رجال طي الأرض من العامة











رجال طي الأرض من العامة



وإن تعجب فعجب أن فئتا ممن ران علي قلوبهم ما کانوا يعملون تحاول دحض هذه المکرمة في مولانا أميرالمؤمنين وهم يخضعون لمثلها في غيره ممن هو دونه من دون أي غمز ونکير

1- روي الحافظ إبن عساکر في تاريخه 4 ص 33 عن السري بن يحيي قال: کان حبيب بن محمد العجمي البصري يري يوم التروية بالبصرة ويوم عرفة بعرفات.

2- قال الحافظ إبن کثير في تاريخه 13 ص 94: ذکروا ان الشيخ عبدالله اليونيني المتوفي 617 يحج في بعض السنين في الهواء، وقد وقع هذا لطائفة کبيرة من الزهاد وصالحي العباد ولم يبلغنا هذا عن أحد من أکابر العلماء وأول من يذکر عنه هذا: حبيب العجمي، وکان من أصحاب الحسن البصري ثم من بعده من الصالحين.

3- کان أحمد بن محمد أبوبکر الغساني الصيداوي المتوفي 371 ينام بعد ما صلي العصر إلي ما قبل صلاة المغرب، فجاءه رجل ذات يوم يزوره بعد العصر فغفل فتحدث معه وترک عادة النوم فلما انصرف سأله الخادم عنه فقال: هذا عريف الابدال يزورني في السنة مرة. قال: فلم أزل أرصده إلي مثل ذلک الوقت حتي جاء الرجل فوقفت حتي فرغ من حديثه ثم سأله الشيخ أين تريد؟ فقال: أزور أبا محمد الضرير في مغار، قال الخادم: فسألته أن يأخذني معه فقال: بسم الله، فمضيت معه فخرجنا حتي صرنا عند قناطر الماء فأذن المؤذن المغرب قال: ثم أخذ بيدي وقال: قل: بسم الله، قال:

[صفحه 18]

فمشينا دون العشر خطأ فإذا نحن عند المغارة وهي مسير إلي ما بعد الظهر قال:فسلمنا علي الشيخ وصلينا عنده وتحدثنا عنده فلما ذهب ثلث الليل قال لي: تحب أن تجلس ههنا أوترجع إلي بيتک؟ فقلت: أرجع فأخذ بيدي وسمي ببسم الله ومشينا نحو العشر خطأ فإذا نحن علي باب صيدا فتکلم بشئ فانفتح الباب ودخلت ثم عاد الباب.

(تاريخ إبن عساکر 1 ص 443)

4- کان ببغداد رجل من التجار قال: إني صليت يوما الجمعة وخرجت فرأيت بشر الحافي يخرج من المسجد مسرعا فقلت في نفسي: انظر إلي هذا الرجل الموصوف بالزهد لا يستقر في المسجد ثم انني اتبعته فرأيته تقدم إلي الخباز واشتري بدرهم خبزا فقلت: انظر إلي الرجل يشتري خبزا، ثم اشتري شواء بدرهم فازددت عليه غيظا، ثم تقدم إلي الحلوائي فاشتري فالوذجا فقلت: والله لا أترکه حتي يجلس ويأکل ثم إنه خرج إلي الصحراء فقلت: إنه يريد الخضرة، فما زال يمشي إلي العصر وأنا أمشي خلفه، فدخل قرية وفي القرية مسجد وفيه رجل مريض فجلس عند رأسه وجعل يلقمه فقمت لانظر في القرية وبقيت ساعة ثم رجعت فقلت للعليل: اين بشر؟ فقال: ذهب إلي بغداد، فقلت: کم بيني وبين بغداد؟ قال: أربعون فرسخا، فقلت. إنا لله و إنا إليه راجعون، أيش عملت في نفسي؟ وليس معي ما اکتري ولا أقدر علي المشي، فقال لي: اجلس حتي يرجع فجلست إلي الجمعة القابلة فجاء بشر في ذلک الوقت ومعه شئ فأعطاه إلي المريض فأکله فقال له العليل: يا أبا نصر هذا الرجل صحبک من بغداد وبقي عندي منذ الجمعة فرده إلي موضعه، فنظر إلي کالمغضب وقال: لم صحبتني؟ فقلت: أخطأت، فقال: قم فامش فمشيت معه إلي قرب المغرب فلما قربنا قال: أين محلتک من بغداد؟ فقلت: في موضع کذا قال: إذهب ولا تعد. (تاريخ ابن عساکر 3 ص 236)

5- قال الشيخ الجليل أبوالحسن علي: کنت يوما جالسا عند باب خلوة خالي الشيخ أحمد (الرفاعي المتوفي 587) رضي الله عنه وليس فيها غيره وسمعت عنده حسا فنظرت فإذا عنده رجل ما رأيته قبل فتحدثا طويلا ثم خرج الرجل من کوة في حائط الخلوة ومر في الهوي کالبرق الخاطف فدخلت علي خالي وقلت له: من الرجل؟ فقال: أو رأيته؟ قلت: نعم، قال: هو الرجل الذي يحفظ الله به قطر البحر المحيط، وهو أحد

[صفحه 19]

الاربعة الخواص، إلا أنه هجر منذ ثلاث وهو لا يعلم، فقلت له: يا سيدي ما سبب هجره؟ قال: إنه مقيم بجزيرة في البحر المحيط، ومنذ ثلاث ليالي امطرت جزيرته حتي سالت أوديتها، فخطر في نفسه: لو کان هذا المطر في العمران. ثم استغفر الله تعالي، فهجر بسبب اعتراضه، فقلت له: أعلمته؟ قال: لا إني استحييت منه، فقلت له لو أذنت لي لاعلمته، فقال: أو تفعل ذلک؟ قلت: نعم، فقال: رنق فرنقت ثم سمعت صوتا: يا علي ارفع رأسک. فرفعت راسي من رنقي فإذا أنا بجزيرة في البحر المحيط فتحيرت في أمري وقمت أمشي فيها فإذا ذلک الرجل فسلمت عليه وأخبرته، فقال ناشدتک الله إلا فعلت ما أقول لک، قلت: نعم. قال. ضع خرقتي في عنقي واسحبني علي وجهي وناد علي: هذا جزاء من تعرض علي الله سبحانه. قال فوضعت الخرقة في عنقه وهممت بسحبه وإذا هاتف يقول: يا علي دعه فقد ضجت عليه ملائکة السماء باکية عليه وسائلة فيه وقد رضي الله عنه. قال: فاغمي علي ساعة ثم سري عني وإذا أنا بين يدي خالي في خلوته والله ما أدري کيف ذهبت ولا کيف جئت (مرآة الجنان 3 ص 411)

6- حکي الشيخ الصالح غانم بن يعلي التکريتي قال: سافرت مرة من اليمن في البحر المالح فلما توسطنا بحر الهند وغلب علينا الريح أخذتنا الامواج من کل جانب وانکسرت بنا السفينة فنجوت علي لوح منها فألقاني إلي جزيرة فطفت فيها فلم أر فيها أحدا وإذا هي کثيرة الخيرات رأيت فيها مسجدا فدخلته، فإذا فيه أربعة نفر فسلمت عليهم، فردوا علي السلام، وسألوني عن قصتي فأخبرتهم، وجلست عندهم بقية يومي ذلک، فرأيت من توجههم وحسن إقبالهم علي الله تعالي أمرا عظيما، فلما کانت وقت العشاء دخل الشيخ حيوة الحراني، فقاموا يبادرون إلي السلام عليه، فتقدم وصلي بهم العشاء، ثم استرسلوا في الصلاة إلي طلوع الفجر،فسمعت الشيخ حيوة يناجي ويقول: إلهي لا أجد لي في سواک مطمعا (إلي آخر الدعاء) ثم قال: بکي بکاء شديدا، ورأيت الانوار قد حفت بهم، وأضاء ذلک المکان کإضاءة القمر ليلة البدرثم خرج الشيخ حيوة من المسجد وهو يقول:


سير المحب إلي المحبوب إعجال
والقلب فيه من الاحوال بلبال


أطوي المحانة من قفر علي قدم
إليک يدفعني سهل وأجبال

[صفحه 20]

فقال لي اولئک النفر: اتبع الشيخ فتبعته وکانت الارض برها وبحرها و سهلها وجبلها يطوي تحت أقدامنا طيا کنت أسمعه کلما خطا خطوة يقول: يا رب حيوة کن لحيوة. وإذا نحن بحران في أسرع وقت، فوافينا الناس يصلون بها صلاة الصبح.

(مرآة الجنان 3 ص 421)

7- ذکر محمد بن علي الحباک خادم الشيخ جلال الدين السيوطي المتوفي 911:

إن الشيخ قال له يوما وقت القيلولة وهو عند زاوية الشيخ عبدالله الجيوشي بمصر بالقرافة: أتريد أن تصلي العصر بمکة بشرط أن تکتم ذلک علي حتي أموت؟ قال: فقلت نعم. قال: فأخذ بيدي وقال: غمض عينيک فغمضتها فرحل بي نحو سبع وعشرين خطوة ثم قال لي: افتح عينيک فإذا نحن بباب المعلاة فزرنا امنا خديجة، والفضل بن عياض، و سفيان بن عيينة، وغيرهم ودخلت الحرم فطفنا وشربنا من ماء زمزم، وجلسنا خلف المقام حتي صلينا العصر، وطفنا وشربنا من ماء زمزم ثم قال لي: يا فلان ليس العجب من طي الارض لنا وإنما العجب من کون أحد من أهل مصر المجاورين لم يعرفنا ثم قال لي: إن شئت تمضي معي وإن شئت تقيم حتي يأتي الحاج قال: فقلت أذهب مع سيدي فمشينا إلي باب المعلاة وقال لي: غمض عينيک فغمضتها فهرول بي سبع خطوات ثم قال لي: افتح عينک فإذا نحن بالقرب من الجيوشي فنزلنا إلي سيدي عمر بن الفارض.

(شذرات الذهب 8 ص 50)

8- ذکر السخاوي في طبقاته: ان الشيخ معالي سأل الشيخ سلطان بن محمود البعلبکي المتوفي 641 فقال: يا سيدي کم مرة رحت إلي مکة في ليلة؟ قال: ثلاث عشرة مرة، قلت: قال الشيخ عبدالله اليونيني: لو أراد أن لا يصلي فريضة إلا في مکة لفعل.

(شذرات الذهب 5 ص 211)

9- الحافظ إبن الجوزي في «صفة الصفوة» 4 ص 228 عن سهل بن عبدالله قال: لقد رأيت رجلا يقال له: مالک بن القاسم جبلي وقد جاء ويده غمرة فقلت له: إنک قريب عهد بالاکل؟ فقال لي استغفر الله فإنني منذ اسبوع لم آکل، ولکن: أطعمت والدتي وأسرعت لالحق صلاة الفجر وبينه وبين الموضع الذي جاء منه سبعمائة فرسخ فهل أنت مؤمن بذلک؟ فقلت: نعم فقال: ألحمد لله الذي أراني مؤمنا موقنا.

[صفحه 21]

10- روي إبن الجوزي في «صفة الصفوة» 4 ص 293 عن موسي بن هارون قال: رأيت الحسن بن الخليل مرة بعرفات وکلمته، ثم رأيته يطوف بالبيت فقلت: ادع الله لي أن يقبل حجي فبکا ودعا لي ثم أتيت مصر فقلت: إن الحسن کان معنا بمکة فقالوا: ما حج العام وقد کان يبلغني انه يمر إلي مکة في کل ليلة فما کنت اصدق حتي رأيته فعاتبني وقال: شهرتني ما کنت احب أن تحدث بها عني، فلا تعد بحقي عليک.


صفحه 18، 19، 20، 21.