ترجمة بهاء الدين الاربلي
[صفحه 446] بغداد ودفينها. فذ من أفذاذ الامة، وأوحدي من نياقد علمائها، بعلمه الناجع وأدبه الناصع يتبلج القرن السابع، وهو في أعاظم العلماء قبله في أئمة الادب، وإن کان به ينضد جمان الکتابة، وتنظم عقود القريض، وبعد ذلک کله هو أحد ساسة عصره الزاهي، ترنحت به أعطاف الوزارة وأضاء دستها، کما ابتسم به ثغر الفقه والحديث، وحميت به ثغور المذهب، وسفره القيم- کشف الغمة- خير کتاب اخرج للناس في تاريخ أئمة الدين، وسرد فضايلهم، والدفاع عنهم، والدعوة إليهم. وهو حجة قاطعة علي علمه الغزير، وتضلعه في الحديث، وثباته في المذهب،ونبوغه في الادب، وتبريزه في الشعر، حشره الله مع العترة الطاهرة صلوات الله عليهم، قال الشيخ جمال الدين أحمد بن منبع الحلي مقرظا الکتاب: ألا قل لجامع هذا الکتاب وأظهرت من فضل آل الرسول مشايخ روايته والرواة عنه: يروي بهاء الدين المترجم عن جمع من أعلام الفريقين منهم: 1- سيدنا رضي الدين جمال المل د السيد علي بن طاوس المتوفي 664. 2- سيدنا جلال الدين علي بن عبدالحميد بن فخار الموسوي أجاز له سنة 676 3- ألشيخ تاج الدين أبوطالب علي بن أنجب بن عثمان الشهير بابن الساعي البغدادي السلامي المتوفي 674. يروي عنه کتاب- معالم العترة النبوية العلية-تأليف الحافظ أبي محمد عبدالعزيز بن الاخضر الجنابذي المتوفي 611 کما في کشف الغمة ص 135. 4- ألحافظ أبوعبدالله محمد بن يوسف بن محمد الکنجي الشافعي المتوفي سنة 658،قرأ عليه کتابيه: کفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب. والبيان في أخبار صاحب الزمان. وذلک باربل سنة 648، وله منه إجازة بخطه[1] وينقل عن کتابه «الکفاية» کثيرا في کشف الغمة. 5- کمال الدين أبوالحسن علي بن محمد بن محمد بن وضاح نزيل بغداد الفقيه [صفحه 447] الحنبلي المتوفي 672، يروي عنه بالاجازة ومما يروي عنه کتاب- الذرية الطاهرة- تأليف أبي بشر محمد بن أحمد الانصاري الدولابي المتوفي سنة 320، وکان مخطوطا بخط شيخه إبن وضاح المذکور، کشف الغمة 109. 6- ألشيخ رشيد الدين أبوعبدالله محمد بن أبي القاسم بن عمر بن أبي القاسم قرأ کتاب- المستغيثين-[2] «في کشف الظنون المستعين بالله» تأليف أبي القاسم خلف بن عبدالملک بن مسعود بن بشکوال الانصاري القرطبي المتوفي 578، والشيخ رشيد الدين قرأ- المستغيثين- علي محيي الدين أبي محمد يوسف بن الشيخ أبي الفرج ابن الجوزي وهو يرويه عن مؤلفه إجازة. قال المترجم في «کشف الغمة» ص 224: کانت قراءتي عليه في شعبان من سنة ست وثمانين وستمائة بداري المطلة علي دجلة ببغداد. وينقل کثيرا عن عدة من تآليف معاصره منها: تفسير الحافظ أبي محمد عبدالرزاق عز الدين الرسعني الحنبلي المتوفي 661، کانت بينه وبين المترجم صداقة وصلة، راجع الجزء الاول من کتابنا هذا ص 220. ومنها: مطالب السؤول تأليف أبي سالم کمال الدين محمد بن طلحة الشافعي کما أسلفناه في ترجمته ص 415 من هذا الجزء. ومنها: تآليف شيخنا الاوحد قطب الدين الراوندي المترجم فيما مر ص 380، ويروي عنه جمع من أعلام الفريقين منهم: 1- جمال الدين العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر کما في إجازة شيخنا الحر العاملي صاحب «الوسائل». 2- ألشيخ رضي الدين علي بن المطهر کما في إجازة السيد محمد بن القاسم بن معية الحسيني للسيد شمس الدين. 3- ألسيد شمس الدين محمد بن فضل العلوي الحسني. 4- ولده الشيخ تاج الدين محمد بن علي. 5- ألشيخ تقي الدين بن إبراهيم بن محمد بن سالم. [صفحه 448] 6- ألشيخ محمود بن علي بن أبي القاسم. 7- حفيده ألشيخ شرف الدين أحمد بن الصدر تاج الدين محمد بن علي. 8- حفيده الآخر ألشيخ عيسي بن محمد بن علي أخو الشرف المذکور. 9- ألشيخ شرف الدين أحمد بن عثمان النصيبي الفقيه المدرس المالکي. 10- مجد الدين أبوألفضل يحيي بن علي بن المظفر الطيبي الکاتب بواسط العراق قرأ علي المترجم شطرا من کتابه «کشف الغمة» وأجاز له ولجمع من الاعلام المذکورين سنة 691. وممن قرأ عليه: 11- عماد الدين عبدالله بن محمد بن مکي. 12- ألصدر الکبير عز الدين أبوعلي الحسن بن أبي الهيجا الاربلي. 13- تاج الدين أبوالفتح بن الحسين بن أبي بکر الاربلي. 14- ألمولي أمين الدين عبدالرحمن بن علي بن أبي الحسن الجزري الموصلي 15- ألشيخ حسن بن إسحاق بن إبراهيم بن عباس الموصلي. له ذکره الجميل في أمل الآمل. ورياض العلماء. ورياض الجنة في الروضة الرابعة. وروضات الجنات. والاعلام للزرکلي. وتتميم الامل لابن أبي شبانة. والکني والالقاب. والطليعة في شعراء الشيعة. قال إبن الفوطي في «الحوادث الجامعة» ص 341: وفي سنة 657 وصل بهاء الدين علي بن الفخر عيسي الاربلي إلي بغداد، ورتب کاتب الانشاء بالديوان وأقام بها إلي أن مات وقال في ص 480: إنه توفي ببغداد سنة 693. وقال في ص 278: إنه تولي تعمير مسجد معروف سنة 678. وذکر له ص 38 من قصيدته التي يرثي بها معلم الامة شيخنا خواجه نصير الدين الطوسي والملک عز الدين عبدالعزيز: ولما قضي عبدالعزيز بن جعفر جزعت لفقدان الاخلاء وانبرت وجاشت إلي النفس حزنا ولوعة وقال في صحيفة 366: وفي خامس عشرين جمادي الآخرة رکب علاء الدين صاحب [صفحه 449] الديوان لصلاة الجمعة فلما وصل المسجد الذي عند عقد مشرعة الابريين، نهض عليه رجل وضربه بسکين عدة ضربات، فانهزم کل من کان بين يديه من السرهنکية وهرب الرجل أيضا فعرض له رجل حمال کان قاعدا بباب غلة ابن تومه وألقي عليه کساؤه ولحقه السرهنکية فضربوه بالدبابيس وقبضوه، وأما الصاحب فانه ادخل دار بهاء الدين- المترجم- إبن الفخر عيسي وکان يومئذ يسکن في الدار المعروفة بديوان الشرابي لما عرف بذلک خرج حافيا وتلقاه ودخل بين يديه وأحضر الطبيب فسبر الجرح ومصه فوجده سليما من السم. وذکر في ص 369 من إنشاءه کتاب صداق کتبه في تزويج الخواجة شرف الدين هارون بن شمس الدين الجويني بابنة أبي العباس أحمد بن الخليفة المستعصم في جمادي الآخرة سنة 670. وترجمه الکتبي في- فوات الوفيات- 2 ص 83 وقال: له شعر وترسل وکان رئيسا کتب لمتولي أربل من صلايا، ثم خدم ببغداد في ديوان الانشاء أيام علاء الدين صاحب الديوان، ثم إنه فتر سوقه في دولة اليهود، ثم تراجع بعدهم وسلم ولم ينکب إلي أن مات سنة 692، وکان صاحب تجمل وحشمة ومکارم أخلاق وفيه تشيع، وکان أبوه واليا باربل، ولبهاء الدين مصنفات أدبية مثل: المقالات الاربع. ورسالة الطيف: المشهورة وغير ذلک، وخلف لما مات ترکة عظيمة ألفي ألف درهم تسلمها ابنه أبوالفتح ومحقها ومات صعلوکا ومن شعر بهاء الدين رحمه الله: أيا حاجري من غير جرم جنيته أجرني رعاک الله من نار جفوة وکن مسعفي فيما الاقي من الاسي أأظما غراما في هواک ولوعة وحقک لا أنسي العهود التي مضت ومن شعره ايضا: کيف خلاصي من هوي شادن بعاده ناري التي تتقي [صفحه 450] ما اتسعت طرف الهوي فيه لي ليت ليالي وصله عدن لي وقال ايضا رحمه الله تعالي: وجهه والقوام والشعر الاسود بدرتم علي قضيب عليه وقال ايضا: جنه سابق الغرام فجنا ودعاه الهوي فلبي سريعا رام صبرا فلم يطعه غرام وجفا لذة الکري في رضا الحب أسهرت مقلتاه في طاعة الو کل ظامي الوشاح ريان من ما ما علي الدهر لو أعاد زمانا وعلي من أحب لو شفع الحسن وبروحي أفدي رشيق قوام يتجني ظلما فيحدث لي وجد ما ثنانا عنه العذول وهل کيف أسلو بدرا يشابهه البدر لي معني فيه وفي صاحب الديوا وقال ايضا رحمه الله تعالي: طاف بها والليل وحف الجناح[3] . وفاز بالراحة عشاقه ظبي من الترک له قامة عارضه آس وفي خده [صفحه 451] عاطيته سهباء مشمولة فسکنت سورته وانثني فبت لا أعرف طيب الکري فهل علي من بات صبا به وقال ايضا رحمه الله تعالي: غزال النقا لولا ثناياک واللما ولولا معان فيک أو جبن صبوتي أيا جنة الحسن الذي غادر الحشا جريت علي رسم من الجور واضح أمالک رقي کيف حللت جفوتي وحرمت من حلو الوصال محللا بحسن التثني رق لي من صبابة ورفقا بمن غادرته غرض الردي کأنت بساجي الطرف أحوي مهفهف يفوق الظبا والغصن حسنا وقامة فناظره في قصتي ليس ناظرا ومشرف صدغ ظل في الحکم جائرا وعارضه لم يرث لي من شکاية وترجمه صاحب «شذرات الذهب» ج 383:5 بعنوان بهاء الدين ابن الفخر عيسي الاربلي وعده من المتوفين في سنة 683 وأحسبه تصحيف 693. وجعلوه في فهرست الکتاب: عيسي بن الفخر الاربلي. زعما منهم بأن عيسي في کلام المصنف بدل من قوله بهاء الدين. وذکر له في الشذرات قوله: أي عذر وقد تبدي العذار فأقلا إن شئتما أو فزيدا هل مجير من الغرام؟ وهيها [صفحه 452] يا بديع الجمال قد کثرت فيک وذکره سيدنا صاحب «رياض الجنة» وقال: إنه کان وزيرا لبعض الملوک وکان ذا ثروة وشوکة عظيمة فترک الوزارة واشتغل بالتأليف والتصنيف والعبادة والرياضة في آخر أمره، وقد نظم بسبب ترکه المولي عبدالرحمن الجامي في بعض قصائده بقوله. ثم ذکر خمسة عشر بيتا باللغة الفارسية ضربنا عنها صفحا. والقصيدة علي انها خالية من اسم المترجم ومن الايعاز إليه بشئ يعرفه، تعرب عن أن الممدوح بها غادر بيئة وزارته إلي الحرم الاقدس وأقام هناک إلي أن مات. ومر عن إبن الفوطي: أن المترجم کان کاتبا إلي أن مات، وکون وفاته في بغداد ودفنه بداره المطلة علي دجلة في قرب الجسر الحديث من المتسالم عليه ولم يختلف فيه اثنان، وکان قبره معروفا يزار إلي أن ملک تلک الدار في هذه الآونة الاخيرة من قطع سبيل الوصول إليه وإلي زيارته، والناس مجزيون بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر. توجد جملة کبيرة من شعره في العترة الطاهرة صلوات الله عليهم في کتابه «کشف الغمة» منها في ص 79 من قصيدة مدح بها أميرالمؤمنين عليه السلام وأنشدها في حضرته قوله: سل عن علي مقامات عرفن به بدرا واحدا وسل عنه هوازن واسئل به إذ أتي الاحزاب يقدمهم مآثر صافحت شهب النجوم علا وسنة شرعت سبل الهدي وندي کم من يد لک فينا يا أبا حسن وکم کشفت عن الاسلام فادحة وکم نصرت رسول الله منصلتا ورب يوم کظل الرمح ما سکنت ومأزق الحرب ضنک لا مجال به [صفحه 453] والنقع قد ملا الارجاء عثيره[5] . جلوته بشبا البيض القواضب بذلت نفسک في نصر النبي ولم وقمت منفردا کالرمح منتصبا تردي الجيوش بعزم لو صدمت به يا أشرف الناس من عرب ومن عجم! يا من به عرف الناس الهدي وبه يا من أعاد رسوم العدل جالية يا فارس الخيل والابطال خاضعة يا سيد الناس يا من لا مثيل له خذ من مديحي ما أسطيعه کرما وسف اهدي لکم مدحا احبره وله يمدح الامام الصادق عليه السلام قوله: مناقب الصادق مشهورة سما إلي نيل العلي وادعا جري إلي المجد کآبائه وفاق أهل الارض في عصره سماؤه بالجود هطالة وکل ذي فضل بأفضاله [صفحه 454] له مکان في العلي شامخ من دوحة العز التي فرعها نايله صوب حيا مسبل صواب رأي إن عدا جاهل کأنما طلعته مابدا له من الافضال حاد علي يروقه بذل الندي واللها خلائق طابت وطالت علا زشاد المعالي وسعي للعلي إن أعضل الامر فلا يهتدي يشوقه المجد ولا غرو أن مولاي إني فيکم مخلص لکم موال وإلي بابکم أرجو بکم نيل الاماني إذا وله يمدح الامام الکاظم موسي بن جعفر صلوات الله عليهما قوله: مدايحي وقف علي الکاظم وکيف لا أمدح مولي غدا ومن کموسي أو کآبائه إمام حق يقتضي عدله إفاضة العدل وبذل الندي يبسم للسائل مستبشرا ليث وغي في الحرب دامي الشبا [صفحه 455] مآثر تعجز عن وصفها في العلم بحر ذاخر مده يعفو عن الجاني ويولي الندي ألقائم الصائم أکرم به من معشر سنوا الندي والقري وأحرزوا خصل العلي فاغتدوا يروي المعالي عالم منهم قد إستووا في شرف المرتقي من ذا يجاريهم إذا ما اعتزوا ومن يناويهم إذا عددوا صلي عليه الله من مرسل يا آل طه! أنا عبد لکم أرجو بکم نيل الاماني غدا معتصم منکم بود إذا وله قوله وهو خاتمة کتابه «کشف الغمة» ص 350: أيها السادة الائمة أنتم قد سموتم إلي العلي فافترعتم أنزل الله فيکم هل أتي نصا من يجاريکم؟ وقد طهر الله لکم سؤدد يقرره القرآن إن جري البرق في مداکم کبا من وإذا أزمة عرت واستمرت بسطوا للندي أکفا سباطا وأفاضوا علي البرايا عطايا فتراهم عند الاعادي ليوثا [صفحه 456] يمنحون الولي جنة عدن يطعمون الطعام في العسر واليسر لا يريدون بالعطاء جزاء فکفاهم يوما عبوسا واعطا وجزاهم بصبرهم وهو أولي وإذا ما ابتدوا لفصل خطاب بخلوا الغيث نائلا وعطاء يخلفون الشموس نورا وإشراقا أنا عبد لکم أدين بحبي عالم إنني أصبت وإن الله مال قلبي إليکم في الصبي الغ وتوليتکم وما کان في أهلي أظهر الله نورکم فأضاء ال فهداني إليکم الله لطفا بي کم أياد أولي؟ وکم نعمة أسدي أمطرتني منه سحائب جود وحماني من حادثات عظام لو قطعت الزمان في شکر أدني فله الحمد دائما مستمرا وقفنا علي قصائد غديرية في المجاميع المخطوطة ومعاجم الادب تعزي إلي اناس نحسبهم من رجال القرن السادس والسابع، غير أنا لم نعثر علي تراجم ناظمي عقودها ولم نجد لهم ذکرا في التآليف والکتب فضربنا عنها صفحا. انتهي الجزء الخامس من کتاب الغدير ويليه السادس انشاء الله وما توفيقي الا بالله عليه توکلت واليه انيت [صفحه 457]
بهاء الدين أبوالحسن علي بن فخر الدين عيسي بن أبي الفتح الاربلي نزيل
يمينا لقد نلت أقصي المراد
بتأليفه ما يسوء الاعادي
وأردفه رزء النصير محمد
شؤوني کمرفض الجمان المبدد
فقلت: تعزي واصبري فکأن قد
ومن دأبه ظلمي وهجري فديته
وحر غرام في العباد اصطليته
فهجرک ياکل المنايا نويته
ولي دمع عين کالسحاب بکيته؟
قديما ولا أسلو زمانا قضيته
حکمه الحسن علي مهجتي؟
وقربه لوزارني جنتي
إلا وضاقت في الجفا حيلتي
يا حسرتا أين الليالي التي؟
في بهجة الجبين النضير
ليل دجن من فوق صبح منير
وجفا منزلا وخلف مغني
وکذا شيمة المحب المعني
غادر القلب بالصبابة رهنا
فأرضي قلبا وأسخط جفنا
جد عيونا علي المخضب وسنا
ء التصابي أضنني المحب وعني
سلبته أيدي الحوادث منا
الذي قيد العيون بحسني
لاح بدرا وماس إذ ماس غصنا
ا إذا صد عاتبا أو تجني
ينسي غرامي وقده يتثني؟
سنا يسبي الحليم وأسني؟
ن إذ رمت مدحه ألف معني
بدر الدجي يحمل شمس الصباح
لما بدا في کفه کاس راح
يزري تثنيها بسمر الرماح
ورد نضير والثنايا إقاح
تجلي سنا الصبح إذا الصبح لاح
فظل طوعي بعد طول الجماح
وبات لا ينکر طيب المزاح
وإن نضا ثوب وقار جناح
لما بت صبا مستهاما متيما
لما کنت من بعد الثمانين مغرما
بفرط التجافي والصدود جهنما
أما آن يوما أن ترق وترحما
وعدت لقتلي بالبعاد متمما
وحللت من مر الجفاء محرما
أسلت بها دمعي علي وجنتي دما
إذا زار عن سخط بلادک مسلما
يميس فينسيک القضيب المنعما
وبدر الدجي والبرق وجها ومبسما
وحاجبه في قتلتي قد تحکما
وعامل قد بان أعدي وأظلما
فنمت دموعي حين لاح منمنما
إن ثناني تجلد واصطبار؟
ليس لي عن هوي الملاح قرار
ت أسير الغرام ليس يجار
اللواحي وقلت الانصار
شدت عري الدين في حل ومرتحل
في أوطاس واسئل به في وقعة الجمل
عمرو وصفين سل إن کنت لم تسل
مشيدة قد سمت قدرا علي زحل
أقام للطالب الجدوي علي السبل
يفوق نائلها صوب الحيا الهطل؟
أبدت لتفرس عن أنيابها العضل؟
کالسيف عري متناه من الخلل؟
نفس الشجاع به من شدة الوهل[4] .
ومنهل الموت لا يغني علي النهل
فصار کالجبل الموفي علي الجبل
والجرد السلاهب والعسالة الذبل[6] .
تبخل وما کنت في حال أخا بخل
لنصره غير هياب ولا وکل[7] .
صم الصفا لهوي من شامخ القلل
وأفضل الناس في قول وفي عمل!
ترجي السلامة عند الحادث الجلل
وطال ما سترتها وحشة العطل
يا من! له کل خلق الله کالخول[8] .
يا من! مناقبه تسري سري المثل
فإن عجزت فإن العجز من قبلي
إن کنت ذا قدرة أو مد في أجلي
ينقلها عن صادق صادق
وکل عن إدراکه اللاحق
کما جري في الحلبة السابق
وهو علي حالاته فايق
وسيبه هامي الحيا دافق
وفضله معترف ناطق
وطود مجد صاعد شاهق
سام علي أوج السها سامق[9] .
وبشره في صوبه بارق
وصوب غيث إن عرا طارق
لناظريه ال د مر الشارق
البذل ومن أخلاقه سائق
وهو لهم أجمعهم رايق
أبدع في إيجادها الخالق
فهي له وهو لها عاشق
إليه فهو الفاتق الراتق
يشوقه وهو له شايق
إن شاب بالحب لکم ماذق[10] .
أنضي[11] المطايا وبکم واثق
نجا مطيع وهوي مارق
فما علي العاذل واللائم؟
في عصره خير بني آدم؟
أو کعلي وإلي القائم؟
لو سلم الحکم إلي الحاکم
والکف عن عادية الظالم
أفديه من مستبشر باسم
وغيث جود کالحيا الساجم
بلاغة الناثر والناظم
وفي الوغي أمضي من الصارم
ويحمل الغرم عن الغارم
من قائم مجتهد صائم
وشرفوا في الزمن القادم
أشرف خلق الله في العالم
مصدق في النقل عن عالم
کما تساوت حلقة الخاتم
إلي علي وإلي فاطم؟
خير بني الطهر أبي القاسم؟
لما أتي من قبله خاتم
باق علي حبکم اللازم
إذا استبانت حسرة النادم
ما ظل شانيکم بلا عاصم
خيرة الله أولا وأخيرا
بمزاياکم المحل الخطيرا
جليا في فضلکم مسطورا
تعالي أخلاقکم تطهيرا
لمن أسمع التقريرا
دون غاياتکم کليلا حسيرا
فتري للعصاة فيها صريرا
ووجوها تحکي الصباح المنيرا
خلفت فيهم السحاب المطيرا
وتراهم عند العفاة بحورا
والعدو الشقي يصلي سعيرا
يتيما وبائسا وأسيرا
محبطا أجر برهم أو شکورا
هم الله علي البر نضرة وسرورا
من جزي الخير جنة وحريرا
شرفوا منبرا وزانوا سريرا
واستخفوا يلملما وثبيرا
وفي الليل يخجلون البدورا
لکم الله ذا الجلال الکبيرا
يؤلي لطفا وطرفا قريرا
ض وأحببتکم وکنت صغيرا
ولي مثلي فجئت شهيرا
افق لما بدا وکنت بصيرا
ومازال لي وليا نصيرا
فلي أن أکون عبدا شکورا
عاد حالي بهن غضا نضيرا
عدت فيها مؤيدا منصورا
ما حباني به لکنت جديرا
وله الشکر أولا وأخيرا
صفحه 446، 447، 448، 449، 450، 451، 452، 453، 454، 455، 456، 457.