الصعود علي منكبي النبيّ لكسر الأصنام











الصعود علي منکبي النبيّ لکسر الأصنام



کانت الکعبة رمز التوحيد علي طول التاريخ. وعند ما بُعث النبيّ صلي الله عليه و آله لهداية الاُمّة، کان الجاهليّون قد ملؤوا بيت التوحيد هذا بأصنام وأوثان شتّي من وحي جهلهم وزيغهم الفکري، فلوّثوه بالشرک عبر هذا العمل السفيه، ولذا اهتمّ النبيّ صلي الله عليه و آله بإزالة کلّ هذا القبح والشذوذ، وأخذ عليّاً عليه السلام معه لتطهير مرکز التوحيد من مظاهر الشرک.

فصعد عليه السلام علي منکبي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وألقي صنم قريش الکبير- وقيل: هو صنم خزاعة- من علي سطح الکعبة إلي الأرض. وهذه الفضيلة العظيمة المتمثّلة بتحطيم الأصنام صعوداً علي منکبي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله تفرّد بها عليّ عليه السلام دون غيره علي امتداد التاريخ.

و هي فضيلة لا نظير لها، وموهبة لا يشارکه فيها أحد.

113- الإمام عليّ عليه السلام: لمّا کان الليلة التي أمرني رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أن أبيت علي فراشه وخرج من مکّة مهاجراً، انطلق بي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله إلي الأصنام فقال:

[صفحه 152]

اجلس، فجلست إلي جنب الکعبة، ثمّ صعد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله علي منکبي ثمّ قال: انهض، فنهضت به فلمّا رأي ضعفي تحته قال: اجلس، فجلست فأنزلته عنّي وجلس لي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، ثمّ قال لي: يا عليّ، اصعد علي منکبي فصعدت علي منکبيه، ثمّ نهض بي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وخيّل إليّ أنّي لو شئت نلت السماء، وصعدت إلي الکعبة وتنحّي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فألقيت صنمهم الأکبر، وکان من نحاس موتداً بأوتاد من حديد إلي الأرض، فقال لي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: عالجْه فعالجت فما زلت اُعالجه ويقول رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: إيه إيه، فلم أزل اُعالجه حتي استمکنت منه فقال: دقّه، فدققته فکسّرته ونزلت.[1] .

114- المستدرک علي الصحيحين عن أبي مريم عن الإمام عليّ عليه السلام: انطلق بي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حتي أتي بي الکعبة، فقال لي: اجلس، فجلست إلي جنب الکعبة فصعد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بمنکبي، ثمّ قال لي: انهض، فنهضت، فلمّا رأي ضعفي تحته قال لي: اجلس، فنزلت وجلست، ثمّ قال لي: يا عليّ اصعد علي منکبي، فصعدت علي منکبيه ثمّ نهض بي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فلمّا نهض بي خيّل إليّ لو شئت نلت اُفق السماء، فصعدت فوق الکعبة وتنحّي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فقال لي: ألق صنمهم الأکبر- صنم قريش- وکان من نحاس موتداً بأوتاد من حديد إلي الأرض، فقال لي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: عالجْه ورسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول لي: إيه إيه «جَآءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَطِلُ إِنَّ الْبَطِلَ کَانَ زَهُوقًا»[2] فلم أزل اُعالجه حتي استمکنت منه، فقال: اقذفه، فقذفته فتکسّر، وتردّيت من فوق الکعبة، فانطلقت أنا

[صفحه 153]

والنبيّ صلي الله عليه و آله نسعي وخشينا أن يرانا أحد من قريش وغيرهم. قال عليّ: فما صعد به حتي الساعة.[3] .

115- الإمام عليّ عليه السلام- لأبي بکر: أنشدک باللَّه، أنت الذي حملک رسول اللَّه صلي الله عليه و آله علي کتفيه في طرح صنم الکعبة وکسره حتي لو شاء أن ينال اُفق السماء لنالها أم أنا؟ قال: بل أنت.[4] .



صفحه 152، 153.





  1. المستدرک علي الصحيحين: 4265:6:3، تاريخ بغداد: 7282:302:13 کلاهما عن أبي مريم وفيه من «انطلق بي...».
  2. الإسراء: 81.
  3. المستدرک علي الصحيحين: 3387:398:2، مسند ابن حنبل: 644:183:1، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 122:225، تهذيب الآثار (مسند عليّ بن أبي طالب): 32:237 و ح 33، مسند أبي يعلي: 287:180:1 وزاد في آخرهما «فلم يرفع عليها بعد»، المناقب للخوارزمي: 139:123، المناقب لابن المغازلي: 5:429؛ المناقب للکوفي: 1105:606:2.
  4. الخصال: 30:552 عن أبي سعيد الورّاق، الاحتجاج: 53:311:1 کلاهما عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عليهم السلام.