ترجمة کمال الدين الشافعي
سمع الحديث بنيسابور عن أبي الحسن المؤيد بن علي الطوسي، وزينب الشعرية[1] . [صفحه 414] وحدث بحلب ودمشق وبلاد کثيرة. وروي عنه الحافظ الدمياطي[2] ومجد الدين ابن العديم[3] وفقيه الحرمين الکنجي[4] في «کفاية الطالب» قال في الکتاب ص 108: فمن ذلک ما أخبرنا شيخنا حجة الاسلام شافعي الزمان أبوسالم محمد بن طلحة القاضي بمدينة حلب. أقام بدمشق في المدرسة الامينية وترسل عن الملوک وساد وتقدم، وفي سنة 648 کتب الملک الناصر- المتوفي 655- صاحب دمشق تقليده بالوزارة فاعتذر وتنصل فلم يقبل منه، فتولاها بدمشق يومين کما في طبقات السبکي 26:5، وترکها وانسل خفية وترک الاموال والموجود وخرج عما يملک من ملبوس ومملوک وغيره، ولبس ثوبا قطنيا وذهب فلم يعرف موضعه، وقد نسب إلي الاشتغال بعلم الحروف والاوفاق وانه يستخرج أشياء من المغيبات. وقيل: إنه رجع ويؤيد ذلک قوله في المنجم: إذا حکم المنجم في القضايا فليس بعالم ما الله قاض وقال فيه: ولا ترکنن إلي مقال منجم واعلم بانک إن جعلت لکوکب وتولي في ابتداء أمره القضاء بنصيبين، ثم قضاء مدينة حلب، ثم ولي خطابة دمشق، ثم لما زهد حج فلما رجع أقام بدمشق قليلا، ثم سار إلي حلب فتوفي بها.
أبوسالم کمال الدين محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن القرشي العدوي النصيبيني الشافعي المفتي الرحال، أحد الصدور والرؤساء المعظمين، کان إماما في الفقه الشافعي، بارعا في الحديث والاصول والخلاف، مقدما في القضاء والخطابة، متضلعا في الادب والکتابة، موصوفا بالزهد.
بحکم حازم فاردد عليه
فقلدني ولا ترکن إليه
وکل الامور إلي الآله وسلم
تدبير حادثة، فلست بمسلم
صفحه 414.