علي هو المبيّن لحقيقة الوحي بعد النبيّ











علي هو المبيّن لحقيقة الوحي بعد النبيّ



[ابن الأعرابي]: نا نجيح بن محمّد بن الحسين، ثنا أبو نعيم ضرار بن صرد. (ح) و [ابن حبّان]: ثنا محمّد بن سليمان بن فارس، ثنا زکريّا بن يحيي بن العاصم الکوفي، ثنا ضرار بن صرد. (ح) و [الحاکم]: ثنا عبدان ابن يزيد بن يعقوب الدّقاق من أصل کتابه، ثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، ثنا أبو نعيم ضرار بن صرد. (ح) و [ابن عساکر]: من طريق ابن الأعرابي، عن ابن صرد. (ح) و [أيضاً]: أنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد الحافظ، ومحمّد بن الهيثم بن محمّد بن الهيثم الأديب، قالا: أنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن شکروية، زاد الحافظ: وأبو بکر محمّد بن أحمد بن عليّ السمسار. (ح) وأخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد ابن المميّز وأبو عبد الله محمّد بن سعيد بن أحمد کورجة الخرقي، بأصبهان، قالا: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم بن خورشيد قوله: أنا أبو عبد الله حسين بن إسماعيل المحاملي، نا عبد الأعلي بن واصل، نا أبو نعيم الضرار بن صرد. (ح) و [أيضاً]: أنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسي المقرئ، أنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن سهل الماسرجسي، أنا أحمد بن محمّد بن زياد بن بشر بمکّة، نا نجيح بن إبراهيم، أبو محمّد الزهري، نا ضرار بن صرد، نا المعتمر بن سليمان التيمي، قال: سمعت أبي يذکر، عن الحسن، عن أنس، أنّ النبيّ قال لعليّ: «أنت تبيّن لأُمّتي ما اختلفوا فيه بعدي».

ثمّ قال الحاکم: هذا حديث صحيح، علي شرط الشيخين، ولم يخرجاه. قال الذّهبي: بل هو فيما أعتقد، من وضع ضرار، قال ابن معين کذّاب[1] .

أقول: إنّ ضرار بن صرد هذا سجّل فيما بين الّذين قذفهم القوم في وادي المتروکين، ووضعوا عليه صبغة التشيّع. وأمّا الذنب الّذي استحقّ به ذلک؛ فهو روايته لهذا الحديث، فقد قال أبوحاتم: صدوق، صاحب قرآن وفرائض، يکتب حديثه، ولا يحتجّ به، روي حديثاً، عن معتمر، عن أبيه، عن الحسن، عن أنس عن النبيّ في فضيلة لبعض الصحابة، ينکرها أهل المعرفة بالحديث. وقال ابن عديّ: وضرار بن صرد هذا من المعروفين بالکوفة، وله أحاديث کثيرة، وهو في جملة من يُنسب إلي التشيّع بالکوفة. وقال الحافظ في التقريب: صدوق له أوهام وخطأ، ورمي بالتشيّع، وکان عارفاً بالفرائض. وعدّوه ممّن روي عنه أبو زرعة والبخاري في کتاب أفعال العباد وغيرهما، وعن البخاري وغيره: أنّه متروک الحديث. مات سنة: تسع وعشرين ومائتين[2] .

وقد لاحظت أنّ البعض الّذي لم يحبّ أبو حاتم أن يذکر اسمه هو عليّ ابن أبي طالب، وأنّ سبب نکارة الحديث هو کون الفضيلة مختصّة به، دون غيره.

هذا، مع أنّ ضرار بن صرد لم ينفرد برواية هذا الحديث عن أنس، بل قد روي من طريقين آخرين، فلاحظ:

[أبو نعيم]: ثنا محمّد بن أحمد بن عليّ، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا إبراهيم بن محمّد بن ميمون، ثنا عليّ بن عيّاش [وفي تاريخ دمشق: ابن عبّاس، وفي نسخة: بن عابس]، عن الحارث بن حصيرة، عن القاسم بن جندب، عن أنس، قال: قال رسول الله: «يا أنس، اسکب لي وضوءاً». ثمّ قام فصلّي رکعتين، ثمّ قال: «يا أنس، أوّل من يدخل عليک من هذا الباب أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين وخاتم الوصيّين». قال أنس: قلت: اللّهمّ اجعله رجلاً من الأنصار، وکتمته، إذ جاء عليّ، فقال: «من هذا يا أنس؟» فقلت: عليّ. فقام مبشراً، فاعتنقه، ثمّ جعل يمسح عرق وجهه بوجهه، ويمسح عرق عليّ بوجهه، قال عليّ: يا رسول الله، لقد رأيتک صنعتَ شيئاً، ما صنعتَ بي من قبلُ! قال: «وما يمنعني؟ وأنت تؤدّي عنّي، وتسمعهم صوتي، وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي».

وأخرجه ابن عساکر وابن الجزري؛ من طريق أبي نعيم[3] .

[ابن عساکر]: أنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله، أنا أبو بکر الخطيب، أنا أبو القاسم عبيد الله بن محمّد بن عبيد الله النجّار، نا محمّد بن المظفر، نا إسحاق ابن محمّد بن مروان، نا أبي، نا الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي عن أبي إسحاق، عن بشير الغفاري، عن أنس بن مالک، قال: قال رسول الله لعليّ: «أنت تغسّلني، وتواريني في لحدي، وتبيّن لهم بعدي»[4] .

[الديلمي]: عن أنس عن النبيّ أنّه قال: «يا عليّ، أنت تبيّن لأُمّتي ما اختلفوا فيه من بعدي»[5] .

[الديلمي]: عن أبي ذرّ، قال: قال رسول الله: «عليّ منّي، ومبيّن لأُمّتي ما أرسلت به بعدي، حبّه إيمان، وبغضه نفاق»[6] .

[ابن عدي]: ثنا أحمد بن حفص بن عمر، ثنا أحمد بن أبي روح، ثنا يزيد بن هارون، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: قيل: يا رسول الله، عمن يکتب العلم بعدک؟ قال: «عن عليّ وسلمان».

ثم قال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد لم نکتبه إلاّ من حديث أحمد بن أبي روح، ولا يتابَع أحمد بن أبي روح عليه.

وأخرجه الخطيب والسهمي وابن الجوزي من طريق ابن عدي، وأعلّوا الحديث بأحمد بن أبي روح البغدادي[7] .

الحاصل: أنّک قد لاحظت أنّ الله جلّ شأنه نصّب عليّاً ميزاناً للحقّ والهداية، وجعله مبيِّناً لما اختُلف فيه بين الأُمّة. فکان من الواجب واللازم علي جميع المسلمين الرجوع إلي عليّ، والاقتداء به في کلّ ما کان مختلَفاً فيه بينهم، والإعراض عن کلّ رأي معارض لقوله سلام الله عليه، سواء کان ذلک الرأي لصحابي أو لغيره.









  1. المستدرک علي الصحيحين: 3 / 122، معجم الشيوخ لابن الأعرابي: 2 / 455 ح: 2389 تاريخ دمشق: 42 / 387، المجروحين: 1 / 380.
  2. الجرح والتعديل: 4 / 465 م: 2046، التاريخ الکبير: 4 / 340 م: 3054، المجروحين: 1 / 380، الکامل لابن عديّ: 5 / 161 م: 950، تهذيب الکمال: 9 / 180 - 182 م: 2915، تهذيب التهذيب: 4 / 419 - 420 م: 3082، تقريب التهذيب: 221 م: 2982، ميزان الاعتدال: 2 / 327 - 328 م: 3951، لسان الميزان: 8 / 407 م: 13000.
  3. حلية الأولياء: 1 / 63 - 64، تاريخ دمشق: 42 / 386، مناقب الأسد الغالب: 23.
  4. تاريخ دمشق: 42 / 386 - 387.
  5. کنز العمّال: 11 / 615 ح: 32983.
  6. سمط النجوم: 3 / 64 ح: 141، کنز العمّال: 11 / 614 - 615 ح: 32981 وعن مسند الفردوس (4000).
  7. الکامل لابن عدي: 1 / 321 م: 36، تاريخ بغداد: 4 / 379 – 380 م: 2146، تاريخ جرجان: 64 م: 6، العلل المتناهية: 1 / 283 – 284 ح 458، ميزان الاعتدال: 1 / 98 م: 378، لسان الميزان: 1 / 260 م: 558.