وفاة ابي طالب











وفاة ابي طالب



(قال المؤلف) خرج هذا الحديث أو بمعناه جماعة من المؤرخين المشهورين منهم، اليعقوبي في تاريخه المطبوع في النجف الاشرف سنة 1358 ه (ج 2 ص 26) و قال: توفي أبو طالب بعد خديجة بثلاثة أيام و له ست و ثمانون سنة، و قيل تسعون سنة.

و لما قيل لرسول الله صلي الله عليه و آله: إن أبا طالب قد مات عظم ذلک في قلبه، و اشتد له جزعه، ثم دخل (عليه) فمسح جبينه الايمن اربع مرات، و جبينه الايسر ثلاث مرات، ثم قال: يا عم ربيت صغيرا، و کفلت يتيما، و نصرت کبيرا، فجزاک الله عني خيرا و مشي بين يدي سريره، و جعل يعرضه، و يقول، وصلتک رحم و جزيت خيرا.

و قال صلي الله عليه و آله: اجتمعت علي هذه الامة في هذه الايام مصيبتان لا أدري بأيهما أنا اشد جزعا يعني مصيبة (موت) خديجة و أبي طالب عليهما السلام (قال) و روي عنه أنه قال: إن الله عز و جل وعدني في أربعة، في أبي، و أمي، و عمي (أبي طالب) وأخ کان لي في الجاهلية.

[صفحه 119]

بعض الاحاديث الدالة علي أن النبي صلي الله عليه و آله دعا لابي طالب و أنه يشفع له حتي يرتفع مقامه في الجنة في الخصائص الکبري لجلال الدين السيوطي الشافعي (ج 1 ص 87) خرج بسنده و قال: أخرج تمام في فوائده و ابن عساکر عن ابن عمر قال: قال صلي الله عليه و آله: إذا کان يوم القيامة شفعت لابي، و أمي و عمي أبي طالب، وأخ لي کان في الجاهلية، و قد تقدم الحديث من أسني المطالب.

(و فيه أيضا) بسنده قال: أخرج الخطيب و ابن عساکر عن ابن عباس (قال) سمعت النبي صلي الله عليه و آله يقول: شفعت في هؤلاء النفر، في أبي، و عمي أبي طالب، وأخي من الرضاعة، و خرج الحديث محب الدين الطبري الشافعي في ذخائر العقبي (ص 7) و قال خرجه تمام في فوائده عن ابن عمر.

(و في السيرة الحلبية (ج 1 ص 382) قال: و في لفظ عن ابن عمر قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله: إذا کان يوم القيامة شفعت لابي، و أمي، و عمي أبي طالب، وأخ لي في الجاهلية (يعني أخاه من الرضاعة و هو ابن حليمة السعدية).

(قال المؤلف) ثم خرج حديثا آخر، و قال: و في لفظ آخر شفعت في أبي و أمي و عمي، أبي طالب، وأخي من الرضاعة (يعني من حليمة السعدية) و لا يخفي أن الشفاعة تکون يوم القيامة لامور و ليست مختصة لطلب المغفرة فقط بل تکون لرفع الدرجات، و مقصود النبي صلي الله عليه و آله من الشفاعة لابيه و أمه و عمه لرفع الدرجات لا

[صفحه 120]

لطلب المغفرة فانهم عليهم السلام کانوا مؤمنين موحدين و ماتوا علي ذلک و انما يشفع لهم ليکونوا معه و في درجته، و شفاعة النبي صلي الله عليه و آله و سلم مقبولة نافعة لمن شفع له سواء کان من أرحامه أو لبعيد منه، و ينال المقام الرفيع في الجنة بذلک.

(و في ذخائر العقبي) لمحب الدين الطبري الشافعي (ص 6) قال روي عن جابر بن عبد الله قال: کان لآل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم خادم تخدمهم يقال لها بريرة، فلقيها رجل فقال لها: يا بريرة غطي شعيفاتک فان محمدا صلي الله عليه و آله و سلم لن يغني عنک من الله شيئا قالت: فاخبرت النبي صلي الله عليه و آله و سلم فخرج يجر رداءه محمارة وجنتاه، و کنا معشر الانصار نعرف غضبه بجر ردائه و حمرة وجنتيه، فاخذنا السلاح ثم أتينا فقلنا: يا رسول الله مرنا بما شئت، و الذي بعثک بالحق نبيا لو أمرتنا بآبائنا و أمهاتنا و أولادنا لمضينا لقولک فيهم، ثم صعد المنبر فحمد الله و أثني عليه، ثم قال: من أنا؟ قالوا: أنت رسول الله، قال نعم، و لکن من أنا؟ قلنا: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف، قال صلي الله عليه و آله: أنا سيد ولد آدم و لا فخر، و أول من ينفض التراب عن رأسه و لا فخر، و أول داخل الجنة و لا فخر، و صاحب لواء الحمد و لا فخر، و في ظل الرحمن يوم لا ظلا إلا ظله و لا فخر، ما بال أقوام يزعمون أن رحمي لا تنفع؟ بل تنفع حتي تبلغ حکم و حاء و هم إحدي قبيلتين من اليمين اني اشفع فاشفع حتي أن من اشفع له ليشفع فيشفع، حتي ان إبليس ليتطاول طمعا في الشفاعة (أخرجه ابن البختري).

(و خرج فيه ايضا ص 7) ما تقدم نقله عن ابن عمر من کتاب السيرة الحلبية (ج 1 ص 382) و لفظه يساوي لفظه، و قال: أخرجه

[صفحه 121]

تمام الرازي في فوائده (و هو قوله صلي الله عليه و آله) إذا کان يوم القيامة شفعت لابي و أمي و عمي أبي طالب.

وأخ لي في الجاهلية.

(و فيه ايضا) إن أبا هريرة قال: جاءت سبيعة بنت أبي لهب إلي النبي صلي الله عليه و آله و سلم فقالت: يا رسول الله إن الناس يقولون أنت بنت حطب النا، فقام رسول الله صلي الله عليه و آله و هو مغضب فقال: ما بال أقوام يؤذوني في قرابتي، من آذي قرابتي فقد آذاني، و من آذاني فقد آذي الله.


صفحه 119، 120، 121.