كلمات حول زيارة القبور











کلمات حول زيارة القبور



لاعلام العامة فيها فوائد جمة

1- قال إبن الحاج أبوعبدالله العبدري المالکي المتوفي 737 في «المدخل»

[صفحه 173]

1 ص 254: وصفةالسلام علي الاموات أن يقول: ألسلام عليکم أهل الديار من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات رحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بکم لاحقون، أسأل الله لنا ولکم العافية. ثم يقول. أللهم اغفر لنا ولهم وما زدت أو نقصت فواسع والمقصود الاجتهاد لهم في الدعاء فإنهم أحوج الناس لذلک لانقطاع أعمالهم، ثم يجلس في قبلة الميت ويستقبله بوجهه، وهو مخير في أن يجلس في ناحية رجليه إلي رأسه أو قبال وجهه ثم يثني علي الله تعالي بما حضره من الثناء ثم يصلي علي النبي صلي الله عليه وسلم ألصلاة المشروعة، ثم يدعو للميت بما أمکنه، وکذلک يدعو عند هذه القبور عند نازلة نزلت به أو بالمسلمين، ويتضرع إلي الله تعالي في زوالها وکشفها عنه وعنهم.

وهذه صفة زيارة القبور عموما، فإن کان الميت المزار ممن ترجي برکته فيتوسل إلي الله تعالي به، وکذلک يتوسل الزائر بمن يراه الميت ممن ترجي برکته إلي النبي صلي الله عليه وسلم، بل يبدأ بالتوسل إلي الله تعالي بالنبي صلي الله عليه وسلم إذ هو العمدة في التوسل والاصل في هذا کله والمشرع له فيتوسل به صلي الله عليه وسلم وبمن تبعه بإحسان إلي يوم الدين، وقد روي البخاري عن أنس رضي الله عنه: «أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه کان إذا قحطوا استسقي بالعباس فقال: أللهم کنا نتوسل إليک بنبيک صلي الله عليه وسلم فتسقينا، وإنا نتوسل إليک بعم نبيک فاسقنا. فيسقون».

ثم يتوسل بأهل تلک المقابر أعني بالصالحين منهم في قضاء حوائجه ومغفرة ذنوبه، ثم يدعو لنفسه ولوالديه ولمشايخه ولاقاربه ولاهل تلک المقابر ولاموات المسلمين ولاحيائهم وذريتهم إلي يوم الدين، ولمن غاب عنه من إخوانه،ويجأر إلي الله تعالي بالدعاء عندهم، ويکثر التوسل بهم إلي الله تعالي لانه سبحانه وتعالي اجتباهم وشرفهم وکرمهم فکما نفع بهم في الدنيا ففي الآخرة أکثر.

فمن أراد حاجة فليذهب إليهم ويتوسل بهم فإنهم الواسطة بين الله تعالي وخلقه وقد تقرر في الشرع وعلم ما لله تعالي بهم من الاعتناء وذلک کثير مشهور، وما زال الناس من العلماء والاکابر کابرا عن کابر مشرقا ومغربا يتبرکون بزيارة قبورهم ويجدون برکة ذلک حسا ومعني، وقد ذکر الشيخ الامام أبوعبدالله بن نعمان رحمه الله في کتابه

[صفحه 174]

المسمي بسفينة النجاء لاهل الالتجاء في کرامات الشيخ أبي النجاء في أثناء کلامه علي ذلک ما هذا لفظه:

تحقق لذوي البصائر والاعتبار أن زيارة قبور الصالحين محبوبة لاجل التبرک مع الاعتبار، فإن برکة الصالحين جارية بعد مماتهم کما کانت في حياتهم، والدعاء عند قبور الصالحين والتشفع بهم معمول به عند علمائنا المحققين من أئمة الدين.

ولا يعترض علي ما ذکر من أن من کانت له حاجة فليذهب إليهم وليتوسل بهم بقوله عليه الصلاة والسلام: «لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد: ألمسجد الحرام، ومسجدي، والمسجد الاقصي» وقد قال الامام الجليل أبوحامد الغزالي رحمه الله تعالي في کتاب آداب السفر من کتاب الاحياء له ما هذا نصه: ألقسم الثاني وهو أن يسافر لاجل العبادة إما لجهاد أو حج. إلي أن قال: ويدخل في جملته زيارة قبور الانبياء و قبور الصحابة والتابعين وسائر العلماء والاولياء، وکل من يتبرک بمشاهدته في حياته يتبرک بزيارته بعد وفاته، ويجوز شد الرحال لهذا الغرض ولا يمنع من هذا قوله صلي الله عليه وسلم: «لا تشد الرحال إلا لثلاث مساجد: ألمسجد الحرام، ومسجدي، والمسجد الاقصي» لان ذلک في المساجد لانها متماثلة بعد هذه المساجد، وإلا فلا فرق بين زيارة الانبياء والاولياء والعلماء في أصل الفضل وإن کان يتفاوت في الدرجات تفاوتا عظيما بحسب اختلاف درجاتهم عند الله عزوجل والله تعالي أعلم.

2- قال عزالدين الشيخ يوسف الاردبيلي الشافعي المتوفي 776 في «الانوار لاعمال الابرار» في الفقه الشافعي ج 1 ص 124: ويستحب للرجال زيارة القبور وتکره للنساء والسنة أن يقول: سلام عليکم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله عن قريب بکم لاحقون، أللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم، وأن يدنو من القبر کما کان يدنو من صاحبه حيا، وأن يقف متوجها إلي القبر، وأن يقرأ ويدعو فإن الميت کالحاضر يرجي له الرحمة والبرکة، والدعاء عقيب القراءة أقرب إلي الاجابة.

3- قال الشيخ زين الدين الشهير بابن نجيم المصري الحنفي المتوفي 70-969 في البحر الرائق شرح کنز الدقائق- للامام النسفي- ج 2 ص 195: قال في البدايع:

[صفحه 175]

ولا بأس بزيارة القبور والدعاء للاموات إن کانوا مؤمنين، من غير وطئ القبور، لقوله صلي الله عليه وسلم: إني کنت نهيتکم عن زيارة القبور ألا فزوروها ولعمل الامة من لدن رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي يومنا هذا.

وصرح في «المجتني» بأنها مندوبة، وقيل: تحرم علي النساء، والاصح: أن الرخصة ثابتة لهما، وکان صلي الله عليه وسلم يعلم السلام علي الموتي: ألسلام عليکم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين. ذکره إلي آخره ثم ذکر قراءة القرآن عند القبور وشيئا من أدب الزيارة.

4- أجاب إبن حجر المکي الهيثمي المتوفي 973 في الفتاوي الکبري الفقهية ج 2 ص 24 لما سئل رضي الله عنه عن زيارة قبور الاولياء في زمن معين مع الرحلة إليها هل يجوز مع أنه يجتمع عند تلک القبور مفاسد کثيرة کاختلاط النساء بالرجال وإسراج السرج الکثيرة وغير ذلک؟ بقوله: زيارة قبور الاولياء قربة مستحبة وکذا الرحلة إليها، وقول الشيخ أبي محمد: لا تستحب الرحلة إلا لزيارته صلي الله عليه وسلم رده الغزالي بأنه قاس ذلک علي منع الرحلة لغير المساجد الثلاثة مع وضوح الفرق، فإن ما عدا تلک المساجد الثلاثة مستوية في الفضل فلا فائدة في الرحلة إليها. وأما الاولياء فإنهم متفاوتون في القرب من الله تعالي ونفع الزائرين بحسب معارفهم وأسرارهم، فکان للرحلة إليهم فائدة أي فائدة، فمن ثم سنت الرحلة إليهم للرجال فقط بقصد ذلک وانعقد نذرها کما بسطت الکلام علي ذلک في «شرح العباب» بما لا مزيد علي حسنه وتحريره، وما أشار إليه السائل من تلک البدع أو المحرمات، فالقربات لا تترک لمثل ذلک بل علي الانسان فعلها وإنکار البدع بل وإزالتها إن أمکنه، وقد ذکر الفقهاء في الطواف المندوب فضلا عن الواجب انه يفعل ولو مع وجود النساء وکذا الرمي، لکن أمروه بالبعد عنهن وکذا الزيارة يفعلها لکن يبعد عنهن وينهي عما يراه محرما بل ويزيله إن قدر کما مر، هذا إن لم تتيسر له الزيارة إلا مع وجود تلک المفاسد، فإن تيسرت مع عدم المفاسد، فتارة يقدر علي إزالة کلها أو بعضها فيتأکد له الزيارة مع وجود تلک المفاسد ليزيل منها ما قدر عليه، وتارة لا يقدر علي إزالة شئ منها فالاولي له الزيارة في غير زمن تلک المفاسد، بل لو قيل: يمنع منها حينئذ لم يبعد. ومن أطلق المنع من الزيارة خوف ذلک الاختلاط

[صفحه 176]

يلزمه إطلاق منع نحو الطواف والرمي، بل والوقوف بعرفة أو مزدلفة والرمي إذا خشي ألاختلاط أو نحوه، فلما لم يمنع الائمة شيئا من ذلک مع ان فيه اختلاطا أي اختلاط، وإنما منعوا نفس الاختلاط لا غير فکذلک هنا. ولا تغتر بخلاف من أنکر الزيارة خشية الاختلاط فإنه يتعين حمل کلامه علي ما فصلناه وقررناه وإلا لم يکن له وجه، وزعم أن زيارة الاولياء بدعة لم تکن في زمن السلف ممنوع، وبتقدير تسليمه فليس کل بدعة ينهي عنها، بل قد تکون البدعة واجبة فضلا عن کونها مندوبة کما صرحوا به.

5- قال الشيخ محمد الخطيب الشربيني المتوفي 977 في «المغني» 1 ص 357: يسن الوضوء لزيارة القبور کما قاله القاضي حسين في شرح الفروع. ويسلم الزائر للقبور من المسلمين مستقبلا وجهه، ويقرأ عنده من القرآن ما تيسر، ويدعو له عقب القراءة رجاء الاجابة لان الدعاء ينفع الميت وهو عقب القراءة أقرب إلي الاجابة، وعند الدعاء يستقبل القبلة، وإن قال الخراسانيون باستحباب استقبال وجه الميت، قال المصنف: ويستحب الاکثار من الزيارة وأن يکثر الوقوف عند قبور أهل الخير والفضل. إنتهي ملخصا.

6- قال الملا علي الهروي القاري الحنفي المتوفي 1014 في «المرقاة شرح المشکاة» 2 ص 404 في زيارة القبور: ألامر فيها للرخصة أو الاستحباب وعليه الجمهور: بل ادعي بعضهم الاجماع، بل حکي إبن عبدالبر عن بعضهم وجوبها.

7- قال الشيخ أبوالبرکات حسن بن عمار بن علي المکني بابن الاخلاص الوفائي الشرنبلالي الحنفي المتوفي 1069 في حاشية[1] غرر الاحکام المطبوعة بهامش درر الاحکام ج 1 ص 168: زيارة القبور مندوبة للرجال، وقيل: تحرم علي النساء والاصح: ان الرخصة ثابتة لهما، ويستحب قراءة يس لما ورد: من دخل المقابر فقرأ سورة يس خفف الله عنهم يومئذ وکان له بعدد ما فيها حسنات.

وقال في «مراقي الفلاح»: فصل في زيارة القبور. ندب زيارتها من غير أن يطأ القبور للرجال والنساء. وقيل: تحرم علي النساء. والاصح ان الرخصة ثابتة للرجال والنساء، فتندب لهن ايضا علي الاصح، والسنة زيارتها قائما والدعاء عندها

[صفحه 177]

قائما، کما کان يفعل رسول الله صلي الله عليه وسلم في الخروج إلي البقيع ويقول: ألسلام عليکم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بکم لاحقون أسأل الله لي ولکم العافية.

ويستحب للزائر قراءة سورة يس لما ورد عن أنس رضي الله عنه إنه قال: قال رسول الله: من دخل المقابر فقرأ سورة يس (يعني وأهدي ثوابها للاموات) خفف الله عنهم يومئذ العذاب، ورفعه. وکذا يوم الجمعة يرفع فيه العذاب عن أهل البرزخ، ثم لا يعود علي المسلمين وکان له (أي للقارئ) بعدد ما فيها (رواية الزيلعي: من فيها من الاموات) حسنات. وعن أنس: انه سأل رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إنا نتصدق عن موتانا ونحج عنهم وندعوا لهم، فهل يصل ذلک إليهم. فقال: نعم ليصل ذلک إليهم ويفرحون به کما يفرح أحدکم بالطبق إذا اهدي إليه. رواه أبوحفص السکيري إلي أن قال: وعن علي رضي الله عنه: ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: من مر علي المقابر فقرأ قل هو الله احد إحدي عشر مرة ثم وهب أجرها للاموات اعطي من الاجر بعدد الاموات. رواه الدارقطني. وأخرج إبن أبي شيبة عن الحسن انه قال: من دخل المقابر فقال: أللهم رب هذه الاجساد البالية والعظام النخرة التي خرجت من الدنيا وهي بک مؤمنة ادخل بها روحا من عندک وسلاما مني. إستغفر له کل مؤمن مات منذ خلق الله آدم. وأخرج إبن أبي الدنيا بلفظ: کتب له بعدد من مات من ولد آدم إلي أن تقوم الساعة حسنات.

8- قال الشيخ محمد أمين الشهير بابن عابدين المتوفي 1253 في «رد المحتار علي الدر المختار» في الفقه الحنفي ج 1 ص 630 بعد بيان استحباب زيارة القبور: وتزار في کل اسبوع کما في «مختارات النوازل» قال في شرح «لباب المناسک»: إلا أن الافضل يوم الجمعة والسبت والاثنين والخميس. فقد قال محمد بن واسع: ألموتي يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويوما قبله ويوما بعده، فتحصل أن يوم الجمعة أفضل. اه د. وفيه: يستحب أن يزور شهداء جبل احد، لما روي إبن أبي شيبة: أن النبي صلي الله عليه وسلم کان يأتي قبور الشهداء باحد علي رأس کل حول، فيقول: ألسلام عليکم بما صبرتم فنعم عقبي الدار. و الافضل أن يکون ذلک يوم الخميس متطهرا مبکرا لئلا تفوته الظهر بالمسجد النبوي.اه. قلت: استفيد منه ندب الزيارة وإن بعد محلها، وهل تندب الرحلة لها کما اعتيد

[صفحه 178]

من الرحلة إلي زيارة خليل الرحمن وأهله وأولاده وزيارة السيد البدوي وغيره من الاکابر الکرام؟! لم أر من صرح به من أئمتنا، ومنع منه بعض الشافعية إلا لزيارته صلي الله عليه وسلم قياسا علي منع الرحلة لغير المساجد الثلاث، ورده الغزالي بوضوح الفرق ثم ذکر محصل قول الغزالي فقال: قال إبن حجر في فتاواه ولا تترک لما يحصل عندها من منکرات ومفاسد کاختلاط الرجال بالنساء وغير ذلک، لان القربات لا تترک لمثل ذلک بل علي الانسان فعلها وانکار البدع بل وإزالتها إن أمکن. اه. قلت ويؤيده ما مر من عدم ترک اتباع الجنازة وإن کان معها نساء ونائحات. إلي أن قال:

قال في الفتح: والسنة زيارتها قائما والدعاء عندها قائما کما کان يفعله صلي الله عليه وسلم في الخروج إلي البقيع، ويقول: ألسلام عليکم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بکم لاحقون. وفي شرح «اللباب» للملا علي القاري: ثم من آداب الزيارة ما قالوا من انه يأتي الزائر من قبل رجلي المتوفي لا من قبل رأسه لانه أتعب لبصر الميت بخلاف ألاول لانه يکون مقابل بصره، لکن هذا إذا أمکنه، وإلا فقد ثبت انه عليه الصلاة والسلام قرأ أول سورة البقرة عند رأس ميت وآخرها عند رجليه.

9- قال الشيخ إبراهيم الباجوري المتوفي 1277 في حاشيته علي شرح إبن الغزي 1 ص 277: تندب زيارة القبور للرجال لتذکر الآخرة، وتکره من النساء لجزعهن وقلة صبرهن، ومحل الکراهة فقط إن لم يشتمل إجتماعهن علي محرم وإلا حرم، ويستثني من ذلک قبر نبينا صلي الله عليه وسلم فتندب لهن زيارته، وينبغي کما قال إبن الرفعة: إن قبور الانبياء والاولياء کذلک، ويندب أن يقول الزائر: ألسلام عليکم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بکم لاحقون، نسأل الله لنا ولکم العافية، أللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم. وأن يقرأ ما تيسر من القرآن کسورة يس و يدعو لهم ويهدي ثواب ذلک لهم، وأن يتصدق عليهم وينفعهم ذلک فيصل ثوابه لهم، و يسن أن يقرب من المزور کقربه منه حيا. وأن يسلم عليه من قبل رأسه ويکره تقبيل القبر. إلي آخر ما مر ص 154.

10- قال الشيخ عبد الباسط بن الشيخ علي الفاخوري المفتي ببيروت في کتابه( ألکفاية لذوي العناية) ص 80: يسن زيارة القبور للرجال وتکره للنساء إلا القبر

[صفحه 179]

الشريف وکذا قبور بقية الانبياء والصالحين. ويسن أن يقول الزائر: ألسلام عليکم دار قوم مؤمنين، أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بکم لاحقون. وأن يقرأ ما تيسر من القرآن کسورة يس. وأن يدعو للميت بعد القراءة. وأن يقول: أللهم أوصل ثواب ما قرأته إلي فلان. وأن يقرب من القبر کقربه منه لو کان حيا.

11- قال الشيخ عبدالمعطي السقا في «الارشادات السنية» ص 111: زيارة قبور المسلمين مندوبة للرجال لخبر مسلم: کنت نهيتکم عن زيارة القبور فزوروها فانها تذکرکم الآخرة: أما زيارة النساء فمکروهة إن کانت لقبر غير نبي وعالم و صالح وقريب، أما زيارة القبر النبي ومن ذکر معه فمندوبة لهن بدون محرم إن کانت القبور داخل البلد، ومع محرم إن کانت خارجة، ومحل ندب زيارتهن أو کراهتها إذا أذن لهن الحليل أو الولي وأمنت الفتنة ولم يترتب علي اجتماعهن مفسدة کما هو الغالب، بل المحقق في هذا الزمان، وإلا فلا ريبة في تحريمها. ويستحب الاکثار من الزيارة لتحصيل الاعتبار والعظة وتذکر الآخرة، وتتأکد الزيارة عشية يوم الخ د ميس ويوم الجمعة بتمامه وبکرة يوم السبت.

وينبغي للزائر أن يقصد بزيارته وجه الله وإصلاح فساد قلبه، وأن يکون علي طهارة رجاء قبول دعائه لنفسه وللميت، وأن يسلم علي من بالمقبرة بقوله: ألسلام عليکم دار قوم مؤمنين «وذکر إلي آخره» ثم إذا وصل إلي قبر ميته قرب منه ووقف مستقبلا وجهه خاشعا قائلا: سلام عليک. ثم يقرأ عنده ما تيسر من القرآن کسورة الفاتحة وسورة يس وسورة تبارک وسورة الاخلاص والمعوذتين. والافضل أن يکون وقت القراءة جالسا مستقبل القبلة قاصدا نفع الميت بما يتلوه، وأن يکثر من التصدق، وأن يرش القبر بالماء الطاهر، وأن يضع عليه جريدا أخضر ونحوه کالريحان والبرسيم وتتأکد زيارة الاقارب والدعاء لهم سيما الوالدين، فقد ورد في الحث علي زيارتهما والدعاء لهما أخبار کثيرة صحيحة.

12- قال منصور علي ناصف في «التاج الجامع للاصول في أحاديث الرسول» ج 1 ص 418: ألامر «في زيارة القبور» للندب عند الجمهور وللوجوب عند إبن حزم ولو مرة واحدة في العمر. وقال في ص 419: زيارة النساء للقبور جائزة بشرط الصبر

[صفحه 180]

وعدم الجزع وعدم التبرج، وأن يکون معها زوج أو محرم منعا للفتنة لعموم الحديث (الاول) ولقول عايشة: کيف أقول لهم يا رسول الله؟ إلخ. ولزيارة عايشة لقبر أخيها عبدالرحمن فلما اعترضها عبدالله قالت: نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم عن زيارة القبور ثم أمر بزيارتها. رواه أحمد وإبن ماجة.

13- قال فقهاء المذاهب الاربعة مؤلفوا کتاب الفقه علي المذاهب الاربعة ج 1 ص 424: زيارة القبور مندوبة للاتعاظ وتذکر الآخرة، وتتأکد يوم الجمعة و يوما قبلها ويوما بعدها[2] وينبغي للزائر الاشتغال بالدعاء والتضرع والاعتبار بالموتي وقراءة القرآن للميت فإن ذلک ينفع الميت علي الاصح، ومما ورد أن يقول الزائر عند رؤية القبور:

أللهم رب الارواح الباقية، والاجسام البالية، والشعور المتمزقة، والجلود المنقطعة، والعظام النخرة التي خرجت من الدنيا وهي بک مؤمنة، أنزل عليها روحا منک وسلاما مني.

ومما ورد ايضا أن يقول. ألسلام عليکم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بکم لاحقون. ولا فرق في الزيارة بين کون المقابر قريبة أو بعيدة، بل يندب السفر لزيارة الموتي خصوصا مقابر الصالحين: أما زيارة قبر النبي صلي الله عليه وسلم فهي من أعظم القرب. و کما تندب زيارة القبور للرجال تندب ايضا للنساء العجائز اللاتي لا يخشي منهن الفتنة إن لم تؤد زيارتهن إلي الندب أو النياحة وإلا کانت محرمة.


صفحه 173، 174، 175، 176، 177، 178، 179، 180.








  1. تسمي غنية ذوي الاحکام في بغية الاحکام.
  2. الحنابلة قالوا: لا تتأکد الزيارة في يوم دون يوم، والشافعية قالوا: تتأکد من عصر يوم الخميس إلي طلوع شمس يوم السبت، وهذا قول راجح عند المالکية. کذا في هامش الفقه علي المذاهب الاربعة.