الايثار الرائع ليلة المبيت











الايثار الرائع ليلة المبيت



قال اللَّه تعالي: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفُ م بِالْعِبَادِ).[1] .

انتشر دين اللَّه في شبه الجزيرة العربيّة شيئاً فشيئاً، وعلا الأذان المحمّدي، وانعکس صداه في أرجاء منها، وکانت «يثرب» من المدن التي سمعت نداء الحقّ، وقد التقي عدد من أهلها برسول اللَّه صلي الله عليه و آله في موسم الحجّ، وعاهدوه سرّاً.[2] .

ومن جهة اُخري زاد المشرکون ظلمهم وجورهم، وبلغوا ما بلغوا في تعذيبهم واضطهادهم وإرهابهم للناس، واشتدّ أذاهم للمسلمين، فأمر النبيّ صلي الله عليه و آله بالهجرة إلي يثرب.

[صفحه 158]

من هنا، هاجر المسلمون إلي يثرب تخلّصاً من جور المشرکين واضطهادهم، وقد بذل المشرکون قصاري جهدهم للحؤول دون الهجرة، بيد أنّ رجالاً کثيراً ترکوا ما عندهم في مکّة وغادروها علي عجل، ففزع المشرکون لذلک؛ لأ نّهم کانوا يعتقدون أنّه إذا اجتمع خلق غفير من أهل يثرب، وحصل المسلمون علي دعم من بعضهم، وخرج النبيّ صلي الله عليه و آله من مکّة والتحق بهم، فسيشکّلون قوّة عظيمة تهدّد أمنهم وخاصّه قوافلهم التجاريّة. ولذا عزموا علي تدبير مکيدة لإنهاء أمر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله الذي کان لا يزال بمکّة.

فاجتمعوا وتشاوروا، فتصافقوا علي قتله صلي الله عليه و آله؛ إذ لم يکن إخراجه أو حبسه مجدياً. واطّلع صلي الله عليه و آله علي مؤامرتهم المشؤومة عن طريق الوحي، فکُلِّف بالخروج من مکّة[3] «وَإِذْ يَمْکُرُ بِکَ الَّذِينَ کَفَرُواْ لِيُثْبِتُوکَ أَوْ يَقْتُلُوکَ أَوْ يُخْرِجُوکَ وَيَمْکُرُونَ وَيَمْکُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَکِرِينَ».[4] .

وقد قام المشرکون بتطويق داره صلي الله عليه و آله، بعد تداولهم في خطّة قتله وکيفيّة التنفيذ، فإذا قَصَد الخروج فستتلقّاه سيوفهم وينتهي أمره إلي الأبد.

فاقترح صلي الله عليه و آله علي عليّ عليه السلام أن يبيت في فراشه تلک الليلة، فسأله: أوَتسلم يا رسول اللَّه؟ قال: نعم. فرحّب الإمام عليه السلام بهذا الاقتراح موطّناً نفسه للقتل عند مواجهة المشرکين صباحاً،[5] وسجد سجدة الشکر علي هذه الموهبة العظيمة.[6] .

[صفحه 159]

والتحف بالبرد اليمانيّ الأخضر الذي کان يلتحف به النبيّ صلي الله عليه و آله عند نومه، ونام مطمئنّاً في فراشه صلي الله عليه و آله.[7] .

لقد عبّر الإمام عليه السلام بهذا الموقف عن غاية شجاعته، وجسّدها وصدع بها عمليّاً؛ إذ عرّض بدنه الأعزل للسيوف المسلولة، وهذا اللون من الشجاعة امتاز به دون غيره.

وقد دفع هذا الإيثار الرائع الملائکة الکروبيّين إلي الاستحسان والإعجاب به.

وباهي اللَّه سبحانه ملائکته بهذا المشهد العجيب لنکران الذات،[8] فأنزل الآية الکريمة: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ...» لتخليد هذه المنقبة، وتکريم هذا الإيثار وهذه الفضيلة الرفيعة في أروقة التاريخ.

و بعد تلک الليلة کان عليه السلام يذهب إلي غار «ثور» ليُوصل ما يحتاج إليه النبيّ صلي الله عليه و آله و رفيقه.[9] فأوصاه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بردّ الأمانات، واللحاق به في المدينة.[10] .

[صفحه 160]

وبعد مدّة ترک عليه السلام مکّة قاصداً يثرب ومعه الفواطم؛ اُمّه فاطمة بنت أسد، والسيّدة فاطمة الزهراء، وفاطمة بنت الزبير بن أعبدالمطّلب. فعلمت قريش بذلک، وعزمت علي منعه فبعثت ببعض فرسانها خلفه، بيد أنّهم اصطدموا بموقفه الشجاع الجري ء ورجعوا خائبين.[11] وکان النبيّ صلي الله عليه و آله ينتظره في «قبا»، حتي إذا لحق به، توجّهوا نحو يثرب.[12] .

116- الأمالي للطوسي عن أنس: لمّا توجّه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله إلي الغار ومعه أبوبکر أمر النبيّ صلي الله عليه و آله عليّاً عليه السلام أن ينام علي فراشه ويتوشّح ببردته، فبات عليّ عليه السلام موطّناً نفسه علي القتل، وجاءت رجال قريش من بطونها يُريدون قتل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فلمّا أرادوا أن يضعوا عليه أسيافهم لا يشکّون أنّه محمّد صلي الله عليه و آله، فقالوا: أيقظوه ليجد ألم القتل ويري السيوف تأخذه، فلمّا أيقظوه ورأوه عليّاً عليه السلام ترکوه وتفرّقوا في طلب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فأنزل اللَّه عزّوجلّ: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفُ م بِالْعِبَادِ».[13] .

117- تاريخ اليعقوبي: أجمعت قريش علي قتل رسول اللَّه، وقالوا: ليس له اليوم أحد ينصره وقد مات أبوطالب، فأجمعوا جميعاً علي أن يأتوا من کلّ قبيلة بغلامٍ نَهْدٍ،[14] فيجتمعوا عليه، فيضربوه بأسيافهم ضربة رجلٍ واحد، فلا يکون لبني هاشم قوّة بمعاداة جميع قريش.

[صفحه 161]

فلمّا بلغ رسول اللَّه أنّهم أجمعوا علي أن يأتوه في الليلة التي اتّعدوا فيها خرج رسول اللَّه لمّا اختلط الظلام ومعه أبوبکر، وإنّ اللَّه عزّوجلّ أوحي في تلک الليلة إلي جبريل وميکائيل أنّي قضيت علي أحدکما بالموت فأيّکما يواسي صاحبه؟ فاختار الحياة کلاهما، فأوحي اللَّه إليهما: هلّا کنتما کعليّ بن طالب، آخيت بينه وبين محمّد، وجعلت عمر أحدهما أکثر من الآخر، فاختار عليٌّ الموت، وآثر محمّداً بالبقاء، وقام في مضجعه؟! اهبطا فاحفظاه من عدوّه.

فهبط جبريل وميکائيل، فقعد أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه يحرسانه من عدوّه ويصرفان عنه الحجارة، وجبريل يقول: بخٍ بخٍ لک يا بن أبي طالب، من مثلک يباهي اللَّه بک ملائکة سبع سماوات؟!

وخلّف عليّاً علي فراشه لردّ الودائع التي کانت عنده، وصار إلي الغار فکمن فيه، وأتت قريش فراشه فوجدوا عليّاً، فقالوا: أين ابن عمّک؟ قال: قلتم له: اخرج عنّا، فخرج عنکم. فطلبوا الأثر فلم يقعوا عليه.[15] .

118- مجمع البيان- في ذکر مبيت عليّ عليه السلام علي فراش النبيّ صلي الله عليه و آله: روي أنّه لمّا نام علي فراشه قام جبرائيل عند رأسه وميکائيل عند رجليه، وجبرائيل ينادي: بخٍ بخٍ من مثلک يابن أبي طالب يباهي اللَّه بک الملائکة![16] .

[صفحه 162]

119- الأمالي للطوسي عن ابن عبّاس: اجتمع المشرکون في دار الندوة؛ ليتشاوروا في أمر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فأتي جبرئيل عليه السلام رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وأخبره الخبر، وأمره أن لا ينام في مضجعه تلک الليلة، فلمّا أراد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله المبيت أمر عليّاً عليه السلام أن يبيت في مضجعه تلک الليلة، فبات عليّ عليه السلام وتغشّي ببرد أخضر حضرمي کان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ينام فيه، وجعل السيف إلي جنبه فلمّا اجتمع اُولئک النفر من قريش يطوفون ويرصدونه ويريدون قتله، فخرج رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وهم جلوس علي الباب، عددهم خمسة وعشرون رجلاً، فأخذ حفنة من البطحاء،[17] ثمّ جعل يذرّها علي رؤوسهم [و][18] هو يقرأ «يس وَ الْقُرْءَانِ الْحَکِيمِ» حتي بلغ «فَأَغْشَيْنَهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ».[19] .

فقال لهم قائل: ما تنظرون قد واللَّه خبتم وخسرتم، واللَّه لقد مرّ بکم وما منکم رجل إلّا وقد جعل علي رأسه تراباً. فقالوا: واللَّه ما أبصرناه! قال: فأنزل اللَّه عزّ وجلّ «وَإِذْ يَمْکُرُ بِکَ الَّذِينَ کَفَرُواْ لِيُثْبِتُوکَ أَوْ يَقْتُلُوکَ أَوْ يُخْرِجُوکَ وَيَمْکُرُونَ وَيَمْکُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَکِرِينَ».[20] .

120- مسند ابن حنبل عن ابن عبّاس- في قوله تعالي: «وَإِذْ يَمْکُرُ بِکَ الَّذِينَ کَفَرُواْ لِيُثْبِتُوکَ»: تشاورت قريش ليلة بمکّة فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق- يريدون النبيّ صلي الله عليه و آله- وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه. فأطلع

[صفحه 163]

اللَّه عزّ وجلّ نبيّه علي ذلک، فبات عليّ علي فراش النبيّ صلي الله عليه و آله تلک الليلة، وخرج النبيّ صلي الله عليه و آله حتي لحق بالغار، وبات المشرکون يحرسون عليّاً يحسبونه النبيّ صلي الله عليه و آله، فلمّا أصبحوا ثابوا إليه، فلمّا رأوه عليّاً ردّ اللَّه مکرهم، فقالوا: أين صاحبک هذا؟ قال: لا أدري! فاقتصّوا أثره، فلمّا بلغوا الجبل خلط عليهم فصعدوا في الجبل، فمرّوا بالغار، فرأوا علي بابه نسج العنکبوت فقالوا: لو دخل هاهنا لم يکن نسج العنکبوت علي بابه، فمکث فيه ثلاث ليال.[21] .

121- الإمام عليّ عليه السلام: إنّ قريشاً لم تزل تخيّل الآراء وتعمل الحيل في قتل النبيّ صلي الله عليه و آله حتي کان آخر ما اجتمعت في ذلک يوم الدار- دارالندوة- وإبليس الملعون حاضر في صورة أعور ثقيف، فلم تزل تضرب أمرها ظهراً لبطن حتي اجتمعت آراؤها علي أن ينتدب من کلّ فخذ من قريش رجل، ثمّ يأخذ کلّ رجل منهم سيفه ثمّ يأتي النبيّ صلي الله عليه و آله وهو نائم علي فراشه فيضربونه جميعاً بأسيافهم ضربة رجل واحد فيقتلوه، وإذا قتلوه منعت قريش رجالها ولم تسلّمها، فيمضي دمه هدراً.

فهبط جبرئيل عليه السلام علي النبيّ صلي الله عليه و آله فأنبأه بذلک وأخبره بالليلة التي يجتمعون فيها والساعة التي يأتون فراشه فيها، وأمره بالخروج في الوقت الذي خرج فيه إلي الغار، فأخبرني رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بالخبر، وأمرني أن أضطجع في مضجعه وأقيه بنفسي، فأسرعت إلي ذلک مطيعاً له مسروراً لنفسي بأن اُقتل دونه، فمضي عليه السلام لوجهه، واضطجعت في مضجعه، وأقبلت رجالات قريش موقنة في أنفسها أن

[صفحه 164]

تقتل النبيّ صلي الله عليه و آله، فلمّا استوي بي وبهم البيت الذي أنا فيه ناهضتهم بسيفي، فدفعتهم عن نفسي بما قد علمه اللَّه والناس.[22] .

122- الطبقات الکبري عن عائشة وابن عبّاس وعائشة بنت قدامة وعليّ عليه السلام وسراقة بن جعشم- دخل حديث بعضهم في حديث بعض-: أتي جبريل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فأخبره الخبر [أي اجتماع قريش علي قتل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ]وأمره أن لا ينام في مضجعه تلک الليلة... وأمر عليّاً أن يبيت في مضجعه تلک الليلة، فبات فيه عليّ وتغشّي بُرداً أحمر حضرميّاً کان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ينام فيه، واجتمع اُولئک النفر من قريش يتطلّعون من صِيْر[23] الباب ويرصدونه يريدون ثيابه ويأتمرون أيّهم يحمل علي المضطجِع صاحب الفراش، فخرج رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وهم جلوس علي الباب، فأخذ حفنة من البَطحْاء فجعل يذرّها علي رؤوسهم ويتلو: «يس وَ الْقُرْءَانِ الْحَکِيمِ»[24] حتي بلغ: «وَ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْء َأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ»[25] ومضي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.

فقال قائل لهم: ما تنتظرون؟ قالوا: محمّداً، قال: خبتم وخسرتم، قد واللَّه مرّ بکم وذرّ علي رؤوسکم التراب، قالوا: واللَّه ما أبصرناه! وقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم، وهم: أبوجهل والحکم بن أبي العاص وعقبة بن أبي مُعَيط والنضر ابن الحارث واُميّة بن خلف وابن الغيطلة وزمعة بن الأسود، وطعيمة بن عديّ، وأبولهب واُبيّ بن خلف ونبيه ومُنبه ابنا الحجّاج، فلمّا أصبحوا قام عليّ عن

[صفحه 165]

الفراش، فسألوه عن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فقال: لا علم لي به.[26] .

123- المستدرک علي الصحيحين عن ابن عبّاس: شري عليّ نفسه ولبس ثوب النبيّ صلي الله عليه و آله ثمّ نام مکانه. قال: وکان المشرکون يرمون رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وقد کان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ألبسه بردة، وکانت قريش تريد أن تقتل النبيّ صلي الله عليه و آله، فجعلوا يرمون عليّاً ويرونه النبيّ صلي الله عليه و آله وقد لبس بردة، وجعل عليّ رضي الله عنه يتضَوّر،[27] فإذا هو عليّ فقالوا: إنّک للئيم؛ إنّک لتتضوّر وکان صاحبک لا يتضوّر، ولقد استنکرناه منک.[28] .

124- مسند ابن حنبل عن ابن عبّاس: شري عليّ نفسه؛ لبس ثوب النبيّ صلي الله عليه و آله ثمّ نام مکانه، قال: وکان المشرکون يرمون رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فجاء أبوبکر وعليّ نائم، قال: وأبوبکر يحسب أنّه نبيّ اللَّه، فقال: يا نبيّ اللَّه، قال: فقال له عليّ: إنّ نبيّ اللَّه صلي الله عليه و آله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدرِکه، قال: فانطلق أبوبکر فدخل معه الغار، قال: وجعل عليّ يُرمي بالحجارة- کما کان يُرمي نبيّ اللَّه- وهو يتضوّر، قد لفّ رأسه في الثوب لا يخرجه، حتي أصبح، ثمّ کشف عن رأسه، فقالوا: إنّک للئيم؛ کان صاحبک نرميه فلا يتضوّر وأنت تتضوّر، وقد استنکرنا ذلک.[29] .

125- تاريخ الطبري: أصبح الرهط الذين کانوا يرصدون رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فدخلوا الدار، وقام عليّ عليه السلام عن فراشه، فلمّا دنوا منه عرفوه، فقالوا له: أين صاحبک؟

[صفحه 166]

قال: لا أدري، أَ وَرقيباً کنتُ عليه؟! أمرتموه بالخروج فخرج. فانتهروه وضربوه وأخرجوه إلي المسجد، فحبسوه ساعة ثمّ ترکوه.[30] .

126- الأمالي للطوسي عن هند بن هالة وأبي رافع وعمّار بن ياسر- في ذکر اجتماع قريش علي قتل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وعزمه علي الهجرة إلي المدينة: دعا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عليّاً عليه السلام وقال له: يا عليّ، إنّ الروح هبط عليَّ بهذه الآية آنفاً، يخبرني أنّ قريشاً اجتمعوا علي المکر بي وقتلي، وأنّه أوحي إليّ ربّي عزّوجلّ أن أهجر دار قومي، وأن أنطلق إلي غار ثور تحت ليلتي، وأنّه أمرني أن آمرک بالمبيت علي ضجاعي- أو قال: مضجعي- ليخفي بمبيتک عليه أثري، فما أنت قائل وما صانع؟

فقال عليّ عليه السلام: أَ وَتسلم بمبيتي هناک يا نبيّ اللَّه؟ قال: نعم، فتبسّم عليّ عليه السلام ضاحکاً، وأهوي إلي الأرض ساجداً شکراً بما أنبأه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله من سلامته، وکان عليّ صلوات اللَّه عليه أوّل من سجد للَّه شکراً، وأوّل من وضع وجهه علي الأرض بعد سجدته من هذه الاُمّة بعد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فلمّا رفع رأسه قال له: امضِ لما اُمرت فداک سمعي وبصري وسويداء قلبي، ومُرني بما شئت أکن فيه کمسرّتک، وأقع منه بحيث مرادک، وإن توفيقي إلّا باللَّه....

فلمّا غلق الليل أبوابه وأسدل أستاره وانقطع الأثر، أقبل القوم علي عليّ صلوات اللَّه عليه يقذفونه بالحجارة والحَلَم،[31] ولا يشکّون أنّه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حتي إذا برق الفجر وأشفقوا أن يفضحهم الصبح، هجموا علي عليّ صلوات اللَّه عليه،

[صفحه 167]

وکانت دور مکّة يومئذٍ سوائب لا أبواب لها، فلمّا بصر بهم عليّ عليه السلام قد انتضوا السيوف وأقبلوا عليه بها، وکان يقدمهم خالد بن الوليد بن المغيرة، وثب له عليّ عليه السلام فختله وهَمَز يده،[32] فجعل خالد يقمِص[33] قِماص البَکْر،[34] ويرغو رغاء الجمل، ويذعر ويصيح، وهم في عرج الدار من خلفه، وشدّ عليهم عليّ عليه السلام بسيفه- يعني سيف خالد- فأجفلوا[35] أمامه إجفال النَّعم إلي ظاهر الدار، فتبصّروه فإذا هو عليّ عليه السلام، فقالوا: إنّک لعليّ؟ قال: أنا عليّ، قالوا: فإنّا لم نردک، فما فعل صاحبک؟ قال: لا علم لي به وقد کان علم- يعني عليّاً عليه السلام- أنّ اللَّه تعالي قد أنجي نبيّه صلي الله عليه و آله بما کان أخبره من مُضيّه إلي الغار واختبائه فيه، فأذکت قريش عليه العيون، ورکبت في طلبه الصعب والذلول، وأمهل عليّ صلوات اللَّه عليه حتي إذا أعْتَم[36] من الليلة القابلة انطلق هو وهند بن أبي هالة حتي دخلا علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في الغار، فأمر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله هنداً أن يبتاع له ولصاحبه بعيرين، فقال أبوبکر: قد کنت أعددت لي ولک يا نبيّ اللَّه راحلتين نرتحلهما إلي يثرب. فقال: إنّي لا آخذهما ولا أحدهما إلّا بالثمن. قال: فهي لک بذلک، فأمر صلي الله عليه و آله عليّاً عليه السلام فأقبضه الثمن، ثمّ أوصاه بحفظ ذمّته وأداء أمانته.

وکانت قريش تدعو محمّداً صلي الله عليه و آله في الجاهليّة الأمين، وکانت تستودعه وتستحفظه أموالها وأمتعتها، وکذلک من يقدم مکّة من العرب في الموسم، وجاءته النبوّة والرسالة والأمر کذلک، فأمر عليّاً عليه السلام أن يقيم صارخاً يهتف

[صفحه 168]

بالأبطح غدوةً وعشيّاً: ألا من کان له قِبَل محمّد أمانة أو وديعة فليأت فلتؤدَّ إليه أمانته.

قال: وقال النبيّ صلي الله عليه و آله: إنّهم لن يصلوا من الآن إليک يا عليّ بأمر تکرهه حتي تقدم عليَّ، فأدّ أمانتي علي أعين الناس ظاهراً، ثمّ إنّي مستخلفک علي فاطمة ابنتي ومستخلف ربّي عليکما ومستحفظه فيکما، وأمره أن يبتاع رواحل له وللفواطم، ومن أزمع[37] للهجرة معه من بني هاشم....

وقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لعليّ وهو يوصيه: وإذا أبرمت ما أمرتک فکن علي اُهبة الهجرة إلي اللَّه ورسوله، وسر إليّ لقدوم کتابي إليک، ولا تلبث بعده....

ولمّا ورد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله المدينة نزل في بني عمرو بن عوف بقُباء، فأراده أبوبکر علي دخوله المدينة وألاصَهُ[38] في ذلک، فقال صلي الله عليه و آله: ما أنا بداخلها حتي يقدم ابن عمّي وابنتي؛ يعني عليّاً وفاطمة عليهماالسلام... ثمّ کتب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله إلي عليّ بن أبي طالب عليه السلام کتاباً يأمره فيه بالمسير إليه وقلّة التلوّم،[39] وکان الرسول إليه أباواقد الليثي، فلمّا أتاه کتاب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله تهيّأ للخروج والهجرة، فآذن من کان معه من ضعفاء المؤمنين، فأمرهم أن يتسلّلوا ويتخفّفوا إذا ملأ الليل بطن کلّ وادٍ إلي ذي طوي، وخرج عليّ عليه السلام بفاطمة بنت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله واُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم، وفاطمة بنت الزبير بن عبدالمطّلب- وقد قيل هي ضُباعة- وتبعهم أيمن ابن اُمّ أيمن مولي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وأبوواقد رسول رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فجعل يسوق بالرواحل فأعنف بهم.

[صفحه 169]

فقال عليّ صلوات اللَّه عليه: ارفق بالنسوة يا أباواقد؛ إنّهنّ من الضعائف. قال: إنّي أخاف أن يدرکنا الطالب- أو قال: الطلب- فقال عليّ عليه السلام: ارْبَعْ[40] عليک؛ فإنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قال لي: يا عليّ، إنّهم لن يصلوا من الآن إليک بما تکرهه، ثمّ جعل- يعني عليّاً عليه السلام- يسوق بهنّ سوقاً رفيقاً وهو يرتجز ويقول:


ليس إلّا اللَّه فارفع ظنّکا
يکفيک ربّ الناس ما أهمّکا


وسار فلمّا شارف ضَجَنان[41] أدرکه الطلب، وعددهم سبعة فوارس من قريش مستلئمين،[42] وثامنهم مولي لحرب بن اُميّة يدعي جناحاً، فأقبل عليّ عليه السلام علي أيمن وأبي واقد، وقد تراءي القوم، فقال لهما: أنيخا الإبل واعقلاها، وتقدّم حتي أنزل النسوة، ودنا القوم فاستقبلهم عليه السلام منتضياً سيفه، فأقبلوا عليه فقالوا: أظننت أنّک يا غُدَرُ[43] ناجٍ بالنسوة؟! ارجع لا أبالک. قال: فإن لم أفعل؟ قالوا: لترجعنّ راغماً، أو لنرجعنّ بأکثرک شعراً وأهون بک من هالک، ودنا الفوارس من النسوة والمطايا ليثوّروها، فحال عليّ عليه السلام بينهم وبينها، فأهوي له جناح بسيفه، فراغ[44] عليّ عليه السلام عن ضربته وتختّله عليّ عليه السلام فضربه علي عاتقه، فأسرع السيف مضيّاً فيه حتي مسّ کاثبة[45] فرسه، فکان عليه السلام يشدّ علي قدمه شدّ الفرس، أو الفارس علي فرسه، فشدّ عليهم بسيفه وهو يقول:

[صفحه 170]

خلّوا سبيل الجاهد المجاهدِ
آليت لا أعبدغير الواحدِ


فتصدّع عنه القوم وقالوا له: اغن عنّا نفسک يابن أبي طالب. قال: فإنّي منطلق إلي ابن عمّي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بيثرب، فمن سرّه أن اُفري لحمه واُريق دمه فَليَتعقّبني أو فَليَدنُ منّي.

ثمّ أقبل علي صاحبيه أيمن وأبي واقد فقال لهما: أطلقا مطاياکما.

ثمّ سار ظاهراً قاهراً حتي نزل ضَجْنان، فتلوّم بها قدر يومه وليلته، ولحق به نفر من المستضعفين من المؤمنين وفيهم اُمّ أيمن مولاة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فظلّ ليلته تلک هو والفواطم- اُمّه فاطمة بنت أسد، وفاطمة بنت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وفاطمة بنت الزبير- طوراً يصلّون وطوراً يذکرون اللَّه قياماً وقعوداً وعلي جنوبهم، فلم يزالوا کذلک حتي طلع الفجر فصلّي عليه السلام بهم صلاة الفجر، ثمّ سار لوجهه يجوب منزلاً بعد منزل لا يفتر عن ذکر اللَّه، والفواطم کذلک وغيرهم ممّن صحبه حتي قدموا المدينة.[46] .

127- تاريخ دمشق عن أبي رافع: إنّ عليّاً کان يجهّز النبيّ صلي الله عليه و آله حين کان بالغار ويأتيه بالطعام، واستأجر له ثلاث رواحل؛ للنبيّ صلي الله عليه و آله ولأبي بکر ودليلهم ابن اُريقط، وخلّفه النبيّ صلي الله عليه و آله، فخرج إليه أهله، فخرج، وأمره أن يؤدّي عنه أمانته ووصايا من کان يوصي إليه، وما کان يؤتمن عليه من مالٍ، فأدّي أمانته کلّها.

وأمره أن يضطجع علي فراشه ليلة خرج، وقال: إنّ قريشاً لن يفقدوني ما رأوک، فاضطجع عليّ علي فراشه، فکانت قريش تنظر إلي فراش النبيّ صلي الله عليه و آله

[صفحه 171]

فيرون عليه رجلاً يظنّونه النبيّ صلي الله عليه و آله، حتي إذا أصبحوا رأوا عليه عليّاً، فقالوا: لو خرج محمّد خرج بعليّ معه، فحبسهم اللَّه عزّوجلّ بذلک عن طلب النبيّ صلي الله عليه و آله حين رأوا عليّاً ولم يفقدوا النبيّ صلي الله عليه و آله.

وأمر النبيّ صلي الله عليه و آله عليّاً أن يلحقه بالمدينة، فخرج عليّ في طلبه بعدما أخرج إليه أهله، يمشي من الليل ويکمن من النهار حتي قدم المدينة، فلمّا بلغ النبيّ صلي الله عليه و آله قدومه قال: ادعوا لي عليّاً. قيل: يا رسول اللَّه، لا يقدر أن يمشي، فأتاه النبيّ صلي الله عليه و آله، فلمّا رآه النبيّ صلي الله عليه و آله اعتنقه وبکي رحمة لما بقدميه من الورم، وکانتا تقطران دماً، فتفل النبيّ صلي الله عليه و آله في يديه ثمّ مسح بهما رجليه، ودعا له بالعافية، فلم يشتکهما عليّ حتي استشهد.[47] .

128- الإمام عليّ عليه السلام: لمّا خرج رسول اللَّه صلي الله عليه و آله إلي المدينة في الهجرة أمرني أن اُقيم بعده حتي اُؤدّي ودائع کانت عنده للناس، ولذا کان يسمّي الأمين، فأقمت ثلاثاً فکنت أظهر، ما تغيّبت يوماً واحداً، ثمّ خرجت فجعلت أتّبع طريق رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حتي قدمت بني عمرو بن عوف ورسول اللَّه صلي الله عليه و آله مقيم، فنزلت علي کلثوم بن الهدم وهنالک منزل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.[48] .

129- الأمالي للطوسي عن مجاهد: فخرت عائشة بأبيها ومکانه مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في الغار، فقال عبداللَّه بن شدّاد بن الهاد: وأين أنتِ من عليّ بن

[صفحه 172]

أبي طالب حيث نام في مکانه وهو يري أنّه يُقتل؟! فسکتت ولم تُحِرْ جواباً.[49] .

130- الطبقات الکبري عن محمّد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت: قدم عليّ للنصف من شهر ربيع الأوّل ورسول اللَّه صلي الله عليه و آله بقُباء لم يَرِمْ[50] بعدُ.[51] .

131- الأمالي للطوسي عن اُمّ هانئ بنت أبي طالب: لمّا أمر اللَّه تعالي نبيّه صلي الله عليه و آله بالهجرة وأنام عليّاً عليه السلام في فراشه ووشّحه ببردٍ له حضرمي، ثمّ خرج فإذا وجوه قريش علي بابه، فأخذ حفنة من تراب فذرّها علي رؤوسهم، فلم يشعر به أحد منهم، ودخل عليَّ بيتي، فلمّا أصبح أقبل عليَّ وقال: أبشري يا اُمّ هانئ؛ فهذا جبرئيل عليه السلام يخبرني أنّ اللَّه عزّوجلّ قد أنجي عليّاً من عدوّه.

قالت: وخرج رسول اللَّه صلي الله عليه و آله مع جناح الصبح إلي غار ثور، وکان فيه ثلاثاً، حتي سکن عنه الطلب، ثمّ أرسل إلي عليّ عليه السلام وأمره بأمره وأداء أمانته.[52] .

راجع: القسم العاشر/الخصائص الأخلاقيّة/کمال الإيثار.

[صفحه 173]



صفحه 158، 159، 160، 161، 162، 163، 164، 165، 166، 167، 168، 169، 170، 171، 172، 173.





  1. البقرة: 207.
  2. لسيرة النبويّة لابن هشام: 301:2، الطبقات الکبري: 221:1، دلائل النبوّة للبيهقي: 430:2 تا 433.
  3. الطبقات الکبري: 227:1؛ الأمالي للطوسي: 1031:465.
  4. الأنفال: 30.
  5. الأمالي للطوسي: 998:447 و ح 999، تاريخ اليعقوبي: 39:2 وراجع المناقب للکوفي: 69:124:1 والمستدرک علي الصحيحين: 4264:5:3.
  6. الأمالي للطوسي: 1031:465، المناقب لابن شهر آشوب: 183:1.
  7. تاريخ دمشق: 67:42 و 68، المستدرک علي الصحيحين: 4263:5:3، الطبقات الکبري: 2281؛ الأمالي للطوسي: 995:445.
  8. مجمع البيان:535:2، تأويل الآيات الظاهرة: 76:89:1، الفضائل لابن شاذان: 81، تاريخ اليعقوبي: 39:2، المناقب لابن شهر آشوب: 65:2، العمدة: 367:240، تنبيه الخواطر: 173:1، إرشاد القلوب: 224.
  9. تاريخ دمشق: 68:42؛ المناقب للکوفي: 292:364:1.
  10. السنن الکبري: 12697:472:6، الطبقات الکبري: 22:3، تاريخ دمشق: 68:42، اُسد الغابة: 3789:92:4؛ أنساب الأشراف: 309:1، تاريخ الطبري: 382:2، السيرة النبويّة لابن هشام: 129:2؛ الأمالي للطوسي: 1031:467.
  11. الأمالي للطوسي: 1031:470.
  12. الطبقات الکبري: 22:3، تاريخ دمشق: 69:42.
  13. الأمالي للطوسي: 998:447. راجع: القسم التاسع/عليٌّ عن لسان القرآن/الذي يشري نفسه ابتغاء مرضاة اللَّه.
  14. أي شابّ قويّ ضخم (النهاية: 135:5.
  15. تاريخ اليعقوبي: 39:2 وراجع العمدة: 367:240 وتنبيه الخواطر: 173:1 والفضائل لابن شاذان: 81 والمناقب لابن شهر آشوب: 65:2 واُسد الغابة: 3789:98:4 وإحياء علوم الدين: 3793.
  16. مجمع البيان: 535:2، الأمالي للطوسي: 1031:469، العمدة: 367:239، الفضائل لابن شاذان: 81، المناقب لابن شهر آشوب: 65:2، تأويل الآيات الظاهرة: 76:89:1؛ تذکرة الخواصّ: 35، شواهد التنزيل: 133:123:1 کلّها نحوه.
  17. هو الحصي الصغار (لسان العرب: 413:2).
  18. ما بين المعقوفين زيادة منّا يقتضيها السياق.
  19. يس: 1 و 2 و 9.
  20. الأنفال: 30 الأمالي للطوسي: 995:445، بحارالأنوار: 11:54:19.
  21. مسند ابن حنبل: 3251:744:1، المصنّف لعبد الرزّاق: 9743:389:5، المعجم الکبير: 12155:322:11، الدرّ المنثور: 50:4؛ مجمع البيان: 826:4.
  22. الخصال: 58:366 عن جابر الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام.
  23. الصِّيْر: شِقّ الباب (النهاية: 66:3).
  24. يس: 1 و 2.
  25. يس: 10.
  26. الطبقات الکبري: 227:1 و 228.
  27. التَّضَوُّر: الصياح والتلوّي عند الضرب أو الجوع (مجمع البحرين: 1088:2).
  28. المستدرک علي الصحيحين: 4263:5:3، تاريخ دمشق: 68:42، تفسير الحبري: 9:242 وفيهما «لنائم» بدل «للئيم»، تفسير فرات: 33:66 کلّها نحوه.
  29. مسند ابن حنبل: 3062:709:1، فضائل الصحابة لابن حنبل: 1168:684:2، المستدرک علي الصحيحين: 4652:143:3 و ص 4263:5 نحوه، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 23:72، تفسير العيّاشي: 293:101:1.
  30. تاريخ الطبري: 374:2، الکامل في التاريخ: 516:1 نحوه.
  31. جمع حَلَمة: نبات ينبت بنجد في الرمل، لها زهر، وورقها اُخيشن، عليه شوک (لسان العرب: 148:12 و 149).
  32. خَتَلَهُ: أي داورَه وطلبه من حيث لا يشعر (النهاية: 10:2)، والهَمْز: العصر (لسان العرب: 426:5).
  33. القِماص: هو أن لا يستقرّ في موضع، تراه يقمِص فيَثب من مکانه من غير صبر (لسان العرب: 82:7).
  34. البَکْر: الفَتيُّ من الإبل، بمنزلة الغلام من الناس النهاية: 149:1).
  35. جَفَلَ: إذا أسرع وذهب في الأرض (مجمع البحرين: 300:1).
  36. أعْتَمَ الرجل: صار في العَتَمة؛ وهي ثلث الليل الأوّل بعد غيبوبة الشَّفَق (لسان العرب: 381:12).
  37. أي أجمعَ الرأي وعزمَ عليه (مجمع البحرين: 781:2).
  38. أي أدارهُ وراودهُ (النهاية: 276:4).
  39. التَّلَوُّم: الانتظار والتلبّث (لسان العرب: 557:12).
  40. أي ارفق بنفسک وکُفّ (الصحاح: 1212:3).
  41. جبل بناحية تهامة علي بريد من مکّة، وهناک الغميم، في أسفله مسجد صلّي فيه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله (معجم البلدان: 453:3).
  42. استلأم الرجل: إذا لبِس ما عنده من عدّةٍ؛ رمح وبيضة ومِغفَر وسيف ونَبل (لسان العرب: 532:12).
  43. غُدَر: معدول عن غادر للمبالغة (النهاية: 345:3).
  44. أي حادَ (لسان العرب: 431 8).
  45. هي من الفرس مُجتمع کتفيه قُدّام السرج (النهاية: 152:4).
  46. الأمالي للطوسي: 465 تا 1031:469 وراجع المناقب لابن شهر آشوب: 182:1 تا 184 وکشف الغمّة: 30:2 تا 32.
  47. تاريخ دمشق: 8416:68:42، اُسد الغابة: 3789:92:4 نحوه وفيه من «وخلّفه النبيّ صلي الله عليه و آله»؛ المناقب للکوفي: 292:364:1، إعلام الوري: 374:1.
  48. الطبقات الکبري: 22:3 عن عبيد اللَّه بن أبي رافع، تاريخ دمشق: 69:42 وراجع السنن الکبري: 12697:4726 وأنساب الأشراف: 309:1 وتاريخ الطبري: 382:2 والسيرة النبويّة لابن هشام: 129:2.
  49. الأمالي للطوسي: 999:447، المناقب لابن شهر آشوب: 57:2.
  50. رامَ يَرِيْمُ إذا برح (لسان العرب: 259:12) أي والنبيّ صلي الله عليه و آله بقباء لم يغادرها بعدُ.
  51. الطبقات الکبري: 22:3، اُسد الغابة: 2538:39:3 عن أبي زکريّا بن يزيد بن إياس وفيه «النصف من ربيع الأوّل».
  52. الأمالي للطوسي: 1000:447.