ترجمة كمال الدين الأقساسي











ترجمة کمال الدين الأقساسي



وکمال الدين الشرف أبوالحسن[1] محمد بن أبي القاسم الحسن المذکور ولاه الشريف علم الهدي) المترجم في شعراء القرن الخامس (نقابة الکوفة وإمارة الحاج فحج بالناس مرارا وتوفي سنة 415 کما في کتب التاريخ[2] ورثاه الشريف المرتضي: بقوله:[3] .


عرفت ويا ليتني ما عرفت
فمر الحياة لمن قد عرف


فها أنا ذا طول هذا الزمان
بين الجوي تارة والاسف


فمن راحل لا أياب له
وماض وليس له من خلف


فلا الدهر يمتعني بالمقيم
ولا هو يرجع لي من سلف


أروني إن کنتم تقدرون
من ليس يکرع کأس التلف؟


ومن ليس رهنا لداعي الحمام
إذا ما دعا باسمه أو هتف؟


وما الدهر إلا الغرور الخدوع
فماذا الغرام به والکلف؟


وما هو إلا کلمح البروق
وإلا هبوب خريف عصف


ولم أر يوما وإن ساءني
کيوم حمام «کمال الشرف»


کأني بعد فراق له
وقطع لاسباب تلک الالف


أخو سفر شاسع ما له
من الزاد إلا بقايا لطف


وعوضني بالرقاد السهاد
وأبدلني بالضياء السرف


فراق وما بعده ملتقي
وصد وليس له منعطف


وعاتبت فيک صروف الزمان
ومن عاتب الدهر لم ينتصف


وقد خطف الموت کل الرجال
ومثلک من بيننا ما خطف


وما کنت إلا أبي الجنان
علي الضيم محتميا بالانف

[صفحه 6]

خليا من العار صفر الازار
مدي الدهر من دنس أو نطف


واذري الدموع ويا قلما
يرد الفوائت دمع ذرف


ومن أين ترنو إليک العيون
وأنت ببوغائها في سخف؟


فبن ما مللت وکم بائن
مضي موسعا من قلي أو شنف


وسقي ضريحک بين القبور
من البر ما شئته واللطف


ولا زال من جانبيه النسيم
يعاوده والرياض الانف


وصيرک الله من قاطني
الجنان وسکان تلک الغرف


تجاور آباءک الطاهرين
ويتبع السالفين الخلف


قال ابن الاثير في «الکامل» 9 ص 121: حج بالناس أبوالحسن الاقساسي سنة 412 فلما بلغوا فيد حصرهم العرب فبذل لهم الناصحي[4] (أبومحمد قاضي القضاة) خمسة آلاف دينار فلم يقنعوا، وصمموا العزم علي أخذ الحاج وکان مقدمهم رجلا يقال له)حمار بن عدي (بضم العين من بني نبهان فرکب فرسه وعليه درعه وسلاحه وجال جولة يرهب بها، وکان من سمرقند شاب يوصف بجودة الرمي، فرماه بسهم فقتله وتفرق أصحابه وسلم الحاج فحجوا وعادوا سالمين.

وقال في ص 127: في هذه السنة «يعني 415» عاد الحجاج من مکة إلي العراق علي الشام لصعوبة الطريق المعتاد، وکانوا لما وصلوا إلي مکة بذل لهم الظاهر العلوي صاحب مصر أموالا جليلة، وخلعا نفيسة، وتکلف شيئا کثيرا وأعطي لکل رجل في الصحبة جملة من المال ليظهر لاهل خراسان ذلک، وکان علي تسيير الحاج الشريف أبوالحسن الاقساسي، وعلي حجاج خراسان «حسنک» نايب يمين الدولة إبن سبکتکين فعظم ما جري علي الخليفة القادر بالله وعبر (حسنک) دجلة وسار إلي خراسان، وتهدد القادر بالله إبن الاقساسي فمرض ومات ورثاه المرتضي وغيره.

لکمال الشرف شرح قصيدة السلامي[5] التي أولها:

[صفحه 7]

سلام علي زمزم والصفا
....


ينقل عنه سيدنا الحجة السيد إبن طاوس في کتاب «اليقين» في الباب الخامس والخمسين بعد المائة، والباب الذي بعده.

م- وقال إبن الجوزي في «المنتظم» 8 ص 19: ولابي الحسن الاقساسي شعر مليح ومنه قوله في غلام اسمه بدر:


يا بدر وجهک بدر
وغنج عينيک سحر


وماء خديک ورد
وماء ثغرک خمر


امرت عنک بصبر
وليس لي عنک صبر


تأمرني بالتسلي
مالي من الشوق أمر


صفحه 6، 7.








  1. کناه العلم الحجة السيد ابن طاووس في کتاب «اليقين» بأبي يعلي.
  2. منتظم ابن الجوزي 8 ص 19، کامل ابن الاثير 9 ص 127، تاريخ ابن کثير 12 ص 18، مجالس المؤمنين ص 211.
  3. توجد القصيدة في ديوان الشريف المرتضي المخطوط. وذکر منها أبياتا ابن الجوزي في المنتظم 8 ص 20.
  4. من بيوتات نيسابور العلمية تنتمي إلي ناصح بن طلحة بن جعفر بن يحيي، ذکر السمعاني جمعا من رجالها في «الانساب» في حرف النون.
  5. محمد بن عبدالله المخزومي من أولاد الوليد بن المغيرة کان من مقدمي شعراء العراق وند 336 وتوفي 393، ترجمه الثعالبي، وابن الجوزي في المنتظم، وابن خلکان في تاريه.