الدور المصيري في فتح خيبر











الدور المصيري في فتح خيبر



تحظي وقعة خيبر بشأن خاصّ بين وقائع النبيّ صلي الله عليه و آله؛ ففيها هزم صلي الله عليه و آله يهود خيبر، وقوّض مرکز التآمر علي دينه وحکومته الجديدة. فکانت حصون اليهود في منطقة خصبة شمال غربيّ المدينة تبعد عنها حوالي (200) کيلومتر، تدعي خيبر.[1] .

وکان اليهود القاطنون في هذه الحصون يضمرون حقداً للنبيّ صلي الله عليه و آله والمؤمنين والدولة الإسلاميّة منذ الأيّام الاُولي لاتّساع الرسالة، ولم يدّخروا وسعاً للکيد بهم، بل إنّ حرب الأحزاب شُنَّت علي الإسلام بدعمهم العسکري والمالي. وبهذا يتّضح أنّهم کانوا أعداءً لُدّاً ومتآمرين يتحرّقون حنقاً علي الرسالة ونبيّها الکريم صلي الله عليه و آله.[2] .

[صفحه 226]

وحين اطمأنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله من قريش بعد صلح الحديبيّة، توجّه نحو خيبر؛ لفتح حصونها، والقضاء علي وکر التآمر.[3] .

ووجود عشرة آلاف مقاتل، وحصون حصينة منيعة لا تُقهر، وقدرات ومعدّات کثيرة داخلها، وأضغان راسخة في قلوب اليهود المتواجدين داخل الحصن شدّت من عزائمهم لمحاربة النبيّ صلي الله عليه و آله شکّل دلالة علي الأهمّيّة الخاصّة لوقعة خيبر.

وکان للإمام أميرالمؤمنين عليه السلام فيها مظهر عجيب، وله في فتحها العظيم دور لا يضاهي ولا يباري يتمثّل فيما يلي:

1- کانت راية الإسلام في هذه المعرکة بيد الإمام علي عليه السلام المقتدرة کما في غيرها من الحروب والغزوات.[4] .

2- لمّا فتحت کلّ الحصون، واستعصي حصن «الوطيح» و«السلالم»- إذ کانا من أحکم الحصون، وزحف المسلمون نحوهما مرّتين: الاُولي بقيادة أبي بکر، والاُخري بقيادة عمر، لکنّهما أخفقا في فتحهما- انتدب النبيّ صلي الله عليه و آله عليّاً عليه السلام، وکان مريضاً لا يقدر علي القتال فدعا النبيّ صلي الله عليه و آله، فشفي، وفتح اللَّه علي يديه، وتمکّن الجيش الإسلامي العظيم من فتح ذينک الحصنين اللذين کان فتحهما لا يصدّق ولا يخطر ببال أحد.[5] .

[صفحه 227]

3- جندل الإمامُ عليه السلام الحارثَ- المقاتل اليهوديّ المغرور، الذي کانت الأبدان ترتجف من صيحاته عند القتال- بضربة قاصمة، کما قدّ مرحب- الذي لم يجرأ أحد علي مواجهته- نصفين.[6] .

4- لمّا أخفق المسلمون في فتح الحصنين المذکورين وأوشک الرعب أن يسيطر علي القلوب، قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عبارته العظيمة الرائعة المشهورة: «لاُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّهَ ورسولَه ويحبّه اللَّهُ ورسولُه»،[7] والاُخري: «کرّاراً غير فرّار»،[8] يريد بذلک عليّاً صلوات اللَّه عليه، فأحيا الأمل في النفوس بالنصر.

5- قلع الإمام عليه السلام باب قلعة قموص وحده، وکان لا يحرّکه إلّا أربعون رجلاً![9] .

[صفحه 228]

196- رسول اللَّه صلي الله عليه و آله- في يوم فتح خيبر: لاُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله، کرّاراً غير فرّار، لا يرجع حتي يفتح اللَّه علي يديه.[10] .

197- الإمام عليّ عليه السلام- في فتح خيبر: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بعث أبا بکر، فسار بالناس، فانهزم حتي رجع إليه. وبعث عمر، فانهزم بالناس حتي انتهي إليه. فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: لاُعطينّ الراية رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله، يفتح اللَّه له، ليس بفرّار. فأرسل إليّ فدعاني، فأتيته وأنا أرمد لا أبصر شيئاً، فتفل في عيني وقال: اللهمّ اکفِه الحرّ والبرد. قال: فما آذاني بعدُ حرٌّ ولا برد.[11] .

198- مجمع الزوائد عن ابن عبّاس: بعث رسول اللَّه صلي الله عليه و آله إلي خيبر- أحسبه قال:

[صفحه 229]

أبا بکر- فرجع منهزماً ومَن معه، فلمّا کان من الغد بعث عمر، فرجع منهزماً يجبّن أصحابه ويجبّنه أصحابه. فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: لاُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله، لا يرجع حتي يفتح اللَّه عليه.

فثار الناس، فقال: أين عليّ؟ فإذا هو يشتکي عينيه، فتفل في عينيه، ثمّ دفع إليه الراية، فهزّها، ففتح اللَّه عليه.[12] .

199- مسند ابن حنبل عن أبي سعيد الخدريّ: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أخذ الراية فهزّها، ثمّ قال: مَن يأخذها بحقّها؟ فجاء فلان فقال: أنا، قال: أمِط. ثمّ جاء رجل فقال: أمِط، ثمّ قال النبيّ صلي الله عليه و آله: والذي کرّم وجه محمّد لاُعطينّها رجلاً لا يفرّ، هاک يا عليّ. فانطلق حتي فتح اللَّه عليه خيبر وفدک، وجاء بعَجوتهما[13] وقَديدهما.[14] .

200- الطبقات الکبري: سريّة عليّ بن أبي طالب إلي بني سعد بن بکر بفَدَک[15] .

[صفحه 230]

في شعبان سنة ستّ من مُهاجَر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.

قالوا: بلغ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أنّ لهم جَمعاً يريدون أن يُمِدّوا يهود خيبر، فبعث إليهم عليّ بن أبي طالب في مائة رجل، فسار الليل وکمن النهار حتي انتهي إلي الهَمَج؛ وهو ماء بين خيبر وفدک، وبين فدک والمدينة ستّ ليالٍ، فوجدوا به رجلاً، فسألوه عن القوم فقال: اُخبرکم علي أنّکم تؤمنوني، فآمنوه فدلّهم، فأغاروا عليهم، فأخذوا خمسمائة بعير وألفَي شاة، وهربت بنو سعد بالظُّعُن[16] ورأسهم وَبَر بن عُليم.

فعزل عليّ صفيّ النبيّ صلي الله عليه و آله، لَقوحاً[17] تدعي الحفذة، ثمّ عزل الخُمس، وقسّم سائر الغنائم علي أصحابه، وقدم المدينة ولم يلقَ کيداً.[18] .

201- المغازي عن يعقوب بن عتبة: بعث رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عليّاً عليه السلام في مائة رجل إلي حيّ سعد بفدک، وبلغ رسولَ اللَّه صلي الله عليه و آله أنّ لهم جَمعاً يريدون أن يُمدّوا يهودَ خيبر، فسار الليل وکمن النهار حتي انتهي إلي الهَمَج، فأصاب عيناً فقال: ما أنت؟ هل لک علم بما وراءک من جَمع بني سعد؟ قال: لا علم لي به.

فشدّوا عليه فأقرّ أنّه عين لهم بعثوه إلي خيبر يعرض علي يهود خيبر نصرهم علي أن يجعلوا لهم من تمرهم کما جعلوا لغيرهم ويقدمون عليهم، فقالوا له: فأين القوم؟ قال: ترکتهم وقد تجمّع منهم مائتا رجل، ورأسهم وَبَر بن عُليم. قالوا: فسِر بنا حتي تدلّنا. قال: علي أن تؤمِّنوني. قالوا: إن دللتنا عليهم وعلي

[صفحه 231]

سَرْحهم[19] أمَّنّاک، وإلّا فلا أمان لک. قال: فذاک.

فخرج بهم دليلاً لهم حتي ساءَ ظنُّهم به، وأوفي بهم علي فَدافِد وآکام،[20] ثمّ أفضي بهم إلي سهولةٍ فإذا نَعَمٌ کثيرٌ وشاءٌ، فقال: هذا نَعَمهم وشاؤهم. فأَغاروا عليه فضمّوا النَّعَمَ والشاءَ. قال: أرسلوني. قالوا: لا، حتي نأمن الطلب.

ونَذَر بهم الراعي رِعاءَ[21] الغنم والشاء، فهربوا إلي جَمعهم فحذَّروهم، فتفرّقوا وهربوا، فقال الدليل: عَلامَ تحبسني؟ قد تفرّقت الأعراب وأنذرهم الرِّعاء. قال عليٌّ عليه السلام: لم نبلغ معسکرهم. فانتهي بهم إليه فلم يَرَ أحداً، فأرسلوه وساقوا النَّعَم والشاء؛ النَّعَم خمسمائة بعير، وألفا شاة.[22] .

202- المستدرک علي الصحيحين عن جابر بن عبداللَّه: لمّا کان يوم خيبر بعث رسول اللَّه صلي الله عليه و آله رجلاً فجبن، فجاء محمّد بن مسلمة فقال: يا رسول اللَّه، لم أرَ کاليوم قطّ!...

ثمّ قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: لأبعثنّ غداً رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّانِه لا يولّي الدُّبُر، يفتح اللَّه علي يديه، فتشرّف لها الناس وعليّ رضي الله عنه يومئذٍ أرمد، فقال له رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: سِر. فقال: يا رسول اللَّه، ما اُبصر موضعاً. فتفل في عينيه، وعقد له، ودفع إليه الراية.[23] .

[صفحه 232]

203- السيرة النبويّة لابن هشام: عن سفيان بن فروة الأسلمي عن سلمة بن عمرو بن الأکوع: بعث رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أبا بکر الصديق برايته- وکانت بيضاء، فيما قال ابن هشام- إلي بعض حصون خَيْبر، فقاتل، فرجع ولم يکُ فَتْحٌ، وقد جهد؛ ثمّ بعث الغدَ عمر بن الخطّاب، فقاتل، ثمّ رجع ولم يکُ فتح، وقد جهد؛ فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: لاُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله، يفتح اللَّه علي يديه، ليس بفَرّار.

قال: يقول سلمة: فدعا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عليّاً رضوان اللَّه عليه، وهو أرمد، فتفل في عينه، ثمّ قال: خذ هذه الراية، فامضِ بها حتي يفتَح اللَّه عليک.

قال: يقول سلمة: فخرج واللَّه بها يأنِح،[24] يُهروِل هَرولة، وإنّا لخلفه نتبع أثره، حتي رکَز رايته في رَضْم[25] من حجارة تحت الحِصْن، فاطّلع إليه يهوديّ من رأس الحِصْن، فقال: من أنت؟ قال: أنا عليّ بن أبي طالب. قال: يقول اليهودي: عَلَوتم، وما اُنزل علي موسي، أو کما قال. قال: فما رجع حتي فتح اللَّه علي يَدَيه.[26] .

204- الکامل في التاريخ عن بريدة الأسلمي: کان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ربّما أخذته الشقيقة[27] فيلبث اليوم اليومين لا يخرج، فلمّا نزل خيبر أخذته فلم يخرج إلي

[صفحه 233]

الناس، فأخذ أبوبکر الراية من رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، ثمّ نهض فقاتل قتالاً شديداً، ثمّ رجع فأخذها عمر فقاتل قتالاً شديداً هو أشدّ من القتال الأوّل، ثمّ رجع فأخبر بذلک رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.

فقال: أما واللَّه لاُعطينّها غداً رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله ويحبّه اللَّه ورسوله، يأخذها عَنْوَة.[28] وليس ثَمَّ عليٌّ؛ کان قد تخلّف بالمدينة لرمد لحقه، فلمّا قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله مقالته هذه تطاولت لها قريش، فأصبح فجاء عليّ علي بعير له حتي أناخ قريباً من خباء رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وهو أرمد قد عصب عينيه.

فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: ما لک؟ قال: رمدتُ بعدک، فقال له: ادن منّي. فدنا منه، فتفل في عينيه، فما شکا وجعاً حتي مضي لسبيله. ثمّ أعطاه الراية، فنهض بها وعليه حلّة حمراء، فأتي خيبر، فأشرف عليه رجل من يهود فقال: مَن أنت؟ قال: أنا عليّ بن أبي طالب، فقال اليهوديّ: غُلبتم يا معشر يهود!!

وخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مِغْفَر[29] يمانيّ قد نقبه مثل البيضة علي رأسه وهو يقول:


قد علمت خيبر أنّي مرحبُ
شاکي السلاح بطل مجرَّبُ


فقال عليّ:


أنا الذي سمّتني اُمّي حيدره
أکيلکم بالسيف کَيل السَّنْدَره[30] .


ليثٌ بغابات شديد قسوره

[صفحه 234]

فاختلفا ضربتين، فبدره عليّ فضربه فقدّ الحَجَفة[31] والمِغْفَر ورأسه حتي وقع في الأرض. وأخذ المدينة.[32] .

205- صحيح البخاري عن سهل بن سعد: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قال يوم خيبر: لاُعطينّ هذه الراية غداً رجلاً يفتح اللَّه علي يديه، يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله.

قال: فبات الناس يدوکون[33] ليلتهم أيّهم يُعطاها، فلمّا أصبح الناس غدوا علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله کلّهم يرجو أن يُعطاها، فقال: أين عليّ بن أبي طالب؟ فقيل: هو يا رسول اللَّه يشتکي عينيه، قال: فأرسِلوا إليه، فاُتي به، فبصق رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في عينيه ودعا له، فبرأ حتي کأن لم يکن به وجع، فأعطاه الراية، فقال عليّ: يا رسول اللَّه، اُقاتلهم حتي يکونوا مثلنا؟ فقال: انفذ علي رسلک حتي تنزل بساحتهم، ثمّ ادعهم إلي الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ اللَّه فيه، فواللَّه لأن يهدي اللَّه بک رجلاً واحداً خيرٌ لک من أن يکون لک حُمْرُ النَّعم.[34] .

206- صحيح مسلم عن أبي هريرة: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قال يوم خيبر: لاُعطينّ

[صفحه 235]

هذه الراية رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله، يفتح اللَّه علي يديه. قال عمر بن الخطّاب: ما أحببت الإمارة إلّا يومئذٍ. قال: فتساورت لها[35] رجاء أن اُدعي لها. قال: فدعا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عليّ بن أبي طالب فأعطاه إيّاها، وقال: امشِ ولا تلتفت حتي يفتح اللَّه عليک. قال: فسار عليٌّ شيئاً ثمّ وقف ولم يلتفت، فصرخ: يا رسول اللَّه! علي ماذا اُقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتي يشهدوا أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّ محمّداً رسول اللَّه، فإذا فعلوا ذلک فقد منعوا منک دماءهم وأموالهم إلّا بحقّها، وحسابهم علي اللَّه.[36] .

207- صحيح البخاري عن سلمة: کان عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه تخلّف عن النبيّ صلي الله عليه و آله في خيبر، وکان رمداً، فقال: أنا أتخلّف عن النبيّ صلي الله عليه و آله؟! فلحق به، فلمّا بتنا الليلة التي فتحت قال:

لاُعطينّ الراية غداً- أو: ليأخذنّ الراية غداً- رجل يحبّه اللَّه ورسوله، يفتح اللَّه عليه. فنحن نرجوها، فقيل: هذا عليّ، فأعطاه، ففُتح عليه.[37] .

208- صحيح مسلم عن سلمة: أرسلني [النبيّ صلي الله عليه و آله] إلي عليّ وهو أرمد فقال: لاُعطينّ الراية رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله، أو يحبّه اللَّه ورسوله.[38] قال: فأتيت عليّاً

[صفحه 236]

فجئت به أقوده وهو أرمد. حتي أتيت به رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فبسق[39] في عينيه فبرأ، وأعطاه الراية. وخرج مرحب فقال:


قد علمت خيبر أنّي مرحبُ
شاکي السلاح بطلٌ مُجرّبُ


إذا الحروب أقبلت تلهّبُ

فقال عليّ:


أنا الذي سمّتني اُمّي حيدره
کليث غابات کريه المنظره


اُوفيهم بالصاع کيل السَّنْدَره

قال: فضرب رأس مرحب فقتله. ثمّ کان الفتح علي يديه.[40] .

209- الاستيعاب: روي سعد بن أبي وقّاص وسهل بن سعد وأبوهريرة وبريدة الأسلمي وأبوسعيد الخدري وعبداللَّه بن عمر وعمران بن الحصين وسلمة بن الأکوع، کلّهم بمعني واحد، عن النبيّ صلي الله عليه و آله أنّه قال يوم خيبر:

لاُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله، ليس بفرّار، يفتح اللَّه علي يديه، ثمّ دعا بعليّ وهو أرمد، فتفل في عينيه وأعطاه الراية، ففتح اللَّه عليه. وهذه کلّها آثار ثابتة.[41] .

210- الإرشاد عن عبدالملک بن هشام ومحمّد بن إسحاق وغيرهم من أصحاب

[صفحه 237]

الآثار: حاصر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله خيبر بضعاً وعشرين ليلة، وکانت الراية يومئذٍ لأمير المؤمنين عليه السلام، فلحقه رمد أعجزه عن الحرب، وکان المسلمون يناوشون اليهود من بين أيدي حصونهم وجنباتها. فلمّا کان ذات يوم فتحوا الباب وقد کانوا خندقوا علي أنفسهم، وخرج مرحب برجله يتعرّض للحرب.

فدعا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أبا بکر فقال له: خذ الراية، فأخذها- في جمع من المهاجرين- فاجتهد ولم يغن شيئاً، فعاد يؤنّب القوم الذين اتّبعوه ويؤنّبونه!

فلمّا کان من الغد تعرّض لها عمر، فسار بها غير بعيد، ثمّ رجع يجبّن أصحابه ويجبّنونه!

فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: ليست هذه الراية لمن حملها، جيؤوني بعليّ بن أبي طالب. فقيل له: إنّه أرمد. قال: أرونيه تُروني رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله، يأخذها بحقّها ليس بفرّار.

فجاؤوا بعليّ بن أبي طالب عليه السلام يقودونه إليه، فقال له النبيّ صلي الله عليه و آله: ما تشتکي يا عليّ؟ قال: رمدٌ ما اُبصر معه، وصُداع برأسي. فقال له: اجلس وضَعْ رأسک علي فخِذي. ففعل عليّ عليه السلام ذلک، فدعا له النبيّ صلي الله عليه و آله وتفل في يده فمسحها علي عينيه ورأسه، فانفتحت عيناه وسکن ما کان يجده من الصداع. وقال في دعائه له: اللهمّ قِهِ الحرّ والبرد. وأعطاه الراية- وکانت راية بيضاء- وقال له: خذ الراية وامضِ بها، فجبرئيل معک، والنصر أمامک، والرعب مبثوث في صدور القوم، واعلم- يا عليّ- أنّهم يجدون في کتابهم: إنّ الذي يُدمّر عليهم اسمه آلِيا، فإذا لقيتهم فقل: أنا عليّ، فإنّهم يخذلون إن شاء اللَّه....

وجاء في الحديث: أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام لمّا قال: أنا عليّ بن أبي طالب، قال حبر من أحبار القوم: غُلبتم وما اُنزل علي موسي. فدخل قلوبهم من الرعب ما لم

[صفحه 238]

يمکنهم معه الاستيطان به.[42] .

211- المغازي: کان أوّل من خرج إليهم الحارث أخو مرحب في عاديته،[43] فانکشف المسلمون وثبت عليّ عليه السلام، فاضطربا ضربات، فقتله عليّ عليه السلام، ورجع أصحاب الحارث إلي الحصن، فدخلوه وأغلقوا عليهم، فرجع المسلمون إلي موضعهم.[44] .

212- المغازي: برز عامر وکان رجلاً طويلاً جسيماً، فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حين طلع عامر: أترونه خمسة أذرع؟ وهو يدعو إلي البراز، يخطر بسيفه وعليه درعان، يقنّع في الحديد يصيح: من يبارز؟ فأحجم الناس عنه، فبرز إليه عليّ عليه السلام فضربه ضربات، کلّ ذلک لا يصنع شيئاً، حتي ضرب ساقيه فبرک، ثمّ ذفّف عليه فأخذ سلاحه.[45] .

213- الإرشاد: لمّا قتل أميرالمؤمنين عليه السلام مرحباً رجع من کان معه وأغلقوا باب الحصن عليهم دونه، فصار أميرالمؤمنين عليه السلام إليه فعالجه حتي فتحه، وأکثر الناس من جانب الخندق لم يعبروا معه، فأخذ أميرالمؤمنين عليه السلام باب الحصن فجعله علي الخندق جسراً لهم حتي عبروا وظفروا بالحصن ونالوا الغنائم. فلمّا انصرفوا من الحصون أخذه أميرالمؤمنين بيُمناه فدحا به أذرعاً من الأرض، وکان الباب يُغلقه عشرون رجلاً منهم.[46] .

[صفحه 239]

214- المصنّف عن جابر بن عبداللَّه: إنّ عليّاً حمل الباب يوم خيبر حتي صعد المسلمون ففتحوها، وأنّه جُرّب فلم يحمله إلّا أربعون رجلاً.[47] .

215- مسند ابن حنبل عن أبي رافع مولي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله- في معرکة خيبر: خرجنا مع عليّ حين بعثه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله برايته، فلمّا دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم، فضربه رجل من يهود فطرح تُرْسَه من يده، فتناول عليّ باباً کان عند الحصن فترّس به نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتي فتح اللَّه عليه، ثمّ ألقاه من يده حين فرغ، فلقد رأيتني في نفرٍ معي سبعة أنا ثامنهم نَجْهدُ علي أن نقلب ذلک الباب فما نقلبه![48] .

216- الأمالي للصدوق عن عبداللَّه بن عمرو بن العاص: إنّه لمّا دنا من القَمُوص[49] أقبل أعداء اللَّه من اليهود يرمونه بالنبل والحجارة، فحمل عليهم عليّ عليه السلام حتي دنا من الباب، فثني رجله ثمّ نزل مغضباً إلي أصل عتبة الباب فاقتلعه، ثمّ رمي به خلف ظهره أربعين ذراعاً!

[صفحه 240]

قال ابن عمرو: وما عجبنا من فتح اللَّهِ خيبَر علي يدي عليّ عليه السلام، ولکنّا عجبنا من قلعه الباب ورميه خلفه أربعين ذراعاً، ولقد تکلّف حمله أربعون رجلاً فما أطاقوه! فاُخبر النبيّ صلي الله عليه و آله بذلک فقال: والذي نفسي بيده لقد أعانه عليه أربعون ملکاً.[50] .

217- الإرشاد عن أبي عبداللَّه الجدلي: سمعت أميرالمؤمنين عليه السلام يقول: لمّا عالجت باب خيبر جعلته مِجَنّاً[51] لي وقاتلت القوم، فلمّا أخزاهم اللَّه وضعت الباب علي حصنهم طريقاً، ثمّ رميت به في خندقهم، فقال له رجل: لقد حملت منه ثقلاً! فقال: ما کان إلّا مثل جنّتي التي في يدي في غير ذلک المقام.[52] .

218- الإمام عليّ عليه السلام: واللَّه ما قلعت باب خيبر، ودکدکت حصن يهود بقوةٍ جسمانيّة، بل بقوّةٍ إلهيّة.[53] .

219- عنه عليه السلام- في رسالته إلي سهل بن حنيف-: واللَّه ما قلعتُ باب خيبر ورميت بها خلف ظهري أربعين ذراعاً بقوّةٍ جسديّة ولا حرکةٍ غذائيّة، لکنّي اُيّدت بقوّةٍ ملکوتيّة، ونفس بنور ربّها مُضيّة.[54] .

[صفحه 241]

220- مشارق أنوار اليقين: في ذلک اليوم لمّا سأله عمر فقال: يا أبا الحسن، لقد اقتلعت منيعاً ولک ثلاثة أيّام خميصاً،[55] فهل قلعتها بقوّةٍ بشريّة؟ فقال: ما قلعتها بقوّةٍ بشريّة، ولکن قلعتها بقوّةٍ إلهيّة، ونفسٍ بلقاء ربّها مطمئنّة رضيّة.[56] .

221- تفسير الفخر الرازي: إنّ کلّ من کان أکثر علماً بأحوال عالم الغيب کان أقوي قلباً وأقلّ ضعفاً، ولهذا قال عليّ بن أبي طالب کرّم اللَّه وجهه: واللَّه ما قلعت باب خيبر بقوّةٍ جسدانيّة، ولکنّ بقوّة ربّانيّة. ذلک لأنّ عليّاً کرّم اللَّه وجهه في ذلک الوقت انقطع نظره عن عالم الأجساد، وأشرقت الملائکة بأنوار عالم الکبرياء، فتقوّي روحه، وتشبّه بجواهر الأرواح الملکيّة، وتلألأت فيه أضواء عالم القدس والعظمة، فلا جرم[57] حصل له من القدرة ما قدر بها علي ما لم يقدر عليه غيره.

وکذلک العبد إذا واظب علي الطاعات بلغ إلي المقام الذي يقول اللَّه: کنت له سمعاً وبصراً. فإذا صار نور جلال اللَّه سمعاً له سمع القريب والبعيد، وإذا صار ذلک النور بصراً له رأي القريب والبعيد، وإذا صار ذلک النور يداً له قدر علي التصرّف في الصعب والسهل والبعيد والقريب.[58] .

222- الإرشاد: لمّا فتح أميرالمؤمنين عليه السلام الحصن وقتل مرحباً، وأغنم اللَّه المسلمين أموالهم، استأذن حسّان بن ثابت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أن يقول شعراً: فقال

[صفحه 242]

له: قل. فأنشأ يقول:


وکان عليّ أرمد العين يبتغي
دواء فلمّا لم يحسّ مداويا


شفاه رسول اللَّه منه بتفلةٍ
فبورک مَرقيّاً وبورک راقيا


وقال ساُعطي الراية اليوم صارماً
کميّاً[59] محباً للرسول مُواليا


يحبّ إلهي والإله يحبّهُ
به يفتح اللَّه الحصون الأوابيا[60] .


فأصفي بها دون البريّة کلّها
عليّاً وسمّاه الوزير المؤاخيا[61] .

223- تذکرة الخواصّ: ذکر أحمد في الفضائل أنّهم سمعوا تکبيراً من السماء في ذلک اليوم وقائلاً يقول:


لا سيف إلّا ذو الفقارِ
ولا فتي إلّا عليّ


فاستأذن حسّان بن ثابت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أن ينشد شعراً فأذن له، فقال:


جبريل نادي معلناً
والنقع ليس بمنجلي


والمسلمون قد احدقوا
حول النبيّ المرسلِ


لا سيف إلّا ذو الفقارِ
ولا فتي إلّا عليّ


فإن قيل: قد ضعّفوا لفظة لا سيف إلّا ذو الفقار، قلنا: الذي ذکروه أنّ الواقعة کانت في يوم اُحد، ونحن نقول: إنّها کانت في يوم خيبر، وکذا ذکر أحمد بن حنبل في الفضائل ولا کلام في يوم اُحد؛ فإنّ ابن عبّاس قال: لمّا قتل عليّ عليه السلام

[صفحه 243]

طلحة بن أبي طلحة حامل لواء المشرکين صاح صائح من السماء: لا سيف إلّا ذو الفقار.

قالوا: في إسناد هذه الرواية عيسي بن مهران، تکلّم فيه، وقالوا: کان شيعيّاً.

أمّا يوم خيبر فلم يطعن فيه أحد من العلماء. وقيل: إنّ ذلک کان يوم بدر. والأوّل أصحّ.[62] .

راجع: القسم التاسع/عليٌّ عن لسان النبيّ/الکمالات المعنويّة/اللَّه ورسوله وجبرئيل عنه راضون

/عليٌّ عن لسان النبيّ/لا يعرف حقّ معرفته/لولا مخافة الغلوّ.

/عليٌّ عن لسان أصحاب النبيّ/سعد بن أبي قّاص.

القسم الرابع عشر/محبوبيّته عند اللَّه ورسوله وملائکته.

[صفحه 245]



صفحه 226، 227، 228، 229، 230، 231، 232، 233، 234، 235، 236، 237، 238، 239، 240، 241، 242، 243، 245.





  1. معجم البلدان: 4092، الطبقات الکبري: 106:2.
  2. تاريخ الطبري: 565:2، تاريخ الإسلام للذهبي: 284:2، المغازي: 441:2.
  3. المغازي: 637:2.
  4. الطبقات الکبري: 106:2، السيرة النبويّة لابن هشام: 342:3، المغازي: 649:2 و ص 655؛ الإرشاد: 126:1.
  5. المستدرک علي الصحيحين: 39:3 تا 41، المصنّف لابن أبي شيبة: 17:497:7، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي عليه السلام: 14:56، تاريخ الطبري: 11:3 تا 13، تاريخ الإسلام للذهبي: 410:2 تا 412، الکامل في التاريخ: 596:1، السيرةالنبويّة لابن هشام: 349:3، تاريخ دمشق: 93:42، دلائل النبوّة للبيهقي: 210:4.
  6. مسند ابن حنبل: 23093:28:9، السنن الکبري: 18346:222:9، فضائل الصحابة لابن حنبل: 1034:604:2، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 15:59، تاريخ الطبري: 13:3، تاريخ الإسلام للذهبي: 411:2، الکامل في التاريخ: 596:1 و 597، المغازي: 654:2، الطبقات الکبري: 112:2.
  7. السيرة النبويّة لابن هشام: 349:3، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 16:60، المصنّف لابن أبي شيبة: 17:497:7، تاريخ بغداد: 4036:5:8، الطبقات الکبري: 111:2، تاريخ الطبري: 12:3، تاريخ دمشق: 8428:85:42، تاريخ الإسلام للذهبي: 408:2 و ص 410؛ الخصال: 87:311، علل الشرائع: 1:162، الأمالي للطوسي: 287:171.
  8. الکافي: 548:351:8، الإرشاد: 64:1، تحف العقول: 459، الأمالي للمفيد: 1:56، تاريخ اليعقوبي: 56:2، الخرائج والجرائح: 249:159:1؛ المناقب للخوارزمي: 203:170، کنز العمّال: 36393:123:13.
  9. المصنّف لابن أبي شيبة: 76:507:7، دلائل النبوّة للبيهقي: 212:4، تاريخ بغداد: 6142:324:11، تاريخ الإسلام للذهبي: 412:2، المناقب للخوارزمي: 207:172؛ الأمالي للصدوق: 839:604.
  10. الکافي: 548:351:8 عن عدّة من أبناء المهاجرين والأنصار، الإرشاد: 64:1، الإفصاح: 34 و ص 132، الأمالي للطوسي: 817:380 عن أبي هريرة، الاحتجاج: 150:25:2 عن الإمام الحسن عليه السلام عنه صلي الله عليه و آله، شرح الأخبار: 86:148:1 عن بريدة وفيه «يفتح خيبر عنوة» بدل «لا يرجع...»، عوالي اللآلي: 111:88:4، إعلام الوري: 207:1 عن الواقدي، الفضائل لابن شاذان: 128؛ المناقب للخوارزمي: 203:170 کلاهما عن عمر.
  11. المصنّف لابن أبي شيبة: 17:497:7، مسند البزّار: 496:136:2، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 13:54 کلّها عن أبي ليلي، السيرة النبويّة لابن هشام: 349:3، البداية والنهاية: 337:7 و ج 186:4، تاريخ دمشق: 89:42 والأربعة الأخيرة عن سلمة بن عمرو بن الأکوع، المناقب لابن المغازلي: 217:181 عن أبي هريرة والخمسة الأخيرة من دون إسناد إليه عليه السلام؛ الخصال: 31:555 عن عامر بن واثلة، الأمالي للطوسي: 168:546 عن أبي ذرّ، شرح الأخبار: 283:302:1 والثمانية الأخيرة نحوه، إعلام الوري: 364:1 عن أبي ليلي وراجع مسند ابن حنبل: 23054:19:9.
  12. مجمع الزوائد: 14717:165:9 وراجع الإفصاح: 86 والمناقب للکوفي: 1001:498:2 والخرائج والجرائح: 249:159:1.
  13. العَجْوة: ضرب من أجود التمر بالمدينة (لسان العرب: 31:15).
  14. القديد:اللحم المملوح المجفّف في الشمس (النهاية:22:4) تا مسند ابن حنبل: 11122:34:4، فضائل الصحابة لابن حنبل: 987:583:2 وليس فيه «وفدک»، مسند أبي يعلي: 1341:117:2، تاريخ دمشق: 8461:104:42، البداية والنهاية: 339:7؛ شرح الأخبار: 286:321:1، المناقب للکوفي: 995:495:2 وفيهما «فجاء الزبير» بدل «فجاء فلان» وکلاهما نحوه.
  15. قرية من قري اليهود بينها وبين المدينة يومان،وکانت لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله لانّه فتحها هو وأميرالمؤمنين عليه السلام فزال عنها حکم الفي ء ولزمها اسم الانفال، فلمّا نزل «وَء َاتِ ذَا الْقُرْبَي حَقَّهُ و» أي أعطِ فاطمة عليهاالسلام فدکاً، أعطاها رسول اللَّه صلي الله عليه و آله إيّاها، وکانت في يد فاطمة عليهاالسلام إلي أن توفّي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فاُخذت من فاطمة بالقهر والغلبة (مجمع البحرين:1370:3).
  16. الظُّعُن: النساء، وأصل الظَّعِينة: الراحلة التي يُرحل ويُسار عليها (النهاية: 157:3).
  17. ناقة لَقُوح: إذا کانت غزيرة اللبن (النهاية: 262:4).
  18. الطبقات الکبري: 89:2 وراجع تاريخ الطبري: 642:2 والکامل في التاريخ: 589:1 وتاريخ الإسلام للذهبي: 355:2 وتاريخ اليعقوبي: 73:2.
  19. السرح: الماشية (النهاية: 358:2).
  20. فَدافِد: جمع فَدْفَد؛ الموضع الذي فيه غِلَظ وارتفاع. وآکام جمع أکَم؛ وهي جمع إکام؛ وهي جمع أکَمة؛ وهي الرابية (النهاية: 420:3 و ج 59:1).
  21. الرِّعاءُ: جمع راعي الغنم (النهاية: 235:2).
  22. المغازي: 562:2.
  23. المستدرک علي الصحيحين: 4342:40:3، المعجم الصغير: 10:2.
  24. مِن الاُنوح؛ وهو صوت يسمع من الجوف معه نَفَس وبُهْر ونهيج يعتري السَّمين من الرجال (النهاية: 74:1).
  25. الرَّضْم: هي دون الهضاب، وقيل: صخور بعضُها علي بعض (النهاية: 231:2).
  26. السيرة النبويّة لابن هشام: 349:3، تاريخ دمشق: 8434:90:42، دلائل النبوّة للبيهقي: 2094؛ شرح الأخبار: 283:302:1 وراجع خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 14:56.
  27. الشَّقيقةُ: نوع من صداع يعرض في مقدّم الرأس وإلي أحد جانبيه (النهاية: 492:2).
  28. العَنْوَة: القهر، واُخِذت البلاد عنوةً بالقَهْر والإذلال (لسان العرب: 101:15).
  29. زَرَد [أي حَلِق] ينسج من الدروع علي قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة (لسان العرب: 26:5).
  30. السَّنْدرة: ضرب من الکيل غرّاف جرّاف واسع، يقول: اُقاتلکم بالعَجَلة، واُبادرکم قبل الفِرار (تاج العروس: 547:6).
  31. الحَجَفة: التُرْس (النهاية: 345:1). وهو صفحة من الفولاذ تُحمل للوقاية من السيف وغيره.
  32. الکامل في التاريخ: 596:1، تاريخ الطبري: 12:3، تاريخ الإسلام للذهبي: 410:2، دلائل النبوّة للبيهقي: 211:4 کلّها نحوه وفيها «الأضراس» بدل «الأرض» وراجع خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 15:58.
  33. أي يخوضون ويموجون فيمن يدفعها إليه. يقال: وقع الناس في دَوْکة: أي في خوض واختلاط (النهاية: 140:2).
  34. صحيح البخاري: 3973:1542:4، صحيح مسلم: 2406:1872:4، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 16:60، تاريخ دمشق: 8428:85:42، تاريخ الإسلام للذهبي: 406:2، دلائل النبوّة للبيهقي: 205:4.
  35. تساورتُ لها: أي رفعتُ لها شخصي (النهاية: 420:2).
  36. صحيح مسلم: 33:1871:4، مسند ابن حنبل: 9000:331:3، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 19:64، الطبقات الکبري: 110:2 وزاد فيه «ويحبّه اللَّه ورسوله»، تاريخ الإسلام للذهبي: 4072، دلائل النبوّة للبيهقي: 206:4، تاريخ دمشق: 8423:82:42.
  37. صحيح البخاري:3972:1542:4 و ج 2812:1086:3، صحيح مسلم: 35:1872:4، دلائل النبوّة للبيهقي 206:4.
  38. کذا في المصدر، والمناسب: «ويحبه» کما ورد في السنن الکبري، والطبقات والمناقب.
  39. لغة في بَزَق، وبَصَق (النهاية: 128:1).
  40. صحيح مسلم: 132:1441:3، مسند ابن حنبل: 16538:557:5، السنن الکبري: 18346:222:9، المصنّف لابن أبي شيبة: 2:520:8، الطبقات الکبري: 111:2، المستدرک علي الصحيحين: 4343:41:3 نحوه؛ المناقب للکوفي: 1002:500:2 وفيه «أکيلکم بالسيف» بدل «اُوفيهم بالصاع».
  41. الاستيعاب: 1875:203:3.
  42. الإرشاد: 125:1 وراجع تاريخ دمشق: 107:42.
  43. العادِية: الخيل تعدو وقد تکون العادية الرجال يعدون (النهاية: 194:3).
  44. المغازي: 654:2.
  45. المغازي: 657:2.
  46. الإرشاد: 127:1، کشف اليقين: 177:170، کشف الغمّة: 215:1.
  47. المصنّف لابن أبي شيبة: 76:507:7، تاريخ بغداد: 6142:324:11، دلائل النبوّة للبيهقي: 212:4، تاريخ الإسلام للذهبي: 412:2، البداية والنهاية: 225:7 و ج 190:4، المناقب للخوارزمي: 207:172؛ مجمع البيان: 183:9 وليس فيه «إلّا» وکلّها عن ليث بن أبي سليم عن الإمام الباقر عليه السلام عنه، روضة الواعظين: 142، المناقب لابن شهر آشوب: 294:2 وراجع الإرشاد: 129:1 و ص 333.
  48. مسندابن حنبل: 23919:228:9، تاريخ الطبري: 13:3، السيرة النبويّة لابن هشام: 349:3، تاريخ دمشق: 110:42، تاريخ الإسلام للذهبي: 411:2، الکامل في التاريخ: 597:1، دلائل النبوّة للبيهقي: 212:4، المغازي: 655:2 وليس فيه «ثمّ ألقاه من يده... »، البداية والنهاية: 1894، المناقب للخوارزمي: 206:172؛ مجمع البيان: 182:9 عن رافع، شرح الأخبار: 283:302:1.
  49. القَمُوص: وهو جبل بخيبر عليه حصن أبي الحُقَيق اليهوديّ (معجم البلدان: 398:4).
  50. الأمالي للصدوق: 839:604، روضة الواعظين: 142، الدعوات: 160:64 نحوه، کلاهما عن عبداللَّه بن عمر.
  51. المِجَنّ: التُرس، والميم زائدة؛ لأ نّه من الجُنّة: السُّترة (النهاية: 301:4).
  52. الإرشاد: 128:1، الثاقب في المناقب: 224:258.
  53. شرح نهج البلاغة: 626:316:20 و ج 7:5؛ الطرائف: 519 وليس فيهما «دکدکت حصن يهود».
  54. الأمالي للصدوق: 840:604 عن يونس بن ظبيان عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام، بشارة المصطفي: 191، عيون المعجزات: 16 عن إبراهيم عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عنه عليهم السلام وفيه «غريزيّة بشريّة» بدل «غذائيّة»، روضة الواعظين: 142، الخرائج والجرائح: 2:542:2، المناقب لابن شهر آشوب: 239:2 وليس في الثلاثة الأخيرة من «ورميت» إلي «ذراعاً»، بحارالأنوار: 2:318:40.
  55. يقال: رجل خميص: إذا کان ضامر البطن (النهاية: 80:2).
  56. مشارق أنوار اليقين: 110، بحارالأنوار: 37:40:21.
  57. لا جرم: أي لا بدّ، ولا محالة، وقيل: معناه: حقّاً(لسان العرب:93:12).
  58. تفسير الفخر الرازي: 92:21.
  59. الکمي: اللابسُ السلاح وقيل هو الشجاع المُقدِمُ الجري(لسان العرب:232:15).
  60. من الإباء؛ وهو أشدّ الامتناع (لسان العرب: 4:14).
  61. الإرشاد: 128:1، روضة الواعظين: 146 وفيه «والرسول يحبّه» بدل «والإله يحبّه»، المناقب للکوفي: 1001:499:2 وفيه «النبيّ» بدل «إلهي»، المناقب لابن شهر آشوب: 130:3 عن خزيمة بن ثابت؛ المناقب لابن المغازلي: 220:185 وفي کلّها الأبيات فقط.
  62. تذکرة الخواصّ: 26؛ الصراط المستقيم: 258:1 نحوه.