استسقاء النبي و تذكره اشعار عمه ابي طالب











استسقاء النبي و تذکره اشعار عمه ابي طالب



(من جملتها) استسقاء رسول الله صلي الله عليه و آله علي المنبر في المسجد و هو مشهور و معروف، أخرجه نور الدين علي بن إبراهيم بن أحمد بن علي الحلبي الشافعي في السيرة الحلبية و العلامة زيني دحلان الشافعي في السيرة النبوية بهامش ج 1 ص 92 من السيرة الحلبية ط 1 سنة 1330 ه في استسقاء النبي صلي الله عليه و آله في المدينة فقد قالا: أخرج البيهقي عن أنس قال: جاء أعرابي إلي رسول الله صلي الله عليه و آله و شکا الجدب و القحط، و أنشد أبياتا فقام رسول الله صلي الله عليه (و آله) و سلم يجر رداءه حتي صعد المنبر فرفع يديه إلي السماء و دعا فما رد بديه حتي التقت السماء بابراقها ثم بعد ذلک جاؤا يضجون من المطر خوف الغرق، فضحک رسول الله صلي الله عليه (و آله) و سلم حتي بدت نواجده، ثم قال: لله در أبي طالب لو کان حيا لقرت عيناه، من ينشدنا قوله: فقال علي رضي الله عنه کأنک تريد قوله: و أبيض يستسقي الغمام بوجهه ثمال اليتامي عصمة للارامل يلوذ به الهلاک من آل هاشم فهم عنده في نعمة و فواضل (و من جملتها) استسقاء أبي طالب عليه السلام بالنبي صلي الله عليه و آله و سلم (قال المؤلف): خرج قضية استسقاء أبي طالب عليه السلام بالنبي صلي الله عليه و آله العلامة زيني دحلان الشافعي مفتي مکة المکرمة المتوفي سنة 1304 ه في کتابه المعروف (بالسيرة النبوية) المطبوع بهامش (السيرة الحلبية) ج 1 ص 92 طبع مصر سنة 1330 و قال: کان

[صفحه 168]

يوضع لابي طالب وسادة يجلس عليها فجاء النبي صلي الله عليه و آله فجلس عليها فقال: إن ابن اخي ليحس بنعيم أي بشرف عظيم (قال): و کان أبو طالب يحبه حبا شديدا لا يحب أولاده کذلک، و لذا کان لا ينام إلا إلي جنبه، و يخرج به متي خرج (من مکة) قال: و قد أخرج ابن عساکر عن جلهمة بن عرفطة، قال: قدمت مکة و هم في قحط و شدة من أحتباس المطر عنهم، فقائل منهم يقول: أعمدوا اللات و العزي، و قائل منهم يقول، أعمدوا مناة الثالثة الاخري، فقال شيخ وسيم حسن الوجه جيد الرأي: أني تؤفکون و فيکم باقية إبراهيم و سلالة إسماعيل، قالوا: کانک عنيت أبا طالب، فقال أيها فقاموا بأجمعهم، فقمت معهم فدققنا الباب عليه فخرج إلينا، فثاروا إليه فقالوا: يا أبا طالب أقحط الوادي، و أجدب العيال، فهلم فاستسق إلينا فخرج أبو طالب، و معه غلام (و هو النبي صلي الله عليه (و آله) و سلم) کانه شمس دجن (تجلت عنه سحابة) قتماء، و حوله أغيلمة فاخذه أبو طالب فالصق ظهر الغلام بالکعبة، و لاذ الغلام (أي أشار) باصبعه إلي السماء کاالمتضرع الملتجئ و ما في السماء قزعة، فاقبل السحاب من هاهنا و هاهنا و اغدودق الوادي أي أمطر و کثر قطره، و اخصب النادي و البادي و في هذا يقول أبو طالب يذکر قريشا حين تمالؤا علي أذيته صلي الله عليه (و آله) و سلم، بعد البعثة، يذکرهم يده و برکته عليهم من صغره: و أبيض يستسقي الغمام بوجهه ثمال اليتامي عصمة للارامل يلوذ به الهلاک من آل هاشم فهم عنده في نعمة و فواضل (قال صاحب السيرة): فهذا الاستسقاء شاهده أبو طالب فقال الابيات بعد مشاهدته (إياها)، و قد شاهده مرة أخري قبل هذه، فروي الخطابي، حديثا فيه: إن قريشا تتابعت عليهم سنو جدب في حياة

[صفحه 169]

عبد المطلب، فارتقي هو و من حضره من قريش أبا قبيس، فقام عبد المطلب و اعتضده صلي الله عليه (و آله) و سلم فرفعه علي عاتقه و هو يومئذ قد أيفع أو قرب، ثم دعا فسقوا في الحال[1] فقد شاهد أبو طالب ما دله علي ما قال أعني قوله.

و أبيض يستسقي البيت (قال) و هو من أبيات من قصيدة طويلة نحو ثمانين بيتا لابي طالب علي الصواب، خلافا لمن قال: إنها لعبد المطلب، فقد أخرج البيهقي عن أنس قال جاء أعرابي إلي رسول الله صلي الله عليه (و آله) و سلم و شکا الجدب و القحط و أنشد أبياتا، فقام رسول الله صلي الله عليه (و آله) و سلم (إلي آخر الحديث) الذي تقدم نقله من السيرة النبوية، فلما ذکر أمير المؤمنين علي بن ابي طالب الابيات، قال صلي الله عليه (و آله) و سلم أجل ثم قال زيني دحلان: فهذا نص صريح من الصادق صلي الله عليه (و آله) و سلم بان أبا طالب منشئ البيت، و أول القصيدة.

و لما رأيت القوم لا ود عندهم و قد قطعوا کل العري و الوسائل و قد حالفوا قوما علينا أظنة يعضون غيظا خلفنا بالانامل ثم ذکر زيني دحلان عشرين بيتا من القصيدة و ترک البقية، و القصيدة تزيد علي مائة بيت و قد أخرجتاها في کتابنا (الشهاب الثاقب لمکفر أبي طالب عليه السلام)، و خرجها ابن کثير في البداية و النهاية (ج 2 ص 53 ص 57) و قال: قد أوردها الاموي في مغازيه مطولة بزيادات أخري و عدد الابيات في البداية اثنان و تسعون بيتا و في غيرها أکثر، و من جملتها ناسخ التواريخ،

[صفحه 170]

(قال المؤلف) و خرجها ابن هشام في السيرة (ج 1 ص 249 ص 255) و عدد أبيات القصيدة فيها أربعة و تسعون بيتا و خرج جلال الدين السيوطي الشافعي قضية الاستسقاء في کتابه الخصائص الکبري ج 1 ص 124 طبع حيدر أباد الدکن و هذا نصه: أخرج ابن عساکر في تاريخه عن جلهمة بن عرفطة قال انتهيت إلي المسجد الحرام و إذا قريش عزين قد ارتفعت له ضوضاء يستسقون، فقائل يقول: أعمدوا اللات و العزي، و قائل منهم يقول: أعمدوا المناة الثالثة الاخري، فقال شيخ منهم وسيم قسيم حسن الوجه جيد الرأي: أني تؤفکون و فيکم باقية إبراهيم و سلالة إسماعيل، قالوا له کانک عنيت أبا طالب قال: أيها فقاموا بأجمعهم، و قمت معهم فدققنا عليه بابه فخرج إلينا رجل حسن الوجه مصفر عليه إزار قد اتشح به فثاروا اليه، فقالوا له: يا أبا طالب قد أقحط الوادي و أجدب العيال، فهلم فاستسق (إلينا) فقال: دونکم زوال الشمس، فلما زاغت الشمس، خرج أبو طالب و معه غلام کانه شمس دجن تجلت عنه سحابة قتماء و حوله أغيلمة فاخذه أبو طالب فالصق ظهره بالکعبة و لاذ باصبعه الغلام و بصبصت الاغيلمة حوله، و ما في السماء قزعة فاقبل السحاب من هاهنا و هاهنا، و اغدودق و انفجر له الوادي و اخصب النادي و البادي، ففي ذلک يقول أبو طالب.

و أبيض يستسقي الغمام بوجهه ثمال اليتامي عصمة للارامل تطيف به الهلاک من آل هاشم فهم عنده في نعمة و فواضل و ميزان عدل لا يخيس شعيرة و وزان صدق وزنه مائل (قال المؤلف) هذه الابيات من القصيدة الآتية التي تزيد علي مائتي بيت و قد خرجها جمع کثير من علماء السنة و الامامية عليهم الرحمة.

و خرج جلال الدين السيوطي الشافعي في الخصائص أيضا (ج 1 ص 87)

[صفحه 171]


صفحه 168، 169، 170، 171.








  1. استسقاء عبد المطلب بالنبي صلي الله عليه و آله أخرجه الشهرستاني (في الملل و النحل) المطبوع بهامش ج 3 (الفصل) ص 225 يناسب ذکر ذلک في المقام.