ثبوت السنة بفعل غير النبي











ثبوت السنة بفعل غير النبي



علي أن ثبوت السنة عند القوم لا يستلزم فعل النبي صلي الله عليه وآله فحسب، بل: هي تثبت بفعل أي أحد سن سنة من أفراد الامة، فليکن أميرالمؤمنين عليه السلام أول من سن صلاة ألف رکعة في اليوم والليلة، کما نص الباجي والسيوطي والسکتواري وغيرهم علي أن أول من سن التراويح عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة أربع عشرة[1] وعلي أن أول من جمع الناس علي التراويح عمر[2] وعلي أن إقامة النوافل بالجماعات في شهر رمضان من محدثات عمر رضي الله عنه وأنها بدعة حسنة[3] وعلي أن أول

[صفحه 32]

من جلد في الخمر ثمانين عمر رضي الله عنه[4] وأمثال ذلک بکثير مما سنه عمر بن الخطاب وصير بدعة حسنة، وسنة متبعة.

وکما قال الحافظ أبونعيم الاصبهاني والخازن وغيرهما من: أن أول من سن لکل مسلم قتل صبرا ألصلاة خبيب بن عدي الانصاري (حل 1 ص 113، تفسير الخازن 1 ص 141)

وکما قال المؤرخون فيما سن معاوية بن أبي سفيان في الارث والدية خلاف سنة رسول الله صلي الله عليه وآله والخلفاء الاربعة من بعده صلي الله عليه وآله وسلم، وانه يسمي بسنة الخلفاء لاتباعهم أثره بعده، وإتخاذهم ذلک سنة (يه 9 ص 232 وج 8 ص 139)

وکما اخذت سنة التبريک في الاعياد من عمر بن عبدالعزيز کما قاله الحافظ إبن عساکر في تاريخه 2 ص 365

وهلا صح عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم من قوله: عليکم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين[5] أو صح ذلک غير أن بينه وبين علي أميرالمؤمنين حجز وحدد يخصانه بغيره

م- ولدفع مزعمة إبن تيمية هذه ومن لف لفه ألف الشيخ محمد عبدالحي الحنفي رسالة أسماها ب (إقامة الحجة علي أن الاکثار في التعبد ليس ببدعة) وذکر جماعة من الصحابة والتابعين الذين اجتهدوا في العبادة وصرفوا فيها أعمارهم، والرسالة فيها فوائد جمة لا يستهان بها طبعت بالهند سنة 1311. قال في ص 18: خلاصة المرام في هذا المقام وهو الذي أختاره تبعا للعلماء الکرام: ان قيام الليل کله، وقرائة القرآن في يوم وليلة مرة أو مرات، وأداء ألف رکعات أو أزيد من ذلک، ونحو ذلک من المجاهدات والرياضات ليس ببدعة، وليس بمنهي عنه في الشرع بل هو أمر حسن مرغوب إليه. الخ.

وأما دعوي عدم الامکان منشأها تثاقل الطبع والکسل عن الاکثار من العبادة فإن من لم يتنشط في کل عمره لامثال ذلک، البعيد عن عمل العاملين وعادات العباد يحسب خروج ذلک عن حيز الامکان، لکن من تذوق حلاوة الطاعة ولذة العبادة يري أمثال هذه من العاديات المطردة.

[صفحه 33]


صفحه 32، 33.








  1. محاضرة الاوائل ص 149 طبع سنة 1311، وص 98 ط 1300.
  2. محاضرة الاوائل ط سنة 1300 ص 98، شرح المواهب للزرقاني 7 ص 149.
  3. راجع طرح التثريب ج 3 ص 92.
  4. محاضرة الاوائل 111 ط سنة 1300.
  5. مستدرک الحاکم 1 ص 96.