اشعار لابي طالب











اشعار لابي طالب



(قال المؤلف) و من اشعاره عليه السلام الدالة علي إيمانه و علو مقامه ما خرجه في المناقب و غيره و قال: روي عن علي عليه السلام أنه قال: قال لي أبي: يا بني ألزم ابن عمک فانک تسلم به من کل بأس عاجل و آجل، ثم قال لي کما في شرح نهج البلاغة (ج 14 ص 85 طبع ثاني: ان الوثيقة في لزوم محمد فاشدد بصحبته علي يديکا (قال المؤلف) و قد تقدم أنه عليه السلام وصي عليا عليه السلام

[صفحه 79]

و جعفرا معا بملازمة الرسول الاکرم و نصرته و عدم خذلانه، و قال: إن عليا و جعفرا ثقي عند ملم الزمان و النوب و هذه الابيات خرجها في ديوانه (ص 42) و هي ثلاثة أبيات و فيها تصريح بنبوة النبي صلي الله عليه و آله، فهل يشک في إبمان من کان کلامه هذا؟ و هل الاقرار بالنبوة في الشعر و النثر يختلف في الاثر فلا يعتبر في الشعر؟ هذا و قد خرج الابيات الثلاثة ابن أبي الحديد الشافعي في شرحه لنهج البلاغة (ج 14 ص 26 طبع ثاني) ثم قال: و قد جاءت، الرواية أن أبا طالب (عليه السلام) لما مات جاء علي عليه السلام إلي رسول الله صلي الله عليه و آله: فآذنه بموته، فتوجع (رسول الله صلي الله عليه و آله) عظيما و حزن شديدا ثم قال له (أي لعلي عليه السلام): أمض فتول غسله.

فإذا رفعته علي سريره فاعلمني، ففعل (ذلک علي عليه السلام) فاعترضه (أي جاء إلي تشييعه) رسول الله صلي الله عليه و آله و هو محمول علي رؤوس الرجال.

فقال، وصلتک رحم يا عم، و جزيت خيرا، فلقد ربيت و کفلت صغيرا، و آزرت کبيرا، ثم تبعه (مشيعا) إلي حفرته، فوقف عليه فقال، أما و الله لاستغفرن لک، و لاشفعن فيک شفاعة يعجب لها الثقلان ثم قال ابن أبي الحديد کلاما مفصلا.

و من جملته انه لا يجوز للنبي أن يرق لکافر (کما تدعيه بنو أمية و أتباعهم) و لا (يجوز للنبي صلي الله عليه و آله) أن يدعو له بخير (أي لا يجوز للنبي صلي الله عليه و آله ان يدعو إلا لمسلم) و لا (يجوز للني صلي الله عليه و آله) أن يعده (أي يعد من ليس بمؤمن) بالاستغفار و الشفاعة، قال، و لم يصل عليه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و لا علي خديجة عليها السلام، لان صلاة الجنازة لم تشرع بعد

[صفحه 80]

و إنما کان تشبيع ورقة و دعاء.

(قال المؤلف) يفکي في إثبات إيمان أبي طالب عليه السلام دعاؤه صلي الله عليه و آله له اذ لو لم يکن مؤمنا ما کان يجوز له أن يدعو له أو يرق عليه أو يشيعه، و في تاريخ اليعقوبي (ج 2 ص 26) خرج دعاء النبي صلي الله عليه و آله لعمه بعد موته و مشايعته له و حزنه عليه، و يأتي ذلک مفصلا، و لا يخفي أن هذه الابيات الثلاثة المتقدمة أخرجها في ديوان أبي طالب عليه للسلام مع اختلاف و تقديم و تأخير، و هذا نصه: قال أبو هفان عبد الله بن أحمد المهزمي: و أنشدني خالد بن حمل عن عبد الکريم الباهلي لابي طالب: و الله لا أخذل النبي و لا يخذله من بني ذو حسب إن عليا و جعفرا ثقة و عصمة في نوائب الکرب لا تقعدا و انصرا ابن عمکما أخي لامي من بينهم و أبي (ثم قال) و حدثني أبو العباس المبرد، قال: حدثني ابن عائشة قال: مر أبو طالب برسول الله صلي الله عليه و آله و هو يصلي و علي عن يمينه و جعفر مع أبي طالب يکتمه إسلامه فضرب عضده و قال اذهب فصل جناح ابن عمک، و قال: ان عليا و جعفرا ثقتي عند احتدام الامور و الکرب أراهما عرضة اللقاء لذا ساميت أو انتمي إلي حرب لا تخذلا و انصرا ابن عمکما أخي لامي من بينهم و أبي (قال المؤلف) و من اشعار أبي طالب عليه السلام و قد نسبه اليه الطبري و البلاذري و الضحاک، کما ذکره في المناقب لا بن شهر اشوب (ج 1 ص 42) و هذا نص ألفاظه.

قال الطيري و البلاذري و الضحاک قالوا: لما رأت قريش حمية قومه

[صفحه 81]

(أي قوم النبي صلي الله عليه و آله و سلم) و ذب عمه أبو طالب عنه جاؤا اليه و قالوا جئناک بفتي قريش جمالا وجودا و شهامة.

عمارة بن الوليد تدفعه إليک يکون نصره و ميراثه لک و ندفع مع ذلک من عندنا ما لا.

و تدفع إلينا ابن أخيک الذي فرق جماعتنا و سفه أحلامنا فنقتله، فقال: و الله ما أنصفتموني أ تعطونني ابنکم أغذوه لکم و تأخذون ابني تقتلونه؟ هذا و الله ما لا يکون أبدا، أ تعلمون أن الناقة إذا فقدت ولدها لا تحن إلي غيره؟ ثم نهرهم فهموا باغتياله فمنعهم أبو طالب من ذلک و قال فيه: حميت الرسول رسول الآله بيض تلالا مثل البروق أذب و أحمي رسول الآله حماية عم عليه شفيق ثم ذکر في المناقب (ج 1 ص 43 (و قال: و أنشد (أبو طالب عليه السلام) و قال: يقولون لي دع نصر من جاء بالهدي و غالب لنا غلاب کل مغالب و سلم إلينا أحمدا و اکفلن لنا بنيا و لا تحفل بقول المعائب فقلت لهم الله ربي و ناصري علي کل باغ من لوي بن غالب (قال المؤلف) لا يخفي علي أي عاقل تارک للتعصب تصريحات أبي طالب عليه السلام برسالة ابن أخيه و إظهارة الايمان به علاوة علي ما أظهره من أنه يحاميه و لا يترک احدا يؤذيه کائنا من کان، و لا يخفي أيضا علي من راجع تاريخ حياة أبي طالب عليه السلام و ما کان يبديه عليه السلام في نصرة ابن أخيه رسول الله صلي الله عليه و آله و أن ما ذکره في المناقب ذکره غيره من علماء أهل السنة، و هم جماعة أنهم ذکروا القضيه و لم يذکروا أشعار أبي طالب عليه السلام المتقدمة.

(منهم) ابن أبي الحديد المعتزلي الشافعي فانه خرج في شرحه لنهج البلاغة (ج 14 ص 55) و قال: قال محمد بن إسحاق: ثم إن قريشا

[صفحه 82]

حين عرفت أن أبا طالب قد أبي خذلان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

و إسلامه إليهم، و رأوا جماعة علي مفارقتهم و عداوتهم مشوا اليه بعمارة بن الوليد بن المغيرة المخزومي و کان أجمل فتي في قريش فقالوا له: يا أبا طالب هذا عمارة بن الوليد أبهي فتي في قريش و أجمله فخذه إليک.

فاتخذه ولدا فهو لک، و سلم لنا هذا ابن أخيک الذي قد خالف دينک و دين آبائک، و فرق جماعة قومک لنقتله فانما هو رجل برجل، فقال أبو طالب: و الله ما أنصفتموني، تعطوني ابنکم أغذوه لکم و أعطيکم ابني تقتلونه؟ هذا و الله ما يکون أبدا، فقال له المطعم بن عدي بن نوفل و کان صديقا مصافيا و الله يا أبا طالب ما أراک تريد أن تقبل من قومک شيئا، لعمري قد جهدوا في التخلص مما تکره، و أراک لا تنصفهم، فقال أبو طالب: و الله ما أنصفوني و لا أنصفتني، و لکنک قد أجمعت علي خذلاني، و مظاهرة القوم علي فاصنع ما بدا لک.

(قال المؤلف) إلي هنا ذکر ابن أبي الحديد القضيه و ترک أشعار ابي طالب عليه السلام.

(و منهم) ابن هشام فانه خرج ما خرجه ابن أبي الحديد مع اختلاف في بعض ألفاظه، و فيه زيادة لا تغير المعني فالأَولي ترکه فمن أراد ألفاظه فليراجع سيرة ابن هشام (ج 1 ص 245 طبع مصر سنة 1329 ه) ثم قال ابن هشام في سيرته بعد قوله لمطعم: فاصنع ما بدا لک أو کما قالوا قال: فحقب الامر و حميت الحرب و تنابذ القوم و بادي بعضهم بعضا فقال أبو طالب عند ذلک يعرض بالمطعم بن عدي و يعم من خذله من عبد مناف و من عاداه من قبائل قريش و يذکر ما سألوه و ما تباعد من أمرهم.

[صفحه 83]

ألا قل لعمرو و الوليد بن مطعم ألا ليت حظي من حياضکم بکر من الخور حجاب کثير رغاؤه يرش علي الساقين من بوله قطر تخلف خلف الورد ليس بلا حق إذا ما علا الفيفاء قيل له وبر أري أخوينا من أبينا و أمنا إذا سئلا قالا إلي غيرنا الامر بلي لهما أمر و لکن تجر جما کما جرجمت من رأس ذي علق صخر أخص خصوصا عبد شمس و نوفلا هما نبذانا مثل ما ينبذ الجمر هما أغمزا للقوم في أخويهما فقد أصبحا منهم أکفهم صفر هما أشرکا في المجد من لا أبا له من الناس إلا ان يرس له ذکر و تيم و مخزوم و زهرة منهم و کانوا لنا مولي إذا بغي النصر فو الله لا ينفک منا عداوة و لا منهم ما کان من نسلنا شفر فقد سفهت أحلامهم و عقولهم و کانوا کجفر بئس ما صنعت جفر قال ابن هشام: ترکت منها بيتين أقذع فيهما، ثم قال ابن إسحاق: ثم إن قريشا تذامروا بينهم علي من في القبائل منهم من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله، الذين أسلموا معه، فوثب کل قبيلة علي من فيهم من المسلمين يعذبونهم و يفتنونهم عن دينهم، و منع الله رسول الله صلي الله عليه و آله منهم بعمه ابي طالب، و قد قام أبو طالب حين رأي قريشا يصنعون ما يصنعون في بني هاشم و بني المطلب فدعاهم إلي ما هو عليه من منع رسول الله صلي الله عليه و آله و القيام دونه فاجتمعوا اليه، و قاموا معه و أجابوه إلي ما دعاهم اليه إلا ما کان من أبي لهب عدو الله الملعون، فلما رأي أبو طالب من قومه ما سره في جهدهم معه وحدبهم عليه، جعل يمدحهم و يذکر قديمهم و يذکر فضل رسول الله صلي الله عليه و آله فيهم، و مکانه منهم ليشد لهم رأيهم و ليحدبوا معه علي أمره فقال:

[صفحه 84]

إذا اجتمعت يوما قريش لمفخر فعبد مناف سرها و صميمها فان حصلت أشراف عبد منا فها ففي هاشم أشرافها و قديمها و إن فخرت يوما فان محمدا هو المصطفي من سرها و کريمها تداعت قريش غثها و ثمنيها علينا فلم تظفر و طاشت حلومها و کنا قديما لا نقر ظلامة إذا ما ثنوا صعر الخدود نقيمها و نحمي حماها کل يوم کريهة و نضرب عن أحجارها من يرومها بنا انتعش العود الذواء و انما باکنافنا تندي و تنمي أرومها (قال المؤلف): قال ابن هشام في القطعة المتقدمة ترک مها بيتين أقذع فيهما (أي أبو طالب عليه السلام) و قد ترک بيتين أيضا من هذه القطعة مقد خرجهما في ديوانه (أبو هفان عبد الله بن احمد) و هذا لفظه فيهما: هم السادة الاعلون في کل حالة لهم صرمة لا يستطاع قرومها يدين لهم کل البرية طاعة و يکرمها ما الارض عندي أديمها (قال المؤلف): و أما القطعة السابقة فقد أخرجها أبو هفان في ديوانه عليه السلام، و فيها زيادة في الابيات و اختلاف في الترتيب و إليک نصها: ألا ليت حظي من حياطة نصرکم بان ليس لي نفع لديکم و لا ضر و سار برحلي فاطر الناب جاشم ضعيف القصيري لا کبير و لا بکر الجاشم المتکاره علي السير و القصيري أضعف الاظلاع.

من الحور حتحات کثير رغاؤه يرش علي الحاذين من بوله قطر (أي من نتاج الخوار، و هي الغزارة الواحدة خوارة، و الحاذ ان باطنا الفخذ.

يخلف خلف الورد ليس بلا حق إذا ما علا الفيفاء قيل له وبر

[صفحه 85]

(قال ابومحلم) لثقته أنه يلحق، و ان قال ليس بلا حق، و الفيفاء الصحراء الممتدة، و الوبرة دابة تکون بجبال تهامة و تجمع وبرا و و بارا قال جرير: تطلي و هي سيئة المعري بعين الوبر تحسبه ملابا أري أخوينا من أبينا و أمنا إذا سئلا قالا إلي غيرنا الامر (قال) يريد بني نوفل بن عبد مناف و عبد شمس بن عبد مناف.

بلي لهما أمر و لکن ترجما کما رجمت من رأس ذي العلق الصخر (قال) الترجم القول بالظن لانه يرمي به علي غرر کالحجر، و العلق الذي يتعلق بحجارته في المرمي اليه.

أخص خصوصا عبد شمس و نوفلا هما نبذانا مثل ما نبذ الجمر و ما ذاک إلا سؤدد خصنا به آله العبا و اصطفانا له الفخر هما غمزا للقوم في أخويهما فقد أصبحا منهم أکفهم صفر هما أشرکا في المجد من لا أبا له من الناس إلا أن يرس له ذکر قال الرس هو الذکر الخفي أخذ من الرس و هو القبر و البرء (قال) يريد الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن کعب بن لوي، و کان الوليد من العظماء المستهزئين بالنبي صلي الله عليه و آله و من الذين مشوا إلي أبي طالب في أمر النبي صلي الله عليه و آله، و نزل فيه قوله تعالي (ذرني و من خلقت وحيدا) الآية في سورة المدثر (74) آية (11) و تيم و مخزوم و زهرة منهم و کانوا لنا أولي إذا بغي النصر فقد سفهت أحلامها و عقولها و کانوا کجعر بئسما صنعت جعر (قال) يريد السلح أي هم قذري کهذا فو الله لا تنفک منا عداوة و لا منهم ما دام من نسلنا شقر

[صفحه 86]

(قال المؤلف) قال العلامة زيني دحلان الشافعي في کتابه أسني المطالب (ص 21 من الطبع الثاني): و من غرر مدائح أبي طالب للنبي صلي الله عليه و آله الدالة علي تصديقه إياه قوله: إذا اجتمعت يوما قريش لمفخر فعبد مناف سرها و صميمها فخرج ثلاثة أبيات آخرها (هو المصطفي من سرها و کريمها) و لم يخرج بقية الابيات السبعة التي خرجها ابن هشام، و قد تقدمت جميعها (ثم قال) زيني دحلان: و هذا موافق لقوله صلي الله عليه و آله و اصطفاني من بني هاشم (قال البرزنجي) و هذا نطق بالوحي قبل صدوره من النبي صلي الله عليه و آله فانه صلي الله عليه و آله أخبر بذلک بعد مدة من قول أبي طالب، و الحديث وحي کالقرآن فثبت بهذه الاخبار و الاشعار أن أبا طالب کان مصدقا بنبوة النبي صلي الله عليه و آله و سلم و ذلک کاف في نجاته (قال القرافي) في شرح التنقيح عند قول أبي طالب: و قد علموا ان ابننا لا مکذب لدينا و لا يعزي لقول الا باطل إن هذا تصريح باللسان و اعتقاد بالجنان، و ان أبا طالب ممن آمن بظاهره و باطنه (برسالة ابن أخيه محمد صلي الله عليه و آله) و کان يقول: إني أعلم أن ما يقول ابن أخي حق (قال) و لم يذعن ظاهرا خوفا من أن قريش لا تقبل حمايته (للنبي صلي الله عليه و آله) قال: و قوله (في بعض الاحيان) لو لا أخاف أن تعيرني نساء قريش (لتظاهرت بالاسلام) إنما قال ذلک تعمية علي قريش ليوهم عليهم أنه علي دينهم و هذا عذر صحيح بلغ به تمکين النبي صلي الله عليه و آله و تثبيت نبوته و الدعوة إلي ربه (ثم قال): و هذا الذي اخترناه من کون نجاة أبي طالب لما کان عنده من التصديق الکافي في النجاة في الآخرة هو طريق المتکلمين

[صفحه 87]

من أئمتنا الاشاعرة، و هو ما دلت عليه أحاديث الشفاعة، و أحاديث الشفاعة کثيرة، وکلها فيها تصريح بأنها لا تنال مشرکا: و قد نالت الشفاعة أبا طالب فدل ذلک علي عدم إشراکه.

(بعض ما قيل في الاحاديث المکذوبة في حق) (مؤمن قريش) (قال المؤلف) انتهي کلام العلامة زيني دحلان الشافعي مع الاختصار، و من أراد التفصبل فليراجع کتابه (أسني المطالب) (ص 21) فيراه يثبت ايمان أبي طالب بإبن أخيه بادلة عقلية و نقلية، و يؤل الاحاديث التي استدلوا بها علي ترک أبي طالب عليه السلام و عدم ايمانه، و لو أفسدها بالجرح في أسانيد الاحاديث کان أولي و أثبت للمقصود، فان جميع ما روي في عدم إيمان أبي طالب عليه السلام أسانيدها واهية و رواتها مأمونين لانهم من أعداء محمد و آل محمد صلي الله عليه و عليهم، و لو راجعت أحوالهم تراهم من الکذابين و الوضاعين منهم (محمد بن يحيي) و هو ابن رزين المصيصي، و قد قال الذهبي في ميزان الاعتدال (ج 3 ص 147) في حقه أنه دجال يضع الحديث، و هذا نصه: قال ابن حبان: محمد بن يحيي بن رزين يضع الحديث، روي عن عثمان بن عمرو ابن فارس عن کهمس عن الحسن عن انس مرفوعا: کل ما في السماوات و الارض و ما بينهما فهو مخلوق الله و القرآن، و ذلک أنه منه و اليه يعود، و سيجيء قوم من أمتي يقولون: القرآن مخلوق فمن قاله منهم فقد کفر و طلقت إمرأته منه (و هذا الحديث من موضوعاته).

(قال المؤلف) جميع علماء الامامية و کثير من علماء السنة

[صفحه 88]

قائلون بأن القرآن مخلوق و في القرآن آيات عديدة تدل علي ذلک، و هذا المقام لا يناسب بيان ذلک، و من علماء السنة القائلين بخلق القرآن المأمون العباسي و جماعة آخرون.

(و من جملة) رواة حديث النفس الزکية کما في کتاب (شيخ الابطح) ص 81، هو عثمان بن سعيد بن سعد المدني و هذا سعيد من مجاهيل الرواة.

(و من جملة) رواة الحديث (محمد بن بشير) فقد ذکر في ميزان الاعتدال (ج 3 ص 31) رجلين بهذا الاسم و کلاهما لا يعتمد عليهما قال الذهبي: محمد بن بشير بن عبد الله القاص، قال ابن معين: ليس بثقة و (محمد بن بشير بن مروان) قال يحيي: ليس بثقة، و قال الدار قطني ليس بالقوي في حديثه، و أبو عبد الرحمن و ابن أبي حرب و الحاکم ابن صدقة ليس لهم ذکر في کتب الرجال فهم مجهولون (قال المؤلف) جميع ما روي في أبي طالب عليه السلام من الاحاديث المنافية لرفيع مقامه عليه السلام مختلفة و أسانيدها واهية باعتراف علماء السنة، و العجب کل العجب من مثل ابن أبي الحديد و زيني دحلان و أمثالهما مع إطلاعهم علي الاحاديث المروية عن النبي صلي الله عليه و آله و عن أهل البيت عليهم السلام في حق أبي طالب عليه السلام، و هي أحاديث تثبت له المقام الرفيع في الدنيا و الآخرة، و مع إطلاعهم علي ما قام به عليه السلام من بذل نفسه و نفيسه من أولاده و عشيرته في نصرة ابن أخيه صلي الله عليه و آله و مشارکته في نشر ما جاء به من عند ربه من الدين الحنيف و أمره أولاده و ذويه في القيام معه في ترويج ما جاء به من الشريعة الاسلامية، و مع ما عرفوه من أشعاره الکثيرة الصريحة في إيمانه مع ذلک کله يتخذون الاحاديث المروية من أعداء أبي طالب عليه السلام

[صفحه 89]

بل أعداء بن هشام صحيحة، و يتعسفون في توجيهها بتوجيهات واهية فهذا العالم المطلع علي حياة أبي طالب عليه السلام و علي ما روي من أولاده في حقه عليه السلام تراه يقول في شرحه لنهج البلاغة (ج 14 ص 82) طبع ثاني، ما هذا نص ألفاظه.

" فاما أنا فان الحال ملتبسة عندي، و الاخبار متعارضة ".

(قال ابن أبي الحديد): يقف في صدري رسالة النفس الزکية إلي المنصور (العباسي) و قوله فيها، " فأنا ابن خير الاخيار، و أنا ابن شر الاشرار و أنا ابن سيد أهل الجنة، و ان ابن سيد أهل النار ".

(قال) فان هذه شهادة منه علي أبي طالب و هو ابنه و غير متهم عليه، و عهده قريب من عهد النبي صلي الله عليه و آله، و لم يطل الزمان فيکون الخبر مفتعلا.

(قال المؤلف) النفس الزکية، هو محمد بن عبد الله بن الحسن ابن الامام السبط الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، لقب بالنفس الزکية و قتل في سنة (145 ه) بأمر المنصور قتله ولي عهد المنصور عيسي بن موسي کما في مقاتل الطالبين (ص 232) و ذلک لما ثار علي المنصور بعد أن قتل أباه بالکوفة و قتل معه مائتين و خمسين رجلا من أصحابه.

(قال المؤلف) بعد المراجعة إلي رواة هذا الحديث المختلق المکذوب تراهم لا يزيدون علي خمسة، و هم عثمان بن سعيد بن سعد، و محمد بن يحيي، و أبو عبد الرحمن، و الحکم بن صدقة بن بزار و ابن أبي حرب.

و قد طعن أهل الجرح و التعديل في هؤلاء، و قد تقدم ما قيل فيهم نقلا من کتب الرجال لعلماء أهل السنة فلا فائدة في تکرار ذلک، هذا أولا و ثانيا اختلاف الحديث المروي في الباب دليل آخر علي أنه مکذوب

[صفحه 90]

و منسوب إلي النفس الزکية راجع تاريخ الطبري (ج 6 ص 196) و تاريخ الکامل لا بن الاثير (ج 5 ص 5) و کامل المبرد (ج 3 ص 1274 ص 1275) و کتاب المحاضرات، و تاريخ الامم و الدولة العباسية (ص 65) تري الحديث مرويا فيها مع اختلاف في ألفاظه، و هو دليل آخر قوي علي أنه حديث مختلق مکذوب لاجل غاية کانوا يطلبونها من أمير الشام و هو تشکيک الناس في إيمان مؤمن قريش عليه السلام الذي شاع الاسلام و بني الدين علي ما قام به من نصرة ابن أخيه صلي الله عليه و آله و لولاه لما قام الدين، و لم يتمکن النبي صلي الله عليه و آله من نشر دعوته الاسلامية، هذا و لو تأملت في ألفاظ الحديث المنسوب إلي النفس الزکية تراها رکيکة واهية، فهل رأيت أحدا يفتخر بأهل النار و يقول أنا سيد أهل النار، أو يفتخر بالاشرار، و يقول أنا ابن شر الاشرار، نعم لا يصدر هذا الافتخار إلا من مجنون لا يعقل ما يقول، و النفس الزکية عليه السلام لم يکن مجنونا، و لم تصدر منه هذه الکلمات، و علي الاخص في مقابل شخص کالمنصور الذي هو من أعدائه و أعداء آبائه عليهم السلام و في حال قيامه بالحرب معه، و نسأل المفتعل لهذا الحديث هل کان أبو طالب عليه السلام شر الاشرار أو خير الاشرار؟ کما في بعض ألفاظ الحديث، و هل في الشر خير حتي يکون أبو طالب عليه السلام خيرهم و هل لاهل النار سيد حتي يکون أبو طالب عليه السلام سيدهم؟.

فهل يقال لمن نصر الرسول الاکرم، و قام في الذب عنه و حياطته شر الاشرار؟ و لابي لهب و أبي جهل خير الاخيار؟ و هما اللذان آذيا الرسول صلي الله عليه و آله بأنواع الاذي، و لو تمکنوا علي أکثر مما عملوا ما قصروا عنه.

(قال المؤلف) فلنرجع إلي فول ابن أبي الحديد حيث قال: و هو

[صفحه 91]

أي النفس الزکية متهم عليه، و عهده قريب من عهد النبي صلي الله عليه و آله، و لم يطل الزمان فيکون الخبر مفتعلا، فيقال له فهل الرسول الاکرم و أمير المؤمنين و أولاده النفس الزکية متهمون فيما ذکروا و بينوا من أحوال جدهم أبي طالب عليه السلام؟ فهل الامام الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام متهم فيما بينه في حق جده عليه السلام؟ فهل عهد أمير المؤمنين عليه السلام و أولاده إلي الصادق عليه السلام عهدهم بعيد من جدهم رسول الله صلي الله عليه و آله و من جدهم أبي طالب عليه السلام، فهل النفس الزکية لم يکن معاصرا لامام زمانه جعفر بن محمد الصادق عليه السلام؟ و هل يقاس النفس الزکية بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب أو بأحد من أولاده المعصومين عليهم السلام حتي يتوقف لقوله؟ و کل فرد من أفراد المسلمين المطلعين علي حياة أمير المؤمنين و أولاده المعصومين عليهم السلام لا يتوقف لقول من خالفهم سواء کان من أولادهم أو کان أجنبيا منهم، فان علماء المسلمين المعاصرين لامير المؤمنين علي بن أبي طالب و أولاده المعصومين کالأَمام الحسن، و الامام الحسين، و الامام علي بن الحسين، و الامام محمد الباقر، و الامام جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام جميعهم يعترفون بفضلهم و رفيع مقامهم في العلم إلا من اتبع هواه، و أطاع سلطان عصره من الامويين العباسيين الذين أظهروا عداءهم لهم، و شردوهم و قتلوهم حسدا لما أعطاهم الله من المقام الرفيع في الدنيا في أنظار البشر، فکانوا عليهم السلام هم السلاطين علي قلوب البشر بل علي جميع ما خلقه الله، فلو أنصف ابن ابي الحديد لما تفوه بما قال: من أنه من المتوقفين في إيمان اکبر فرد من المؤمنين، و من لولاه و لو لا سيف ولده عليهما السلام لما عرف الله و و حد، و لما تمکن النبي صلي الله عليه و آله من بث دعوته

[صفحه 92]

و إرشاد الناس إلي الدين الحنيف، و إن ابن أبي الحديد يعرف جميع ما ذکرناه حق المعرفة، و يؤيد ما قلناه، و يشهد بذلک ما نسب اليه من شعره حيث قال: مادحا لابي طالب عليه السلام، و ذلک لما أرسل معاصره السيد العلامة شمس الدين فخار بن معد الموسوي ما کتبه في إيمان أبي طالب و هو الکتاب الذي سماه (الحجة علي الذاهب إلي تکفير أبي طالب) أرسله اليه ليشهد علي صحته و صحة ما فيه فکتب ابن أبي الحديد علي ظهر الکتاب الابيات الآتية.

(قال المؤلف) وجدت في ترجمة المؤلف لکتاب (الحجة علي الذاهب إلي تکفير أبي طالب) ما هذا نصه: هو الامام شمس الدين أبو علي فخار بن معد بن فخار بن أحمد بن محمد بن محمد، المکني بأبي الغنائم ابن الحسين شيتي بن محمد الحائري ابن إبراهيم المجاب ابن محمد العابد ابن موسي الکاظم عليه السلام، کان عالما فقيها رجاليا نسابة راوية، أديبا شاعرا کما ذکره الرجاليون و النسابون، توفي سنة (630) في اليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارک، و هدا ما وجد بخط حفيده علم الدين المرتضي علي بن جلال الدين عبد الحميد بن فخار، قال عرض السيد المؤلف لکتاب (الحجة) علي عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي الشافعي فکتب علي ظهره في مدح أبي طالب عليه السلام (و ابنه أمير المؤمنين عليه السلام).

و لو لا أبو طالب و ابنه لما مثل الدين شخصا فقاما فذاک بمکة آوي و حامي و هذا بيثرب جس الحماما تکفل عبد مناف بأمر و أودي فکان علي تماما فقل في ثبير مضي بعد ما قضي ما قضاه و أبقي شماما فللله ذا فاتحا للهدي و للله ذا للمعالي ختاما

[صفحه 93]

و ما ضر مجد أبي طالب مجهول لغا أو بصير تعامي کما لا يضر إياة الصبا ح من ظن ضوء النهار الظلاما (قال المؤلف) أللهم انا نشهد بعلو مقام أبي طالب عليه السلام و بايماته معترفين، و نرجو شفاعته يوم الدين.

(قال المؤلف): و يؤيد کلام السيد أعلي الله مقامه ما ذکره ابن أبي الحديد المعتزلي الشافعي المتوفي سنة 655 ه في کتابه شرح نهج البلاغة (ج 14 ص 83) طبع ثاني في المطلوب و هذا نصه: صنف بعض الطالبيين في هذا العصر کتابا، في إسلام أبي طالب و بعثه إلي، و سألني أن أکتب عليه بخطي نظما أو نثرا، أشهد فيه بصحة ذلک، و بوثاقة الادلة عليه، فتحرجت أن أحکم بذلک حکما قاطعا، لما عندي من التوقف فيه، و لم أستجز أن أقعد عن تعظيم أبي طالب فاني أعلم أنه لولاه لما قامت للاسلام دعامة، و أعلم أن حقه واجب، علي کل مسلم في الدنيا إلي أن تقوم الساعة، فکتب علي ظاهر المجلد هذه الابيات السبعة: و لو لا أبو طالب و ابنه لما مثل الدين شخصا فقاما فذاک بمکة آوي و حامي و هذا بيثرب جس الحماما إلي آخر الابيات السبعة المتقدمة، و لفظه يساوي ما تقدم نقله من ترجمة السيد العلامة فخار بن معد بلا اختلاف في ألفاظه، و قال بعد ذکره الابيات فوفيت حقه من التعظيم و الاجلال و لم أجزم بأمر عندي فيه وقفة.

(قال المؤلف) لو تأملت قليلا فيما کتبه ابن أبي الحديد في أحوال أبي طالب عليه السلام تراه يتناقض في أقواله، فتارة يتکلم بما يظهر منه أنه يعترف بايمان أبي طالب عليه السلام، و تارة يتکلم بما يظهر منه أنه

[صفحه 94]

منکر لذلک، و تارة يصرح بانه من المتوقفين في إيمان أبي طالب عليه السلام و الذي يقوي في نطري أن ابن أبي الحديد لا يظهر عقيدته في الامر المتنازع فيه رعاية لاکثر علماء أهل نحلته حيث أنهم يصرحون بان أبا طالب عليه السلام لم يمت علي الايمان برسول الله صلي الله عليه و آله بل مات و هو علي دين أشياخه من قريش (عبد المطلب عليه السلام و أمثاله).

(قال المؤلف) بعد أن کتبت ما في نظري بالنسبة إلي ابن أبي الحديد عثرت علي کلام لاحد المعاصرين، و هو العلامة المحقق المدقق الاستاذ الشيخ عبد الله الخنيزي دام بقاه، و قد وافق نظره نظري في أن ابن أبي الحديد يوجد في بباناته التناقض الصريح في الفقرة التي قبل أبياته و بعد أ بيانه، و إليک نص کلامه في کتابه (أبو طالب مؤمن قريش ص 300).

قال حفظه الله و أيده: إننا لنجد التناقض صريحا في الففرة التي قبل أبياته، فهو يقول: إنه تحرج عن الحکم بإسلام أبي طالب لتک الوقفة في نفسه، و لکنه لم يستجز العقود عن تعظيم من کان السناد لبناء صرح الاسلام الشموخ، و من لولاه لما کانت للاسلام دعامة قائمة، و حقه واجب عي کل مسلم، في الدنيا وجد.

أو کان في عالم الايجاد، حتي فناء الدنيا، و قيام يوم الدين.

فهذان ضدان لا يجتمعان، أبو طالب کافر، و لکنه لو لم يکن لما کان للاسلام دعامة، و بذلک له الحق المفروض في عنق کل من يمت للاسلام بسبب، فأي کافر هذا؟ و من أين له هذا الحق الرجيح؟ هل کان من کفره؟ و کيف کان العضد و الدعامة في بناء الاسلام، ذلک الکافر؟ و لکنه بعد ذلک کله کتب علي الکتاب تلک الابيات التي نطق بالحق فيها فراح يعرض لما قام به أبو طالب و ابنه الامام، من رفيع العلم، وفذ النصرة، و هما دعامتا الاسلام التان لو لا هما لما مثل الدين، و قامت له قائمة.

[صفحه 95]

فالأَب، بدأ العمل الرفيع، و أسس دعامة البناء.

و الولد، أتم العمل، و زاد في البناء.

الاب، حاط الرسول (صلي الله عليه و آله) و نصره.

و الولد، لاقي الحمام، حتي جس منه الملمس، في سبيله.

فالمهمة الفضلي التي تکفل بها الاب الکريم و أودي بعد أن لم يصل الغاية کان لها الابن العظيم ذلک المتمم، فکان تماما للجهد الذي الذي قام به الاب (عليه السلام).

فابو طالب (عليه السلام) هو الفاتح للهدي، و ابنه کان الختام للمعالي.

ما تقول في هذا، (فللله ذا فاتحا للهدي) و ما الهدي هذا؟ أ ليس يعني هدي الاسلام؟ فهل الفاتح لهدي الاسلام يکون ذاک الکافر الجاحد؟ استغفر الله.

و لکنه قد وفاه حقه من التعظيم و الاجلال، کما يقول، لم يجزم بإسلامه، و قد وقف في حلقه ما وقف و لعله قد شرق بالماء، أو قد امتلا به فوه فلم يستطع النطق.

و لکننا نقف عند قوله: و ما ضر مجد أبي طالب جهول لغا أو بصير تعامي کما لا يضر إياة الصباح من ظن ضوء النهار الظلاما فأي ضرر علي مجد أبي طالب (عليه السلام) الاثيل، و إيمانه الرسيخ، و إسلامه الثابت أن يتعامي عنه ابن أبي الحديد؟ (أو غيره ممن هو علي رأيه) و هو به ذلک البصير لاشياء قد نکون فرضت عليه أن يسلک هذا الطريق المنآد و يتجنب المهيع الابلج.

(قال المؤلف) نرجع إلي الکلام في شعر أبي طالب عليه السلام

[صفحه 96]

الذي ذکرة ابن هشام في سيرته.

قال في السيرة (ج 1 صفحة 246) بعد ذکره القصيدة: ترکت منها بيتين أقذع فيهما (أي شتم) و قد اشتبه أو کذب فقد ترک من القصيدة أربعة أبيات، و يمکن أن يقال: إن الابيات التي وصلت اليه کانت ثلاثة عشر و ترک منها بيتين، لانه عليه السلام أقذع فيها (قال في مختار الصحاح قذعه و أقذعه رماه بالفحش و شتمه) فقوله أقذع فيهما أي شتم، و لکن اشتبه ابن هشام في نسبة الفحش و الشتم إلي أبي طالب عليه السلام فان أبا طالب عليه السلام کان مؤدبا لا يصدر منه الفحش في حق عدو أو محب، و لکنه عليه السلام بين الحقيقة في قوله فجعل ابن هشام بيان الحقاثق فحشا حيث لا يرضي بما ذکره أبو طالب حمية لاعداء النبي صلي الله عليه و آله، و من الممکن أن نقول: إن من بين أبو طالب حقائقهم کانوا من أقرباء ابن هشام و من عشيرته فاخذته الحمية فما تمکن من ذکر ما بسوؤهم و لو کان أمرا صحيحا واقعا و هذا بعيد لان ابن هشام حميري و من ذکرهم أبو طالب من قريش و حمير لم تکن من قريش، راجع کتاب أتساب العرب.

(قال المؤلف): و من شعر أبي طالب عليه السلام الدال علي إيمانه بإبن أخيه محمد صلي الله عليه و آله و علو مقامه ما خرجه ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة (ج 14 ص 61 طبع ثاني: و قالوا لاحمد أنت أمرؤ خلوف الحديث ضعيف السبب و إن کان أحمد قد جاءهم بصدق و لم يأتهم بالکذب فأني و من حج من راکب و کعبة مکة ذات الحجب تنالون أحمد أو تصطلوا ظباة الرماح و حسد القضب و تغترفوا بين أبياتکم صدور العوالي و خيلا شزب

[صفحه 97]

تراهن من بين ضافي السبب قصير الحزام طويل اللبب عليهما صناديد من هاشم هم الانجبون مع المنتجب (قال المؤلف) التصديق بما جاء به رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من دين و کتاب ليس هو الا الاسلام و الايمان، ففي قوله عليه السلام هذا اعتراف بالرسالة، و تصديق بما جاء به الرسول، فلو لا تصديقه برسالته ما قام بنصرته بنفسه و ولده و عشيرته، ما تحمل المشاق في حفظه من المشرکين و الکافرين، و لا يخفي علي طالبي الحق أن هذه القصيدة خرجها أبو هفان في ديوان أبي طالب عليه السلام و فيها اختلاف و زيادة في الابيات و إليک نصها کما في (ص 25) منه طبع النجف الاشرف.

تطاول ليلي بهم نصب و دمع کسح السقاء السرب للعب قصي بأحلامها و هل يرجع الحلم بعد اللعب و نفي قصي بني هاشم کنفي الطهاة لطاف الخشب و قول لاحمد أنت أمرؤ خلوف الحديث ضعيف السبب و إن کان أحمد قد جاءهم بحق و لم يأتهم بالکذب علي أن إخواننا وازروا بني هاشم و بني المطلب هما أخوان کعظم اليمين امرا علينا بعقد الکرب فيا لقصي ألم تخبروا بما حل بي من شئون العرب فلا تمسکن بأيديکم بعيد الانوف بعجم الذنب إلي م إلي م تلا فيتم بأمر مزاح و حلم عزب زعمتم بأنکم جيرة و أنکم إخوة في النسب فکيف تعادون أبنائه و أهل الديانة بيت الحسب فأني و من حج من راکب و کعبة مکة ذات الحجب تنالون من أحمد أو تصطلوا ظباة الرماح وحد القضب

[صفحه 98]

و تعترفوا بين أبياتکم صدور العوالي و خيلا عصب إذ الخيل تمرغ في جريها بسير العنيق و حث الخبب[1] تراهن ما بين ضافي السبب قصير الحزام طويل اللبب[2] و جرداء کالظبي سمحوجة طواها النقائع بعد الحلب[3] عليها رجال بني هاشم هم الانجبون مع المنتجب (قال المؤلف) فهذه تسعة عشر بيتا، خرج ابن أبي الحديد الشافعي منها سبعة أبيات و ترک البقية للاختصار أو لامر آخر، و هو الذي صار سببا في توقفه في ايمان من يعلن في شعره و نثره بقوة إيمانه، و من تأمل في أحوال أبي طالب عليه السلام و فيما قام به في نصرة سيد المرسلين عرف حق اليقين بانه عليه السلام من المؤمنين المتقين عليه و علي آله أفضل التحية و الصلاة و السلام.

وصفة القرآن العظيم بصفة عجيب، لها نظيرها في القرآن ذاته و ذلک في حکايته عن مؤمني الجن (انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلي الرشد فآمنا به) سورة الجن (72) آية 1.

(قال المؤلف) إن أبا طالب عليه السلام کان ينصر ابن أخيه صلي الله عليه و آله و کان ينصر من ينصره، و کل من اعتنق ما جاء به من الشريعة الاسلامية السهلة السمحة، و من جملة من قام بنصرته أبو سلمة بن عبد الاسد المخزومي، فانه عليه الرحمة لما آذوه

[صفحه 99]

و لم ير ناصرا التجأ إلي أبي طالب عليه السلام فاجاره و قام بنصرته أحسن قيام، فلما أجاره و دافع عنه جاءت اليه رجال من المشرکين و قالوا: يا أبا طالب أنک نصرت ابن أخيک محمدا فما بالک تنصر أبا سلمة فأجابهم عليه السلام إنه استجار بي و هو ابن اختي (و ذلک لان أم أبي طالب عليه السلام مخزومية) و إن أنا لم أمنع ابن اختي، لم امنع ابن اخي فيرتفع للغط صدي، و يعلو للجدل صوت، و يخشي الوفد الفتنة فيخاف وخيم العاقبة، فيعود فارغ اليد، مغلوبا علي أمره، فاشل المسعي.

قال: و اذ رأي أبو طالب أن أبا لهب قد قال کلمة في هذه الحادثة في جانب أبي طالب، فقد طمع فيه أبو طالب و راح يدعوه لنصرة الرسول و أن يقف إلي جانبه في حماية الدين الجديد کما هو واقف، فراح يدعوه لذلک، في قطعتين من شعره.

(قال المؤلف) إن العلامة الخنيزي ذکر الواقعة بالمعني و لم يذکر ألفاظهم، و لو ذکر ألفاظهم کان أوقع و أصرح، و إليک قول ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (ج 3 ص 306 طبع أول، و في ج 14 ص 56 طبع ثاني) في نفس القضيه.

قال محمد بن إسحاق، فلم يؤثر عن أبي لهب خير قط، إلا ما روي أن أبا سلمة بن عبد الاسد المخزومي لما وثب عليه قومه ليعذبوه و يفتنوه عن الاسلام هرب منهم، فاستجار بأبي طالب، وأم أبي طالب مخزومية و هي أم عبد الله والد رسول الله صلي الله عليه و آله فاجاره فمشي اليه رجال من بني مخزوم، و قالوا له يا أبا طالب، هبک منعت منا ابن أخيک محمدا، فما لک و لصاحبنا تمنعه منا؟ قال: إنه استجار بي و هو ابن اختي، و إن أنا لم أمنع ابن أختي لم أمنع ابن أخي، فارتفعت أصواتهم و أصواته، فقام أبو لهب و لم ينصر أبا طالب قبلها و لا بعدها

[صفحه 100]

فقال، يا معشر قريش، و الله لقد أکثرتم علي هذا الشيخ (أي أبا طالب) لا تزالون تتوثبون عليه في جواره من بين قومه، أما و الله.

لتنتهن عنه أو لنقومن معه فيما قام فيه، حتي يبلغ ما أراد قال: فقالوا: بل ننصرف عما تکره يا أبا عتبة، فقاموا فانصرفوا و کان وليا لهم و معينا علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أبي طالب فاتقوه و خافوا أن تحمله الحمية علي الاسلام، فطمع فيه أبو طالب حيث سمعه قال ما قال و أمل أن يقوم معه في نصرة رسول الله صلي الله عليه و آله فقال (أبو طالب) يحرضه علي ذلک فانشد هذه الابيات.

و ان امرأ ابو عتيبة عمه لفي معزل من أن يسام المظالما و لا تقبلن الدهر ما عشت خطة تسب بها إما هبطت المواسما أقول له و أين منه نصيحتي أبا عتبة ثبت سوادک قاثما وول سبيل العجز غيرک منهم فانک لم تخلق علي العجز لازما و حارب فان الحرب نصف و لن تري أخا الحرب يعطي الخسف حتي يسالما کذبتم و بيت الله نبزي محمدا و لما تروا يوما من الشعب قائما و قال (عليه السلام) يخاطب أبا لهب أيضا، و يحرضه علي نصرة النبي صلي الله عليه و آله: عجبت لحلم بإبن شيبة عازب و أحلام أقوام لديک سخاف يقولون شايع من أراد محمدا بظلم وقم في أمره بخلاف أضاميم إما حاسد ذو خيانة و إما قريب عنک مصاف فلا ترکبن الدهر منه ذمامة و أنت أمرؤ من خير عبد مناف و لا تترکنه ما حييت لمعظم و کن رجلا ذا نجدة و عفاف تذود العدي عن ذروة هاشمية ألا فهم في الناس خير آلاف

[صفحه 101]

فان له قربي لديک قريبة و ليس بذي حلف و لا بمضاف و لکنه من هاشم ذي صميمها إلي أبحر فوق البحور طواف و زاحم جميع الناس عنه و کن له وزيرا علي الاعداء مجاف و إن غضبت منه قريش فقل لها بني عمنا ما قومکم بضعاف و ما بالکم تغشون منه ظلامة و ما بال أحقاد هناک خوافي فما قومنا بالقوم يخشون ظلمنا و ما نحن فيما ساءهم بخفاف و لکننا أهل الحفائظ و النهي وعز ببطحاء المشاعر واف (قال المؤلف) أخرج هاتين القصيدتين علماء التاريخ في موارد عديدة، في شيخ أبطح ص 29، و في السيرة النبوية ج 1، و في السيرة الهشامية ج 3، و في أعيان الشيعة (ج 39 ص 130)، و خرجهما السيد في (الحجة علي الذاهب ص 104 وص 105) و لکن بتقديم و تأخير في القصيدة، و اختلاف في کثير من ألفاظه، و نقص في أبياتهما و إليک نصه مع المقدمة التي ذکرها و فيه (بعض ما قيل في سبب کتمان مؤمن قريش أبي طالب إيمانه).

قال السيد فخار في ص 102 (من الحجة علي الذاهب) إعلم أن السبب الذي دعا أبا طالب إلي کتمان إيمانه و إخفاء إسلامه (و عدم تظاهره به کغيره ممن آمن و أسلم) ذلک لانه کان سيد قريش مدافع و رئيسها منازع، و کانوا له ينقادون، و لامره يطيعون، و هم علي ذلک بالله تعالي کافرون، و للاصنام يعبدون، فلما أظهر الله دينه، و ابتعث نبيه صلي الله عليه و آله، شمر أبو طالب في نصرته و إظهار دعوته و هو برسالته من المؤمنين، و ببعثته من الموقنين، و هو مع ذلک کاتم لايمانه، ساتر لاسلامه، لانه لم يکن قادرا علي القيام بنصر النبي صلي الله

[صفحه 102]

عليه و آله و سلم، و تمهيد الامور له بنفسه خاصة من دون أهل بيته و أصحابه و عشيرته و أحلافه، و کانوا علي منهاج قريش في الکفر، و کان أبو طالب لا يؤمن إذا أظهر إيمانه و أفشي إسلامه أن تتمالا قريش عليه و يخذله حليفه و ناصره، و يسلمه صميمه و صاحبه، فيؤدي فعله ذلک إلي إفساد قاعدة النبي صلي الله عليه و آله، و التغرير به، فکتم إيمانه استدامة لقريش علي طاعته، و الانقياد لسيادته ليتمکن من نصر النبي صلي الله عليه و آله، و إقامة حرمته، و الاخذ بحقه، و إعزاز کلمته و لهذا السبب کان أبو طالب يخالط قريشا و يعاشرهم، و يحضر معهم مآدبهم، و يشهد مشاهدهم، و هو مع ذلک يشوب هذه الافعال بتصديق النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و الحث علي اتباعه، فلو أنه نابذ قريشا و أهل مکة، و قام بمنابذتهم، کانوا کلهم يدا عليه و علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و لکنه کان يخادعهم، و يظهر لهم انه معهم، حتي تمت الرسالة، و انتشرت الکلمة، و شاعت الدعوة، و وضح الحق، و کثر المسلمون و صاروا عصبة أولي بأس و نجدة، و حتي شاع ذکره في الآفاق و جاءته الوفود، و علم من لم يعلم بحاله، و عرفت اليهود مبعثه، و لذلک لما قبض أبو طالب اتفق المسلمون علي أن جبرئيل عليه السلام نزل علي النبي صلي الله عليه و آله، و قال له ربک يقرأ عليک السلام و يقول لک: إن قومک قد عولوا علي أن يبتوک، و قد مات ناصرک، فاخرج عنهم، و أمره بالمهاجرة (إلي المدينة المنورة).

قال السيد فخار بن معد في (الحجة علي الذاهب ص 104) طبع أول بعد کلامه المتقدم: فتأمل إضافة الله تعالي أبا طالب رحمه الله إلي النبي عليه السلام و شهادته له انه ناصره، فان في ذلک لابي طالب عليه السلام أوفي فخر، و أعظم منزلة، و قريش رضيت

[صفحه 103]

من أبي طالب بکونه مخالطا لهم مع ما سمعوا من شعره و توحيده و تصديقه للنبي صلي الله عليه و آله و سلم، و لم يمکنهم قتله و المنابذة له، لان قومه من بني هاشم و إخوانهم من بني المطلب بن عبد مناف و أحلافهم و مواليهم و أتباعهم کافرهم و مؤمنهم کانوا معه، و لو کان نابذ قومه لکانوا عليه کافة، و لذلک قال أبو لهب لما سمع قريشا يتحدثون في شأنه و يفيضون في أمره: دعوا عنکم هذا الشيخ فانه مغرور بإبن أخيه، و الله لا يقتل محمد حتي يقتل أبو طالب، و لا يقتل أبو طالب حتي يقتل بنو هاشم کافة، و لا يقتل بنو هاشم حتي تقتل بنو عبد مناف، و لا تقتل بنو عبد مناف حتي تقتل أهل البطحاء، فامسکوا عنه، و إلا ملنا معه، فخاف القوم أن يفعل فکفوا، فلما بلغت أبا طالب عليه السلام مقالته (أي مقاله أبي لهب) طمع في نصرته " فقال (هذه الابيات) يستعطفه و يرققه ".

عجبت لحلم يا ابن شيبة حادث و أحلام او قوام لديک ضعاف يقولون شايع من أراد محمدا بسوء وقم في أمره بخلاف أضاميم إما حاسد ذو خيانة و إما قريب منک مصاف فلا ترکبن الدهر منه ظلامة و أنت امرؤ من خير عبد مناف يذود العدي عن ذروة هاشمية إلا فهم في الناس خير آلاف فان له قربي إليک قريبة و ليس بذي حلف و لا بمضاف و لکنه من هاشم في صميمها إلي أنجم فوق النجوم ضوافي فان غضبت فيه قريش فقل لها بني عمنا ما قومکم بضعاف قال السيد عليه الرحمة فلما أبطأ عنه ما أراد منه (أي من نصرة الرسول الاکرم صلي الله عليه (و آله) و سلم، قال يستعطفه أيضا فقال:

[صفحه 104]

و إن امرءا من قومه أبو معتب لفي منعة من أن يسام المظالما أقول له و أين منه نصيحتي أبا معتب ثبت سوادک قائما و لا تقبلن الدهر ما عشت خطة تسب بها إما هبطت المواسما وول سبيل العجز غيرک فيهم فانک لم تخلق علي العجز دائما و حارب فان الحرب نصف و لن تري أخا الحرب يعطي الخسف حتي يسالما[4] (قال المؤلف) يظهر من کلام السيد فخار في (الحجة علي الذاهب) أن القصيدة التي ذکرها ابن أبي الحديد مؤخرا في شرح النهج هي متقدمة کما تري فيما ذکرناه نقلا من کتاب (الحجة علي الذاهب) هذا علاوة علي ما فيها من الاختلاف في الکلمات، و لم يذکر السيد الابيات کما ذکره ابن أبي الحديد، بل نقص منها ستة أبيات لاجل الاختصار أو لان الرواية التي وصلت اليه لم يکن فيها أزيد من ثلاثة عشر بيتا، هذا و قد خرج الابيات في کتاب (الحماسة) لا بن الشجري (ص 16) و خرجها ابن هشام في السيرة (ج 1 ص 332) طبع مصر سنة 1329 ه و ذکر المقدمة التي أنشد لها أبو طالب عليه السلام الابيات، و مقدمته تقرب مما ذکره ابن أبي الحديد مقدمة للابيات في (ج 14 ص 56) طبع ثاني، ثم ذکر القصيدة الاولي بزيادة ثلاثة أبيات، علي ما ذکر ابن أبي الحديد، و لم يذکر القصيدة الثانية، و فيما ذکره اختلاف في الالفاظ علاوة علي الزيادة في الابيات، و هذا نصها: و ان امرأ أبو عتيبة عمه لفي روضة ما أن يسام المظالما أقول له و أين منه نصيحتي أبا معتب ثبت سوادک قائما فلا تقبلن الدهر ما عشت خطه تسب بها إما هبطت المواسما

[صفحه 105]

وول سبيل العجز غيرک منهم فانک لم تخلق علي العجز لازما و حارب فان الحرب نصف و ما تري أخا الحرب يعطي الخسف حتي يسالما و کيف و لم يجنوا عليک عظمية و لم يخذلوک غانما أو مغارما جزي الله عنا عبد شمس و نوفلا جماعتنا کيما ينال المحارما کذبتم و بيت الله نبزي محمدا و لما تروا يوما لدي الشعب قائما (قال المؤلف) ثم قال ابن هشام بقي منها بيت ترکناه.

و خرج الابيات أيضا ابن کثير في البداية و النهاية (ج 3 ص 93) و لفظه لفظ ابن هشام في السيرة سواء، و لم يذکر القصيدة الاخري التي ذکرها ابن أبي الحديد، و أولها: عجبت لحلم يا ابن شيبة عازب و أحلام أقوام لديک سخاف (قال المؤلف) و من أشعار أبي طالب عليه السلام التي فيها تصريح علي أنه کان مسلما مؤمنا بما جاء به ابن أخيه محمد صلي الله عليه و آله و سلم، ما خرجه ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة (ج 14 ص 78) طبع ثاني، و خرجه أبو هفان في ديوانه (ص 75) و اللفظ لا بن أبي الحديد الشافعي، قال عليه السلام، يا شاهد الله علي فاشهد إني علي دين النبي أحمد من ضل في الدين فاني مهتدي (قال المؤلف) قال ابن أبي الحديد بعد نقله ما نسب اليه عليه السلام من الاشعار فکل هذه الاشعار قد جاءت مجيئ التواتر لانه و ان لم تکن آحادها متواترة فمجموعها يدل علي أمر واحد مشارک و هو التصديق (بنبوة) محمد صلي الله عليه و آله، و مجموعها متواتر کما أن کل واحدة من قتلات علي عليه السلام الفرسان منقولة آحادا

[صفحه 106]

و مجموعها متواتر يفيدنا العلم الضروري بشجاعته عليه السلام، ثم قال ابن أبي الحديد: و اترکوا هذا کله جانبا، ما قولکم في القصيدة اللامية التي شهرتها کشهرة (قفانبک)، و إن جاز الشک فيها أو في شيء من أبياتها جاز الشک في (قفانبک) و في بعض أبياتها (ثم قال): و نحن نذکر منها هاهنا قطعة و هي قوله: أعوذ برب البيت من کل طاعن علينا بسوء أو يلوح بباطل و من فاجر يغتابنا بمغيبة و من ملحق في الدين ما لم نحاول کذبتم و بيت الله نبزي محمدا و لما نطاعن دونه و نناضل و ننصره حتي نصرع دونه و نذهل عن أبنائنا و الحلائل و حتي نري ذا الروع يرکب درعه من الطعن فعل الانکب المتحامل و ينهض قوم في الحديد إليکم نهوض الروايا تحت ذات الصلاصل و إنا و بيت الله من جد جدنا لتلتبسن أسيافيا بالاماثل بکل فتي مثل الشهاب سميدع أخي ثقة عند الحفيظة باسل و ما ترک قوم لا أبا لک سيدا يحوط الذمار نکس مواکل و أبيض يستسقي الغمام بوجهه ثمال اليتامي عصمة للارامل يلوذ به الهلاک من آل هاشم فهم عنده في نعمة و فواضل و ميزان صدق لا يخيس شعيرة و وزان صدق وزنه عائل ألم تعلموا أن ابننا لا مکذب لدينا و لا يعبأ بقول الا باطل لعمري لقد کلفت وجدا باحمد و أحببته حب الحبيب المواصل وجدت بنفسي دونه فحميته و دافعت عنه بالذري و الکواهل فلا زال للدنيا جمالا لاهلها و شينا لمن عادي وزين المحافل و أيده رب العباد بنصره و أظهر دينا حقه باطل (قال المؤلف) خرج ابن أبي الحديد القصيدة في سبعة عشر

[صفحه 107]

بيتا، و هي تزيد علي المائة بيت، و قد خرج الاميني حفظه الله و أيده من القصيدة أکثر مما خرجه في شرح نهج البلاغة، و هذا نص ما أخرجه في الغدير (ج 7 صفحة 338) طبع ثاني، و فيه زيادة و اختلاف في الکلمات.

خليلي ما أذني لاول عاذل بصغواء في حق و لا عند باطل و لما رأيت القوم لا ود فيهم و قد قطعوا کل العري و الوسائل و قد صارحونا بالعداوة و الاذي و قد طاوعوا أمر العدو المزايل و قد حالفوا قوما علينا أظنة يعضون غيظا خلفنا بالانامل صبرت لهم نفسي بسمراء سمحة و أبيض عضب من تراث المقاول أعوذ برب الناس من کل طاعن علينا بسوء أو ملح بباطل و من کاشح يسعي لنا بمعيبة و من ملحق في الدين ما لم نحاول و ثور و من أرسي ثبيرا مکانه وراق ليرقي في حراء و نازل و بالبيت حق البيت من بطن مکة و بالله إن الله ليس بغافل و بالحجر المسود إذ يمسحونه إذا أکتنفوه بالضحي و الاصائل کذبتم و بيت الله نترک مکة و نظعن إلا امرکم في بلابل کذبتم و بيت الله نبزي محمدا و لما نطاعن دونه و نناضل و نسلمه حتي نصرع حوله و نذهل عن أبنائنا و الحلائل و ينهض قوم بالحديد إليکم نهوض الروايا تحت ذات الصلاصل و حتي نري ذا الطعن يرکب درعه من الطعن فعل الانکب المتحامل و إنا لعمر الله إن جد ما أري لتلتبسن أسيافنا بالاماثل بکفي فتي مثل الشهاب سميدع أخي ثقة حامي الحقيقة باسل شهورا و اياما و حولا مجرما علينا و تأتي حجة بعد قابل و ما ترک قوم لا أبا لک سيدا يحوط الذمار ذرب مواکل

[صفحه 108]

و أبيض يستسقي الغمام بوجهه ثمال اليتامي عصمة للارامل يلوذ به الهلاک من آل هاشم فهم عنده في رحمة و فواضل بميزان قسط لا يخيس شعيرة له شاهد من نفسه عائل و لقد سفهت أحلام قوم تبدلوا بني خلف قيضا بنا و الغياطل و نحن الصميم من ذؤابة هاشم و آل قصي في الخطوب الاوائل و سهم و مخزوم تمالوا و البوا علينا العدي من کل طمل و خامل فعبد مناف أنتم خير قومکم فلا تشرکوا في أمرکم کل و اغل ألم تعلموا أن ابننا لا مکذب لدينا و لا نعبأ بقول الا باطل أشم من الشم إليها ليل ينتمي إلي حسب في حومة المجد فاضل لعمري لقد کلفت وجدا باحمد و أحببته حب الحبيب المواصل فلا زال في الدنيا جمالا لاهلها و زينا لمن والاه رب المشاکل فأصبح فينا أحمد في أرومة تقصر عنه سورة المتطاول حدبت بنفسي دونه و حميته و دافعت عنه بالذري و الکلاکل فايده رب العباد بنصره و أظهر دينا حقه باطل (قال المؤلف) فهذه ثلاثة و ثلاثون بيتا من القصيدة اللامية المنسوبة إلي شيخ الابطح أبي طالب عليه السلام، و قد خرجها ابن هشام في سيرته (ج 1 ص 249 وص 255) و ما خرج منها الا أربعة و تسعين بيتا و خرجها ابن کثير في تاريخه (البداية و النهاية (ج 3 ص 53 وص 57) و ما ذکر منها الا اثنين و تسعين بيتا و خرجها أبو هفان العبدي فيما جمعه من شعر أبي طالب، و هو معروف بديوان أبي طالب عليه السلام (من ص 2 إلي ص 12) طبع النجف الاشرف في مائة واحد عشر بيتا و خرجنا ها في کتابنا (الشهاب الثاقب لرجم مکفر أبي طالب عليه السلام) نقلا من کتب عديدة، و فيها زيادة علي جميع من ذکر القصيدة، و ما ذکرناه مائة و ستة عشرة بيتا و إليک نصها:

[صفحه 109]

خليلي ما أذني لاول عاذل بصغواء في حق و لا عند باطل خليلي إن الرأي ليس بشرکة و لا نهنه عند الامور التلائل و لما رأيت القوم لا ود عندهم و قد قطعوا کل العري و الوسائل[5] و قد صارحونا بالعداوة و الاذي و قد طاوعوا أمر العدو المزايل و قد حالفوا قوما علينا اظنة يعضون غيظا خلفنا بالانامل صبرت لهم نفسي بسمراء سمحة و أبيض عضب من تراث المقاول[6] و أحضرت عند البيت رهطي و إخوتي و أمسکت من أثوابه بالوصائل قياما معا مستقبلين رتاجه لدي حيث يقضي حلفه کل نافل[7] و حيث ينيخ الاشعرون رکابهم بمفضي السيول من أساف و نائل موسمة الاعضاد أذ قصراتها محبسة بين السديس و بازل تري الودع فيها و الرخام و زينة باعناقها معقودة کالعثاکل أعوذ برب الناس من کل طاعن علينا بسوء أو ملح بباطل و من کاشح يسعي لنا بمعيبة و من ملحق في الدين ما لم نحاول[8] و ثور و من أرسي ثييرا مکانه وراق ليرقي في حراء و نازل[9] و بالبيت حق البيت من بطن مکة و بالله ان الله ليس بغافل[10] و بالحجر المسود إذ يمسحونه إذا اکتنفوة بالضحي و الاصائل

[صفحه 110]

و موطئ إبراهيم في الصخر وطأة علي قدميه حافيا ناعل و اشواط بين المروتين إلي الصفا و ما فيهما من صورة و تماثل و من حج بيت الله من کل راکب و من کل ذي نذر و من کل راجل و بالمشعر الاقصي إذا عمدوا له إلال إلي مفضي الشراج القوابل و توقا فهم فوق الجبال عشية يقيمون بالايدي صدور الرواحل و ليلة جمع و المنازل من مني و هل فوقها من حرمة و منازل[11] و جمع إذا ما القربات أجزنه سراعا کما يخرجن من وقع وابل[12] و بالجمرة الکبري إذا صمدوا لها يؤمون قذفا رأسها بالجنادل و کندة إذ هم بالحصاب عشية تجير بهم حجاج بکر بن وائل[13] حليفان شدا عقد ما اختلفا له وردا عليه عاطفات الوسائل[14] و حطمهم سمر الرماح و سرحة و شبرقة و خد النعام الجوافل[15] فهل بعد هذا من معاذ لعائذ و هل من معيذ يتقي الله عاذل يطاع بنا أمر العداة و إننا تسد بنا أبواب ترک و کابل کذبتم و بيت لله نترک مکة و نظعن إلا أمرکم في بلابل کذبتم و بيت الله نبزي محمدا و لما نطاعن دونه و نناضل أقيم علي نصر النببي محمد أقاتل عنه بالقنا و القبائل

[صفحه 111]

و نسلمه حتي نصرع حوله و نذهل عن أبنائنا و الحلائل و ينهض قوم بالحديد إليکم نهوض الروايا تحت ظل الصلاصل و حتي تري ذا الضغن برکب ردعه من الطعن فعل الانکب المتخامل و إنا لعمر الله إن جد ما أري لتلتبسن أسيافنا بالاماثل بکفي فتي مثل الشهاب سميدع أخي ثقة حامي الحقيقة باسل من السر من فرعي لوي بن غالب منيع الحمي عند الوغي و اکل شهورا و اياما و حولا مجرما علينا و تأتي حجة بعد قابل و ما ترک قوم لا ابا لک سيدا يحوط الذمار ذرب مواکل و أبيض يستسقي الغمام بوجهه ثمال اليتامي عصمة للارامل[16] يلوذ به الهلاک من آل هاشم فهم عنده في رحمة و فواضل[17] لعمري لقد أجري أسيد و بکرة إلي بغضنا و جزا باکلة آکل[18] جزت رحم عنا أسيدا و خالدا جزاء مسيئ لا يؤخر عاجل و عثمان لم يربع علينا و قنفذ و لکن اطاعا أمر تلک القبائل أطاعا أبيا و ابن عيد يغوثهم و لم يرقبا فينا مقالة قائل[19] کما قد لقينا من سبيع و نوفل و کل تولي معرضا لم يجامل فان يلقيا أو يمکن الله منهما نکل لهما صاعا بصاع المکايل[20] و ذاک أبو عمرو أبي بغضنا ليظعننا قي أهل شاء و جامل يناجي بنا في کل ممسي و مصبح فناج أبا عمرو بنا ثم خاتل

[صفحه 112]

و يؤلي لنا بالله ما إن يغشنا بلي قد نراه جهرة خائل أضاق عليه بغضنا کل تلعة من الارض بين أخشب فمجادل[21] و سائل أبا الوليد ماذا حبوتنا بسعيک فينا معرضا کالمخاتل و کنت امرأ ممن يعاش برأيه و رحمته فينا و لست بجاهل فعتبة لا تسمع بنا قول کاشح حسود کذوب مبغض ذي دغاول و لست أباليه علي ذات نفسه فعش يا ابن عمي ناعما ماحل فقد خفت ان لم تزدجرهم و ترتدع تلاقي و تلقي مثل احدي الزلازل[22] و مر أبو سفيان عني معرضا کما مر قبل من عظام المقاول[23] يفر إلي نجد و برد مياهه و يزعم اني لست عنکم بغافل و يخبرنا فعل المناصح أنه شفيق و يخفي عارمات الدواخل أ مطعم لم أخذ لک في يوم نجدة و لا مطعم عند الامور الجلائل و لا يوم خصم إذ أتوک الدة أولي جدل مثل الخصوم المساجل[24] أ مطعم إن القوم ساموک خطة واني متي أوکل فلست بوائل جزي الله عنا عبد شمس و نوفلا عقوبة شر عاجلا آجل بميزان قسط لا يخيس شعيرة له شاهد من نفسه عائل لقد سفهت أحلام قوم تبدلوا بني خلف قيضا بنا و الغياطل و نحن الصميم من ذوابة هاشم و آل قصي في الخطوب الاوائل فکان لنا حوض السقاية فيهم و نحن الذري من غالب و الکواهل

[صفحه 113]

شباب من المطيبين و هاشم کبيض السيوف بين أيدي الصياقل فما أدرکوا ذحلا و لا سفکوا دما و ما خالفوا إلا شرار القبائل بضرب تري الفتيان فيه کانهم ضواري أسود فوق لحم خرادل بني امة محبوبة هندکية بني جمع عبد لقيس بن عاقل و سهم و مخزوم تمالوا و ألبوا علينا العدي من کل طمل و خامل و حث بنو سهم علينا عديها عدي بني کعب احتبوا بالمحافل يقصون من غيظ علينا أکفهم بلا ترة بعد الحمي و النواصل فبعد مناف أنتم خير قومکم فلا تشرکوا في أمرکم کل و اغل لعمري لقد أوهنتم و عجزتم و جئتم بامر مخطئ للمفاصل و کنتم حديثا حطب قدر و أنتم ألان حطاب أقدر و مراجل ليهن بني عبد المناف عقوقها و خذلانها و ترکها في المعاقل فان تک قوما نتئر ما صنعتم و تحتلبوها لقحة بأهل وسائط کانت في لوي بن غالب نفاهم إلينا کل صقر حلاحل و رهط نفيل شر من وطأ الحصي و الام حاف من معد و ناعل فابلغ قصيا أن سينشر أمرنا و بشر قصيا بعدنا بالتخاذل و لو طرقت ليلا قصيا عظيمة إذا ما لجأنا دونهم في المداخل و لو صدقوا ضربا خلال بيوتهم لکنا أسي عند النساء المطافل فان تک کعب من کعوب کثيرة فلا بد يوما أنها في مجاهل و ان تلک کعب أصبحت قد تفرقت فلا بد يوما مرة من تخاذل و کنا بخير قبل تسويد معشر هم ذبحونا بالمدي و المعاول بني اسد لا تطرفن علي الاذي إذا لم يقل بالحق مقول قائل فکل صديق و ابن اخت نعده لعمري وجدنا غبة طائل

[صفحه 114]

سوي أن رهطا من کلاب بن مرة برآء إلينا من معقة خاذل وقفنا لهم حتي تبدد جمعهم و يحسر عنا کل باغ و جاهل و نعم ابن اخت القوم مکذب زهير حساما مفردا من حمائل اشم من الشم إليها ليل ينتمي إلي حسب في حومة المجد فاضل لعمري لقد کلفت وجدا باحمد و إخوته دأب المحب المواصل فايده رب العباد بنصره و أظهر حقا دينه باطل فلا زال في الدنيا جمالا لاهلها و زينا لمن والاه رب المشاکل فمن مثله في الناس أي مؤمل إذا قاسه الحکام عند التفاضل حليم رشيد عادل طائش يوالي إلها ليس عنه بغافل فو الله لو لا أن أجئ بسبه تجر علي أشياخنا في المحافل لکنا اتبعناه علي کل حالة من الدهر جدا قول التهازل لقد علموا أن ابننا لا مکذب لدينا و لا يعني بقول الا باطل فأصبح فينا أحمد في أرومة تقصر عنها سورة المتطاول وجدت بنفسي دونه و حميته و دافعت عنه بالذري و الکلاکل و لا شک أن الله رافع قدره و معليه في الدنيا و يوم التجادل کما قد رأي في اليوم و الامس جده و والده رؤياهما آفل رجال کرام ميل نماهم إلي الخير آباء کرام المحاصل فان تک کعب من لؤي صقيبة فلا بد يوما مرة من تزايل (قال المؤلف) انتهي ما عثرنا عليه في تاريخ ابن کثر، و تاريخ ابن هشام و ناسخ التواريخ و الديوان

(قال المؤلف) بعد ما ذکر ابن کثير القصيدة اللامية التي هي من انشاء أبي طالب عليه السلام قال ما هذا لفظه: هذه قصيدة عظيمة بليغة جدا لا يستطيع أن يقولها إلا من نسبت اليه، و هي أفحل من المعلقات السبع

[صفحه 115]

و أبلغ في تأدية المعني فيها جميعها، قال: و قد أوردها الاموي في مغازيه مطولة بزيادت أخر، و قال المعلق علي کلام ابن کثير في ذيل (البداية و النهاية ج 3 ص 57) و لهذه القصيدة نسخ مطبوعة علي حدتها فليرجع إليها من أراد ذلک، و قد طبعت في ديوان أبي هفان مشروحة و قد نقلنا منها في هذا المختصر.

و قال ابن هشام في السيرة (ج 1 ص 249) في بيان سبب انشاء هذه القصيدة: انه لما خشي أبو طالب دهماء العرب ان يرکبوه مع قومه قال قصيدته التي تعوذ فبها بحرم مکة و بمکانه منها و تودد فيها أشراف قومه، و هو علي ذلک يخبرهم و غيرهم في ذلک من شعره انه مسلم رسول الله صلي الله عليه و آله، و لا تارکه لشيء أبدا حتي يهلک دونه، فقال أبو طالب (ثم ذکر القصيدة المتقدمة الذکر).

و قال في المواهب اللدنية (ج 1 ص 48): إن هذه القصيدة أکثر من ثمانين بيتا (ثم قال) قال ابن التين (و هو عبد الواحد السفاقسي و هو من شراح صحيح البخاري) عند ذکره أبياتا من القصيدة: ان في شعر أبي طالب هذا دليلا علي انه کانه يعرف نبوة النبي صلي الله عليه (و آله) و سلم قبل أن يبعث (و ذلک) لما أخبره به (بحيرا الراهب و غيره) من شأنه مع ما شاهده من أحواله، و منها الاستسقاء به في صغره قال: و معرفة أبي طالب بنبوته صلي الله عليه و آله جاءت في کثير من الاخبار زيادة علي اخذها، من شعره.

و قال العلامة السيد زيني دحلان الشافعي في أسني المطالب (ص 18 طبع طهران) و من شعره (أي من شعر أبي طالب عليه السلام قوله في النبي صلي الله عليه و آله: و أبيض يستسقي الغمام بوجهه ثمال اليتامي عصمة للارامل

[صفحه 116]

يلوذ به الهلاک من آل هاشم فهم عنده في رحمة و فواضل (ثم قال) و هذان البيتان من قصيدة طويلة لابي طالب، قيل انها ثمانون بيتا، (و قد) أفرد لها بعض العلماء شرحا مستقلا، و قيل انها تزيد علي مائة بيت، قالها أبو طالب حين حصر قريش لهم في الشعب و أخبر قريشا أنه مسلم محمدا رسول الله لاحد أبدا حتي يهلک دونه و مدحه فيها مدحا بليغا، و أتي فيها بکلام صريح في انه مصدق بنبوته مؤمن به فمنها البيتان السابقان و منها قوله.

لعمري لقد کلفت وجدا باحمد و أحببته حب المحب المواصل و قد علموا ان ابننا لا مکذب لدينا و لا يعزي لقول الا باطل فمن مثله في الناس أي مؤمل إذا قاسه الحکام عند التفاضل حليم رشيد عاقل طائش يوالي إلها ليس عنه بغافل و أصبح فينا احمد في أرومة تقصر عنها سورة المتطاول حدبت بنفسي دونه و حميته و دافعت عنه بالذري و الکلاکل (قال): و في القصيدة أبيات کثيرة مثل هذه في المعني و البلاغة.


صفحه 79، 80، 81، 82، 83، 84، 85، 86، 87، 88، 89، 90، 91، 92، 93، 94، 95، 96، 97، 98، 99، 100، 101، 102، 103، 104، 105، 106، 107، 108، 109، 110، 111، 112، 113، 114، 115، 116.








  1. قال: العنيق أشد السير و الخبب دونه.
  2. قال: قصير الحزام، أي ليس بمنتفخ الجوف، و طويل اللبب واسع الصدر.
  3. قال: سمحج و سمحوجة طويلة، و النقيعة ما ينقع لها من شعير و قيل من نقاع الماء و الحليب و اللبن.
  4. القصيدتان (13) بيتا و هما في شرح ابن أبي الحديد (19) بيتا.
  5. و لما رأيت القوم لا ود فيهم " الديوان و سيرة ابن هشام ".
  6. " و أبيض ماض " الديوان.
  7. " يقضي نسکه " الديوان و سيرة ابن هشام.
  8. " و من مفتر في الدين " الديوان.
  9. " وعير وراق في حراء و نازل " الديوان.
  10. " و بالبيت رکن الببت " الديوان.
  11. " و ما فوقها من حرمة " الديوان.
  12. " کما يفزعن من وقع " الديوان.
  13. " و کندة إذ ترمي الجمار " " تجيز بها " الديوان.
  14. " عاطفات الذلائل " ديوان.
  15. و حطمهم سمر الرماح مع الظبي و انقاذهم ماينتقي کل نابل و مشيهم حول البسال و سرحه و سلمية و خد النعام الجوافل (ديون).
  16. " ربيع اليتامي " ديوان.
  17. " فهم عنده في نعمة و فواضل " ديوان.
  18. " اسيد و رهطه " ديوان.
  19. " أطاعا بنا الغاوين في کل وجهة " ديوان.
  20. " نکل لهما صاعا بکيل المکايل " ديوان.
  21. " فالاجادل " ديوان.
  22. " و قد خفت ان لم تزدجرهم و ترعووا " ديوان.
  23. " کانک قيل في کبار المجادل " ديوان.
  24. " و لا يوم قصم " ديوان.