قصص فيها العلم بالغيب











قصص فيها العلم بالغيب



ونسائل الرجل: کيف خفي هذا الشرک المزعوم علي أئمة قومه؟ فيما أخرجوه عن حذيفة قال: أعلمه رسول الله صلي الله عليه وسلم بما کان وما يکون إلي يوم القيامة[1] وما أخرجه أحمد إمام مذهب الرجل في مسنده ج 5 ص 388 عن أبي ادريس قال: سمعت حذيفة بن اليمان يقول: والله إني لاعلم الناس بکل فتنة هي کائنة فيما بيني وبين الساعة.

و قد جهل بأن علم المؤمن بموته وإختياره الموت واللقاء مهما خير بينه وبين الحياة ليس من المستحيل، ولا بأمر خطير بعيد عن خطر المؤمن فضلا عن أئمة المؤمنين من العترة الطاهرة، هلا يعلم الرجل ما أخرجه قومه في أئمتهم من ذلک وعدوه فضائل لهم؟ ذکروا عن إبن شهاب[2] قال: کان أبوبکر- ابن أبي قحافة والحارث بن کلدة يأکلان حريرة اهديت لابي بکر فقال الحارث لابي بکر: إرفع يدک يا خليفة رسول الله إن فيها لسم سنة وأنا وأنت نموت في يوم واحد فرفع يده فلم يزالا عليلين حتي ماتا في يوم واحد عند إنقضاء السنة.

وذکر أحمد في مسنده 1 ص 48 و 51، والطبري في رياضه 2 ص 74 إخبار عمر عن موته بسبب رؤيا رآها، وما کان بين رؤياه وبين يوم طعن فيه إلا جمعة، وفي الرياض ج 2 ص 75 عن کعب الاحبار إنه قال لعمر. يا أميرالمؤمنين اعهد بأنک ميت إلي ثلاثة أيام فلما قضي ثلاثة أيام طعنه أبولؤلؤة فدخل عليه الناس ودخل کعب في جملتهم فقال: ألقول ما قال کعب.

وروي إن عيينة بن حصن الفزاري قال لعمر: إحترس أو اخرج العجم من المدينة فإني لا آمن أن يطعنک رجل منهم في هذا الموضع. ووضع يده في الموضع الذي طعنه فيه أبولؤلؤة.

وعن جبير بن مطعم قال: إنا لواقفون مع عمر علي الجبل بعرفة إذ سمعت رجلا

[صفحه 61]

يقول: يا خليفة! فقال أعرابي من لهب من خلفي: ما هذا الصوت؟ قطع الله لهجتک والله لا يقف أميرالمؤمنين بعد هذا العام أبدا. فسببته وأدبته فلما رمينا الجمرة مع عمر جاءت حصاة فأصابت رأسه ففتحت عرقا من رأسه فسال الدم، فقال رجل: أشعر أميرالمؤمنين أما والله لا يقف بعد هذا العام ههنا أبدا. فالتفت فإذا هو ذلک اللهبي فوالله ما حج عمر بعدها. خرجه إبن الضحاک.

وإن تعجب فعجب إخبار الميت وهو يدفن عن شهادة عمر في أيام خلافة أبي بکر، أخرج البيهقي عن عبدالله بن عبيدالله الانصاري قال: کنت فيمن دفن ثابت بن قيس وکان قتل باليمامة[3] فسمعناه حين أدخلناه القبر يقول: محمد رسول الله، أبوبکر الصديق، عمر الشهيد، عثمان البر الرحيم. فنظرنا إليه فإذا هو ميت. وذکره القاضي في «الشفاء» في فصل إحياء الموتي وکلامهم.

وعن عبدالله بن سلام قال: أتيت عثمان وهو محصور اسلم عليه فقال: مرحبا بأخي مرحبا بأخي، أفلا احدثک ما رأيت الليلة في المنام؟ فقلت: بلي. قال: رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم وقد مثل لي في هذه الخوخة- وأشار عثمان إلي خوخة في أعلي داره- فقال: حصروک؟ فقلت. نعم. فقال: عطشوک؟ فقلت: نعم. فأدلي دلوا من ماء فشربت حتي رويت، فها أنا أجد برودة ذلک الدلو بين ثديي وبين کتفي. فقال: إن شئت أفطرت عندنا وإن شئت نصرت عليهم؟ فاخترت الفطر[4] .

وعنه قال: إني رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم البارحة وأبا بکر وعمر فقالوا لي: صبرا فإنک تفطر عندنا القابلة.

وعن کثير بن الصلت عن عثمان قال: إني رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم في منامي هذا فقال: إنک شاهد معنا الجمعة «ک 3 ص 99»

وعن إبن عمر: ان عثمان أصبح يحدث الناس قال: رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم في المنام قال: يا عثمان افطر عندنا غدا. فأصبح صائما وقتل من يومه.

[صفحه 62]

قال محب الدين الطبري في «الرياض» 2 ص 127 بعد رواية ما ذکر: واختلاف الروايات محمول علي تکرار الرؤيا فکانت مرة نهارا ومرة ليلا.

وأخرج الحاکم في «المستدرک» 3 ص 203 بسند صححه إخبار عبدالله بن عمرو الانصاري الصحابي ابنه جابر بشهادته يوم احد، وانه أول قتيل من اصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله فکان کما أخبر به.

م- وذکر الخطيب البغدادي في تاريخه 2 ص 49 عن أبي الحسن المالکي انه قال: کنت أصحب خير النساج- محمد بن اسماعيل- سنين کثيرة ورأيت له من کرامات الله تعالي ما يکثر ذکره غير انه قال لي قبل وفاته بثمانية أيام، إني أموت يوم الخميس المغرب فادفن يوم الجمعة قبل الصلاة وستنسي فلا تنساه. قال أبوالحسين: فأنسيته إلي يوم الجمعة فلقيني من خبرني بموته فخرجت لاحضر جنازته فوجدت الناس راجعين فسألتهم لم رجعوا فذکروا انه يدفن بعد الصلاة، فبادرت ولم ألتفت إلي قولهم فوجدت الجنازة قد اخرجت قبل الصلاة أو کما قال وهذه القصة ذکرها ابن الجوزي ايضا في المنتظم 6 ص 274.


صفحه 61، 62.








  1. صحيح مسلم في کتاب الفتن، مسند أحمد 5 ص 386، البيهقي، تاريخ ابن عساکر 4 ص 94، تيسير الوصول 4 ص 241، خلاصة التهذيب 63، الاصابة 1 ص 218، التقريب 82.
  2. ک 3 ص 64، صف 1 ص 10، يا 1 ص 180.
  3. بلدة باليمن علي ستة عشر مرحلة من المدينة، وکانت وقعة اليمامة في ربيع الاول سنة اثنتي عشر هجرية في خلافة أبي بکر.
  4. الرياض النضرة 2 ص 127، الاتحاف للشبراوي 92.