ما روي عن غيرهم من الصحابة











ما روي عن غيرهم من الصحابة



[أبونعيم]: ثنا أبو نصر أحمد بن الحسين المرواني النيسابوري، ثنا الحسن بن موسي السمسار، ثنا محمّد بن عبدک القزويني، ثنا عبّاد بن صهيب، ثنا هشام بن عروة. (ح) و [ابن المغازلي]: أنا القاضي أبو جعفر العلويّ، أنا أبو محمّد بن السقّاء، ثنا عبد الله، ثنا يحيي بن صابر، ثنا وکيع، عن - يم: ثنا - هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله: «النظر إلي [وجه، مغ] عليّ عبادة». ثمّ قال أبونعيم: غريب من حديث هشام بن عروة، ولم نکتبه إلاّ من حديث عبادة[1] .

[ابن المغازلي]: أنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر بن أحمد العطّار الفقيه الشافعي بقراءتي عليه فأقرّ به؛ قلت: أخبرکم أبو محمّد عبد الله بن محمّد ابن عثمان المزني الملقّب بابن السقّاء الحافظ الواسطي، ثني محمّد بن عليّ ابن معمر الکوفي، ثنا حمدان بن المعافي، ثنا وکيع. (ح) و [ابن عساکر]: أنا أبو الحسن السلمي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو جابر زيد بن عبد الله، أنا محمّد بن عمر الجعابي، نا عبد الله بن يزيد أبو محمّد، نا الحسن بن صابر الهاشمي، نا وکيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله: «ذکر عليّ عبادة»[2] .

وأخرج ابن مردويه وابن الأثير من طريق يعلي بن عبيد، عن حارثة بن أبي الرجال، عن عمرة، عن معاذة، عن عائشة، عن النبيّ[3] .

[ابن عديّ]: ثنا الحسن بن عليّ - أبو سعيد العدويّ البصري - ثنا الصباح بن عبد الله، ثنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله: «النظر إلي وجه عليّ عبادة».

وثنا الحسن، ثنا لؤلؤ بن عبد الله، ثنا عفّان، ثنا شعبة، بإسناده، نحوه. وثنا الحسن، ثنا أحمد بن عبدة، ثنا سفيان بن عيينة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبيّ، مثله. وأخرجه ابن الجوزي من طريق ابن عديّ، واقتدي به في اتّهام حسن بن عليّ العدويّ بوضعه[4] .

[ابن عديّ]: نا حاجب بن مالک، نا عليّ بن المثنّي، ثني عبيد الله بن موسي، ثني مطر بن أبي مطر، عن أنس بن مالک، قال: قال النبيّ: «النظر إلي وجه عليّ عبادة».

ومن طريق ابن عديّ أخرجه ابن عساکر في تاريخه، وابن الجوزي في الموضوعات، مقتدياً بابن حبّان في اتّهام مطر.

[ابن عديّ]: ثنا الحسن، ثنا الحسن بن عليّ بن راشد الواسطي، ثنا هشيم، عن حميد، عن أنس، عن النبيّ: «النظر إلي وجه عليّ عبادة».

وأخرجه ابن الجوزي من طريق ابن عديّ[5] .

أقول: وفيه العدويّ.

[ابن الجوزي]: الطريق الثالث: رواه أبو بکر بن مردويه من طريق محمّد ابن القاسم الأسدي، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس.

ثمّ اتّهم ابن الجوزي محمّد بن القاسم به. وتعقّب الحافظ السيوطي بقوله: هو من رجال التّرمذي، وقد روي أحمد بن خيثمة عن ابن معين أنّه قال: ثقة، کتبت عنه[6] .

[ابن عديّ]: ثنا حاجب بن مالک، ثنا عليّ بن المثنّي، ثني الحسن بن عطيّة البزّاز، ثني يحيي بن سلمة بن کهيل، عن أبيه، عن سالم، عن ثوبان، قال النبيّ: «النظر إلي عليّ عبادة».

ثمّ قال ابن عديّ: وهذا من طريق ثوبان، ليس يروي إلاّ عن يحيي بن سلمة عن أبيه. وأخرجه ابن عساکر وابن الجوزي من طريق ابن عديّ، ثمّ اتّهم ابن الجوزي يحيي بن سلمة به، متمسّکاً بتضعيف ابن نمير وابن معين والنسائي له. وتُعقِّب: وهو من رجال الترمذي، قال في الميزان: وقد قوّاه الحاکم وحده، وأخرج له في المستدرک، فلم يصب[7] .

[ابن عساکر]: أنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد الأبنوسي. (ح) و [ابن الجوزي]: نا يحيي بن الحسن بن البنّا، نا أبو الحسين بن الأنبوسي، نا أبو نصر محمّد بن أحمد بن موسي بن جعفر الملاحمي البخاري، ثنا محمّد بن الحسن بن عليّ الجرجاني، ثنا محمّد بن أبي سعيد الحافظ، نا أبو العبّاس أحمد بن هاشم الطرائفي - کر: طريقي - ثني جعفر بن الحسين - کر: الحسن - بن عمر الزيّات الکوفي، ثنا محمّد بن غسّان الأنصاري، عن يونس مولي الرشيد، قال: کنت واقفاً علي رأس المأمون، وعنده يحيي بن أکثم القاضي، فذکروا علياً وفضله، فقال المأمون: سمعت الرشيد يقول: سمعت المهديّ يقول: سمعت المنصور يقول: سمعت أبي يقول: سمعت جدّي يقول: سمعت ابن عبّاس يقول: رجع عثمان إلي عليّ فسأل المسير إليه، فجعل يحدّ النظر إليه، فقال له عليّ: يا عثمان، ما لک تحدّ النظر إليّ؟ فقال: سمعت رسول الله يقول: «النظر إلي عليّ عبادة»[8] .

[ابن الجوزي]: نا محمّد بن ناصر بن عليّ بن ميمون، نا عليّ بن المحسن التنوخي، نا عبد الله بن إبراهيم بن جعفر الزينبي، ثنا محمّد بن سفيان الحنائي، ثنا عثمان بن يعقوب العطّار، ثنا محمّد بن محمّد البصري، عن الحمّاني، عن ابن فضيل عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، أنّ النبيّ قال: «النظر إلي عليّ عبادة».

والّذي اتّهمه ابن الجوزي في هذا السند هو الحمّاني، فنقل عن أحمد وابن نمير؛ أنّه يکذب[9] .

أقول: وقد تقدّم الکلام حول الحمّاني في الفصل الثاني، ولاحظت توثيقه من قبل جماعة من الأعلام، ومنهم ابن نمير، کما في رواية عنه، ورأيت قول ابن معين في حقّه: {هو - والله الّذي لا إله إلاّ هو - ثقة، وأبوه ثقة، والّذين يتکلّمون فيه يحسدونه}، وقول الّذهبي: {وتواتر توثيقه عن يحيي بن معين}، إلاّ أنّه لم يکن من دأب ابن الجوزي نقل کلمات الموثّقين لمن يريد طرح أحاديثه، بل يکتفي بذکر کلمات من جرّحه.

[ابن المغازلي]: أنا أحمد بن محمّد، ثنا الحسين بن محمّد بن الحسين العدل، ثنا محمّد بن محمود، ثنا إبراهيم بن مهدي الأبلي، ثنا عبد الله بن معاوية الجمحي، ثنا محمّد بن راشد، عن مکحول، عن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول الله: «النظر إلي عليّ عبادة»[10] .

وعن ابن لعليّ بن أبي طالب أنّه قيل له – وقد أدام النظر إلي وجه عليّ -: ما لک تديم النظ إليه؟ فقال: سمعت رسول الله 3 يقول: «النظر إلي وجه عليّ عبادة ».

ذکره الطبري في [الرياض]، وقال: أخرجه أبو الخير الحاکمي[11] .

قال الکتّاني في الخاتمة: قد صرّح جماعة من الأئمّة بتواتر أحاديث أُخر عديدة، ولکنّهم نوزعوا فيها... ومنها حديث: «النظر إلي عليّ عبادة»، ورد من رواية أحد عشر صحابيّاً بعدّة طرق، قال السيوطي في التعقّبات: وتلک عدّة التواتر في رأي جماعة[12] .

وقال المناوي: وأورده ابن الجوزي في الموضوع من حديث أبي بکر وعثمان وابن مسعود والحبر ومعاذ وجابر وأنس وأبي هريرة وثوبان وعمران وعائشة، ووهّاها کلّها، وتعقّبه المصنّف وغيره؛ بأنّه ورد من رواية أحد عشر صحابياً بعدّة طرق، وتلک عدّة التواتر عند قوم[13] .

وقلّده ابن کثير الشامي - وحقّ له ذلک - حيث قال: رُوِي من حديث أبي بکر الصدّيق وعمر وعثمان بن عفّان وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وعمران بن حصين وأنس وثوبان وعائشة وأبي ذرّ وجابر: أنّ رسول الله قال: «النظر إلي وجه عليّ عبادة».

وفي حديث عن عائشة: «ذکر عليّ عبادة». ولکن لا يصحّ شيء منها؛ فإنّه لا يخلو کلّ سند منها عن کذّاب أومجهول؛ لا يعرف حاله وهو شيعيّ[14] .

ثمّ إنّه ينبغي أن نشير إلي أنّ حکم الذّهبي بصحّة طريق واحد للحديث، ووضع غيره، ناشئ ممّا يکنّه في نفسه تجاه عليّ، وإلاّ فکيف يستطيع المسلم الورع أن يقطع بصحّة الحديث من طريق، ثمّ يقطع بوضعه من طرق أخري، من دون أن تکون في يده أيّة حجّة؟

فالذّهبي يريد أن يدّعي أنّ الثابت عن النبيّ هو ما اختاره، وأنّ أشخاصاً من الّذين اتّهمهم في نفسه، وأبهمهم في تلخيصه، قلبوا الإسناد، واخترعوا أسانيد مختلفة؛ لا أصل لها من الصحّة والواقع. ولم يأت علي ادّعائه بدليل شرعيّ. و [اِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ اِثْمٌ][15] ، [وَاِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً][16] .

قال السرخسي: فأمّا الطعن المبهم؛ فهو عند الفقهاء لا يکون جرحاً، لأنّ العدالة - باعتبار ظاهر الدين - ثابت لکلّ مسلم، خصوصاً مَنْ کان من القرون الثلاثة، فلا يترک ذلک بطعن مبهم[17] .

وذکر الشوکاني في الإرشاد: أنّ جماعة ذهبوا إلي عدم قبول الجرح من غير ذکر السبب. وحکاه عن مالک والشافعي والأئمّة من حفّاظ الحديث ونقّاده، کالبخاري ومسلم[18] .

وقد سلک بعض المعاصرين في منهج ابن الجوزي؛ فلمّا رأوا نجاة بعض طرق الحديث من لسانه، وصحّحها بعض الأعلام، وحسّنها بعض آخر، لم يرتضوا بذلک؛ بل بادروا إلي انتخاب أفراد من الأسانيد، وتشبثّوا بأذيال کلّ ناعق تکلّم عليهم، أو اتّهمهم بالتشيّع، فطرحوا الحديث من تلک الزّاوية، من دون أن يلتفتوا إلي أنّ اتّهام هؤلاء الأبرياء قد نشأ من روايتهم لمثل هذا الحديث، ومن دون أن يفکِّروا في أنّ نتيجة المسير في هذه النهجة الجوزيّة، هو طرح جميع أحاديث الرّسول، لأنّه ما من حديث، إلاّ وفي سنده مَنْ تَکَلّم فيه بجرحٍ بعضُ العلماء. وقد لاحظت أن الأئمّة الأربعة وغيرهم من أبطال الحديث لم ينجوا من هذا. فمثلا؛ لو قبلنا حکم يحيي بن معين بعدم الوثاقة في حقّ کلّ من حکم عليه، للزم أن نطرح جميع ما جاء به الإمام الشافعي، ولو قبلنا اتّهام ابن حبّان حول کلّ من اتّهمه، للزم أن نطرح جميع ما جاء به الإمام أبو حنيفة، ولو ترکنا أحاديث کلّ من ترکه أبو حاتم وأبو زرعة للزم أن نترک جميع ما في صحيحي البخاري ومسلم، کما تقدّمت الإشارة إلي جميع ذلک.

هذا، مع أنّک لاحظت أنّ الحديث ورد عن خمسة عشر صحابياً، من طرق عديدة، وقد حکم بصحّة مثل ذلک جماعة من الأعلام، حتي لو لم يکن في درجة هذا الحديث من القوّة وکثرة الطرق.

فهذا الحافظ البيهقي أخرج حديث: «من وسّع علي عياله يوم

عاشوراء، وسّع الله عليه سائر سنته» في الشعب، من حديث أربعة من الصحابة، ثمّ قال: هذه الأسانيد وإن کانت ضعيفة فهي إذا ضُمّ بعضها إلي بعض أخذت قوّة[19] .

وتابعه علي ذلک السيوطي؛ حيث أنّ الزرکشي لما حکم بعدم

ثبوت الحديث علّق عليه، قائلاً: بل هو ثابت صحيح، أخرجه البيهقي

في الشعب من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة وابن مسعود

وجابر، وقال: أسانيده کلّها ضعيفة، ولکن إذا ضُمّ بعضها إلي بعض أفاد قوّة[20] .

[الديلمي]: عن عليّ، عن النبيّ: «يا عليّ، إنّما أنت بمنزلة الکعبة؛ تؤتي ولا تأتي، فإن أتاک هؤلاء القوم، فمکَّنوا لک هذا الأمر، فاقبله منهم، وإن لم يأتوک، فلا تأتهم».

وقد اتّهموا محمّد بن زکريّا الغلابي به. وذکره ابن حبّان في الثقات، وقال: يعتبر حديثه إذا روي عن الثقات[21] .









  1. حلية الأولياء: 2 / 182 - 183، المناقب لابن المغازلي: 207 ح: 245.
  2. تاريخ دمشق: 42 / 356، المناقب لابن المغازلي: 206 ح: 243.
  3. أسد الغابة: 5 / 547 – 548، الإصابة: 8 / 308 م: 11731، الرياض النضرة: 2 / 197.
  4. الکامل لابن عديّ: 3 / 195 - 196 م: 474، الموضوعات: 1 / 360، اللآلي المصنوعة: 1 / 315، ميزان الاعتدال: 1 / 507 م: 1904.
  5. الکامل لابن عديّ: 3 / 195 - 196 م: 474، تاريخ دمشق: 42 / 355، الموضوعات: 1 / 360، اللآلي المصنوعة: 1 / 315.
  6. الموضوعات: 1 / 360، اللآلي المصنوعة: 1 / 316.
  7. الکامل: 9 / 22 م: 2103، تاريخ دمشق: 42 / 355، الموضوعات: 1 / 361، اللآلي المصنوعة: 1 / 316.
  8. تاريخ دمشق: 42 / 350، الموضوعات: 1 / 358 - 359، اللآلي المصنوعة: 1 / 314.
  9. الموضوعات: 1 / 359، اللآلي المصنوعة: 1 / 315.
  10. مناقب أمير المؤمنين: 210 ح: 251.
  11. الرياض النضرة: 2 / 198.
  12. نظم المتناثر من الحديث المتواتر: 255.
  13. الموضوعات: 1 / 359، اللآلي المصنوعة: 1 / 314، فيض القدير: 6 / 299ح 9319.
  14. البداية والنهاية: 7 / 394، ولم أقف علي حديث عمر بن الخطاب.
  15. سورة الحجرات: 12.
  16. سورة يونس: 36.
  17. أصول السرخسي: 2 / 9.
  18. إرشاد الفحول: 103 - 104.
  19. شعب الإيمان: 3 / 365 - 366 ح: 3791 - 3795.
  20. الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة: 149.
  21. فردوس الأخبار: 5 / 406 ح: 8309، تنزيه الشريعة: 1 / 399 ح: 156، الثقات لابن حبّان: 9 / 154، ميزان الاعتدال: 3 / 550 م: 7537.