ما روي عن ابن عبّاس











ما روي عن ابن عبّاس



[ابن جرير]: ثنا محمّد بن إسماعيل الضراري[1] ، ثنا عبد السلام بن صالح الهروي. (ح) و [الطبراني]: ثنا الحسن بن عليّ المعمري ومحمّد بن عليّ الصائغ المکّي، قالا: حدّثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي. (ح) و [ابن عديّ]: حدثنا عليّ بن سعيد بن بشير الرّازي، عن أبي الصلت. (ح) و [ابن أخي تبوک]: ثنا إبراهيم بن عبد الرّحمن، ثنا محمّد بن عبد الرّحيم الهروي بالرملة، ثنا أبو الصلت الهروي عبد السلام بن صالح. (ح) و [الحاکم]: ثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا محمّد بن عبد الرحيم الهروي بالرملة، ثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح. (ح) و [الخطيب]: أنا محمّد بن عمر بن القاسم النرسي، أنا محمّد بن عبد الله الشافعي، ثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي، ثنا عبد السلام بن صالح. (ح) و [أيضاً]: أنا محمّد بن أحمد ابن رزق، أنا أبوبکر مکرم بن أحمد بن مکرّم القاضي، ثنا القاسم بن عبد الرحمن الأنباري، ثنا أبو الصلت الهروي. (ح) و [ابن المغازلي]: أنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرج رحمه الله، أنا أبو بکر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزّاز - إذناً - ثنا محمّد بن حميد اللخمي، أنا أبو جعفر محمّد بن عمّار بن عطيّة، ثنا عبد السلام بن صالح الهروي. (ح) و [أيضاً]: أنا أبو القاسم الفضل بن محمّد بن عبد الله الأصفهاني، قدم علينا واسطا - إملاءً - في جامعها في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، أنا أبو سعيد محمّد بن موسي بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور، أنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ، ثنا محمّد بن عبد الرّحيم الهروي، ثنا عبد السلام بن صالح، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه».

هذا لفظ الطبراني وابن أخي تبوک.

وفي لفظ ابن جرير: «فمن أراد المدينة فليأتها من بابها».

وفي لفظ الحاکم: «فمن أراد المدينة فليأت الباب».

وفي لفظي ابن المغازلي - وکذا لفظ الموفّق بن أحمد من طريق البيهقي -: «فمن أراد العلم فليأت الباب».

وفي لفظ الخطيب من طريق محمّد بن أحمد: «فمن أراد العلم فليأت بابه». ولم يذکر الخطيب ذيل الحديث في لفظه من طريق محمّد بن عمر النرسي، بل توقّف علي قوله3: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها».

وأخرجه ابن عساکر وابن الجوزي من طريق الخطيب[2] .

قال المناوي: {فإنّ المصطفي المدينة الجامعة لمعاني الديانات، ولابدّ للمدينة من باب، فأخبر أنّ بابها هو عليّ کرّم الله وجهه، فمن أخذ طريقه دخل المدينة، ومن أخطأه أخطأ طريق الهدي. وقد شهد له بالأعلميّة الموافق والمخالف؛ خرّج الکلابازي: أنّ رجلاً سأل معاوية عن مسألة، فقال: سل عليّاً، هو أعلم منّي، فقال: أُريد جوابک، قال: ويحک! کرهت رجلاً کان رسول الله يغرّه بالعلم.

وقد کان أکابر الصحب يعترفون له بذلک، وکان عمر يسأله عمّا أشکل عليه؛ جاءه رجل فسأله، فقال: هاهنا عليّ فاسأله، فقال: أُريد أن أسمع منک، يا أمير المؤمنين. قال: قم، لا أقام الله رجليک. ومحا اسمه من الديوان.

وصحّ عنه من طُرق: أنّه کان يتعوّذ من قوم ليس هو فيهم، حتي أمسکه عنده، ولم يولّه شيئاً من البعوث لمشاورته في المشکل.

وأخرج الحافظ عبد الملک بن سليمان، قال: ذکر لعطاء؛ أکان أحد من الصحب أفقه من عليّ؟ قال: لا والله.

قال الحرالي: قد علم الأوّلون والآخرون: أنّ فهم کتاب الله منحصر إلي علم عليّ، ومن جهل ذلک فقد ضلّ عن الباب الّذي من ورائه يرفع الله عن القلوب الحجاب، حتي يتحقّق اليقين الّذي لا يتغيّر بکشف الغطاء...}

ثمّ نقل المناوي قول أبي زرعة: (کم خلق افتضحوا به) - يعني بسبب رواية هذا الحديث - وحکي تصحيح ابن معين والحاکم للحديث، وتحسين الحافظ العلائي والزرکشي له، ثمّ قال: وأفتي بحسنه ابن حجر، وتبعه البخاري، فقال: هو حديث حسن[3] .

وقال الغماري - معلّقا علي حکم المناوي بحسن الحديث -: {بل الحديث صحيح لاشکّ في صحّته، بل هو أصحّ من کثير من الأحاديث الّتي حکموا بصحّتها، کما أوضحت ذلک في جزء مفرد، سمّيته [فتح الملک العليّ بصحّة حديث باب مدينة العلم عليّ]، وهو مطبوع، فارجع إليه تر ما يبهج خاطرک ويسرّ ناظرک}[4] .

وقال في فتحه: {فهذا الحديث بمفرده علي شرط الصحيح، کما حکم به يحيي بن معين والحاکم وأبو محمد السمرقندي، وبيان ذلک من تسعة مسالک:

المسلک الأوّل: أنّ مدار صحّة الحديث علي الضبط والعدالة، ورجال هذا السند کلّهم عدول ضابطون؛ أمّا أبو معاوية والأعمش ومجاهد فلا يسأل عنهم، لکونهم من رجال الصحيح، وللاتّفاق علي ثقتهم وجلالتهم. وأمّا من دون أبي الصلت الهروي، فلا يسأل عنهم أيضاً، لتعدّدهم، وثقة أکثرهم، وکون الحديث مشهوراً ومعروفاً عن أبي الصلت.

فلم يبق محلاً للنظر إلاّ أبو الصلت، وعليه يدور محور الکلام علي هذا الحديث، وهو عدل، ثقة، صدوق، مرضيّ، معروف بطلب الحديث والاعتناء به، رحل في طلبه إلي البصرة والکوفة والحجاز واليمن والعراق، ودخل بغداد، وحدّث بها. روي عنه أحمد بن منصور الرمادي الحافظ صاحب المسند وعبّاس بن محمد الدوري صاحب يحيي بن معين وإسحاق ابن حسن الحربي ومحمّد بن عليّ المعروف بفستقة والحسن بن علوية القطّان وعليّ بن أحمد بن النضر الأزدي ومحمّد بن إسماعيل الأحمسي وسهل بن زنجلة ومحمّد بن رافع النيسابوري وعبد الله بن أحمد بن حنبل وأحمد بن سيّار المروزي وعليّ بن حرب الموصلي وعمّار بن رجاء ومحمد بن عبد الله الحضرمي ومعاذ بن المثنّي وآخرون}[5] .

وقال الحاکم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وأبو الصلت ثقة مأمون؛ فإنّي سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب في التاريخ يقول: سمعت العبّاس بن محمّد الدوري، يقول: سألت يحيي بن معين عن أبي الصلت الهروي؟ فقال: ثقة، فقلت: أليس قد حدّث عن أبي معاوية، عن الأعمش: «أنا مدينة العلم»؟ فقال: قد حدّث به محمّد بن جعفر الفيدي، وهو ثقة مأمون.

وتعقّبه الذّهبي قائلاً: بل موضوع. وقال بالنسبة لعبد السلام: لا والله؛ لا ثقة ولا مأمون[6] .

هذا، عندما يکون الذهبي في مقام ردّ فضائل عليّ، فتراه کيف يجزم بوضع الحديث، ويقسم بالله علي عدم وثاقة أبي الصلت وأمانته، کأنّ وحياً نزل من السماء علي الذهبي في صحّة دعواه تلک.

وأمّا حينما کان الذّهبي متحلياً بالإنصاف، فإنّک تراه وقد صدر عنه کلام آخر، فلاحظ کلامه في غير هذا المقام حول أبي الصلت:

فقال في الميزان: عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي الرجل الصالح، إلاّ أنّه شيعيّ جلد. وقال في أعلام النبلاء: الشيخ العالم العابد، شيخ الشيعة، أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي، ثمّ النيسابوري، مولي قريش، له فضل وجلالة، فياليته ثقة.

نعم، ما کان الذهبي ينسي حديث أبي الصلت في فضل عليّ، لذا أبرز ما في نفسه بجملته الأخيرة المتمنيّة، وذکر محکي کلام أحمد بن سيّار - الآتي ذکره عن الخطيب - حول أبي الصلت، وحکي توثيق يحيي بن معين له، ثمّ قال: {جبلت القلوب علي حبّ من أحسن إليها، وکان هذا بارّاً بيحيي، ونحن نسمع من يحيي دائماً، ونحتجّ بقوله في الرجال ما لم يتبرهن لنا وَهْن رجل انفرد بتقويته، أو قوّة من وهّاه}[7] .

أقول: إنّ هذا يدلّ علي أنّ الثابت عند الذّهبي عن يحيي بن معين هو توثيقه لأبي الصلت، ولکنّ الذهبي يحتال لتوجيه هذا التوثيق، وحرفه عن وجهه الصحيح، وإظهار أنّ حصوله عن ابن معين ما کان عن علم وعدالة، بل عن عاطفة بشريّة ومشاعر نفسانيّة؛ بسبب إحسان أبي الصلت إليه. ولا يدري الذهبي أنه يقطع بهذه الحيلة الغصن الجالس عليه.

ثمّ إنّ الذّهبي يريد أن يشير إلي أنّه قد تبرهن له وهن أبي الصلت، أو أنّ هناک من ضعّفه ممّن کان أقوي من يحيي بن معين، مع أنّک تلاحظ أنّه لو کان هناک نصف برهان أو شبه برهان بيد الذهبي علي ضعف هذا الرجل، لفخّمه وذکره في جميع کتبه المترجمة له، بل علي العکس من ذلک؛ فقد اجتمع عنده ما يکون سبباً لأن يعرب بلسانه، ويعترف ببيانه بأنّه رجل صالح، له فضل وجلالة، إلاّ أنّ حديثه هذا، صار مانعاً من أن يحکم الذّهبي عليه بالقسط.

هذا، ولا تجد فيما بين معاصريه - بل وبين غيرهم - مَنْ ضعّف أبا الصلت وهو أقوي من ابن معين في الجرح والتعديل، إلاّ ما حکي عن أحمد بن حنبل؛ حيث إنّه عندما سئل عن الحديث؟ قال: {قبّح الله أبا الصلت}. وهذا لا يدلّ علي الجرح، بل غاية ما يدلّ عليه أنّ أحمد أنَّبَه بسبب روايته للحديث، کالعادة المستمرّة، تجاه ما کان مخالفاً لآراء أهل السنّة، بل سنذکر بأنّ هناک ما يدلّ علي وثاقة أبي الصلت عند أحمد أيضاً.

هذا، وفي کلام عبد الرزّاق الآتي دلالة علي أنّ ابن معين في نظره کان أعرف بالرجال من أحمد بن حنبل؛ حيث قال: کتب عنّي ثلاثة، لا أبالي أن لا يکتب عنّي غيرهم؛ کتب عنّي ابن الشاذکوني وهو من أحفظ الناس، وکتب عنّي يحيي بن معين وهو من أعرف الناس بالرجال، وکتب عنّي أحمد بن حنبل وهو من أزهد الناس[8] .

وقال الغماري - بعد إيراده لکلمات عدد من العلماء حول أبي الصلت -: {فهؤلاء جماعة من الأئمّة وثّقوه ووصفوه بالصدق والصلاح والضبط، وهذا أعلي ما يطلب في راوي الصحيح، وليس في رجال الصحيحين مَنْ وُصِف بأکثر من هذا، ولا من اتّفق علي توثيقه، إلاّ القليل}[9] .

قال الخطيب: { قال القاسم: سألت يحيي بن معين عن هذا الحديث؛ فقال: هو صحيح. قلت: أراد أنّه صحيح من حديث أبي معاوية، وليس بباطل، إذ قد رواه غير واحد عنه}.

أقول: إنّ هذا شئ غريب من الخطيب، فإذا صحّ الحديث عن أبي معاوية فيکون صحيحاً عن النبيّ؛ لأنّ أبا معاوية ومَنْ فوقه من رجال الصحيح، فأيّ شئ يريده الخطيب من وراء هذا التمويه؟

فهل يريد أن يتّهم أبا معاوية بوضع الحديث، وقد وثّقه جميع أئمّته؟! وقد قال الخطيب نفسه في ترجمته: {محمّد بن خازم أبو معاوية الضرير التميمي السعدي مولي سعد بن زيد بن مناة من أهل الکوفة، وکان ضريراً، يقال: إنّه عمي وهو ابن أربع - وقيل: ثمان - سنين. وقدم بغداد، وحدّث بها عن سليمان الأعمش وهشام بن عروة وعبيد الله بن عمر بن حفص وإسماعيل بن أبي خالد و أبي إسحاق الشيباني وليث بن أبي سليم.

روي عنه أحمد بن حنبل ويحيي بن معين وأبو خيثمة زهير بن حرب ويعقوب بن إبراهيم الدروقي وخلف بن سالم ويوسف بن موسي والحسن ابن محمد الزعفراني والحسن بن عرفة وسعدان بن نصر فيمن لا يحصي...}

ثمّ استمرّ في ذکر أقوال أئمّته حول أبي معاوية وتوثيقهم إيّاه، فراجع[10] .

وقال ابن الجوزي: {ولد سنة ثلاث عشرة ومائة، وعمي بعد أربع سنين، ولازم الأعمش عشرين سنة، وکان أثبت أصحابه، وکان قدم علي الثوري وشعبة، وکان حافظاً للقرآن، ثقة، لکنّه کان يري رأي المرجئة. روي عنه أحمد ويحيي وخلق کثير}[11] .

وذکر الحافظان في التهذيبين ثناء أحمد بن حنبل ويحيي بن معين وغيرهما عليه... واستمرّا في الکلام إلي أن قالا: {وقال العجلي: کوفيّ ثقة، وکان يري الإرجاء، وکان ليّن القول فيه. وقال يعقوب بن شيبة: کان من الثقات، وربمّا دلّس، وکان يري الإرجاء. وقال الآجرّي عن أبي داود: کان مرجئاً. وقال مرّة: کان رئيس المرجئة بالکوفة. وقال النسائي: ثقة. وقال ابن خراش: صدوق، وهو في الأعمش ثقة، وفي غيره فيه اضطراب. وذکره ابن حبّان في الثقات، وقال: کان حافظاً متقناً، ولکنّه کان مرجئاً خبيثاً}. وقال الحافظ في التقريب: ثقة، أحفظ الناس لحديث الأعمش، وقد يَهِم في حديث غيره، وقد رُمِي بالإرجاء. وقال الذّهبي في سير الأعلام: الإمام الحافظ الحجّة؛ أبو معاوية السعدي الکوفي الضرير أحد الأعلام. ونقل السيوطي عن الحافظ العلائي قوله: وأبو معاوية ثقة مأمون، من کبار الشيوخ وحفّاظهم المتّفق عليهم. وقال الدکتور القلعجي في هامش ثقات العجلي: متّفق علي توثيقه، أخرج له الجماعة...[12] .

أو يريد الخطيب أن يتّهم الأعمش بوضع الحديث؟

والأعمش هو سليمان بن مهران، الّذي قال الخطيب نفسه في حقّه: وکان من أقرء الناس، وأعرفهم بالفرائض، وأحفظهم للحديث... وقد أطال الکلام حوله ونقل تمجيد أسلافه له، فراجع[13] .

ونقل الحافظ المزّي عن عليّ بن المديني قوله: حفظ العلم علي أُمّة محمّد3 ستّة؛ فلأهل مکّة عمرو بن دينار، ولأهل المدينة ابن شهاب الزهري، ولأهل الکوفة أبو إسحاق السبيعي وسليمان الأعمش، ولأهل البصرة يحيي بن أبي کثير ناقلة وقتادة. وعن شعبة: ما شفاني أحد في الحديث ما شفاني الأعمش.

وقال الذّهبي في التذکرة: الحافظ الثقة، شيخ الإسلام، أبو محمّد سليمان بن مهران.. وقال في أعلام النبلاء: سليمان بن مهران الإمام، شيخ الإسلام، شيخ المقرئين والمحدّثين.. ثمّ نقل عن عليّ بن المديني قوله: له نحو من ألف وثلاثمائة حديث، وعن سفيان بن عيينة: کان الأعمش أقرأهم لکتاب الله، وأحفظهم للحديث، وأعلمهم بالفرائض. وعنه أيضاً: سبق الأعمش الناس بأربع؛ کان أقرأهم للقرآن، وأحفظهم للحديث، وأعلمهم بالفرائض، وذکر خصلة أُخري. وعن يحيي القطّان: هو علامة الإسلام. وعن وکيع بن الجرّاح: کان الأعمش قريباً من سبعين سنة لم تفته التکبيرة الأُولي. وعن عبد الله الخُريبي: ما خلّف الأعمش أعبدَ منه. وعن زهير بن معاوية: ما أدرکت أحداً أعقل من الأعمش ومغيرة. وعن أحمد بن حنبل: أبو إسحاق والأعمش رجلا أهل الکوفة. وعن ابن معين: الأعمش ثقة. وعن النسائي: ثقة ثبت.

وذکره العجلي وابن حبّان في ثقاتهما، وذکره الکلاباذي في رجال صحيح البخاري، والأصفهاني في رجال صحيح مسلم و.. ونقلوا عن عيسي بن يونس قوله: ما رأينا في زماننا ولا في الّذين کانوا قبلنا مثل الأعمش؛ ما رأينا الأغنياء والسلاطين في مجلس قطّ، أحقر منهم في مجلس الأعمش، مع فقره وحاجته. إلي غير ذلک ممّا ذُکِر حول هذا العَلَم الشامخ في العلم والعمل والزهد والعدالة؛ ممّا يدلّ علي عظمة حقّ هذا الرّجل الکبير علي رقاب جميع الأُمّة؛ شيعة وسنّة[14] .

ولکنّ هناک اتّهاماً وجّهه الذّهي إليه؛ حيث قال في الميزان: سليمان بن مهران أحد الأئمّة الثقات، ما نقموا عليه إلاّ التدليس... إلي أن قال: وربّما دلّس عن ضعيف ولا يدري به، فمتي قال: (حدّثنا)، فلا کلام، ومتي قال: (عن) تطرّق إليه احتمال التدليس، إلاّ في شيوخ أکثر عنهم[15] .

أقول: علي فرض صحّة نسبة هذا الاتّهام إلي الأعمش الّذي کان يعرف الأُمور والعدول من الناس، فلا يبعد أن يکون إخفاؤه لأسماء بعض الرّواة لأجل الحفاظ علي سلامتهم؛ لعلمه بخطورة الوضع بالنسبة إلي من يروي فضائل أهل البيت، وإن کان التدليس شيئاً قبيحاً علي کلّ حال.

وقال السرخسي: {وکذلک - يعني لا يکون جرحاً - الطعن بالتدليس علي من يقول: (حدّثني فلان عن فلان)، ولا يقول: (قال: حدّثني فلان)؛ فإنّ هذا لا يصلح أن يکون طعناً؛ لأنّ هذا يوهم الإرسال، وإذا کان حقيقة الإرسال دليل زيادة الإتقان - علي ما بيّنّا - فما يوهم الإرسال کيف يکون طعناً؟}[16] .

هذا، مع أنّ الأعمش لم ينفرد برواية حديث ابن عبّاس، بل ستري رواية غيره له.

وأمّا مجاهد؛ فقد قال الذّهبي في ترجمته من [الميزان]: مجاهد بن جبر المقرئ المفسّر، أحد الأئمّة الأثبات... وأجمعت الأُمّة علي إمامة مجاهد والاحتجاج به. وقال في الکاشف: إمام في القراءة والتفسير، حجّة. وقال في أعلام النبلاء: وقال يحيي بن معين وطائفة: مجاهد ثقة. وقال سلمة بن کهيل: ما رأيت أحدًا يريد بِهذا العلم وجه الله إلاّ هؤلاء الثلاثة؛ عطاء ومجاهد وطاووس.. الي آخر کلامه.

ونقل الحافظان في التهذيبين توثيق يحيي بن معين وغيره له. وتعقّب العسقلاني بقوله: وقال ابن سعد: کان ثقةً، فقيهاً، سالماً، کثير الحديث. وقال ابن حبّان: کان فقيهاً ورعاً، عابداً متقنا. وقال أبو جعفر الطبري: کان قارئاً عالماً. وقال العجلي: مکّي، تابعي، ثقة. وقال في [التقريب]: ثقة، إمام في التفسير وفي العلم[17] .

ثمّ قال الخطيب: أنا محمّد بن عليّ المقرئ، أنا محمّد بن عبد الله النيسابوري، قال: سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ، يقول: سمعت العبّاس بن محمّد الدوري، يقول: سمعت يحيي بن معين يوثّق أبا الصلت عبد السلام بن صالح، فقلت - أو قيل - له: إنّه حدّث عن أبي معاوية، عن الأعمش: «أنا مدينة العلم وعليّ بابُها»؟ فقال: ماتريدون من هذا المسکين؟ أليس قد حدّث به محمّد بن جعفر الفيدي، عن أبي معاوية هذا، أو نحوه؟

أقول: ينبغي للقارئ أن يلتفت إلي سؤال العبّاس الدوري عن ابن معين، وأنّه کيف يعترض علي حکم ابن معين بوثاقة أبي الصلت؟ فهو يريد أن يقول لابن معين: کيف تقول أنت بوثاقته وقد حدّث بِهذا الحديث!؟ ومن حدّث بِهذا الحديث کيف يمکن أن يکون ثقة؟ فأجابه ابن معين بأنّه لم ينفرد به. فهذا يدلّ علي أنّ المتداول بينهم عدم الحکم بوثاقة من حدّث بما يخالف آراءهم.

وقول يحيي بن معين: [ما تريدون من هذا المسکين؟] يدلّ علي أنّ الهجمة علي أبي الصلت - بسبب روايته لهذا الحديث - وصلت إلي درجة أن رقّ له مثل ابن معين الّذي کان معروفاً بالتشدّد في الرجال. هکذا کانت العدالة تجاه أحاديث الرسول في مناقب أهل بيته!!

واستمرّ الخطيب قائلاً: قرأت علي البرقاني، عن محمّد بن العبّاس، قال: ثنا أحمد بن محمّد بن مسعدة، ثنا جعفر بن درستوية، ثنا أحمد بن محمّد ابن القاسم بن محرز، قال: سألت يحيي بن معين عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي؛ فقال: ليس ممّن يکذب. فقيل له في حديث أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس: «أنا مدينة العلم وعليّ بابُها»، فقال: هو من حديث أبي معاوية؛ أخبرني ابن نمير، قال: حدّث به أبو معاوية قديماً، ثمّ کفّ عنه، وکان أبو الصلت رجلاً موسراً، يطلب هذه الأحاديث، ويکرم المشائخ، وکانوا يحدّثونه بِها.

وروي ذلک ابن عساکر في تاريخه من طريق الخطيب وأبي الفضل بن خيرون، عن البرقاني. ونقله ابن کثير في تاريخه؛ عن أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز، إلاّ أنّه قال: ابن أيمن، بدل ابن نمير.

ثمّ قال الخطيب: أنا القاضي أبو العلاء محمّد بن عليّ الواسطي، أنا أبو مسلم بن مهران، أنا عبد المؤمن بن خلف النسفي، قال: سألت أبا عليّ صالح بن محمّد عن أبي الصلت الهروي؛ فقال: رأيت يحيي بن معين عنده، وسُئل عن هذا الحديث الّذي روي عن أبي معاوية حديث عليّ: «أنا مدينة العلم وعليّ بابُها»؟ فقال: رواه أيضاً الفيدي، فقلت: ما اسمه؟ قال: محمّد بن جعفر.

وروي أيضاً عن عمر بن الحسن بن عليّ بن مالک، قال: سمعت أبي يقول: سألت يحيي بن معين عن أبي الصلت الهروي، فقال: ثقة، صدوق، إلاّ أنّه يتشيّع. وروي عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، قال: سألت يحيي ابن معين عن أبي الصلت الهروي؛ فقال: قد سمع، وما أعرفه بالکذب. وقال مرّة أُخري: سمعت يحيي؟ فقال: لم يکن أبو الصلت عندنا من أهل الکذب[18] .

أقول: إنّ هذا يدلّ علي أنّ إنکار يحيي بن معين لحديث أبي الصلت - لو کان ثابتاً - کان قبل معلوميّة حال أبي الصلت عنده، وقبل سماعه من الفيدي وابن نمير. وقد نقل البعض إنکار يحيي للحديث، من دون أيّ تعرّض لذکر هذه الأقوال المحکيّة عنه حول صحّة الحديث.

وقد تفطّن لذلک الخطيب؛ حيث إنّه بعد أن حکي قول يحيي: [ما هذا الحديث بشيء] في جواب سؤال عبد الخالق عنه، قال: {أحسب عبد الخالق سأل يحيي بن معين عن حال أبي الصلت قديماً، ولم يکن يحيي إذ ذاک يعرفه، ثمّ عرفه بعدُ، فأجاب إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد عن حاله.

وأمّا حديث الأعمش فإنّ أبا الصلت کان يرويه عن أبي معاوية عنه، فأنکره أحمد بن حنبل ويحيي بن معين من حديث أبي معاوية، ثمّ بحث يحيي عنه، فوجد غيرَ أبي الصلت قد رواه عن أبي معاوية}[19] .

أقول: لا يبعد أن يکون إنکار أحمد بن حنبل للحديث أيضاً من هذا القبيل، وأنّه لم يجد متابعاً لأبي الصلت في روايته، ولم يکن يعرفه إذ ذاک، فأنکره، ثمّ عرفه. ويؤيّد ذلک أنّ الغماري قال: {ووثّقه - يعني أبا الصلت - عبد الله بن أحمد بن حنبل بروايته عنه، وذلک يدلّ علي أنّه ثقة عند أبيه أيضاً؛ فإنّ عبد الله کان لايروي إلاّ عمّن يأمره أبوه بالرواية عنه ممّن هو عنده ثقة، کما ذکره الحافظ في غير موضع من کتابه [تعجيل المنفعة][20] .

ويحتمل أن يکون موقف أحمد هذا تجاه أبي الصلت بسبب المنافسة الفکريّة بينهما؛ فإنّ أبا الصلت کان يخالفه في بعض المسائل الاعتقاديّة الحسّاسة - کما سيأتي الإشارة إليه عن قريب - ويؤيد ذلک أنّ أحمد لم يقل في جواب السائل عن الحديث: إنّه موضوع، أو کذب، بل قال: قبّح الله أبا الصلت. هذا بالنسبة‌ لمعاصري أبي الصلت.

وأمّا من تأخّر عنه بسنوات أو بقرون أمثال العقيلي وابن عديّ والدارقطني وغيرهم، فلا يؤبه بکلماتِهم، فليس جرحهم له إلاّ ظنّاً وتخميناً ورجماً بالغيب، لأجل بعض مرويّاته، وإلاّ فکيف يجرؤ من لم يتعامل مع مسلم ولم يعاشره ولم يعاصره أن يتّهمه ويجرحه، من دون أن يکون في يده سند أو دليل، ولم يأت مَنْ ضَعَّفه مِنْ معاصريه بعلّة قادحة سوي التهمة بالتشيّع بسبب مرويّاته في فضائل أهل البيت3، ممّا کان سبباً لأن يقول الدارقطني: إنّه کان خبيثاً رافضياً. فإليک ترجمته من لسان أحد معاصريه من تاريخ بغداد:

نقل الخطيب في تاريخه عن أحمد بن سيّار أنّه قال: { أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي، ذکر لنا أنّه من موالي عبد الرحمن بن سمرة، وقد لقي وجالس الناس، ورحل في الحديث، وکان صاحب قشافة، وهو من آحاد المعدودين في الزهد، قدم مرو أيّام المأمون يريد التوجّه إلي الغزو، فأُدخِل علي المأمون، فلمّا سمع کلامه جعله من الخاصّة من إخوانه، وحبسه عنده إلي أن خرج معه إلي الغزو، فلم يزل عنده مکرّماً إلي أن أراد إظهار کلام جهم، وقول: القرآن مخلوق. وجمع بينه وبين بشر المريسي، وسأله أن يکلّمه، وکان عبد السلام يردّ علي أهل الأهواء من المرجئة والجهميّة والزنادقة والقدريّة، وکلّم بشر المريسي غير مرّة بين يدي المأمون، مع غيره من أهل الکلام، کلّ ذلک کان الظفر له. وکان يعرف بکلام الشيعة، وناظرتُه في ذلک لأستخرج ما عنده، فلم أره يفرط، ورأيتُه يقدّم أبا بکر وعمر، ويترحّم علي عليّ وعثمان، ولا يذکر أصحاب النبيّ إلاّ بالجميل، وسمعته يقول: هذا مذهبي أدين الله به، إلاّ أن ثمَّ أحاديث يرويها في المثالب، وسألت إسحاق بن إبراهيم عن تلک الأحاديث - وهي أحاديث مرويّة، نحو ما جاء في أبي موسي، وما روي في معاوية - فقال: هذه أحاديث قد رُويت، قلت: فتکره کتابتها وروايتها والرواية عمن يرويها؟ فقال: أمّا من يرويها عن طريق المعرفة، فلا أکره ذلک، وأمّا من يرويها ديانة، ويريد عيب القوم، فإنّي لا أري الرواية عنه}[21] .

[الحاکم]: سمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه القبّاني إمام عصره ببخاري، يقول: سمعت صالح بن محمّد بن حبيب الحافظ يقول - وسُئل عن أبي الصلت الهروي - فقال: دخل يحيي بن معين - ونحن معه - علي أبي الصلت فسلّم عليه، فلمّا خرج تبعته، فقلت له: ما تقول - رحمک الله - في أبي الصلت؟ فقال: هو صدوق، فقلت له: إنّه يروي حديث الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، عن النبيّ: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأتها من بابها»!! فقال: قد روي هذا، ذاک الفيدي، عن أبي معاوية، عن الأعمش، کما رواه أبو الصلت.

وقال: حدّثنا بصحّة ما ذکره الإمام أبو زکريّا، ثنا يحيي بن معين، ثنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن تميم القنطري[22] ، ثنا الحسين بن فهم، ثنا محمّد بن يحيي بن الضريس، ثنا محمّد بن جعفر الفيدي، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب». قال الحسين بن فهم: حدّثناه أبو الصلت الهروي، عن أبي معاوية.

قال الحاکم: ليعلم المستفيد لهذا العلم: أنّ الحسين بن فهم بن عبد الرّحمن ثقة، مأمون، حافظ. وقال الخطيب: وکان ثقة، وکان عسراً في الرواية متمنّعاً، إلاّ لمن أکثر ملازمته. وقال الذّهبي في [التذکرة]: الحافظ الکبير أبو عليّ الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن بن فهم بن محرز البغدادي. ونقل في الميزان عن الحاکم والدارقطني: أنّهما قالا في حقّه: ليس بالقويّ[23] .

أقول: إنّک قد لاحظت کلام الحاکم في مستدرکه، وأمّا الدارقطني فلابدّ وأن يکون ابن فهم غير قويّ عنده، فإنّه روي هذا الحديث نصب عينيه، ولو لم يکن له ذنب سوي هذا، لکان کافياً لأن يحکم عليه بالضعف.

هذا، وقد ذکره الدارقطني في [المؤتلف والمختلف] من دون أن يجرحه بشئ، وقال: حدّثنا عنه غير واحد من شيوخنا[24] .

ثمّ إنّ الذهبي سکت عن الحکم علي هذين الطريقين، وذلک؛ لأنّه لا يطيب نفساً أن يعترف بصحّتهما، ولا يتمکّن من الطعن فيهما، بسبب صحّتهما، ووثاقة جميع رجالهما عنده؛ فإنّ محمّد بن جعفر الفيدي، ذکره ابن حبّان في [الثقات]، والکلاباذي في [رجال صحيح البخاري]، وقال: روي عنه البخاري في الهبة. وذکره المزّي في التهذيب، وعدّه ممّن روي عنه البخاري وغيره. وکذلک ذکره الذهبي نفسه في [الکاشف]، وعدّه ممّن روي عنه البخاري ومطيّن وجماعة، وقال الغماري: وثّقه يحيي بن معين، ثمّ قال: فهذه المتابعة بمفردها علي شرط الصحيح[25] .

وکذلک يحيي بن الضريس؛ فإنّ ابن حبّان ذکره في الثقات. وقال ابن أبي حاتم: سُئل أبي عنه؛ فقال: صدوق. وترجم له البخاري في [الکبير]، من دون أيّ جرح. وقال السيوطي عن العلائي: وهو ثقة حافظ[26] .

وکذلک الأمر بالنسبة للطريق الآخر لابن معين، الّذي رواه عن ابن نمير، عن أبي معاوية، عند الخطيب وابن عساکر وغيرهما؛ فإنّ ابن نمير ثقة عندهم، ذکره ابن حبّان في الثقات، والکلاباذي في رجال صحيح البخاري، والأصبهاني في رجال صحيح مسلم. وذکره الحافظ المزّي في التهذيب، ناقلاً توثيق ابن معين وغيره له، وقال: روي له الجماعة، وذکره الذّهبي في الکاشف، وعدّه ممّن روي عنه أحمد بن حنبل وابن معين وغيرهما، ثمّ قال: حجّة. وذکر في معجم شيوخ أحمد: توثيق ابن معين والعجلي وابن حجر له[27] .

ونقل السيوطي عن الحافظ العلائي قوله: ولم يأت کلّ من تکلّم في هذا الحديث وجزم بوضعه بجواب عن هذه الرّوايات الصحيحة عن ابن معين[28] .

[الحسکاني]: أنا السيّد أبو الحسن محمد بن الحسين الحسني رحمه الله - قراءة - أنا محمّد بن محمّد بن سعد الهروي - وکتبه لي بخطّه - أنا محمّد ابن عبد الرّحمن الشامي[29] ، ثنا أبو الصلت الهروي، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب».

ثمّ قال الحسکاني: رواه جماعة، عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي، وهو ثقة، أثني عليه يحيي بن معين، وقال: هو صدوق. وقد روي هذا الحديث جماعة سواه، عن أبي معاوية، وهو محمّد بن خازم الضرير الثقة: منهم أبو عبيد القاسم بن سلام ومحمّد بن الطّفيل وأحمد بن خالد بن موسي وأحمد بن عبد الله بن الحکيم وعمر بن إسماعيل وهارون بن حاتم ومحمّد بن جعفر الفيدي وغيرهم. ورواه عن سليمان بن مهران الأعمش جماعة - کرواية أبي معاوية – منهم: يعلي بن عبيد وعيسي بن يونس وسعيد بن عقبة[30] .

وقال الغماري: وعبد السلام بن صالح لم ينفرد بهذا الحديث، بل تابعه عليه جماعة؛ منهم: محمّد بن جعفر الفيدي وجعفر بن محمّد الفقيه وعمر ابن إسماعيل بن مجالد وأحمد بن سلمة الجرجاني وإبراهيم بن موسي الرازي ورجاء بن سلمة وموسي بن محمّد الأنصاري ومحمود بن خداش والحسن بن علي بن راشد وأبو عبيد القاسم بن السلام...

وقال في موضع آخر: فهذه متابعات، لا يوجد مثلها لکثير من الأحاديث الّتي صحّحوها بالمتابعات[31] .

فيکون المتابعون لأبي الصلت في رواية حديث ابن عبّاس عن أبي معاوية ستّة عشر شخصاً، حسبما وقفت عليه في کتب أهل السنّة، وهم:

1 - محمّد بن جعفر الفيدي. 2 - وابن نمير. 3 - وأبو عبيد. 4 - وعمر ابن إسماعيل. 5 - وجعفر بن محمّد. 6 - وأحمد بن سلمة. 7 - ورجاء بن سلمة. 8 - وسعيد بن عقبة. 9 - وحسن بن علي بن راشد. 10 - ومحمود ابن خداش. 11 - وإبراهيم بن موسي الرازي. 12 - وموسي بن محمد الأنصاري. 13 - ومحمّد بن الطّفيل. 14 - و أحمد بن خالد بن موسي. 15 - وأحمد بن عبد الله بن الحکيم. 16 - وهارون بن حاتم.

هذا، إضافة إلي الأسانيد الّتي رُويت عن ابن عبّاس من غير طريق أبي معاوية.

فإليک تفصيل روايات مَنْ عثرت علي أحاديثهم مع ذکر الأسانيد:

[العقيلي]: ثنا محمد بن هشام، ثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد. (ح) و [أيضاً]: من طريق عبد الله بن أحمد، عن يحيي بن معين، عن عمر بن إسماعيل. (ح) و [ابن عديّ]: عن ابن حمّاد عن، عبد الله بن أحمد، عن يحيي بن معين، عن عمر بن إسماعيل. (ح) و [ابن أبي حاتم]: أنا عبد الله ابن أحمد، عن يحيي بن معين، عن عمر بن إسماعيل بن مجالد. (ح) و [ابن بطّة]: ثنا أحمد بن محمّد بن يزيد الزعفراني، ثنا عمر بن إسماعيل ابن مجالد. (ح) و [الخطيب]: أنا عليّ بن أبي علي المعدّل وعبيد الله بن محمّد بن عبيد الله النجّار، قالا: حدّثنا محمّد بن المظفّر، ثنا أحمد بن عبيد الله بن شابور، ثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد، (ح) و [ابن عساکر]: من طريق عبد الله بن أحمد، عن يحيي بن معين، عن عمر بن إسماعيل. (ح) و [أيضاً]: أنا أبو عليّ الحسن بن المظفّر وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهّاب وأُمّ أبيها فاطمة بنت عليّ بن الحسين، قالوا: أنا أبو الغنائم محمّد بن عليّ الدجاجي، أنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن محمّد الحربي، نا الهيثم بن خلف الدوري، نا عمر بن إسماعيل بن مجالد، ثنا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها».

هذا لفظ العقيلي، عن محمّد بن هشام. وفي لفظ ابن بطّة وابن عساکر من طريق الهيثم بن خلف: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد الباب - عق: بابها - فليأت عليّاً».

وفي لفظ عبد الله بن أحمد لم يذکر ذيل الحديث. وأخرجه ابن الجوزي من طريق ابن بطّة[32] .

قال الغماري: عمر بن إسماعيل احتجّ به الترمذي، وأنکر بعضهم أن يکون سمع هذا الحديث من أبي معاوية، وقد سأل عبد الله بن أحمد بن حنبل أباه عن ذلک، فقال: ما أراه إلاّ صدوقاً[33] .

وقد طرح القوم مرويّات عمر بن إسماعيل أيضاً، وقذفوا به في وادي المتروکين، وأمّا لماذا ترکوه؟ وأيّ ذنب ارتکبه هذا الفقير حتي صار سبباً لنقمة القوم عليه؟ فيتّضح ذلک من القصّة التالية:

نقل الخطيب البغدادي عن سعيد بن عمر، أنّه قال: قال أبو زرعة: حديث أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها«؛ کم خلق افتضحوا فيه!! أتينا شيخنا ببغداد - يقال له: عمر بن إسماعيل بن مجالد - فأخرج إلينا کرّاسة لأبيه، فيها أحاديث جياد عن مجالد وبيان والناس، فکنّا نکتب إلي العصر، فيقرأ علينا، فلمّا أردنا أن نقوم قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش بهذا الحديث، فقلت له: ولا کلّ هذا بمرّة[34] .

هذا عجيب جدّاً، فالحديث ضعيف أو موضوع، لماذا؟ لأجل ضعف راويه عمر بن إسماعيل، والراوي ضعيف، لماذا؟ لأنّه متروک بسبب روايته للحديث المذکور! فأيّ عاقل يستطيع أن يقبل هذا؟ فضعف الحديث متوقّف علي ثبوت ضعف الراوي، وضعف الرّاوي متوقّف علي ثبوت ضعف الحديث من قبل.

وأعجب منه: أنّه کيف اعتمد المسلمون علي أمثال أبي زرعة؛ ممّن ترکوا أعلامهم ومشائخهم، وطرحوا الجياد من أحاديثهم بمحض روايتهم فضائل أهل بيت نبيّهم صلوات الله عليهم، وجعلوا مرويّاتهم تلک ميزاناً لمعرفتهم، والحکم عليهم بالکذب والضعف؟

وأعجب من الجميع: أنّه کيف صار نقل أحاديث النبيّ في فضل أهل بيته سبباً لافتضاح خلق کثير - کما قال أبوزرعة - أمام من ينتسب نفسه إلي دينه؟

وقد تقدّم مثل هذا الموقف من أبي زرعة حول رواية عليّ لهذا الحديث أيضاً؛ حيث قال في حقّ محمّد بن عمر الرومي الّذي روي الحديث عن شريک: {شيخ فيه لين، روي حديثاً منکراً عن شريک}. ومثله قول أبي حاتم: {صدوق قديم، روي عن شريک حديثاً منکراً}.

وهذه هي عدالة التاريخ؛ فإذا وردت فضيلة لأهل بيت النبوّة، يبادرون إلي الحکم عليها بالنکارة، وأنت يا أخي الکريم فکّر في الأمر جيداً، وانظر بانّه لو کان هذا الحديث وارداً في فضل أبي بکر أو عمر، بل ومعاوية، بدل وروده في حقّ عليّ، فهل کان من الممکن أن يصدر من هؤلاء الحکم عليه بالنکارة؟ أو يلبسونه قميصاً آخر؟ ومع الأسف أن صار أمثال أبي زرعة وأبي حاتم ميزاناً للإسلام، وتمييز المعروف من المنکر. وقد تقدّم أنّهما ترکا محمّد بن إسماعيل البخاري أيضاً.

فإذا تفکّر القارئ في أنّ کلّ من روي منقبة لأهل البيت مخالفة لأهواء أهل السلطنة والقصور، يکون ذلک سبباً لافتضاحه ونکارته، وفقدان منزلته ومکانته عند بني قومه، فسيفهم أنّ کثيراً من الحقائق افتقدناها لهذا السبب، وسيعرف عظمة حقّ من تجرّأ علي إظهارها في رقابنا.

وقد عهد النبيّ إلي القوم - لأجل معرفة الحقّ من الباطل - عکس ذلک؛ فإنّه بيّن ميزاناً لمعرفة المؤمن من المنافق، وقال بأنّ محبّ عليّ لا يمکن أن يکون غير مؤمن، کما تقدّم. فکان عليهم أن يتمسّکوا بروايات کلّ من ثبتت عندهم محبّته لعليّ، لصدور سند توثيقه من الشارع، ولکن مع الأسف، تراهم إذا ثبتت محبّته في قلب أحد، يضعون عليه صبغة الرفض والتشيّع، وبالتالي يطرحون جميع مروياته، حتي لو کان علي مذهبهم.

[الخطيب]: أنا الحسين بن عليّ الصيمري، ثنا أحمد بن محمّد بن علي الصيرفي، ثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين، ثنا محمّد بن عبد الله أبو جعفر الحضرمي، ثنا جعفر بن محمّد البغدادي أبو محمّد الفقيه، وکان في لسانه شيء. (ح) و [الذّهبي]: قال مُطَيَّن: ثنا جعفر، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، قال: سمعت رسول الله يقول: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب». وأخرجه ابن عساکر في تاريخه من طريق الخطيب[35] .

قال الذّهبي بالنسبة لجعفر بن محمّد: فيه جهالة. وبعد أن ذکر صدر الحديث من رواية مطيّن، عن جعفر هذا، قال: هذا موضوع.

وتعقّب الحافظ بقوله: وهذا الحديث له طرق کثيرة في مستدرک الحاکم، أقلّ أحوالها أن يکون للحديث أصل، فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع.

وقال الغماري: جعفر بن محمّد ذکره الذهبي في الميزان، وقال: فيه جهالة، وهذه الصيغة يستعملها فيمن يجهله من قبل نفسه، کما ذکره في خطبة الميزان. فلو سلّمنا له جهالته، فإنّ جعفراً المذکور قد روي عن ثقة، ولم يجرّحه أحد، ولم يأت بما ينکر، فحديثه صحيح علي رأي الجمهور، کما صرّح به الذهبيّ فيما حکيناه عنه آنفا..[36] .

[الخطيب]: أخبرني أحمد بن محمّد العتيقي، ثنا عبد الله بن محمّد بن عبد الله الشاهد، ثنا أبو بکر أحمد بن فاذويه بن عزرة الطحّان، ثنا أحمد ابن محمد بن يزيد بن سليم، ثني رجاء بن سلمة، ثنا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب».

وأخرجه ابن عساکر من طريق الخطيب[37] .

[ابن عديّ]: ثنا عبد الرّحمن بن سليمان بن موسي بن عديّ الجرجاني بمکّة، ثنا أحمد بن سلمة أبو عمرو الجرجاني، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب».

وأخرجه ابن عساکر في تاريخه من طريق ابن عديّ[38] .

[ابن عديّ]: ثنا الحسن بن عثمان، ثنا محمود بن خداش، ثنا أبو معاوية، به.

قال ابن الجوزي: الطريق العاشر رواه أبو بکر بن مردويه من حديث الحسن بن عثمان، عن محمود بن خداش، عن أبي معاوية.

وذکره السيوطي في اللآلي، والغماري في الفتح، وعزياه لابن عديّ، ثمّ قال الغماري: ومحمود بن خداش ثقة، صدوق، لکنّ الراوي عنه اتّهمه ابن عديّ[39] .

[ابن عديّ]: ثنا (الحسن بن عليّ) العدويّ، ثنا الحسن بن عليّ بن راشد، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله: «أنا مدينة العلم وعليّ بابُها، فمن أراد مدينة العلم فليأتِها من بابها».

وأخرجه ابن عساکر من طريق ابن عديّ. وقال الغماري: والحسن بن عليّ أيضاً صدوق، احتجّ به أبوداود، ولکنّ الراوي عنه متّهم[40] .

[ابن جرير]: ثنا إبراهيم بن موسي الرّازي - وليس بالفرّاء - ثنا أبو معاوية بإسناده، مثله. ثمّ قال ابن جرير: هذا الشيخ لا أعرفه، ولا سمعت منه غير هذا الحديث.

وقال الغماري: وهذه المتابعة أيضاً صحيحة، أو حسنة علي شرط ابن حبّان وموافقيه، کما سبق، لأنّ إبراهيم روي عن ثقة، وروي عنه ثقة، ولم يجرح، ولم يأت بما ينکر[41] .

[ابن حبّان]: ثنا الحسين بن إسحاق الأصبهاني، ثنا إسماعيل بن محمّد ابن يوسف، ثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، عن النبيّ: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد الدار فليأتها من قبل بابها».

ورواه ابن الجوزي من طريق الدارقطني عن ابن حبّان[42] .

[خيثمة بن سليمان]: ثنا ابن عوف، ثنا محفوظ بن بحر، ثنا موسي بن محمّد الأنصاري الکوفي، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله: «أنا مدينة الحکمة وعليّ بابُها».

أورده الغماري في الفتح عن خيثمة بن سليمان في الفضائل[43] .

[ابن المغازلي]: أنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان البغدادي قدم علينا واسطاً، أنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن لؤلؤ - إذناً - ثنا عبد الرحمن ابن محمّد بن المغيرة، ثنا محمّد بن يحيي، ثنا محمّد بن جعفر الکوفي، عن محمّد بن الطّفيل، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله: «أنا مدينة الحکمة وعلي بابها، فمن أراد الحکمة فليأت الباب»[44] .

ثمّ إنّک تلاحظ کيفيّة تواتر الحديث عن أبي معاوية وصحّة کثير من طرقه إليه، وعرفت أنّ أبا معاوية من الّذين اتّفق القوم علي توثيقهم.

هذا، مع أنّ أبا معاوية لم ينفرد بروايته عن الأعمش، بل تابعه علي ذلک عيسي بن يونس ووکيع بن الجرّاح وأبو الفتح الکوفي.

وقد تقدّم قول الحسکاني: ورواه عن سليمان بن مهران الأعمش جماعة - کرواية أبي معاوية – منهم: يعلي بن عبيد وعيسي بن يونس وسعيد بن عقبة[45] .

[ابن عديّ]: ثنا أحمد بن حفص السعدي، ثنا سعيد بن عقبة - أبو الفتح الکوفي - ثنا سليمان الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله: «أنا مدينة العلم وعليّ بابُها، فمن أراد العلم فليأت الباب».

وأخرجه ابن عساکر من طريق ابن عديّ في تاريخه، وأورده الذهبي في لسانه مع نقل قول ابن عديّ حول أبي الفتح: مجهول، غير ثقة[46] .

أقول: إذا کان ابن عديّ يجهله من قبل نفسه، فله أن يحکم عليه بالجهالة، وأمّا قوله: [غير ثقة] فغير موافق للعدالة، بل مخالف لحکمه عليه بالجهالة، فهل يکون کلّ مجهول غير ثقة؟ أو أنّ روايته لهذا الحديث أضافت إلي الجهالة عدمَ الوثاقة عند ابن عديّ، فلماذا ينقل الذهبي أمثال هذا القول من دون أن يقول: ما هذا، يا ابن عديّ؟

[الآجرّي]: ثنا أبو الحسن عليّ بن إسحاق بن زاطيا، ثنا عثمان بن عبد الله العثماني. (ح) و [ابن عديّ]: ثنا عليّ، ثنا عثمان بن عبد الله بن عمرو ابن عثمان، قال: ثنا عيسي بن يونس، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله: «أنا مدينة الحکمة وعليّ بابُها».

وقال ابن عديّ في موضع آخر: {وأُلزِق بهذا الحديث علي غير أبي معاوية؛ فرواه شيخ ضعيف يقال له عثمان بن عبد الله الأموي، عن عيسي ابن يونس، عن الأعمش.

وثناه عن بعض الکذابين، عن سفيان بن وکيع، عن أبيه، عن الأعمش. وقد ذکر شيخنا أحمد بن حفص، عن سعيد بن عقبة، عن الأعمش قصّته مع المنصور بطوله في فضائل أهل البيت، ولم آخذه عن أحمد بن حفص في کتابي}[47] .

هذا، ولم تنحصر رواية حديث ابن عبّاس بطريق الأعمش عن مجاهد، بل ورد من طُرق أُخري، فلاحظ:

[ابن المغازلي]: أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن موسي الغندجاني، ثنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار، ثنا إسماعيل بن عليّ بن رزين، عن أبيه، ثنا أخي دعبل بن عليّ، ثنا شعبة بن الحجّاج، عن أبي التياح، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله: «أتاني جبريل بدرنوک من درانيک الجنّة، فجلست عليه، فلمّا صرت بين يدي ربّي، کلّمني و ناجاني، فما علّمني شيئاً إلاّ علمه عليّ، فهو باب مدينة علميّ».

ثمّ دعاه النبيّ إليه، فقال له: «يا عليّ، سلمک سلمي، وحربک حربي، وأنت العلم ما بيني وبين أُمّتي من بعدي».

و [أيضاّ]: أنا محمّد بن أحمد بن سهل النحوي رحمه الله - إذناً - عن أبي طاهر إبراهيم بن محمّد بن عمر بن يحيي العلوي، ثنا عمر بن عبد الله ابن محمد بن عبيد الله، ثنا عبد الرزّاق بن سليمان بن غالب الأزدي، ثنا رباح ومحمّد بن سعيد بن شرحبيل، ثنا أبو عبد الغني الحسن بن عليّ، ثنا عبد الوهّاب بن همام، ثني أبي، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس عن النبيّ، قال: «أنا مدينة الجنّة وعليّ بابُها، فمن أراد الجنّة فليأتها من بابها»[48] .

[ابن عديّ]: ثنا أحمد بن حمدون النيسابوري، ثنا ابن بنت أسامة - هو جعفر بن هذيل - ثنا ضرار بن صرد، ثنا يحيي بن عيسي الرملي، عن الأعمش، عن عباية، عن ابن عبّاس، عن النبيّ، قال: «عليّ عيبة علمي».

وأخرجه ابن عساکر من طريق ابن عديّ[49] .









  1. وفي هامش تهذيب الآثار: صدوق.
  2. تهذيب الآثار لابن جرير، مسند عليّ: 4 / 105 ح: 173، المعجم الکبير: 11 / 55 ح: 11061، الکامل لابن عدي: 6 / 130 م: 1244، المستدرک: 3 / 126 - 127، تاريخ بغداد: 11 / 48 - 49 م: 5728، المناقب لابن أخي تبوک: 426 - 427 ح: 2، مناقب عليّ لابن المغازلي: 81 و 83 ح: 121 و 124، الموضوعات: 1 / 351، کشف الخفاء للعجلوني: 1 / 235 - 236 ح: 618، اللآلي المصنوعة: 1 / 302، تاريخ دمشق: 42 / 380، المناقب للخوارزمي: 82 - 83 ح: 69، مجمع الزوائد: 9 / 114، فتح الملک العليّ: 3، کنز العمّال: 11 / 614 ح: 32979 و13 / 147 - 148 ح: 36463 و 36464.
  3. فيض القدير: 3 / 46 - 47.
  4. المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي: 3 / 69 - 70 ح: 1194.
  5. فتح الملک العليّ: 5.
  6. المستدرک مع تلخيصه: 3 / 126 - 127.
  7. ميزان الاعتدال: 2 / 616 م: 5051، سير أعلام النبلاء: 11 / 446 - 448 م: 103.
  8. تهذيب الکمال: 18 / 59 م: 3415.
  9. فتح الملک العليّ: 9 و 13 - 14 و 17.
  10. تاريخ بغداد: 2 / 299 - 307 م: 794.
  11. المنتظم في تاريخ الملوک والأمم: 10 / 21 م: 1069.
  12. تهذيب الکمال: 16 / 233 - 238 م: 5760، تهذيب التهذيب: 9 / 116 - 118 م:

    6090، تقريب التهذيب: 411 م: 5841، تاريخ الثقات للعجلي: 403 م: 1450، الثقات لابن حبّان: 7 / 441، التاريخ الکبير: 1 / 74 م: 191، الجرح والتعديل: 7 / 246 - 248 م: 1360، رجال صحيح البخاري: 2 / 646 م: 1031، رجال صحيح مسلم: 2 / 175 - 176 م: 1433، سير أعلام النبلاء: 9 / 73 - 78 م: 20، الکاشف: 2 / 167 م: 4816، تذکرة الحفّاظ: 1 / 294 م: 274، اللآلي المصنوعة: 1 / 305.

  13. تاريخ بغداد: 9 / 4 - 14 م: 4611.
  14. الثقات لابن حبّان: 4 / 302، تاريخ الثقات للعجلي: 204 م: 619، رجال صحيح البخاري: 1 / 311 م: 432، رجال صحيح مسلم: 1 / 264 - 266 م: 572، حلية الأولياء: 5 / 46 - 60 م: 288، التاريخ الکبير: 4 / 37 - 38 م: 1886، تاريخ بغداد: 9 / 4 - 14 م: 4611، تهذيب الکمال: 8 / 106 - 114 م: 2553، تهذيب التهذيب: 4 / 201 - 204 م: 2709، الکاشف: 1 / 464 م: 2132، تذکرة الحفّاظ: 1 / 154 م: 149، لسان الميزان: 8 / 378 م: 12846.
  15. ميزان الاعتدال: 2 / 224 م: 3517.
  16. أصول السرخسي: 2 / 9.
  17. التاريخ الکبير: 7 / 411 - 412 م: 1805، تاريخ الثقات للعجلي: 420 م: 1538، الثقات لابن حبّان: 5 / 419، حلية الأولياء: 3 / 279 - 243 243، تهذيب الکمال: 17 / 440 - 444 م: 6374، تهذيب التهذيب: 10 / 37 - 39 م: 6783، ميزان الاعتدال: 3 / 439 - 440 م: 7072، سير أعلام النبلاء: 4 / 449 - 457 م: 175، الکاشف: 2 / 240 - م: 5289، تقريب التهذيب: 453 م: 6481.
  18. تاريخ بغداد: 11 / 49 - 50 م: 5728، تاريخ دمشق: 42 / 380 - 382، تهذيب الکمال: 11 / 460 - 465 م: 4003، البداية والنهاية: 7 / 396.
  19. تاريخ بغداد: 11 / 49.
  20. فتح الملک العليّ: 8.
  21. تاريخ بغداد: 11 / 47 - 48 م: 5728.
  22. کانت العبارة بهذا الشکل في جميع النسخ الموجودة عندنا من المستدرک، ولعلّ الصحيح هکذا: حدّثنا بصحّة ما ذکره الإمام أبو زکريّا يحيي بن معين أبو الحسين محمّد بن أحمد بن تميم...
  23. المستدرک: 3 / 126 - 127، وفي طبع دار الکتب العلميّة: 3 / 137 ح: 4638، وفي طبع دار المعرفة: 4 / 97 ح: 4693، تاريخ بغداد: 8 / 92 - 93 م: 4190، تذکرة الحفّاظ: 2 / 680 م: 701، لسان الميزان: 2 / 569 - 570 م: 2812، ميزان الاعتدال: 1 / 545 م: 2041، وفي طبع: 2 / 302 م: 2044.
  24. المؤتلف والمختلف: 4 / 1840.
  25. الثقات لابن حبّان: 9 / 110، رجال صحيح البخاري: 2 / 642 م: 1020، تهذيب الکمال، ط: مؤسّسة الرسالة: 24 / 586 - 587 م: 5119، الکاشف: 3 / 26 م: 4842، وفي طبع: 2 / 162 م: 4770، فتح الملک العليّ: 14.
  26. الثقات لابن حبّان: 9 / 107 - 108، التاريخ الکبير للبخاري: 1 / 267 م: 854، الجرح والتعديل: 8 / 124 م: 556، اللآلي المصنوعة: 1/ 305.
  27. الثقات لابن حبّان: 7 / 60 - 61، رجال صحيح البخاري: 1 / 431 - 432 م: 630، رجال صحيح مسلم: 1 / 394 م: 873، تهذيب الکمال: 16 / 225 - 229 م: 3618، معجم شيوخ الإمام أحمد / 242 م: 131.
  28. اللآلي المصنوعة: 1 / 305.
  29. وفي سير الأعلام [السامي] بالمهملة، قال الذهبي: الإمام المحدّث الثقة الحافظ أبو عبد الله محمّد بن عبد الرّحمن الهروي. سير أعلام النبلاء: 14 / 114 - 115 م: 58.
  30. شواهد التنزيل: 1 / 80 - 82 ح: 118، وفي طبع: 1 / 104 ح: 118.
  31. فتح الملک العليّ: 13 و 17.
  32. الضعفاء الکبير: 3 / 149 - 150 م: 1134، الکامل لابن عديّ: 6 / 130 م: 1244، تاريخ بغداد: 11 / 204 - 205 م: 5908، وفيه ذکر عثمان بن إسماعيل، بدل عمر بن إسماعيل، تاريخ دمشق: 42 / 381، الجرح والتعديل: 6 / 99 م: 514، و فيه ذکر قول أحمد ابن حنبل: ما أراه إلاّ صدوقاً، الموضوعات: 1 / 351، اللآلي المصنوعة: 1 / 302.
  33. فتح الملک العليّ: 15.
  34. تاريخ بغداد: 11 / 205 م: 5908.
  35. تاريخ بغداد: 7 / 181 - 182 م: 3613، تاريخ دمشق: 42 / 381، الموضوعات: 1 / 350، اللآلي المصنوعة: 1 / 302.
  36. ميزان الاعتدال: 1 / 415 م: 1525، لسان الميزان: 2 / 218 م: 2052، فتح الملک العليّ: 14.
  37. تاريخ بغداد: 4 / 348 م: 2186، وفي طبع: 5 / 110 م: 2502، تاريخ دمشق: 42 / 378 - 379، اللآلي المصنوعة: 1 / 303، فتح الملک العليّ: 15.
  38. الکامل لابن عديّ: 1 / 311 م: 27، تاريخ دمشق: 42 / 379، اللآلي المصنوعة: 1 / 302 - 303، فتح الملک العليّ: 15، البداية والنهاية: 7 / 396، الموضوعات: 1 / 351 - 352.
  39. الموضوعات لابن الجوزي: 1 / 352، اللآلي المصنوعة: 1 / 303، فتح الملک العليّ: 16.
  40. الکامل لابن عديّ: 3 / 201 م: 474 و 6 / 130 م: 1244، تاريخ دمشق: 42 / 379، الموضوعات: 1 / 352، فتح الملک العليّ: 16.
  41. تهذيب الآثار: 4 / 105 ح: 174، فتح الملک العليّ: 15.
  42. المجروحين لابن حبّان: 1 / 130، الموضوعات: 1 / 352، اللآلي المصنوعة: 1 / 303، ميزان الاعتدال: 1 / 247 م: 935، لسان الميزان: 1 / 667 م: 1358، فتح الملک العليّ: 16.
  43. فتح الملک العليّ: 15 - 16، ميزان الاعتدال: 3 / 444 م: 7092.
  44. مناقب عليّ: 86 - 87 ح: 128.
  45. شواهد التنزيل: 1 / 80 - 82 ح: 118.
  46. الکامل لابن عديّ: 4 / 473 م: 840، فتح الملک العليّ: 16، تاريخ دمشق: 42 / 379، ميزان الاعتدال: 2 / 153 م: 3243، لسان الميزان: 3 / 282 - 283 م: 3748.
  47. الشريعة للآجرّي: 3 / 236 ح: 1609، الکامل لابن عديّ: 4 / 473 م: 841 و 6 / 302 م: 1336، فتح الملک العليّ: 17.
  48. مناقب عليّلابن المغازلي: 50 و 86 ح: 73 و 127.
  49. الکامل لابن عديّ: 5 / 161 م: 950، تاريخ دمشق: 42 / 384 - 385، ميزان الاعتدال:

    2 / 327 م: 3950.