علي هو الهادي بعد النبيّ











علي هو الهادي بعد النبيّ



قال الله تبارک تعالي:[قُلْ هَلْ مِنْ شُرَکَائِکُمْ مَنْ يَهْدي اِلَي اْلحَقِّ قُلِ اللهُ يَهْدي لِلْحَقِّ اَفَمَنْ يَهْدي اِلَي اْلحَقِّ اَحَقُّ اَنْ يُتَّبَعَ اَمَنْ لا يَهِدي اِلاَّ اَنْ يُهْدي فَما لَکُمْ کَيْفَ تَحْکُمُونَ، وَمَا يَتَّبِعُ اَکْثَرُهُمْ اِلاَّ ظَنّاً اِنَّ الظَّنَّ لا يُغْني مِنَ اْلحَقِّ شَيْئاً اِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَة[1] .

[الحاکم]: أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماک، ثنا عبد الرحمن بن محمّد بن منصور الحارثي، ثنا حسين بن حسن الأشقر، ثنا منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عبّاد بن عبد الله الأسدي، عن عليّ في قوله تعالي: [اِنَّمَا اَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِکُلِّ قَوْمٍ هَادٍ][2] قال عليّ: (رسولُ الله المنذرُ، وأنا الهادي).

ثمّ قال الحاکم: حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وتعقّب الذّهبي بقوله: بل کذبٌ، قبّح الله واضعه[3] .

[الحسکاني]: أنا محمّد بن عبد الله بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي، أنا عبد العزيز بن يحيي بن أحمد بن عيسي، ثني المغيرة ابن محمّد، ثني إبراهيم بن محمّد، بن عبد الرحمن الأزدي سنة ست وعشرة ومائتين، أنا قيس بن الربيع، ومنصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عبّاد بن عبد الله، قال: قال عليّ: ما نزل من القرآن آية، إلاّ وقد علمت. قيل: فما نزل فيک؟ فقال: لولا أنکم سألتموني، ما أخبرتکم؛ نزلت فيّ هذه الآية: [ِنَّمَا اَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِکُلِّ قَوْمٍ هَادٍ]، فرسولُ الله المنذرُ، وأنا الهادي إلي ما جاء به[4] .

[عبد الله]: ثني عثمان بن أبي شيبة. (ح) و [الطبراني]: ثنا أحمد ثنا عثمان بن أبي شيبة. (ح) و [أيضاً]: ثنا الفضل بن هارون البغدادي صاحب أبي ثور، ثنا عثمان بن أبي شيبة. (ح) و [ابن مردويه]: ثنا محمّد بن عليّ ابن دحيم، ثنا أحمد بن حازم، ثنا عثمان بن محمّد، عن مطّلب بن زياد، عن السدّي، عن عبد خير، عن عليّ في قوله تعالي: [اِنَّمَا اَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِکُلِّ قَوْمٍ هَادٍ] قال: «رسولُ الله المنذرُ، والهادي رجل من بني هاشم».

وأخرجه الحسکاني من طريق عبد الله بن أحمد وعبد الله بن محمّد بن ناجية، عن ابن أبي شيبة، مثله. وأخرجه الضياء من طريق عبد الله بن أحمد وابن مردويه في المختارة. وأورده الهيثمي في المجمع، وقال: رواه عبد الله بن أحمد والطبراني في الصغير والأوسط، ورجال المسند ثقات. واستدرک عبد القدّوس بن محمّد قائلاً: وکذلک رجال الطبراني ثقات. وعزاه الشوکاني في تفسيره لابن مردويه وابن عساکر أيضاً[5] .

[ابن أبي حاتم]: ثنا علي بن الحسين، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا المطّلب بن زياد، عن السدّي، عن عبد خير، عن عليّ، [وَلِکُلِّ قَوْمٍ هَادٍ]، رجل من بني هاشم. قال ابن الجنيد: هو عليّ بن أبي طالب[6] .

[الحسکاني]: أنا أبو عبد الله الثقفي، أنا أحمد بن حمدان، أنا محمّد بن إسحاق المسوحي، أنا إبراهيم بن عبد الله بن صالح، عن المطّلب، عن السدّي، عن عبد خير، عن عليّ في قوله تعالي: [اِنَّمَا اَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِکُلِّ قَوْمٍ هَادٍ]، قال: المنذر النبيّ، والهادي رجل من بني هاشم، يعني نفسه[7] .

[ابن جرير]: ثنا أحمد بن يحيي الصوفي، ثنا الحسن بن الحسين الأنصاري. (ح) و [ابن الأعرابي]: ثنا الفضل، ثنا الحسن بن الحسين الأنصاري. (ح) و [الطبراني]: ثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا أحمد بن يحيي الصوفي، ثنا حسن بن حسين العرني. (ح) و [الحسکاني]: ثني الوالد رحمه الله، عن أبي حفص بن شاهين، عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، عن أحمد بن يحيي الصوفي وإبراهيم بن خيرويه، قالا: ثنا حسن بن حسين. (ح) و [أيضاً]: أنا أبو بکر محمّد بن العزيز الجزري، عن الحسين بن رشيق المصري، عن عمر بن عليّ بن سليمان الدينوري، عن حسن بن حسين الأنصاري. (ح) و [أيضاً]: أنا أبو بکر بن أبي الحسن الهروني، أنا أبو العبّاس بن أبي بکر الأنماطي المروزي؛ أنّ عبد الله بن محمّد بن طرخان حدّثهم: قال: ثني أبي، عن عبد الأعلي بن واصل، عن الحسن الأنصاري، وکان ثقة معروفا، يعرف بالعرني. (ح) و [أيضا]: أنا أبو يحيي الحيکاني، أنا أبو الطيب محمّد بن الحسين بالکوفة، أنا عليّ بن العبّاس بن الوليد، أنا جعفر بن محمّد بن الحسين، أنا حسن بن حسين، عن معاذ بن مسلم بياع الهروي، [قال عبد الأعلي: وهذا شيخ روي عنه المحاربي، حس] عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قال: لمّا نزلت: [اِنَّمَا اَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِکُلِّ قَوْمٍ هَادٍ] وضع يده علي صدره، فقال: «أنا المنذر ولکلّ قوم هاد»، وأومأ بيده إلي منکب عليّ، فقال: «أنت الهادي، يا عليّ، بک يهتدي المهتدون بعدي».

هذا لفظ ابن جرير، وبقيّة الألفاظ بنحوه، مع تفاوت يسير في اللفظ، دون المعني. وأورده السيوطي والشوکاني في تفسيرهما، عن ابن جرير وابن مردويه وأبي نعيم في المعرفة والديلمي وابن عساکر وابن النجّار. وذکرا لفظا آخر لابن مردويه والضياء في المختارة. وذکره ابن کثير في تفسيره، ثمّ قال: هذا الحديث فيه نکارة شديدة[8] .

الحمد لله الّذي لم يُطْلِع ابن کثير في سند رواية ابن عبّاس علي مَنْ يُعلّ الحديث به، فاضطر لأن يلتجئ إلي القول بنکارة الحديث. وهذا شيء عادي عند ابن کثير وشيخَيْهِ؛ الذّهبي وابن تيمية. ولا يُؤْبه برأي هؤلاء ونظرتهم المنکرة بالنسبة إلي فضائل عليّ، بعد ما کان ذلک معروفاً عند ربّ عليّ. ولا أدري أيّ شيء يريد هؤلاء المساکين أن يفعلوه ليحطّوا من عليّ، إذا کان المدافع عنه هو ربّ العالمين؟!

[الحسکاني]: أنا أبو عبد الله الشيرازي، أنا أبو بکر الجرجرائي، أنا أبو أحمد البصري، أنا أحمد بن عبّاد، أنا زکريّا بن يحيي، أنا إسماعيل بن صبيح، أنا أبو الجارود زياد بن المنذر، عن أبي داود، عن أبي برزة الأسلمي، قال: سمعت رسول الله يقول: [اِنَّمَا اَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِکُلِّ قَوْمٍ هَادٍ]، ويشير إلي عليّ[9] .

[الحسکاني]: ثنا الحاکم أبو عبد الله الحافظ - إملاء وقراءة - قال: أخبرني، أبو بکر بن أبي دارم والحافظ بالکوفة، أنا المنذر بن محمّد بن المنذر بن سعيد اللخمي من أصل کتابه، ثني أبي، ثني عمّي الحسين بن سعيد، ثني أبي سعيد بن الجهم، عن أبان بن تغلب، عن نقيع بن الحارث، قال: ثني أبو برزة الأسلمي، قال: سمعت رسول الله يقول: [اِنَّمَا اَنْتَ مُنْذِرٌ] ووضع يده علي صدر نفسه، ثمّ وضعها علي يد عليّ، ويقول: [وَلِکُلِّ قَوْمٍ هِادٍ].

قال الحاکم: تفرّد به المنذر بن محمّد القابوسي، بإسناده، وهو من حديث أبان عجيب جدًّا[10] .

[الحسکاني]: ثني أبو الحسن الفارسي، ثنا أبو محمّد بن عبد الله بن أحمد الشيباني، ثنا أحمد بن عليّ بن رزين الباشاني، ثنا عبد الله بن الحارث، ثنا إبراهيم بن الحکم بن ظهير، ثني أبي، عن حکيم بن جبير عن أبي فروة السلمي[11] ، قال: دعا رسول الله بالطهور، وعنده عليّ بن أبي طالب، فأخذ رسول الله بيد عليّ - بعد ما تطهّر - فألزقها بصدره، ثمّ قال: [اِنَّمَا اَنْتَ مُنْذِرٌ]، ثمّ ردّها إلي صدر عليّ، ثمّ قال: [وَلِکُلِّ قَوْمٍ هَادٍ]. ثمّ قال: «إنّک منارة الأنام وغاية الهدي وأمير القراء، أشهد علي ذلک أنّک کذلک»[12] .

[الضياء]: أنا محمّد بن محمّد التميمي أنّ أبا الخير محمّد بن رجاء أخبرهم؛ أنا أحمد بن عبد الرحمن، أنا أحمد بن موسي، ثني أحمد بن محمّد بن الحسن، ثنا أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن، ثنا الحسن بن عتيبة، ثنا أحمد بن النضر، ثنا أبان بن تغلب، عن الحکم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس في قوله: [اِنَّمَا اَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِکُلِّ قَوْمٍ هَادٍ]، قال: رسول الله المنذرُ، والهادي عليّ بن أبي طالب[13] .

[الحسکاني]: أنا أبو سعد، أنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر الحافظ ببغداد، ثني أبو بکر محمّد بن الفتح الخيّاط، أنا أحمد بن عبد الله بن يزيد المؤدب، ثني أحمد بن داود ابن أخت عبد الرزّاق، قال: ثني أبو صالح، ثني بعض رواة ليث، عن ليث، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله: «ليلة أُسري بي ما سألت ربّي شيئاً إلاّ أعطانيه، وسمعت منادياً من خلفي يقول: يا محمّد، [اِنَّمَا اَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِکُلِّ قَوْمٍ هَادٍ]. قلت: أنا المنذر فمن الهادي؟ قال: عليّ الهادي المهتدي، القائد أُمّتک إلي جنّتي، غرًّا محجّلين برحمتي».

و [أيضاً]: الجوهري، عن المرزباني، عن عليّ بن محمّد الحافظ، ثني الحبري، ثني حسن بن حسين، ثني حبّان، عن الکلبي، عن ابن عبّاس في قوله تعالي: [وَلِکُلِّ قَوْمٍ هَادٍ] قال: هو عليّ.

وحدّثنا إسماعيل بن صبيح، أني أبو الجارود، عن أبي داود، عن أبي برزة، قال: سمعت رسول الله يقول: [اِنَّمَا اَنْتَ مُنْذِرٌ]، ثمّ يردّ يده إلي صدره، ثمّ يقول: [وَلِکُلِّ قَوْمٍ هَادٍ] ويشير إلي عليّ بيده[14] .

[الحسکاني]: أنا عقيل بن الحسين، أنا محمّد بن عبيد الله، أنا محمّد ابن الطيّب السامري بها، أنا إبراهيم بن فهد، أنا الحکم بن أسلم، عن شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، [اِنَّمَا اَنْتَ مُنْذِرٌ]، يعني رسول الله، [وَلِکُلِّ قَوْمٍ هَادٍ]، قال: سألت عنها رسول الله، فقال: «إنّ هادي هذه الأُمّة عليّ بن أبي طالب»[15] .

[الحسکاني]: أنا الحاکم الوالد، أنا أبو حفص، ثنا أحمد بن محمّد بن سعيد وعمر بن الحسن، قالا: أنا أحمد بن الحسن، أنا أبو بکر بن أبي الحسن الحافظ أنّ عمر بن الحسن بن عليّ بن مالک أخبرهم عن أحمد بن الحسن الخرّاز، عن أبي حسين بن مخارق عن، حمزة الزيات، عن عمر ابن عبد الله بن يعلي بن مرّة عن أبيه، عن جدّه، قال: قرأ رسول الله: [اِنَّمَا اَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِکُلِّ قَوْمٍ هَادٍ]، فقال: «أنا المنذر، وعليّ الهادي». لفظاً سواء[16] .

[الحسکاني]: أنا أبو محمّد عبد الله بن عبد الرّحمن الحرضي، أنا يحيي ابن منصور القاضي، أنا محمّد بن إبراهيم العبدي، أنا هشام بن عمّار، أنا عراک بن خالد، أنا يحيي بن الحارث، عن عبد الله بن عامر، قال: أزعجت الزرقاء الکوفيّة إلي معاوية، فلمّا أُدخلت عليه، قال لها معاوية: ما تقولي في مولي المتّقين عليّ؟ فأنشأت تقول:

صلّي الإله علي قبر تـضمّـنـه نور فأصبح فيه العدل مدفونا

مَنْ حالف العدل والإيمان مقترنا فصار بالعدل والإيمان مقرونا

فقال معاوية: کيف غررت فيه هذه الغريرة؟ فقالت: سمعت الله يقول في کتابه لنبيه: [اِنَّمَا اَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِکُلِّ قَوْمٍ هَادٍ]، المنذر رسول الله، والهادي عليّ وليّ الله[17] .









  1. سورة يونس: 35 - 36.
  2. سورة الرعد: 7.
  3. المستدرک علي الصحيحين: 3 / 129 - 130، کنز العمّال: 2 / 441 ح: 4443.
  4. شواهد التنزيل: 1 / 300 - 301 ح: 413.
  5. مسند أحمد: 1 / 126، المعجم الأوسط: 2 / 213 ح: 1383، المعجم الصغير: 1 / 261 - 262، مجمع البحرين: 6 / 38 - 39 ح: 3342 و 3343، شواهد التنزيل: 1 / 299

    ح: 410 و 411، الأحاديث المختارة: 2 / 286 - 287 ح: 668 و 669، الدرّ المنثور:

    4 / 608، فتح القدير: 3 / 70، مجمع الزوائد: 7 / 41.

  6. تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم: 7 / 2225 ح: 12152، تفسير القرآن العظيم لابن کثير: 2 / 520.
  7. شواهد التنزيل: 1 / 300 ح: 412.
  8. جامع البيان: 13 / 108، وفي طبع: 7 / 343 - 344، معجم الشيوخ لابن الأعرابي: 2 / 435 ح: 2328، معرفة الصحابة لأبي نعيم: 1 / 87 - 88 ح: 344، أخرجه من طريق الطبراني. شواهد التنزيل: 1 / 293 - 296 ح: 398 - 402، الدر المنثور: 6 / 157، وفي طبع: 4 / 608، غرائب القرآن ورغائب الفرقان: 13 / 68، تفسير القرآن العظيم لابن کثير: 2 / 520، فتح القدير: 3 / 70، فرائد السمطين: 1 / 148 ح: 111 و 112 ب 28، کنز العمال: 11 / 620 ح: 33012، ميزان الاعتدال: 1 / 484 م: 1829، لسان الميزان: 2 / 373 م: 2447، في ترجمة الحسن بن الحسين. کفاية الطالب: 232 - 233 ب 62.
  9. شواهد التنزيل: 1 / 298 ح: 408.
  10. شواهد التنزيل: 1 / 298 ح: 407.
  11. وفي مجمع البيان عن أبي بردة الأسلمي.
  12. شواهد التنزيل: 1 / 301 - 302 ح: 414، مجمع البيان للطبرسي: 6 / 14.
  13. الأحاديث المختارة: 10 / 159 ح: 158.
  14. شواهد التنزيل: 1 / 296 - 297 ح: 403 - 405.
  15. شواهد التنزيل: 1 / 297 ح: 406.
  16. شواهد التنزيل: 1 / 298 - 299 ح: 409.
  17. شواهد التنزيل: 1 / 302 ح: 415.