جهود النبيّ لقيادة الإمام عليّ











جهود النبيّ لقيادة الإمام عليّ



الإسلام خاتم الأديان، ورسول اللَّه صلي الله عليه و آله خاتم النبيّين، والقرآن الحلقة الأخيرة في الکتب السماويّة.

والنبيّ صلي الله عليه و آله مبلِّغ لدينٍ اکتسي لون الأبديّة، ولن يقوي الزمان علي طيّ سجلِّ حياته؛ فماذا فعل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لتأمين مستقبل هذا الدين، وضمان مستقبل اُمّته؟ وما هو التدبير الإلهي في هذا المضمار؟

أوضح هذا القسم الرؤية المستقبليّة التي انطوي عليها الدين الإلهي، وموقع الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام في المخطّط الربّاني الذي حملته السماء في هذا المجال.

بکلام آخر، ما عني به هذا الفصل هو الولاية العلويّة، وإمامة عليّ بن

[صفحه 19]

أبي طالب عليه السلام التي جاءت في إطار جهود رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في رسم مستقبل الاُمّة.

وفي هذا الاتّجاه استفاض هذا القسم في حشد مجموعة الأدلّة العقليّة والنقليّة لإثبات أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله لم يدَع الاُمّة بعده هملاً دون راعٍ، ولم يعلّق مستقبلها علي فراغ من دون برنامج محدّد للقيادة من بعده، بل حدّد مسار المستقبل بدقّة وجلاء من خلال جهد مثابر بذله طوال ثلاث وعشرين سنة، وعبر تهيئة الأجواء المناسبة لتعاليم مکثّفة أدلي بها علي نحو الإشارة مَرّة، وعلي نحو صريح أغلب المرّات.

کما بيَّن هذا القسم صراحة أنّ «الغدير» لم يکن إلّا نقطة الذروة علي خطّ هذا الجهد المتواصل الطويل. ثمّ عاد يؤکِّد بوضوح أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله لم يتوانَ بعد ذلک عن هذا الأمر الخطير، بل دأب علي العناية به والترکيز عليه حتي آخر لحظات عمره المبارک.

ومع أنّ الحلقات الأخيرة في التدبير النبوي؛ کمَيلِه صلي الله عليه و آله إلي تدوين ما کان قد رکّز علي ذکره مرّات خلال السنوات الطويلة الماضية في إطار وصيّة مکتوبة، لم يأت بالنتيجة المطلوبة إثر الفضاء المخرّب الذي اُثير من حوله. وکذلک انتهت إلي المآل نفسه حلقة اُخري علي هذا الخطّ تمثّلت بإنفاذ بعث اُسامة. إلّا أنّ ما يُلحظ أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لم يُهمل هاتين الواقعتين، بل راح يُدلي بکلمات وإشارات ومواضع تُزيل الستار عن سرّ هذه الحقيقة ورمزها.

وهذا أيضاً ممّا اضطلع به هذا القسم مشيراً إلي نتائج مهمّة استندت إلي

[صفحه 20]

وثائق ثابتة عند الفريقين.



صفحه 19، 20.