الامام عليّ بعد النبيّ











الامام عليّ بعد النبيّ



أسفاً أن لا يکون قد تحقّق ما ارتجاه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وما اختطّه لمستقبل الاُمّة، وقد ارتدي سرابيل الخلافة آخرٌ هو غير من اختُصّ به الأمر الإلهي.

أما وقد أسفر المشهد عن هذا، فها هو ذا عليّ يواجه واقعاً کاذباً مريراً مدمِّراً قلَبَ الحقيقة، وها هو مباشرة أمام لوازم الدين الجديد ومصالحه، وبإزاء اُناس حديثي عهد بالإسلام؛ فماذا ينبغي له أن يفعل؟ وما هو تکليفه الإلهي؟ ما الذي يقتضيه واقع ذلک العصر بما يکتنفه من أوضاع خاصّة علي المستويين الداخلي والخارجي؟

لقد نهض هذا القسم بالجواب علي هذه الأسئلة وغيرها ممّا حفَّ السيرة العلويّة في الفترة التي امتدّت بين وفاة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حتي تسنّم الإمام لأزمّة الحکم. کما سلّط أضواءً کاشفة علي عوامل إهمال تعاليم النبيّ حيال مستقبل الاُمّة، وأسباب الإغضاء عن توجيهاته صلي الله عليه و آله حول قيادة عليّ عليه السلام.

وفي إطار متابعة الحوادث التي عصفت بالحياة الإسلاميّة بعد النبيّ صلي الله عليه و آله حتي خلافة عثمان وقيام الناس ضدّه، تکفّل هذا القسم أيضاً ببيان الأجواء التي أحاطت بالمواقف الحکيمة لإمام الحکماء، وتفصيل ملابسات ذلک.

[صفحه 21]



صفحه 21.