تحقيق في نسبة «سُکينة» إلي الإمام عليّ
بيد أنّا حينما نتصفّح المصادر الحديثيّة يتراءي لنا وجود امرأة باسم سکينة بنت عليّ عليه السلام، وذلک في ثلاثة مواضع علي وجه التحديد: 1- ورد في روايةٍ في دفن سيّدتنا الزهراء عليهاالسلام عن الإمام عليّ عليه السلام قال: ناديت يا اُمّ کلثوم، يا زينب، يا سکينة، يا فضّة، يا حسن، يا حسين، هلمّوا تزوّدوا من اُمّکم![1] . حيث ذهب البعض إلي أنّ ذکر اسم سکينة إلي جانب زينب واُمّ کلثوم قرينة علي صحّة انتساب المزار الموجود في سورية إلي سکينة بنت الإمام عليّ عليه السلام. لکن يردّ هذا الاستدلال اُمور: [صفحه 138] أ- نصُّ المرحوم المجلسي علي أنّه لم يأخذه من مصدر معوّل عليه.[2] . ب- ذِکر اسمِ فضّة مع سکينة وأولاد الإمام عليه السلام؛ فإنّه يدلّ علي حضور أشخاص آخرين غير أولاد الإمام عليه السلام وقتئذٍ أيضاً. ج- لم تدعم المصادر التاريخيّة وجود بنت للزهراء عليهاالسلام باسم سکينة. 2- جاء في سند رواية حول مدح سيّدتنا الزهراء عليهاالسلام ما لفظه: عن الحسين بن إبراهيم القمّي عن عليّ بن محمّد العسکري عن صعصعة بن ناجية عن زيد بن موسي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن عمّه زيد بن عليّ عن أبيه عن سکينة وزينب ابنتي عليّ عن عليّ عليه السلام....[3] . والضعف الشديد في أوّل السند يقوّي احتمال الخطأ في الرواية بشکل کبير. مضافاً إلي أنّه لم يُعهد نقل رواية عن الإمام الباقر عليه السلام عن زيد عن الإمام السجّاد عليه السلام. 3- ورد في رواية اُخري عن الإمام الحسين عليه السلام: اُدخِلَ علي اُختي سکينة بنت عليّ عليه السلام خادمٌ، فغطّت رأسها منه...[4] . وسند هذه الرواية أيضاً ضعيف جدّاً، فبعض رجاله موصوف بأنّه مجهول مختلط. [صفحه 139]
اشتهر مزار في سوريا باسم سکينة بنت عليّ عليه السلام. ولکنّ التتبّع والاستقصاء في المصادر التاريخيّة لکلا الفريقين حول أولاد الإمام عليه السلام دلّ علي عدم وجود بنت بهذا الاسم له عليه السلام.
صفحه 138، 139.