نتيجة البحث











نتيجة البحث



وفي ختام البحث نقول: إنّ هذا هو ما ثبت من طريق أهل السنّة والجماعة في أنّ أمير المؤمنين ميزان لمعرفة المؤمن من المنافق ووليّ الله من عدوّه ومحبّيه من مبغضيه و...، وأنّه هو المحور للحقّ والحقيقة والباب للعلم والحکمة الإلهيّة والملاذ للأمّة من الضلالة والفرقة. وهذه ظاهرة مسلّمة عند الشيعة وقطعيّة لديهم أيضاً. وهذه الظاهرة في الشريعة الإسلامية لا تقلّ عن الشمس جلاء ووضوحاً، إلاّ أنّ أغطية المکر الأموي علي أعين ضعفاء المسلمين حمّلتنا علي أن نخوض في البحث حول المسألة بذلک الشکل الوسيع والصورة المفصّلة.

وهناک طوائف اُخري کان علي المسلمين أن يحذروا من مروياتهم في المسائل الخلافية أيضاً، ولا بأس بالإ شارة إليها.

الطائفة الأولي: المجهولون الّذين لم تُدوّن لهم أيّة ترجمة مبيّنة لأحوالهم وسلوکهم، فوثّقهم علماء فرقة من فرق المسلمين من زاوية أحاديثهم؛ حيث إنّهم عندما لم يجدوا في رواياتهم ما ينکرونه؛ ممّا يخالف آراءهم حکموا بوثاقتهم.

الطائفة الثانية: المدلّسون من أئمّة الحديث، فلا تقبل شهادتهم وروايتهم فيما اختلف فيه المسلمون، وإن حکم العلماء بوثاقتهم، بل وإن صرّحوا بالتحديث، خاصّة إذا کان ذلک موافقاً لآرائهم، فإنّ الّذي يُزيَّن له سوءُ عمله ويدلِّس عن الضعفاء بتخيّل نصرة الحقّ لا يبعد منه أن يکذب لنفس العلة.

الطائفة الثالثة: الغلاّة من محبّي عليّ، فلا تقبل شهادتهم أيضاً في المسائل الخلافية، وبالأخص فيما تفوح منه رائحة الغلوّ. فقد ثبت من طريق الفريقين أنّ هذه الطائفة أيضاً هالکة کالطائفة المبغضة له.

الطائفة الرابعة: المتّهمون الّذين يدّعون محبة علي وولايته، وهم ملازمون لأعدائه من الطواغيت وسلاطين الجور ومدافعون عن مظالمهم.

الطائفة الخامسة: المتفرّدون بالمناکير؛ ممّا کان مخالفاً للقضايا القطعية المسلّمة المتّفق عليها بين الأمّة. وقد تقدمّت الإشارة إلي ذلک.

فلو سلکنا هذا الطريق، وترکنا ما ورد عن الطوائف الستّ المذکورة - خاصّة فيما تفرّدوا به - فسنحصل علي حلّ نهائي لمشکلة الفرقة بين المسلمين، وسنصل إلي الحقيقة الضائعة بإذن الله.

هذا آخر ما شاء الله أن أذکره في کتابي [عليّ ميزان الحقّ]، وأرجو منه تبارک وتعالي أن يجعله مصباح هداية للحياري وطلاب الحقيقة، وأن يجعله شفيعاً ووسيلة لهذا العبد الفقير يوم القيامة؛ يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتي الله بقلب سليم.

وقد تمّ الفراغ منه بعد ظهر يوم الأربعاء؛ اليوم الثالث من المحرّم الحرام سنة ألف وأربعمائة واثنتين وعشرين للهجرة النبويّة، المصادف لليوم الثامن من شهر فروردين، سنة ألف وثلاثمائة وثمانين هجريّة شمسيّة، والمصادف لليوم: 28 من شهر: Marc سنة: 2001 الميلادية. والحمد لله ربّ العالمين.