروب صفّين: اجتمع عند معاوية الملأ من قومه، فذکروا شجاعة عليّ وشجاعة الأشتر، فقال عتبة بن أبي سفيان: إن کان الأشتر شجاعاً، لکنّ عليّاً لا نظير له في شجاعته وصولته وقوّته!!

قال معاوية: ما منّا أحد إلّا وقد قتل عليّ أباه، أو أخاه، أو ولده؛ قتل يوم بدر أباک يا وليد، وقتل عمّک يا أبا الأعور يوم اُحد، وقتل يابن طلحة الطلحات أباک يوم الجمل، فإذا اجتمعتم عليه أدرکتُم ثارکم منه، وشفيتم صدورکم.[17] .

راجع: القسم الخامس/بيعة النور/من تخلّف عن بيعته.



صفحه 33، 34، 35.





  1. الإحنَة: الحقد في الصدر، والجمع إحَن وإحنات (لسان العرب: 8:13).
  2. التوبة: 12.
  3. المناقب لابن شهر آشوب: 180:3، بحارالأنوار: 472:587:32.
  4. يقال: وَتَرتُ الرجل؛ إذا قتلت له قتيلاً وأخذت له مالاً (لسان العرب: 274:5).
  5. الصناديد: الواحد صِنديد، وهو کلّ عظيم غالب (لسان العرب: 260:3).
  6. ناوَشَهم: قاتلَهم، والمناوشة في القتال: تداني الفريقين وأخذ بعضهم بعضاً (النهاية: 128:5).
  7. أضبّ الشي ء: أخفاه (لسان العرب: 85.(540:1)
  8. الإقبال: 507:1، المزار الکبير: 577، مصباح الزائر: 448 وفيهما «ناهش» بدل «ناوش» وفي صدر الحديث: قال محمّد بن عليّ بن أبي قرّة: نقلت من کتاب محمّد بن الحسين بن سنان البزوفري دعاء الندبة، وذکر أنّه الدعاء لصاحب الزمان صلوات اللَّه عليه.
  9. بلاغات النساء: 57، العقد الفريد: 345:1 وفيه «واثب» بدل «معاوية»، صبح الأعشي: 250:1؛ الطرائف: 28.
  10. القوم اُسوة في هذا الأمر: أي حالهم فيه واحدة (لسان العرب: 35:14).
  11. في الحديث: «إنّکم ستلقون بعدي أثَرَة»، الأثَرَة: الإسم من آثَرَ إذا أعطي، أراد أنّه يستأثر عليکم فيُفضّل غيرکم في نصيبه من الفي ء (لسان العرب: 8:4).
  12. ضَنِنتُ بالشي ء أضَنُّ وضنَنتُ أضِنُّ ضَنّاً وضِنّاً: بخِلت به(لسان العرب: 261:13).
  13. تَقَصَّدَت الرماح: تکسّرت (لسان العرب: 355:3).
  14. المُرّان- بالضمّ-: الرماح الصُّلبة اللَّدْنة، واحدتها مُرّانة (لسان العرب: 403:13).
  15. وقعة صفّين: 102؛ شرح نهج البلاغة: 180:3 وفيه «تُقْصَفَ فيهم قَنا» بدل «تقصّد فيهم»، المعيار والموازنة: 128 نحوه.
  16. وقعة صفّين: 417.
  17. المناقب للخوارزمي: 234.