الصعود علي منکبي النبيّ لکسر الأصنام
فصعد عليه السلام علي منکبي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وألقي صنم قريش الکبير- وقيل: هو صنم خزاعة- من علي سطح الکعبة إلي الأرض. وهذه الفضيلة العظيمة المتمثّلة بتحطيم الأصنام صعوداً علي منکبي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله تفرّد بها عليّ عليه السلام دون غيره علي امتداد التاريخ. و هي فضيلة لا نظير لها، وموهبة لا يشارکه فيها أحد. 113- الإمام عليّ عليه السلام: لمّا کان الليلة التي أمرني رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أن أبيت علي فراشه وخرج من مکّة مهاجراً، انطلق بي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله إلي الأصنام فقال: [صفحه 152] اجلس، فجلست إلي جنب الکعبة، ثمّ صعد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله علي منکبي ثمّ قال: انهض، فنهضت به فلمّا رأي ضعفي تحته قال: اجلس، فجلست فأنزلته عنّي وجلس لي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، ثمّ قال لي: يا عليّ، اصعد علي منکبي فصعدت علي منکبيه، ثمّ نهض بي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وخيّل إليّ أنّي لو شئت نلت السماء، وصعدت إلي الکعبة وتنحّي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فألقيت صنمهم الأکبر، وکان من نحاس موتداً بأوتاد من حديد إلي الأرض، فقال لي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: عالجْه فعالجت فما زلت اُعالجه ويقول رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: إيه إيه، فلم أزل اُعالجه حتي استمکنت منه فقال: دقّه، فدققته فکسّرته ونزلت.[1] . 114- المستدرک علي الصحيحين عن أبي مريم عن الإمام عليّ عليه السلام: انطلق بي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حتي أتي بي الکعبة، فقال لي: اجلس، فجلست إلي جنب الکعبة فصعد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بمنکبي، ثمّ قال لي: انهض، فنهضت، فلمّا رأي ضعفي تحته قال لي: اجلس، فنزلت وجلست، ثمّ قال لي: يا عليّ اصعد علي منکبي، فصعدت علي منکبيه ثمّ نهض بي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فلمّا نهض بي خيّل إليّ لو شئت نلت اُفق السماء، فصعدت فوق الکعبة وتنحّي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فقال لي: ألق صنمهم الأکبر- صنم قريش- وکان من نحاس موتداً بأوتاد من حديد إلي الأرض، فقال لي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: عالجْه ورسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول لي: إيه إيه «جَآءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَطِلُ إِنَّ الْبَطِلَ کَانَ زَهُوقًا»[2] فلم أزل اُعالجه حتي استمکنت منه، فقال: اقذفه، فقذفته فتکسّر، وتردّيت من فوق الکعبة، فانطلقت أنا [صفحه 153] والنبيّ صلي الله عليه و آله نسعي وخشينا أن يرانا أحد من قريش وغيرهم. قال عليّ: فما صعد به حتي الساعة.[3] . 115- الإمام عليّ عليه السلام- لأبي بکر: أنشدک باللَّه، أنت الذي حملک رسول اللَّه صلي الله عليه و آله علي کتفيه في طرح صنم الکعبة وکسره حتي لو شاء أن ينال اُفق السماء لنالها أم أنا؟ قال: بل أنت.[4] .
کانت الکعبة رمز التوحيد علي طول التاريخ. وعند ما بُعث النبيّ صلي الله عليه و آله لهداية الاُمّة، کان الجاهليّون قد ملؤوا بيت التوحيد هذا بأصنام وأوثان شتّي من وحي جهلهم وزيغهم الفکري، فلوّثوه بالشرک عبر هذا العمل السفيه، ولذا اهتمّ النبيّ صلي الله عليه و آله بإزالة کلّ هذا القبح والشذوذ، وأخذ عليّاً عليه السلام معه لتطهير مرکز التوحيد من مظاهر الشرک.
صفحه 152، 153.