محمّد ابن الحنفيّة
وکان محمّد من العلماء المحدّثين اُولي الشأْن في آل عليّ عليه السلام. وکان شجاعاً رابط الجأْش. حمل اللواء يوم الجمل وهو ابن تسع عشرة سنة،[3] کما حمله في [صفحه 129] صفّين،[4] ولم يشهد کربلاء.[5] . لم يبايع ابن الحنفيّة أعبداللَّه بن الزبير بعد تسلّطه، فعزم ابن الزبير علي حرقه هو وأعبداللَّه بن عبّاس، لکنّ جيش المختار أنقذهما من مخالبه.[6] . وکانت للمختار صلة وثيقة به، وقد نسّق معه في الثأْر من قتلة الحسين عليه السلام.[7] وجاء في بعض النصوص التاريخيّة والحديثيّة أنّه ادّعي الإمامة في البداية، ثمّ أقرّ بإمامة السجّاد عليه السلام بعد مناظرة جرت بينهما.[8] . توفّي ابن الحنفيّة في المدينة سنة (81 ه ).[9] . 99- تاريخ دمشق عن الزهري: قال رجل لمحمّد ابن الحنفيّة: ما بال أبيک کان يرمي بک في مرامٍ لا يرمي فيها الحسن والحسين؟ قال: لأ نّهما کانا خدّيه وکنت يده، فکان يتوقّي بيده عن خدّيه.[10] . 100- نثر الدرّ: قال المنافقون له [لمحمّد ابن الحنفيّة]: لِمَ يغرّر بک أميرالمؤمنين في الحرب ولا يغرّر بالحسن والحسين؟! قال: لأ نّهما عيناه وأنا [صفحه 130] يمينه؛ فهو يدفع بيمينه عن عينيه.[11] . 101- ربيع الأبرار: استطال عليّ عليه السلام درعاً فقال: لينقص منها کذا حلقة. فقبض محمّد ابن الحنفيّة بإحدي يديه علي ذيلها، وبالاُخري علي فضلها، ثمّ جذبها، فقطعها من الموضع الذي حدّه له أبوه.[12] . 102- شرح نهج البلاغة: لمّا تقاعس محمّد يوم الجمل عن الحملة وحمل عليّ عليه السلام بالراية فضعضع أرکان عسکر الجمل، دفع إليه الراية وقال: امحُ الاُولي بالاُخري، وهذه الأنصار معک. وضمّ إليه خزيمة بن ثابت ذا الشهادتين في جمع من الأنصار، کثير منهم من أهل بدر، فحمل حملات کثيرة أزال بها القوم عن مواقفهم، وأبلي بلاءً حسناً. فقال خزيمة لعليّ عليه السلام: أما إنّه لو کان غير محمّد اليوم لافتضح، ولئن کنتَ خفت عليه الحَيْن[13] وهو بينک وبين حمزة وجعفر لما خفناه عليه، وإن کنتَ أردت أن تعلّمه الطعان فطالما عُلِّمته الرجال! وقالت الأنصار: يا أميرالمؤمنين، لولا ما جعل اللَّه تعالي للحسن والحسين عليهماالسلام لما قدّمنا علي محمّد أحداً من العرب! فقال عليّ عليه السلام: أين النجم من الشمس والقمر! أما إنّه قد أغني وأبلي، وله فضله، ولا ينقص فضلَ صاحبيه عليه، وحسب صاحبکم ما انتهت به نعمة اللَّه تعالي إليه. [صفحه 131] فقالوا: يا أميرالمؤمنين، إنّا- واللَّه- لا نجعله کالحسن والحسين عليهماالسلام ولا نظلمهما له، ولا نظلمه- لفضلهما عليه- حقّه. فقال عليّ عليه السلام: أين يقع ابني من ابنَي بنت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله![14] .
ولد محمّد ابن الحنفيّة أيّام حکومة أبي بکر،[1] وکانت اُمّه في عداد من أسرهم المسلمون في الفتوحات، فصارت من نصيب الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام.[2] .
صفحه 129، 130، 131.