موالاة عليّ سبيل للهداية والنجاة











موالاة عليّ سبيل للهداية والنجاة



[أبو نعيم]: ثنا جعفر بن محمّد بن عمر، ثنا أبو حصين الوادعي، ثنا يحيي ابن عبد الحميد، ثنا شريک. (ح) و [الحسکاني]: أنا الحاکم أبو سعد المعادني، أنا أبو الحسين الکهيلي، أنا أبو جعفر الحضرمي، أنا أبو بکر وعثمان ابنا أبي شيبة ويحيي بن عبد الحميد، قالوا: ثنا شريک، عن أبي اليقظان، عن أبي وائل، عن حذيفة بن اليمان، قال: قالوا: يا رسول الله، ألا تستخلف عليّاً؟ قال: «إن تولّوا عليّاً تجدوه هادياً مهديّاً، يسلک بکم الطريق المستقيم».

هذا لفظ أبي نعيم، ولفظ الحسکاني: قال رسول الله: «إن تولّوا عليّاً - ولن تفعلوا - تجدوه هادياً مهديّاً، يسلک بکم الطريق».

ثمّ قال الحسکاني: وبه أخبرنا أبو جعفر، عن جعفر بن حميد، عن عبد الله بن بکير، عن حکيم بن جبير، عن اليمان مولي مصعب بن الزبير، قال: من ترون أنّهم يولّون الأمر غداً؟ قالوا: قال: فأين هم عن عليّ بن أبي طالب، يحملهم علي الطريق المستقيم؟

وقال أبو نعيم: رواه النعمان بن أبي شيبة الجندي، عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن حذيفة، نحوه[1] .

[أبو نعيم]: ثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن وهيب الغزّي، ثنا ابن أبي السري، ثنا عبد الرزّاق، ثنا النعمان بن أبي شيبة الجندي، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن حذيفة، قال: قال رسول الله: «إن تستخلفوا عليّاً - وما أراکم فاعلين - تجدوه هادياً مهديّاً يحملکم علي المحجّة البيضاء».

وأخرجه ابن الجزري من طريق أبي نعيم، ثمّ قال: حديث حسن الإسناد، رجاله موثّقون.

[أبو نعيم]: ثنا نذير بن جناح القاضي، ثنا إسحاق بن محمّد بن مهران، ثنا أبي، ثنا إبراهيم بن هراسة، عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن عليّ، عن النبيّ، مثله[2] .

[الحسکاني]: أنا أبو سعد عبد الرّحمن بن الحسن، أنا محمّد بن إبراهيم بالکوفة، عن محمّد بن عبد الله بن سليمان، عن محمّد بن سهل بن عسکر، عن عبد الرزّاق، قال: ذکر الثوري، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن حذيفة، قال: قال رسول الله: «إن ولّيتموها عليّاً، فهادٍ مهتد؛ يقيمکم علي صراط مستقيم».

قيل لعبد الرزّاق: سمعت هذا من الثوري؟ فقال: حدّثنا يحيي بن العلاء وغيره، عن الثوري. ثمّ سألوه مرّة ثانية، فقال: حدّثنا نعمان بن أبي شيبة ويحيي بن أبي العلاء، عن سفيان بن سعيد الثوري[3] .

الظاهر أنّ قول النبيّ هذا کان قبل واقعة غديرخمّ. نعم، قد ورد هذا الحديث بسياقات أُخري؛ فيه ذکر الشيخين، مثل ما أخرجه أحمد وأبو داود وأبو نعيم والطبراني والحاکم وتعقّب والخطيب وابن عساکر؛ عن حذيفة، وأخرجه الحاکم وتعقّب وابن عساکر؛ عن عليّ: أنّه3 قال: «إن ولّيتموها أبا بکر، فزاهد في الدنيا راغب في الآخرة، وفي جسمه ضعف. وإن ولّيتموها عمر، فقويّ أمين، لا تأخذه في الله لومة لائم. وإن ولّيتموها عليّاً، فهادٍ مهديٌّ؛ يقيمکم علي طريق مستقيم». إلي غير ذلک من ألفاظهم[4] .

ولکنّ الشيعة يدّعون: أنّ تلک الأخبار وضعت، کي لا تبقي الأحاديث الواردة في فضل عليّ بلا مقابل. وإذا تنبّه القارئ لهذه النکتة فيستطيع - بوسيلتها - أن يتعرّف علي صحّة کلّ ما تردّد فيه من فضائل عليّ، لأنّ أکثر ما وضع في مقابلها کان في زمان معاوية بن أبي سفيان، فيدلّ علي صحّة ورود تلک الفضائل له عن الصحابة رضوان الله عليهم.

[عبد الرّزّاق]: عن أبيه، عن ميناء، عن عبد الله بن مسعود، قال: کنت مع النبيّ ليلة وفد الجنّ، فلمّا انصرف، فتنفّس، فقلت: ما لک يا رسول الله؟ قال: «نعيت إليّ نفسي، يا ابن مسعود». قلت: فاستخلف. قال: «من؟« قلت: أبا بکر، قال: فسکت، ثمّ مضي ساعة، ثمّ تنفّس، قلت: ما شأنک بأبي أنت وأمّي، يا رسول الله؟ قال: «نعيت إليّ نفسي». قلت: فاستخلف. قال: «من؟» قلت: عمر، فسکت، ثمّ مضي ساعة، ثمّ تنفّس، قلت: ما شأنک، يا رسول الله؟ قال: «نعيت إليّ نفسي، يا ابن مسعود». قلت: فاستخلف. قال: «من؟» قلت: علي بن أبي طالب، قال: «أما والّذي نفسي بيده، لئن أطاعوه ليدخلنّ الجنّة أجمعين أکتعين»[5] .

هکذا في المصنّف لعبد الرزّاق والکبير للطبراني والمجمع للهيثمي، وبهذا اللفظ أورده ابن کثير في تفسيره؛ عن أبي نعيم في الدلائل من طريق أحمد بن حنبل والطبراني عن عبد الرزّاق. ولکنّي لم أقف علي الحديث في النسخ الموجودة بأيدينا من دلائل النبوّة لأبي نعيم، واللفظُ الموجودُ في مسند أحمد کان بصورة مختصرة جدّاً، فلاحظ:

[أحمد]: ثنا عبد الرزّاق، أخبرني أبي، عن ميناء، عن عبد الله بن مسعود، قال: کنت مع النبيّ ليلة وفد الجنّ، فلمّا انصرف تنفّس، فقلت: ما شأنک؟ فقال: «نعيت إليّ نفسي، يا ابن مسعود»[6] .

والإمام أحمد أجلّ من أن يُتّهم بالإسقاط من الحديث، فرواية أبي نعيم، عن القطيعي، عن عبد الله، عن أحمد، عن عبد الرّزاق، أفضلُ شاهد علي أنّ الحذف من اللفظ المذکور في المسند کان من غيره.

وذکر الهيثمي هذا اللفظ في موضع من مجمعه، فقال: رواه أحمد، وفيه ميناء بن أبي ميناء، وثّقه ابن حبّان، وضعّفه الجمهور، وبقيّة رجاله ثقات[7] .

ولکن عندما ذکر اللفظ الکامل، الّذي فيه مزيّة لعليّ علي غيره، اعترته حدّة عجيبة، ممّا کان سبباً لأن يخرج من فيه کلاماً خشناً؛ حيث قال: {رواه الطبراني، وفيه ميناء، وهو کذّاب}[8] وهذا الموقف غريب من الهيثمي، لعدم کون ذلک من دأبه.

وقال أحمد محمّد شاکر: إسناده صحيح، والد عبد الرزّاق هو همّام بن نافع الحميري الصنعاني، وهو ثقة، وثّقه إسحاق بن منصور، وذکره ابن حبّان في الثقات، وترجمه البخاري في الکبير. ميناء بن أبي ميناء الخزّاز؛ هو مولي عبد الرّحمن بن عوف، وهو تابعي کبير، حتي أخطأ بعضهم؛ فذکره في الصحابة، وذکره ابن حبّان في الثقات، وضعّفه ابن معين والنسائي وغيرهما. والظاهر من کلامهم: أنّهم أخذوا عليه الغلوّ في التشيّع، ولکن ترجمه البخاري في الکبير، فلم يذکر فيه جرحاً.

أقول: إنّ ميناء هذا قد ارتکب ذنباً عظيماً، بسبب روايته لهذا الحديث، فکيف لا يکون ضعيفاً؟ بل وکيف لا يکون کذّاباً، کما حکم الهيثمي عند مواجهته لحديثه هذا، وإن کان بينه وبين الهيثمي مئات من السنين! فحديثه هذا، يکفي لأن يحکم عليه بذلک الحکم الشديد[9] .

ويبدو أنّ ابن کثير قد تحيّر في الحکم علي الحديث؛ حيث قال: {وهو حديث غريب جدّاً، وأحري به أن لايکون محفوظاً، وبتقدير صحّته، فالظاهر أنّ هذا بعد وفودهم إليه بالمدينة، علي ما سنورده إن شاء الله تعالي}.

ولفظ ابن أبي عاصم من طريق عبد الرزّاق: أن النبيّ قال ليلة الجنّ: «نُعيَتْ إليَّ - والله - نفسي»، فقلت: يقوم بالناس أبو بکر الصدّيق، فسکت، فقلت: يقوم بالناس عمر، فسکت، فقلت: يقوم بالناس عليّ، فقال: «لا يفعلون، ولو فعلوا دخلوا الجنّة أجمعين».

قال الألباني: موضوع، آفته ميناء، وهو ابن ميناء الجزّار مولي عبد الرحمن بن عوف، قال الحافظ: متروک، ورُمي بالرفض، وکذّبه أبو حاتم[10] .

أقول: لو حکمنا بالـوضع عـلي أحـاديث کلّ مَنْ ترکه بعض المحدّثين لکان علينا أن نطرح جميع ما في صحيح البخاري؛ فإنّ أبا زرعة وأبا حاتم ترکاه، کما تقدّم الإشارة إليه. ثمّ إنّک تلاحظ أنّ ذنب ميناء الّذي استحق بسببه الترک والتهمة بالتشيّع والحکم بنکارة الحديث هو روايته لهذا الحديث الواحد في فضل عليّ، وقد ورد من وجه آخر عن ابن مسعود، کما رواه الطبراني، فلاحظ:

[الطبراني]: ثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي، ثنا علي بن الحسين بن أبي بردة البجلي الذّهبي، ثنا يحيي بن يعلي الأسلمي، عن حرب بن صبيح، ثنا سعيد بن مسلم، عن أبي مرّة الصنعاني، عن أبي عبد الله الجدلي، عن عبد الله بن مسعود، قال: استتبعني رسول الله ليلة الجنّ، فانطلقت معه، حتي بلغنا أعلي مکّة - فذکر قصّة ملاقاة النبيّ مع الجنّ، إلي أن قال: - قلت: يا رسول الله، ألا تستخلف أبا بکر؟ فأعرض عنّي، فرأيت أنه لم يوافقه. فقلت: يا رسول الله، ألا تستخلف عمر؟ فأعرض عنّي، فرأيت أنّه لم يوافقه. فقلت: يا رسول الله، ألا تستخلف عليّاً؟ قال: «ذاک والّذي لا إله إلاّ هو، إن بايعتموه وأطعتموه أدخلکم الجنّة أکتعين».

وأشار إليه ابن کثير في تفسيره، وعزاه لأبي نعيم في الدلائل من طريق الطبراني. ولم أقف عليه في الدلائل أيضاً. وأورده السيوطي في اللآلي المصنوعة، والهيثمي في المجمع، وقال: رواه الطبراني، وفيه يحيي بن يعلي الأسلمي، وهو ضعيف[11] .

ولا شکّ أنّ ذنب يحيي هذا أيضاً مرکّب من الجريمتين المعروفتين؛ التّهمة بالتشيّع والنکارة في الحديث. وهو ممّن روي له الترمذي، وکذا البخاري في الأدب[12] .

[الطبراني]: ثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا إبراهيم بن عيسي التنوخي، ثنا يحيي بن يعلي الأسلمي. (ح) و [الحاکم]: ثنا بکر بن محمّد الصيرفي بمرو، ثنا إسحاق، ثنا القاسم بن أبي شيبة، ثنا يحيي بن يعلي الأسلمي. (ح) و [أبونعيم]: ثنا محمّد بن أحمد بن علي، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا إبراهيم بن حسن التغلبي، ثنا يحيي بن يعلي الأسلمي. (ح) و [الخطيب]: أنا الحسن بن أبي بکر، ثنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان - إملاء - ثنا إبراهيم بن إسحاق السرّاج، ثنا يحيي بن عبد الحميد الحمّاني، ثنا أبو المحياة يحيي بن يعلي. (ح) و [أيضاً]: أنا الحسن بن أبي بکر، أنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، ثني إسحاق بن الحسن، ثنا قاسم بن أبي شيبة، ثنا يحيي بن يعلي الأسلمي. (ح) و [ابن عساکر]: أنا أبو الحسن علي بن المسَلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد الکتّاني - لفظاً - نا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن أبي کامل، نا أبو عبد الله، محمّد بن إبراهيم بن إسحاق السرّاج، ثني أبي، نا يحيي بن عبد الحميد الحماني، نا يحيي بن يعلي، ثنا - خط: کلاهما عن - عمّار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن زياد بن مُطَرِّف، عن زيد بن أرقم [وربّما لم يذکر زيد بن أرقم، ط]- واللفظ للحاکم - قال: قال رسول الله: «من يريد أن يحيا حياتي، ويموت موتي، ويسکن جنّة الخلد الّتي وعدني ربي؛ فليتولّ عليّ بن أبي طالب؛ فإنّه لن يخرجکم من هدي، ولن يدخلکم في ضلالة».

وذکره المتّقي في الکنز والحافظ في الإصابة، عن مطيّن والباوردي وابن جرير وابن شاهين وابن مندة، عن زياد بن مطرف، ولم يذکر زيد بن أرقم. وأخرجه الحموئي من طريق أبي نعيم عن الطبراني. وأورده الهيثمي في المجمع، وقال: رواه الطبراني، وفيه يحيي بن يعلي الأسلمي، وهو ضعيف. ثمّ قال أبو نعيم: غريب من حديث أبي إسحاق، تفرّد به يحيي عن عمّار، وحدّث به أبو حاتم الرازي، عن أبي بکر الأعين، عن يحيي الحمّاني، عن يحيي بن يعلي. وحدّثناه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، قال: نا الوليد بن أبان، قال: نا أبو حاتم، به. وقال الحاکم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وتعقّب الذّهبي بقوله: أنّي له الصحّة؟! والقاسم متروک، وشيخه ضعيف، واللفظ رکيک، فهو إلي الوضع أقرب[13] .

أقول: إنّک تلاحظ أنّ القاسم وشيخه لم ينفردا برواية الحديث، بل قد توبع القاسم من قِبَل إبراهيم بن عيسي عند الطبراني، وإبراهيم بن حسن عند أبي نعيم. وتوبع القاسم مع شيخه الأسلمي من قِبَل الحمّاني، عن أبي المحياة عند أبي نعيم والخطيب وابن عساکر.

فيحيي بن يعلي الّذي روي عنه يحيي بن عبد الحميد الحمّاني هو يحيي ابن يعلي أبو المحياة، وليس الأسلمي، واتّحاد الاسم مع وحدة الشيخ هو الّذي أوقع أبا نعيم في الوهم؛ فظنّ أنّ الأسلمي تفرّد بالرواية عن عمّار. وقد روي الخطيب الحديث في [تالي التلخيص] من طريقيهما عن عمّار، ثمّ قال: (أبو المحياة کوفي، وهو غير الأسلمي).

وأبو المحياة هو يحيي بن يعلي بن حرملة الکوفي، روي عنه يحيي بن يحيي وهناد بن السرّي وسفيان بن عيينة وابنا أبي شيبة وقتيبة بن سعيد ويحيي بن عبد الحميد الحماني وعلي بن سعيد وغيرهم. روي له مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة. وذکره ابن حبّان وابن شاهين في ثقاتهما. ووثّقه يحيي بن معين والذّهبي والحافظ العسقلاني وغيرهم. ولم أقف علي من ضعّفه[14] .

وأمّا ادّعاء الذّهبي بأنّ اللفظ رکيک، فناشئ من رکاکته النفسانيّة تجاه فضائل عليّ. ولأجل بيان زعمه اخترنا لفظ الحاکم الذّي قال عنه: (رکيک)، کي يلاحظه القارئ؛ ويحکم بأنه هل يقف فيه علي أيّة رکاکة، أم لا؟

هذا، مع أنّ الحديث ورد عن زيد بن أرقم من وجهين آخرين، وورد من طُرقٍ أخري عن جماعة آخرين من الصحابة. فلاحظ:

[القطيعي]: ثنا الحسن، ثنا الحسن بن عليّ بن راشد، نا شريک، ثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله: «من أحبّ أن يستمسک بالقضيب الأحمر الّذي غرسه الله عزّوجلّ في جنّة عدن بيمينه، فليتمسّک بحبّ عليّ بن أبي طالب». وأخرجه ابن عساکر بنفس السند في تاريخه[15] .

[ابن عساکر]: أنا أبو القاسم هبة الله بن المسلّم الرّحبي، أنا خال أبي سعد الله بن صاعد، أنا مسدّد بن عليّ، نا إسماعيل بن القاسم، نا يحيي بن عليّ، نا أبو عبد الرّحمن، نا أبي، عن السدّي، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله: «من أراد أن يتمسّک بالقضيب الياقوت الأحمر، الّذي غرسه الله لنبيّه بيمينه في جنّة الخلد، فليتمسّک بحبّ عليّ بن أبي طالب»[16] .

[أبونعيم]: ثنا محمّد بن المظفّر، ثنا محمّد بن جعفر بن عبد الرّحيم، ثنا أحمد بن محمّد بن يزيد بن سليم، ثنا عبد الرّحمن بن عمران بن أبي ليلي - أخو محمّد بن عمران - ثنا يعقوب بن موسي الهاشمي. (ح) و [الرافعي]: عن ربيعة بن عليّ العجلي، ثنا أبو طاهر الحسن بن حمزة العلوي - قدم علينا قزوين سنة أربع وأربعين وثلاثمائة - ثنا سليمان بن أحمد، ثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا إسحاق بن بشر الکاهلي، ثنا يعقوب بن المغيرة الهاشمي - واللفظ لأبي نعيم - عن ابن أبي رواد، عن إسماعيل بن أُميّة، عن عکرمة، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله: «من سرّه أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسکن جنّة عدن غرسها ربّي، فليوال عليّاً من بعدي، وليوال وليّه، وليقتد بالأئمّة من بعدي؛ فإنّهم عترتي، خلقوا من طينتي، رزقوا فهماً وعلماً، وويل للمکذّبين بفضلهم من أُمّتي القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي».

وأخرجه ابن عساکر والکنجي والحموئي من طريق أبي نعيم. ثمّ قال ابن عساکر: هذا حديث منکر، وفيه غير واحد من المجهولين. وذکره الهندي في الکنز، وعزاه للطبراني في الکبير والرافعي[17] .

[أبونعيم]: ثنا فهد بن إبراهيم بن فهد، ثنا محمّد بن زکريّا الغلابي، ثنا بشر بن مهران. (ح) و [ابن عساکر]: أنا أبو الحسن عليّ بن المسَلّم، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو بکر محمّد بن عمر بن سليمان النصيبي بها، نا أبو بکر أحمد بن يوسف بن خلاد، نا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المهوي، نا بشر بن مهران الفراء، نا شريک، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن حذيفة - واللفظ لأبي نعيم - قال: قال رسول الله: «من سرّه أن يحيا حياتي، ويموت ميتتي، ويتمسّک بالقصبة الياقوتة، الّتي خلقها الله بيده، ثمّ قال لها: کوني، فکانت، فليتولّ عليّ بن أبي طالب من بعدي».

وقد ذکر القندوزي في ينابيعه نحواً منه؛ من حديث أبي سعيد الخدري، وعزاه لأحمد في المسند وأبي نعيم في الحلية، وفيه تأمّل. ثم قال أبو نعيم: رواه شريک أيضاً؛ عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم. ورواه السدّي، عن زيد بن أرقم. وقال في موضع آخر: غريب من حديث الأعمش، تفرّد به بشر، عن شريک. انتهي کلامه، وذکر ابن حبّان بشر هذا في ثقاته[18] .

[ابن عساکر]: أنا أبو محمّد القاسم هبة الله بن عبد الله، نا أبو بکر الخطيب، نا أبو طاهر إبراهيم بن محمّد بن يحيي العلوي، أنا أبو المفضّل محمّد بن عبد الله الشيباني، ثني أحمد بن إسحاق بن العبّاس بن موسي بن جعفر العلوي بديبل، نا الحسين بن محمّد بن بيان المدائني قاضي تفليس، ثني جدّي لأبي شريف بن سائق التفليسي، نا الفضل بن أبي قرّة التميمي عن جابر الجعفي عن أبي الطفيل، عامر بن واثلة، عن أبي ذرّ، قال: قال رسول الله: «من سرّه أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسکن جنّة عدن الّتي غرسها الله ربّي، فليتولّ عليّاً بعدي».

وأخرجه ابن عساکر؛ عن أبي هريرة والبراء بن عازب أيضاً، بنحو من لفظ أبي الطّفيل، عن زيد بن أرقم[19] .

[الحسکاني]: ثني أبو الحسن محمّد بن القاسم الفارسي، ثنا أبو جعفر محمّد بن علي، ثنا حمزة بن محمّد العلوي، عن عليّ بن إبراهيم، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن عليّ بن موسي الرضا، عن آبائه عن عليّ، قال: قال رسول الله: «من أحبّ أن يرکب سفينة النجاة، ويستمسک بالعروة الوثقي، ويعتصم بحبل الله المتين، فليوال عليّاً، وليأتمّ بالهداة من ولده»[20] .

[الحسکاني]: أني أبو بکر محمّد بن أحمد بن عليّ المصري، أنا أبو جعفر محمّد بن الحسين الفقيه، أنا أبي، أنا سعد بن عبد الله، عن أحمد ابن محمّد بن عيسي، عن العبّاس بن معروف، عن الحسين بن زيد، عن اليعقوبي، عن عيسي بن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن أبي جعفر الباقر، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول الله: «من سرّه أن يجوز علي الصراط کالريح العاصف، ويلج الجنة بغير حساب، فليتولّ وليّي ووصيّي وصاحبي وخليفتي علي أهلي عليّ بن أبي طالب، ومن سرّه أن يلج النار، فليترک ولايته. فوعزّة ربّي وجلاله إنّه لباب الّذي لايؤتي إلاّ منه، وإنّه الصراط المستقيم، وإنّه الّذي يسأل الله عن ولايته يوم القيامة»[21] .

[الهمداني]: عن عليّ، قال: قال رسول الله: «من أحبّ أن يرکب سفينة النجاة، ويستمسک بالعروة الوثقي، ويعتصم بحبل الله المتين، فليوال عليّاً بعدي، وليعاد عدوّه، وليأتمّ بالأئمّة الهداة من ولده؛ فإنّهم خلفائي وأوصيائي، وحجج الله علي خلقه بعدي، وسادات أُمّتي، وقادات الأتقياء إلي الجنّة، حزبهم حزبي، وحزبي حزب الله، وحزب أعدائهم حزب الشيطان»[22] .

[الحموئي]: بسنده عن الإمام عليّ بن موسي الرضا، عن آبائه عن النبيّ أنّه قال: «من أحبّ أن يستمسک بديني ويرکب سفينة النجاة بعدي فليقتد بعليّ بن أبي طالب، وليعاد عدوّه، وليوال وليّه؛ فإنّه وصيّي، وخليفتي علي أُمّتي في حياتي، وبعد وفاتي. وهو إمام کلّ مسلم، وأمير کلّ مؤمن بعدي. قوله قولي، وأمره أمري، ونهيه نهيي، وتابعه تابعي، وناصره ناصري، وخاذله خاذلي».

ثمّ قال: «من فارق عليّاً بعدي لم يرني، ولم أره يوم القيامة. ومن خالف عليّاً حرّم الله عليه الجنّة، وجعل مأواه النار. ومن خذل عليّاً خذله الله يوم يعرض عليه، ومن نصر عليّاً نصره الله يوم يلقاه، ولقّنه حجّته عند المسألة».

ثمّ قال: «والحسن والحسين إماما أُمّتي بعد أبيهما، وسيّدا شباب أهل الجنّة، وأُمّهما سيّدة نساء العالمين، وأبوهما سيّد الوصيين، ومن ولد الحسين تسعة أئمّة، تاسعهم القائم من ولدي، طاعتهم طاعتي، ومعصيّتهم معصيّتي، إلي الله أشکو المنکرين لفضلهم، والمضيّعين لحرمتهم بعدي، وکفي بالله وليّاً وناصراً لعترتي وأئمّة أُمّتي، ومنتقماً من الجاحدين حقّهم، [وَسَيَعلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا اَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ][23] .

ورغم کون رجال سند الحديث من الشيعة إلاّ أنّي ذکرته في کتابي هذا، مقتدياً بالحموئي في ذلک، عسي أن يعتاد علي رؤية أمثال ذلک الّذين تشمئز قلوبهم عند الوقوف علي النصوص الصريحة في المسألة.

[موفق بن أحمد]: أنا الإمام الأجلّ أخي شمس الأئمّة أبو الفرج محمّد بن أحمد المکّي، أنا الإمام الزاهد أبو محمّد إسماعيل بن علي بن إسماعيل، ثني السيّد الإمام الأجلّ المرشد بالله أبو الحسين يحيي بن الموفّق بالله، أنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن يوسف الواعظ بن العلاف، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد بن حمّاد المعروف بابن متيم، أني أبو محمّد القاسم بن جعفر بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، ثني أبي جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد بن عليّ، عن أبيه محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه عليّ بن الحسين سيّد العابدين، عن أبيه الحسين بن عليّ الشهيد، قال: سمعت جدّي رسول الله يقول: «من أحبّ أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويدخل الجنّة الّتي وعدني ربّي، فليتولّ عليّ بن أبي طالب وذرّيّته أئمّة الهدي ومصابيح الدّجي من بعده، فإنّهم لن يخرجوکم من باب هدي إلي باب الضلالة»[24] .

[الديلمي]: عن الإمام الحسين بن عليّ، قال: قال رسول الله

لعليّ: «لو أنّ عبداً عبد الله، مثل ما أقام نوح في قومه، وکان له مثل أُحد ذهباً، فأنفقه في سبيل الله، ومدّ في عمره، حتي يحجّ ألف عام علي قدميه، ثمّ قتل بين الصفا والمروة مظلوماً، ثمّ لم يوالک يا عليّ، لم يشمّ رائحة الجنّة، ولن يدخلها».

وذکره الذّهبي في الميزان، من حديث عليّ، وعدّه من أباطيل محمّد ابن عبد الله البلوي، وقال: رواه أخطب خوارزم. ولا بدّ أن يحکم عليه بذلک، وذلک لأنّ الذهبي کان محروماً من تيک الفضيلة وبعيداً عن تلک الولاية، وليس له همّ في الوصول إلي الحقيقة، بل کان جميع همّه في أن يطير صيته بين بني قومه ويشتهر، بل وقد يستفاد من مواقفه أنّ له هدفاً خاصّاً في إسقاط منزلة أهل بيت النبيّ صلوات الله عليه وعليهم من عند المسلمين[25] .

وقد تقدم في الفصل الثاني ما أخرجه الطبراني والحاکمي وابن عساکر وابن المغازلي، عن عمّار بن ياسر، أنّه قال: قال رسول الله: «أُوصي من آمن بي وصدّقني بولاية عليّ بن أبي طالب، فمن تولاّه فقد تولاّني، ومن تولاّني فقد تولّي الله، ومن أحبّه فقد أحبّني، ومن أحبّني فقد أحبّ الله، ومن أبغضه فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله عزّوجلّ»[26] .

[الطبراني]: نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أحمد بن طارق الوابشي، نا عمرو بن ثابت، عن محمّد بن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر، عن أبيه أبي عبيدة، عن محمّد بن عمّار بن ياسر، عن أبيه، قال: قال رسول الله: «من آمن بي وصدّقني فليتولّ عليّ بن أبي طالب، فإنّ ولايته ولايتي, وولايتي ولاية الله».

وأخرجه ابن عساکر في تاريخه من طريق الطبراني، وذکره المتّقي في الکنز، عن الطبراني[27] .

[ابن عديّ]: أني محمّد بن عبيد الله بن فضيل، ثنا عبد الوهاب بن الضحاک، ثنا ابن عياش، عن أبي عبيدة. (ح) و [ابن المغازلي]:أنا محمّد ابن أحمد بن عثمان بن الفرج، أنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان - وأذن في روايته - قال: ثنا الحسن بن عليّ العدويّ، ثنا عثمان بن عبد الله - أبو بشر - ثنا بدل بن المجبر، ثنا عليّ بن هاشم بن البريد الکوفي، ثنا ابن أبي رافع، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمّار، عن أبيه، عن عمّار، قال: قال رسول الله: «أُوصي من آمن بي وصدّقني بولاية عليّ، من تولاّه فقد تولاّني، ومن تولاّني فقد تولّي اللهّ».

وأخرجه الکنجي من طريق ابن بطّة، عن عبد العزيز بن الخطّاب، عن عليّ بن هاشم، عن أبي رافع، مثله.

[ابن عديّ]: أنا جعفر بن أحمد بن عليّ بن بيان، ثنا يحيي بن عبد الله ابن بکير، ثني ابن لهيعة، ثني محمّد بن عبيد الله، عن أبي عبيدة بن محمّد ابن عمّار بن ياسر، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول الله: «من تولّي عليّ بن أبي طالب فأحبّه فقد تولاّني وأحبّني، ومن تولاّني وأحبّني فقد تولّي الله وأحبّه».

وأخرجهما ابن عساکر في تاريخه من طريق ابن عديّ[28] .

[الحسکاني]: أنا محمّد بن عبد الله الصوفي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، ثنا عبد العزيز بن يحيي بن أحمد الجلودي، ثني محمّد بن سهل، عن عبد العزيز بن عمرو، عن الحسن بن الحسين الفريعي، عن جعفر بن محمّد، قال: نحن حبل الله الّذي قال الله: [وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً][29] الآية، فالمستمسک بولاية عليّ بن أبي طالب المستمسک بالبر، فمن تمسّک به کان مؤمناً، ومن ترکه کان خارجاً من الإيمان[30] .

[الحاکم]: ثني محمّد بن مظفّر الحافظ، نا عبد الله بن محمّد بن غزوان، نا عليّ بن جابر، نا محمّد بن خالد بن عبد الله، نا محمّد بن فضيل، نا محمّد بن سوقة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله، قال: قال النبيّ: «يا عبد الله، أتاني ملک، فقال: يا محمّد، واسأل من أرسلنا قبلک من رسلنا علي ما بعثوا؟» قال: «قلت: علي ما بعثوا؟ قال: علي ولايتک وولاية عليّ بن أبي طالب».

أخرجه ابن عساکر في تاريخه من طريق الحاکم، ثمّ قال: قال الحاکم: تفرّد به عليّ بن جابر، عن محمّد بن خالد، عن محمّد بن فضيل، ولم نکتبه إلاّ عن ابن مظفّر، وهو عندنا حافظ ثقة مأمون[31] .

[الحسکاني]: ثنا الحاکم أبو عبد الله الحافظ جملة، ثني عبد العزيز بن نصر الأيوبي، ثنا سليمان بن أحمد الحصي، ثنا أبو عمارة البغدادي، ثنا عمر بن خليفة أخو هوذة، عن عبد الرّحمن بن أبي بکر المليکي، عن محمّد بن شهاب الزهري، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله: «قال لي جبرائيل: قال الله تعالي: ولاية عليّ بن أبي طالب حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي»[32] .

[ابن المغازلي]: أنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب - اذناً - عن القاضي أبي الفرج أحمد بن عليّ، ثنا أبو غانم سهل بن إسماعيل بن بلبل، ثنا أبو القاسم الطائي، ثنا محمّد بن زکريّا الغلابي، ثني العبّاس بن بکار، عن عبد الله بن المثنّي، عن عمّه ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول الله: «إذا کان يوم القيامة ونصب الصراط علي شفير جهنّم لم يجز إلاّ من معه کتاب ولاية عليّ بن أبي طالب».

لعلّ هذا هو حديث الأعمش الّذي لم يحبّ العقيلي أن يصرّح به فيما سبق؛ حيث قال: «فلان کذا وکذا علي الصراط». إلاّ أنّي لم أقف علي إسناد الأعمش ولفظه. وقد روي هذا الحديث عن عليّ وأبي بکر بن أبي قحافة و أبي سعيد الخدري وابن عبّاس وعبد الله بن مسعود أيضاً[33] .

وقد کان معلوماً لدي الجميع أنّ ولاية عليّ هي طريقة الهداية، حتي عند الّذين کانوا لا يتحمّلون ذلک، فعلي سبيل المثال لاحظ القصّة التالية:

[الحارث]: ثنا يحيي بن أبي بکير، ثنا إسرائيل. (ح) و [ابن سعد]: أنا عبيد الله بن موسي، أنا إسرائيل بن يونس. (ح) و [اللالکائي]: أنا عليّ بن عمر، أنا أحمد بن الحسن، نا الحسن بن عليّ، نا عباد بن موسي الختلي، نا إسماعيل بن جعفر، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، قال: شهدت عمر حين طعن... فذکر قصّة طعن عمر من قبل أبي لؤلؤ وجعله الأمر شوري بين ستّة أشخاص، ثم قال: يا عثمان، لعلّ هؤلاء القوم أن يعرفوا لک صهرک من رسول الله وشرفک، فإن ولّوک هذا الأمر فاتّق الله، ولا تحملنّ بني أبي معيط علي رقاب الناس. ثم قال: يا صهيب، صلّ بالناس ثلاثاً، وادخل هؤلاء في بيت، فإذا اجتمعوا علي رجل فمن خالفهم فليضربوا رأسه. فلما خرجوا من عند عمر قال عمر: لو ولّوها الأجلح سلک بهم الطريق! فقال له ابن عمر: فما يمنعک - يا أمير المؤمنين - منه؟ قال: أکره أن أتحمّلها حيّاً وميّتاً.

ولفظ اللالکائي: فلمّا أن أدبروا قال: إن ولّوها الأجلح سلک بهم الطريق - يعني عليّاً - فقيل: فما يمنعک - يا أمير المؤمنين - أن تولّيها إياه؟ قال: أن أتحمّلها حيّاً وميّتاً.

وأخرجه أبو نعيم في [الحلية] من طريق حارث بن أبي أسامة.

وأورده الطبري في [الرياض]، وعزاه للنسائي. ولفظه: إن ولّوها الأجلح يسلک بهم الطريق المستقيم – يعني علياً – فقال له ابن عمر: فما يمنعک أن تقدّم علياً؟ قال: أکره أن أحملها حيّاً وميتاً.

وأورده البوصيري في [الإتحاف] والعسقلاني في [الفتح] و [المطالب]، وقالا: هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري بأتمّ من هذا السياق.

وذکره السيوطي في [الجامع]، والمتّقي في [الکنز] عن ابن سعد والحارث وأبي نعيم واللالکائي في [السنّة]، مع الإقرار بصحة الحديث[34] .

وأمّا لماذا لا يتحمّل الخليفة ولاية عليّ بن أبي طالب، حتي بعد وفاته؟! فبيان علّته موکول إلي محلّه.









  1. حلية الأولياء: 1 / 64، شواهد التنزيل: 1 / 64 - 65 ح: 102 و 103.
  2. حلية الأولياء: 1 / 64، مناقب الأسد الغالب: 33 ح: 34.
  3. شواهد التنزيل: 1 / 65 ح: 104.
  4. المستدرک للحاکم: 3 / 70، شواهد التنزيل: 1 / 61 - 63 ح:: 97 - 99، کنز العمّال: 11 / 630 - 631 ح: 33070 - 33077.
  5. المصنّف لعبد الرّزاق: 11 / 317 - 318 ح: 20646، المعجم الکبير: 10 / 67 - 68 ح: 9970، تفسير القرآن العظيم لابن کثير: 4 / 168 وفي طبع: 7 / 294 حول آية: 29 - 32 من سورة الأحقاف، اللآلي المصنوعة: 1 / 298، تنزيه الشريعة: 1 / 377.
  6. مسند أحمد: 1 / 449، وفي طبع: 7 / 322 ح: 4294، وفي آخر: 4 / 207 ح: 4294.
  7. مجمع الزوائد: 9 / 22.
  8. مجمع الزوائد: 5 / 185.
  9. فراجع ترجمته في تهذيب الکمال: 18 / 566 م: 6942، وتهذيب التهذيب: 10 / 354 م: 7380، التاريخ الکبير: 8 / 31 م: 2050.
  10. السنّة لابن أبي عاصم: 2 / 563 ح: 1183.
  11. المعجم الکبير: 10 / 67 ح: 9969، مجمع الزوائد: 8 / 314- 315، تفسير القرآن العظيم: 4 / 168 وفي طبع: 7 / 295، اللآلي المصنوعة: 1 / 298 - 299.
  12. راجع ترجمته في تهذيب الکمال: 20 / 264 - 266 م: 7545، وتهذيب التهذيب: 11 / 264 م: 7998، والتاريخ الکبير: 8 / 311 م: 3138، والجرح والتعديل: 9 / 196 م: 820، ميزان الاعتدال: 4 / 415 م: 9657، الکاشف: 2 / 379 م: 6272.
  13. المعجم الکبير: 5 / 194 ح: 5067، المستدرک: 3 / 128، حلية الأولياء: 4 / 349 - 350، تالي تلخيص المتشابه: 2 / 417 - 418 م: 262 ح: 250، تاريخ دمشق: 42 / 242، فرائد السمطين: 1 / 55 ح: 20 ب: 5، مجمع الزوائد: 9 / 108، الإصابة في تمييز الصحابة: 1 / 559 م: 2865 وفي طبع: 2 / 485 م: 2872، کنز العمّال: 11 / 611 - 612 ح: 32959 و 32960 وعن السنّة لابن شاهين: (142).
  14. رجال صحيح مسلم: 2 / 352 م: 1859، الثقات لابن حبّان: 9 / 261، تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين: 353 م: 1519، التاريخ الکبير: 8 / 311 م: 3136، الجرح والتعديل: 9 / 196 م: 819، تهذيب الکمال: 20 / 263 - 264 م: 7544، تهذيب التهذيب:

    11 / 263 م: 7997، تقريب التهذيب: 528 م:: 7676، الکاشف: 2 / 379 م: 6271، ميزان الاعتدال: 4 / 415 م: 9658.

  15. فضائل الصحابة لأحمد: 2 / 664 ح: 1132، تاريخ دمشق: 42 / 243.
  16. تاريخ دمشق: 42 / 243.
  17. حلية الأولياء: 1 / 86، تاريخ دمشق: 42 / 240، التدوين في أخبار قزوين: 2 / 485 في ترجمة حسن بن حمزة العلوي، مختصر تاريخ دمشق: 17 / 360، کفاية الطالب: 214 ب 57 وفي طبع: 187، فرائد السمطين: 1 / 53 ح: 18 ب 5، کنز العمّال: 12 / 103 ح: 34198، ينابيع المودة: 126 ب 43، مختصر کنز العمّال: 5 / 94.
  18. حلية الأولياء: 1 / 86 و4 / 174، تاريخ دمشق: 42 / 242، لسان الميزان: 2 / 58 م: 1652، الثقات لابن حبّان: 8 / 140، ينابيع المودة: 127 ب 43، کفاية الطالب: 81 - 82 ب 9.
  19. تاريخ دمشق: 42 / 242 - 243.
  20. شواهد التنزيل: 1 / 130 ح: 177.
  21. شواهد التنزيل: 1 / 58 - 59 ح: 90.
  22. ينابيع المودة: 258 عن مودة القربي للهمداني، المودة العاشرة، و445 ب 77.
  23. فرائد السمطين: 1 / 54 - 55 ح: 19 ب 5.
  24. المناقب للخوارزمي: 75 ح: 55، ينابيع المودة: 127 - 128 ب 43.
  25. تنزيه الشريعة: 1 / 398 ح: 153، ميزان الاعتدال: 3 / 597 م: 7757، لسان الميزان:

    6 / 224 م: 7618.

  26. تاريخ دمشق: 42 / 240 و 52 / 7 - 8، مناقب عليّ: 230 و 231 - 232ح 277 و 279، مجمع الزوائد: 9 / 108 - 109، کنز العمّال: 11 / 610 ح: 32953، الرياض النضيرة: 3 / 105 ح: 1317، کفاية الطالب: 23 ب 5، مجمع الزوائد: 9/ 108 - 109.
  27. تاريخ دمشق: 42 / 239، کنز العمال: 11 / 611 ح:: 32958، فردوس الأخبار: 1 / 522 ح: 1756، کفاية الطالب: 74 ب 5.
  28. الکامل لابن عديّ: 7 / 272 - 273 م: 1624، تاريخ دمشق: 42 / 239، المناقب لابن المغازلي: 231 ح: 278.
  29. سورة آل عمران: 103.
  30. شواهد التنزيل: 1 / 130 ح: 178.
  31. تاريخ دمشق: 42 / 241.
  32. شواهد التنزيل: 1 / 131 ح: 181.
  33. مناقب عليّ: 140 و 147 - 148 و 218 - 219 ح: 156 و 172 و 289، تاريخ بغداد: 3 / 380 م: 1519، وفي طبع: 3 / 161 م: 1203 و10 / 357 م: 5511، الرياض النضرة: 3 / 118 ح: 1367، الصواعق المحرقة: 2 / 369، اللآلي المصنوعة: 1 / 346 - 347، ينابيع المودة: 112.
  34. الطبقات الکبري: 3 / 341 - 342، وفي طبع: 3 / 259 - 260، وفي آخر: 3 / 282، وفي رابع: 2 / 289 - 290، بغية الباحث: 185 - 186 ح: 593، وفي طبع: 2 / 622 - 623 ح: 594، حلية الاولياء: 4 / 151 - 152، اعتقاد أهل السنّة للالکائي: 8 / 1384 - 1385 ح: 265، إتحاف الخيرة المهرة: 9 / 224 - 225 ح: 8869، المطالب العالية: 4 / 45 - 46 ح: 3925، فتح الباري: 7 / 85 ذيل حديث: 3700 من صحيح البخاري، جامع الأحاديث: 13 / 382

    ح: 1461، کنز العمّال: 12 / 679 - 680 ح 36044، الرياض النضرة: 1 / 411، وعن أنساب الأشراف: 3 / 103 و 5 / 16.