ترجمة أبي الحسن المنصور بالله
أحد أئمة الزيدية في ديار اليمن، قرن بين شرف النسب والمجد المکتسب، [صفحه 398] وضم إلي شرفه الوضاح علما جما، وإلي نسبه العلوي الشريف فضا ئل کثيرة، جمع بين السيف والقلم فرف عليه العلم والعلم، وشفع علمه الرائق بأدبه الفائق. فأصبح إمام اليمن في المذهب، وفي الجبهة والسنام من فقهائها، کما أنه عد من أفذاذ مؤلفيها وأشعر الدعاة من أئمتها، بل أشعر أئمة الزيدية علي الاطلاق کما قاله صاحبا الحدائق والنسمة. کان آية في الحفظ، حکي جمال الدين عمران بن الحسن عن بعض المعروفين بقوة الحافظة: إني أحفظ مائة ألف بيت شعر وفلان- ذکر رجلا من أهل الادب- يحفظ ايضا مثلي ونحن لا نعد حفظنا إلي جنب حفظ الامام المنصور بالله شيئا وقال عماد الدين ذو الشرفين، رأيت مع الامام مجلدا في الشعر فقال: قرأته و حفظته فخذه وسلني عن أي قصيدة منه شئت فجعلت أسأله من أوله ووسطه وآخره و أنا أذکر له بيتا من القصيدة فيأتي بتمامها. قرأ في الاصولين علي حسام الدين أبي محمد الحسن بن محمد الرصاص، وألف کتبا ممتعة في شتي المواضيع من الفقه واصوله والکلام والحديث والمذهب والادب منها: صفوة الاختيار في اصول الفقه. حديقة الحکم النبوية شرح الاربعين السلفية ألشافي في اصول الدين أربعة أجزاء. الرسالة الهادية بالادلة البادية في السبي ألاجوبة الکافية بالادلة الوافية. ألدرة اليمنية في أحکام السبي والغنيمة ألاختيار المنصورية في المسائل الفقهية. ألايضاح لعجمة الافصاح أکثره يتعلق بالسير کتاب الفتاوي مرتب علي کتب الفقه. ألرسالة القاهرة بالادلة الباهرة في الفقه ألرسالة الحاکمة بالادلة العالمة. ألناصحة المشيرة بترک الاعتراض علي السيرة ألعقيدة النبوية في الاصول الدينية. ألرسالة الفارقة بين الزيدية والمارقة ألرسالة النافعة بالادلة القاطعة. ألرسالة الکافية إلي أهل العقول الوافية ألرسالة الناصحة بالادلة الواضحة[1] ألجوهرة الشفافة في جواب الرسالة الطوافة[2] . ألاجوبة الرافعة للاشکال. ألزبدة في اصول الدين. ألعقد الثمين في الامامة [صفحه 399] ألقاطعة للاوراد في الجهاد. کتاب تحفة الاخوان. ألرسالة التهامية. ديوانه کان المترجم يجاهد ويجادل دون دعايته في الامامة، وله في ذلک مواقف و مجاهدات، وکانت بدء دعوته سنة 593 في شهر ذيقعدة، وبايعه الناس في ربيع الاول سنة 594، وأرسل دعاته إلي خوارزم شاه المتوفي 622 وتلقاهم السلطان بالقبول والاکرام، واشغل ردحا من الزمن منصة الزعامة في الديار اليمنية إلي أن توفي سنة 614 وکانت ولادته سنة 561، ومن مختار ما رثي به قصيدة ولده الناصر لدين الله أبي القاسم محمد بن عبدالله وهي واحد وأربعون بيتا مطلعها: بفي الشامتين الترب إن يک نالني علي حين أعيي المقربات فراقه فإن يک نسوان بکين؟ فقد بکت وإن تشمت الاعداء يوما؟ فإنني توجد في- الحدائق الوردية- للمترجم ترجمة ضافية في ستين صحيفة تحتوي جملة من کتاباته وخطاباته في دعاياته وجهاداته، وشيئا کثيرا من مناقبه وکراماته و مقاماته، وشطرا وافرا من شعره في مواضيع متنوعة، ومنه قوله کتبه إلي زوجته المسماة- متعة- يعزيها عن أخيها: ألحمد لله الذي لم يزل وکل من کان بها راضيا وکل من کان لها ساخطا کم قائل قد قال: يا ليتها يا بنت فضل أين فضل وهل کم من ملوک طال ما عمروا أين النبي المصطفي أحمد فسلمي الامر لمن أمره ومن إذا عاصاه ذو نخوة لا يغلب الله علي أمره النا [صفحه 400] ومن قصيدة کبيرة له في الحماسة يذکر أجداده بأسمائهم ويفتخر بهم: کم بين قولي عن أبي عن جده وفتي يقول: احکي لنا أشياخنا ما أحسن النظر البليغ لمنصف خذ ما دني ودع البعيد لشأنه ذکر صاحب الحدائق له من الاولاد الذکور: محمد الناصر لدين الله. أحمد المتوکل علي الله. علي. حمزة درج صغيرا. إبراهيم. سليمان. الحسن. موسي. يحيي. ادريس درج صغيرا ألقاسم. فضل درج. جعفر لا عقب له. عيسي لا عقب له. داود. حسين درج. ومن البنات: زينب. سيدة. فاطمة. حمانة. رملة. نفيسة. مريم. مهدية. آمنة. عاتکة وللمترجم ترجمة في (نسمة السحر فيمن تشيع وشعر) ج 2. [صفحه 401]
ألامام المنصور بالله عبدالله بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة بن هاشم ابن الحسن بن عبدالرحمن بن يحيي بن أبي محمد عبدالله بن الحسين بن ترجمان الدين ألقاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم طباطبا بن الحسن بن الحسن بن الامام علي ابن أبي طالب.
مصاب أبي أوهد من عظمه أزري
وشنت له أنياب ذي لبد حسر
عليه الثريا في کواکبها الزهر
علي حدثان الدهر کالکوکب الدري
أحکامه في خلقه ماضيه
فإنه في عيشة راضيه
فامه في سقر هاويه
عند الرزايا کانت القاضيه
باق علي الايام أو باقيه
فهل لهم في الارض من باقيه
وصنوه حيدر والزاکيه
ينطح غلب العصب العاليه
صب عليه الاخذة الرابيه
فذ من راق ولا راقيه إلخ
وأبوأبي فهو النبي الهادي
ما ذلک الاسناد من إسنادي
في مقتضي الاصدار والايراد
يغنيک دانيه عن الابعاد
صفحه 398، 399، 400، 401.