بعض الاشعار التي انشدها ابوطالب و فيه الامر لابنه ...











بعض الاشعار التي انشدها ابوطالب و فيه الامر لابنه بملازمة محمد و متابعته



(قال المؤلف) تقدم عند ذکرنا لاشعار أبي طالب الدالة علي قوة إيمانه عليه السلام بيت من شعره عليه السلام فيه وصيته لولده عليه السلام بلزوم طريقة محمد صلي الله عليه و آله ذکره

[صفحه 203]

ابن شهر آشوب في المناقب، و ابن أبي الحديد في الشرح (ج 14 ص 75 ط 2) و هذا لفظه مع المقدمة: قال: قالوا: و روي عن علي عليه السلام أنه قال: قال لي ابي: يا بني ألزم ابن عمک فانک تسلم به من کل بأس عاجل و آجل، ثم قال شعرا: إن الوثيقة في لزوم محمد فاشدد بصحبته علي يديکا (الحديث السابع) أخرج العلامة شيخنا الفتال في روضة الواعظين (ص 121) و جمع کثير من علماء أهل السنة و الامامية عليهم الرحمة بأسانيد مختلفة عن النبي صلي الله عليه و آله و عن أهل البيت عليهم السلام و منهم الامام الصادق عليه السلام، قال: نزل جبرئيل عليه السلام علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم، فقال: يا محمد إن ربک يقرئک السلام، و يقول: إني قد حرمت النار علي صلب أنزلک، و بطن حملک و حجر کفلک، فالصلب صلب أبيه عبد الله بن عبد المطلب، و البطن الذي حملک (بطن) آمنة بنت وهب، و أما حجر کفلک فحجر أبي طالب (و في رواية زاد) و فاطمة بنت أسد.

و خرج ذلک الکليني في أصول الکافي (ص 242)، و أبو الفتوح الرازي في تفسيره (ج 4 ص 21) و لفظه يختلف مع ما تقدم، و هذا نصه: إن الله عز و جل حرم علي النار صلبا أنزلک، و بطنا حملک، و ثديا أرضعک و حجرا کفلک.

و خرج ذلک السيد في (الحجة) ص 8 ص 9) بسند بن قال: أخبرني الشيخ أبو عبد الله رحمه الله بهذا الاسناد إلي الشيخ أبي جعفر

[صفحه 204]

محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله عن رجاله يرفعونه إلي إدريس و علي ابن اسباط جميعا، قالا: إن أبا عبد الله عليه السلام قال: أوحي الله تعالي إلي النبي صلي الله عليه و آله: إني حرمت النار علي صلب أنزلک، و بطن حملک، و حجر کفلک، و أهل بيت آواک، فعبد الله بن عبد المطلب الصلب الذي أنزله، و البطن الذي حمله آمنة بنت وهب و الحجر الذي کفله فاطمة بنت أسد، و اما أهل البيت الذي آواه فابو طالب: (و الحديث الثاني) بسند آخر عن عبد الرحمن بن کثير، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: نزل جبرئيل علي رسول الله صلي الله عليه و آله فقال: يا محمد إن الله تعالي يقرئک السلام و يقول لک: إني قد حرمت النار علي صلب أنزلک، و علي بطن حملک و حجر کفلک، فقال: يا جبرئيل من تقول ذلک؟ فقال: أما الصلب الذي أنزلک فصلب عبد الله بن عبد المطلب، و أما البطن الذي حملک فآمنة بنت وهب، و أما الحجر الذي کفلک فعبد مناف بن عبد المطلب و فاطمة بنت اسد، و عبد مناف بن عبد المطلب هو أبو طالب (رضي الله عنه (قال السيد): فکيف يحرم الله النار علي هؤلاء المذکورين و هم به مشرکون، و بوحدانيته کافرون، و الله تعالي يقول: (إن الله لا يغفر أن يشرک به و يغفر ما دون ذلک لمن يشاء) فتأمل هداک الله هذه الاخبار فانها دالة علي أن القوم لله تعالي عارفون و بوحدانيته مؤمنون.

(قال المؤلف) تقدم نقل أحاديث بمضمون الحديث الذي خرجه الفتال و غيره من کتب علماء أهل السنة (منهم) ابن أبي الحديد في الشرح (ج 3 ص 311 ط 1) و (ج 14 ص 67 ط 2) قال: فاما الذين زعموا أنه (عليه السلام) کان مسلما فقد رووا و أسندوا خيرا إلي أمير المؤمنين

[صفحه 205]

عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: قال لي جبرئيل: إن الله مشفعک في ستة بطن حملتک آمنة بنت وهب، و صلب أنزلک عبد الله بن عبد المطلب، و حجر کفلک أبي طالب، و بيت آواک عبد المطب، وأخ کان لک في الجاهلية، قيل: يا رسول الله و ما کان فعله؟ قال: کان سخيا يطعم الطعام و يجود بالنوال، و ثدي أرضعتک حليمة بنت أبي ذؤيب.

و خرج السيوطي في کتابه (التعظيم و المنة (ص 25) الحديث المتقدم بروايته عن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام و قال: أخرج ابن الجوزي باسناده عن علي عليه السلام مرفوعا انه (قال) هبط جبرئيل عليه السلام علي فقال: إن الله يقرئک السلام و يقول: حرمت النار علي صلب أنزلک، و بطن حملک و حجر کفلک، أما الصلب فعبد الله و أما البطن فآمنة، فاما الحجر فعمه يعني أبا طالب و فاطمة بنت أسد.

(الحديث الثامن) في أصول الکافي (ص 244) للکليني عليه الرحمة خرج بسنده عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: إن مثل أبي طالب مثل اصحاب الکهف أسروا الايمان و أظهروا الشرک فآتاهم الله أجرهم مرتين و إن أبا طالب أسر الايمان و أظهر الشرک فآتاه الله أجره مرتين.

(قال المؤلف) تقدمت الرواية عن عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام برواية ابن ابي الحديد في الشرح (ج 3 ص 312 طبع 1 وج 14 ص 7 الطبع الثاني) قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله إن أصحاب الکهف أسروا الايمان و أظهروا الشرک فآتاهم الله أجرهم مرتين، و إن ابا طالب أسر الايمان و أظهر الشرک فآتاه الله أجره مرتين.

[صفحه 206]

و خرج السيد شمس الدين فخار في کتاب (الحجة) ص 17 ط 1) الحديث مسندا بسند متصل، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن ابن کثير قال: قلت لابي عبد الله (الصدق) عليه السلام: إن الناس يزعمون أن أبا طالب في ضحضاح من نار، فقال کذبوا ما بهذا نزل جبرئيل علي النبي صلي الله عليه و آله قلت: و بما نزل؟ قال: أتي جبرئيل في بضع ما کان عليه فقال: يا محمد إن ربک يقرئک السلام و يقول لک: إن اصحاب الکهف أسروا الايمان و أظهروا الشرک فآتاهم الله أجرهم مرتين، و إن أبا طالب أسر الايمان و أظهروا الشرک فآتاه الله أجره مرتين، و ما خرج من الدنيا حتي أتته البشارة من الله بالجنة (ثم قال): کيف يصفونه بهذا الملاعين و قد نزل جبرئيل ليلة مات أبو طالب، قال: يا محمد أخرج من مکة فما لک بها ناصر بعد أبي طالب.

(قال المؤلف): خرج ابن أبي الحديد الشافعي قول الامام الصادق عليه السلام: " و قد نزل جبرئيل ليلة مات أبو طالب " بلفظ آخر و قال ما هذا نصه: " و في الحديث المشهور أن جبرئيل عليه السلام قال له (أي للنبي صلي الله عليه و آله) ليلة مات أبو طالب: أخرج منها (أي من مکة) فقد مات ناصرک.

(الحديث التاسع) خرج السيد شمس الدين فخار أيضا في کتاب (الحجة) ص 24) بأسانيدهم عن أبي علي الموضح قال: تواترت الاخبار بهذه الرواية و بغيرها عن علي بن الحسين عليهما السلام أنه سئل عن أبي طالب أ کان مؤمنا؟ فقال عليه السلام: نعم، فقيل له: إن هاهنا قوما يزعمون أنه کافر

[صفحه 207]

فقال عليه السلام: وا عجبا کل العجب أ يطعنون علي أبي طالب أو علي رسول الله صلي الله عليه و آله و قد نهاه الله أن يقر مؤمنة مع کافر في آية من القرآن؟ و لا يشک أحد أن فاطمة بنت أسد رضي الله عنهما من المؤمنات السابقات فانها لم تزل تحت أبي طالب جتي مات أبو طالب رضي الله عنه.

(قال المؤلف) تقدم الکلام في أحوال فاطمة بنت أسد عليها السلام و قد خرج ابن أبي الحديد الشافعي و غيره في (ج 14 ص 69) من الشرح ان علي بن الحسين عليهما السلام سئل عن هذا (أي عن إيمان أبي طالب عليه السلام) فقال: وا عجبا إن الله تعالي نهي رسول الله أن يقر مسلمة علي نکاح کافر، و قد کانت فاطمة بنت أسد من السابقات إلي الاسلام و لم تزل تحت أبي طالب حتي مات.

(الحديث العاشر) قال السيد فخار أيضا في کتاب (الحجة علي الذاهب في تکفير أبي طالب ص 15) بسنده عن الشيخ أبي الفتح الکراجکي رحمه الله قال: حدثنا الشيخ الفقية أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمي رضي الله عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد العلوي قال: حدثنا عبيد الله بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن زياد، قال: حدثنا مفضل بن عمر، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين عن أبيه أمير المؤمنين علي عليهم السلام، انه کان جالسا في الرحبة و الناس حوله، فقام إليه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين إنک بالمکان الذي أنزلک الله و أبوک معذب في النار، فقال (عليه السلام): مه فض الله فاک، و الذي بعث محمدا صلي الله عليه و آله بالحق نبيا لو شفع أبي في کل

[صفحه 208]

مذنب علي وجه الارض لشفعه الله فيهم، أبي يعذب في النار و ابنه قسيم الجنة و النار؟ و الذي بعث محمدا بالحق إن نور أبي طالب ليطفئ أنوار الخلائق إلا خمسة أنوار، نور محمد و نور فاطمة و نور الحسن و نور الحسين و نور ولده من الائمة، ألا إن نوره من نورنا خلقه الله من قبل خلق آدم بالفي عام.


صفحه 203، 204، 205، 206، 207، 208.