بركة قبر أحمد وجواره











برکة قبر أحمد وجواره



أخرج إبن الجوزي في مناقب احمد ص 482 عن أبي يوسف بن بختان- وکان من خيار المسلمين- قال: لما مات أحمد بن حنبل رأي رجل في منامه کأن علي کل قبر قنديلا فقال: ما هذا؟ فقيل له: أما علمت أنه نور لاهل القبور ينورهم بنزول هذا الرجل بين أظهرهم وقد کان فيهم من يعذب فرحم.

وباسناده عن عبيد بن شريک قال: مات رجل مخنث فرئي في النوم فقال: قد غفر لي:دفن عندنا أحمد بن حنبل فغفر لاهل القبور.

وباسناده في ص 483 عن أبي علي الحسن بن أحمد الفقيه قال: لما ماتت ام القطيعي دفنها في جوار أحمد بن حنبل فرآها بعد ليال فقالت: يا بني رضي الله عنک فلقد دفنتني في جوار رجل ينزل علي قبره في کل ليلة- أو قالت في کل ليلة جمعة- رحمة تعم بجميع أهل المقبرة وأنا منهم.

قال: قال أبوعلي وحکي أبوظاهر الجمال- شيخ صالح- قال قرأت ليلة و أنا في مقبرة أحمد بن حنبل قوله تعالي: فمنهم شقي وسعيد. ثم حملتني عيني فسمعت قائلا يقول: ما فينا شقي والحمد لله ببرکة أحمد. وقال: بلغني عن بعض السلف القدماء قال: کانت عندنا عجوز من المتعبدات قد خلت بالعبادة خمسين سنة فأصبحت ذات يوم مذعورة فقالت: جاءني بعض الجن في منامي فقال: إني قرينک من الجن وإن الجن استرقت السمع بتعزية الملائکة بعضها بعضا بموت رجل صالح يقال له: أحمد بن حنبل. وتربته في موضع کذا وإن

[صفحه 201]

الله يغفر لمن جاوره فإن استطعت أن تجاوريه في وقت وفاتک فافعلي فإني لک ناصح وإنک ميتة بعده بليلة. فماتت کذلک فعلمنا انه منام حق.

قال الاميني: هذه نماذج من کلمات الحنابلة في زيارة قبر إمامهم أحمد وبرکة جواره، وهذه سيرتهم المطردة فيها وفي زيارة قبور مشايخهم کما يأتي، فشتان بينها و بين ما تره إبن تيمية ومن لف لفه، فإنهم شذوا عن تلکم الآراء، وأتوا بأحداث تافهة، وعزوا إلي الاسلام ما لا يرصف به.

23- ذو النون المصري المتوفي 246، دفن في القرافة الصغري وعلي قبره مشهد مبني وفي المشهد قبور جماعة من الصالحين وزرته غير مرة. قال إبن خلکان في تاريخه 1 ص 109.

24- بکار بن قتيبة بن أسد الثقفي البکراوي البصري الحنفي الفقيه المتوفي بمصر سنة 270، دفن بالقرافة وقبره مشهور يزار ويتبرک به ويقال:إن الدعاء عند قبره مستجاب جم1 ص 170

25- إبراهيم الحربي المتوفي 285، دفن في بيته وقبره ظاهر يتبرک الناس به. قاله إبن الجوزي في مناقب أحمد ص 509، وصفة الصفوة 2 ص 232.

26- إسماعيل بن يوسف أبوعلي الديلمي، قال المعافي: ألناس يزورون قبره وراء قبر معروف الکرخي وبينهما قبور يسيرة وقد زرته مرارا. صف 2 ص 233.

27- علي بن محمد بن بشار أبوالحسن المتوفي 313، قبره ببغداد اليوم ظاهر يتبرک به، ظم 6 ص 199.

28- يعقوب بن إسحاق أبوعوانة النيسابوري ثم الاسفرائيني الحافظ الشهير المتوفي 316، قال الذهبي في تذکرته 3 ص 3: قبر أبي عوانة عليه مشهد مبني باسفرائين يزار وهو بداخل المدينة. وقال الحافظ إبن عساکر: إن قبر أبي عوانة باسفرائين مزار العالم ومتبرک الخلق، وبجنب قبره قبر الراوية عنه أبي نعيم، وقريب من مشهده مشهد الامام أبي إسحاق الاسفرائيني، والعوام يتقربون إلي مشهد أبي إسحاق أکثر مما يتقربون إلي أبي عوانة، وهم لا يعرفون قدر هذا الامام الکبير المحدث أبي عوانه، لبعد العهد بوفاته وقرب العهد بوفاة أبي إسحاق، وکان جدي إذا وصل إلي مشهد الاستاذ

[صفحه 202]

أبي إسحاق لا يدخله احتراما بل کان يقبل عتبة المشهد، وهي مرتفعة بدرجات، و يقف ساعة علي هيئة التعظيم والتوقير، ثم يعبر عنه کالمودع لعظيم الهيبة والقدر، و إذا وصل إلي مشهد أبي عوانة کان أشد تعظيما له وإجلالا وتوقيرا ويقف أکثر من ذلک رحمهم الله أجمعين. خل 2 ص 469 ملخصا.

29- أبومحمد عبدالله بن أحمد إبن طباطبا المصري المتوفي 348، دفن بمصر وقبره معروف ومشهور باجابة الدعاء، روي ان رجلا حج وفاتته زيارة النبي صلي الله عليه وسلم فضاق صدره لذلک فرآه صلي الله عليه وسلم في نومه فقال له: إذا فاتتک الزيارة فزر قبر عبدالله بن أحمد إبن طباطبا وکان صاحب الرؤيا من أهل مصر (خل 1 ص 282).

30- ألحافظ أبوالفضل صبح بن أحمد التميمي السمسار المتوفي 384، ألدعاء عند قبره مستجاب. (هب 3 ص 109).

31- ألحافظ أبوالحسن علي بن محمد العامري المتوفي 403، عکف الناس علي قبره ليالي يقرؤن القرآن ويدعون له، وجاء الشعراء من کل أوب يرثون ويترحمون يه ج 11 ص 351

32- أبوسعيد عبدالملک بن محمد الخرکوشي المتوفي 406، قبره بنيسابور مشهور يزار ويتبرک به. شفاء السقام للسبکي ص 29.

33- محمد بن الحسن أبوبکر إبن فورک الاصبهاني المتوفي 406، دفن بالحيرة من نيسابور ومشهده بها ظاهر يزار ويستسقي به وتجاب الدعوة عنده خل 2 ص 57. م م 34- أبوعلي الحسن بن أبي الهبيش المتوفي 420، قال إبن الجوزي في «المنتظم»8 ص 46: قبره ظاهر بالکوفة وقد عمل عليه مشهد وقد زرته في طريق الحج.

35- أبوجعفر بن أبي موسي المتوفي 470 «کان إمام الحنابلة في وقته بلا مدافعة» نبش قبر أحمد بن حنبل ودفن فيه ولزم الناس قبره فکانوا يبيتون عنده کل ليلة أربعاء ويختمون الختمات فيقال: إنه قرئ علي قبره تلک الايام عشرة آلاف ختمة- هب 3 ص 337- وقال إبن الجوزي في «المنتظم» 8 ص 317: کان الناس يبيتون هناک کل ليلة أربعاء ويختمون الختمات وتخرج المتعيشون فيبيعون المأکولات وصار ذلک فرجة للناس، ولم يزالوا کذلک إلي أن جاء الشتاء فامتنعوا فختم علي قبره في تلک المدة

[صفحه 203]

أکثر من عشرة آلاف ختمة. وقال إبن کثير: دفن إلي جانب الامام أحمد فاتخذت العامة قبره سوقا کل ليلة أربعاء يترددون إليه. يه 12 ص 119

36- ألمعتمد علي الله أبوالقاسم محمد بن المعتضد اللخمي الاندلسي المتوفي 488، إجتمع عند قبره جماعة من الشعراء الذين کانوا يقصدونه بالمدايح ويجزل لهم المنائح فرثوه بقصايد مطولات وأنشدوها عند قبره وبکوا عليه فمنهم أبوبحر رثاه بقصيدة منها:


قبلت في هذا الثري لک خاضعا
وجعلت قبرک موضع الانشاد


ولما فرغ من إنشادها قبل الثري ومرغ جسمه وعفر خده فأبکي کل من حضر هب 3 ص 390

37- نصر بن إبراهيم المقدسي المتوفي 490، شيخ النافعية توفي بدمشق و دفن بباب الصغير وقبره ظاهر يزار، قال النووي: سمعنا الشيوخ يقولون: ألدعاء عند قبره يوم السبت مستجاب. هب 3 ص 396.

38- أبوالحسن علي بن الحسن المصري فقيه الشافعية المتوفي 492، قال إبن الانماطي: قبره بالقرافة يعرف بإجابة الدعاء عنده. هب 3 ص 399.

39- علي بن إسماعيل بن محمد المتوفي 559، قبره بفاس من مزاراتها المتبرک بها المجاب عنده الدعاء قاله الساحلي. وفي «نيل الابتهاج» 198. زرت قبره مرارا بفاس.

40- ألخضر بن نصر الاربلي الفقيه الشافعي المتوفي 567-9، قال إبن کثير في تاريخه 12 ص 287 نقلا عن تاريخ إبن خلکان: قبره يزار وقد زرته غير مرة ورأيت الناس ينتابون قبره ويتبرکون به[1] .

41- نور الدين محمود بن زنکي المتوفي 569، قال إبن کثير: قبره بدمشق يزار ويحلق بشباکه ويطيب ويتبرک به کل مار فيقول: قبر نور الدين الشهيد. (يه 12 ص 284). وفي (هب 4 ص 231): روي ان الدعاء عند قبره مستجاب ويقال: إنه دفن معه ثلاث شعرات من شعر لحيته صلي الله عليه وسلم فينبغي لمن زاره أن يقصد زيارة شئ منه صلي الله عليه وسلم.

42- ألقاسم بن فيرة الشاطبي المتوفي 590، دفن بالقرافة وقبره مشهور معروف

[صفحه 204]

يقصد للزيارة وقد زرته مرات وعرض علي بعض أصحابي الشاطبية عند قبره ورأيت برکة الدعاء عند قبره بالاجابة رحمه الله ورضي عنه. طبقات القراء 2 ص 23.

43- أحمد بن جعفر الخزرجي أبوالعباس السبتي نزيل مراکش والمتوفي بها سنة 601، قبره معروف مزار مزاحم عليه مجرب الاجابة، زرته مرارا لا تحصي، و جربت برکته غير مرة، وقال إبن الخطيب السلماني في کلام له: ويبلغ وارد ذلک المزار في اليوم الواحد ثمانمائة مثقال ذهب عين، وربما وصل بعض الايام ألف دينار وتصرف کلها في ذوي الحاجات المحتفين به من أهالي تلک الديار. قال صاحب «نيل الابتهاج» بعد کلام طويل حول هذا المزار: قلت: وإلي الآن ما زال الحال علي ما کان عليه في روضته من ازدحام الخلق عليها وقضاء حوائجهم، وقد زرته ما يزيد علي خمسمائة مرة، وبت هناک ما ينيف ثلاثين ليلة، وشاهدت برکته في الامور. ثم ذکر قصة يهودي توسل به وقضيت حاجته. راجع «نيل الابتهاج» ص 62.

44- محمد بن أحمد الحنبلي أبوعمرو المقدسي المتوفي 607، قبره يزار ولما دفن رأي بعض الصالحين في منامه تلک الليلة النبي صلي الله عليه وسلم وهو يقول: من زار أبا عمرو ليلة الجمعة فکأنما زار الکعبة، فاخلعوا نعالکم قبل أن تصلوا إليه. هب 5 ص 30.

45- سيف الدين أبوالحسن القميري المتوفي 653 بنابلس،ألدعاء عند قبره مستجاب.هب 5 ص 161.

46- إسحاق بن يحيي أبوابراهيم الاعرج بفاس 683، ألدعاء عند قبره مستجاب. نيل الابتهاج ص 100.

47- ألشيخ أحمد بن علي البدوي المتوفي 675، دفن بطندنة وجعلوا علي قبره مقاما واشتهرت کراماته وکثرت النذور إليه. هب 5 ص 346.

48- ألشيخ حسين الجاکي المتوفي 730، قبره ظاهر يزار کل ليلة أربعاء وصبيحتها. طش 2 ص 2.

49- ألشيخ أحمد بن علوان، قال اليافعي في مرآته 4 ص 357: ومن کراماته ان ذرية الفقهاء الذين کانوا ينکرون عليه صاروا يلوذون عند النوائب بقبره ويستجيرون من خوف السلطان به، وإلي ذلک وبعض مناقبه الحميدة أشرت في قصيدة. ثم ذکر خمسة أبيات.

[صفحه 205]

50- أبوعلي بن بنان، يتبرک أهل بلد (دير العاقول) بزيارة قبره. طب 14 ص 427

51- أبوعبدالله القرشي الاندلسي توفي ببيت المقدس قبره مقصود بالزيارة هب 4 ص 342.

52- ألشيخ أبوبکر بن عبدالله العيدروس باعلوي توفي سنة 914 بعدن وقبره بها أشهر من الشمس الضاحية يقصد للزيارة والتبرک من الاماکن البعيدة. سبعة في «تريم» يعتقد أهل زبيد ان من زارهم سبعة أيام متوالية قضيت حاجته، قال الشيخ علي بن أبي بکر في الثناء عليهم:


بباب سهام سبعة من مشايخ
لقاصدهم ذخر وکنز لمقلل


فيونس إبراهيم مرزوق جبرتي
وأفلح مياد کذا ابن الرضا الولي


زيارتهم نجح لکل حوائج
وفي الخلد سکني للذي زار مقبل


«تريم» بها منهم الوف عديدة
بساحة بشار شموس الهدي


قل زيارة کل منهم صح انها
لما شئت من جلب ودفع محصل


وإن قيل ترياق ببغداد جربا
وفي ربع بشار شفا کل معضل


إلي آخر الابيات. «ألنور السافر» ص 81 و 80. «شذرات الذهب» 8 ص 64. توجد في المعاجم وکتب التراجم والتاريخ أضعاف ما ذکر من القبور المزورة إقتصرنا بالمذکور روما للاختصار.


صفحه 201، 202، 203، 204، 205.








  1. في هذه العبارة زيادة تغيير علي ما في تاريخ ابن خلکان 1 ص 189.