ايذاء ابي الحكم النبي و انتقام حمزه











ايذاء ابي الحکم النبي و انتقام حمزه



(و منهم) العلامة ابن شهر اشوب فقد خرج الابيات في کتابه (المناقب (ج 1 ص 43 ط 2) و ذکر أولا سبب إنشاد أبي طالب عليه السلام لهذه الابيات، و ذکر سبب اسلام حمزة عليه السلام ايضا، و هذا نص ألفاظه: (مقاتل) أي خرج مقاتل، و قال: لما رأت قريش يعلو أمره (أي أمر النبي صلي الله عليه و آله) قالوا: لا نري محمدا يزداد الا کبرا و تکبرا، و إن هو إلا ساحر أو مجنون، و توعدوه، و تعاقدوا لئن مات أبو طالب ليجمعن قبائل قريش کلها علي قتله، و بلغ ذلک أبا طالب، فجمع بني هاشم، و أحلافهم من قريش فوصاهم برسول الله صلي الله عليه و آله و قال: إن ابن اخي کما يقول، و أخبرنا بذلک آباؤنا، أن محمدا نبي صادق، و أمين ناطق، و إن شأنه أعظم شأن، و مکانه من ربه أعلي مکان، فأجيبوا دعوته و اجتمعوا علي نصرته و راموا عدوه من وراء حوزته، فانه الشرف الباقي لکم مدي الدهر و انشأ يقول): أوصي بنصر النبي الخير مشهده عليا ابني و عم الخير عباسا

[صفحه 43]

و حمزة الاسد المخشي صولته و جعفرا أن تذودوا دونه الباسا و هاشما کلها أوصي بنصرته أن يأخذوا دون حرب القوم امراسا کونوا فداء لکم نفسي و ما ولدت من دون أحمد عند الروع أتراسا بکل أبيض مصقول عوارضه تخاله في سواد الليل مقباسا و خرج الابيات صاحب ناسخ التواريخ (ج 1 ص 241) مع اختلاف في بعض کلماته و هذا نصه: أوصي بنصر النبي الخير مشهده عليا ابني و شيخ القوم عباسا و حمزة الاسد الحامي حقيقته و جعفرا ليذودوا دونه الناسا کونوا فداء لکم أمي و ما ولدت في نصر احمد دون الناس أتراسا بکل أبيض مصقول عوارضه تخاله في سواد الليل مقباسا (ثم قال) مقاتل و حض أخاه حمزة علي اتباعه إذ أقبل حمزة متوشحا بقوسه راجعا من قنص له فوجد النبي صلي الله عليه و آله، في دار أخته محموما و هي باکية، فقال: ما شأنک؟ قال ذل الحمي يا أبا عمارة لو لقيت ما لقي ابن اخيک محمد آنفا من أبي الحکم بن هشام، وجده هاهنا جالسا فآذاه و سبه و بلغ منه ما يکره، فانصرف (حمزة) و دخل المسجد وشج رأسه (اي رأس أبي الحکم) شجة منکرة، فهم اقرباؤه بضربه فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة لکيلا يسلم، ثم عاد حمزة إلي النبي صلي الله عليه و آله و قال: عز بما صنع بک، ثم أخبره بصنيعه فلم يهش (اي يظهر النبي الفرح) و قال: يا عم لانت منهم (فلما سمع ذلک من النبي صلي الله عليه و آله) اسلم حمزة فعرفت قريش ان رسول الله صلي الله عليه و آله قد عز، و أن حمزة سيمنعه، قال ابن عباس فنزل (قوله تعالي) في سورة (6) آية 22 (أو من کان ميتا فاحييناه، الآية) و سر أبو طالب بإسلامه (أي اسلام أخيه حمزة) و أنشأ يقول:

[صفحه 44]


صفحه 43، 44.