امّ كلثوم











امّ کلثوم



البنت الثانية لعليّ وفاطمة عليهماالسلام. ولدت في السنة السادسة من الهجرة.[1] وتربّت في حجر اُمّها الزهراء عليهاالسلام في دار فسيحةٍ فساحةَ الإيمان والعشق.

ونقرأفي التاريخ آراء متباينة حول زواجها؛ فهناک من يشير إلي زواجها من عمر بن الخطّاب. ويذهب أصحاب هذا الرأي إلي أنّ الخليفة الثاني کان راغباً في الزواج من إحدي بنات الزهراء عليهاالسلام تمسّکاً بالحديث القائل: «کلّ حَسَب ونَسَب منقطع يوم القيامة إلّا حسبي ونسبي» ولذلک خطبها من أبيها أميرالمؤمنين عليه السلام.

ورفض الإمام عليه السلام هذا الأمر في البداية، وقال: إنّ بناته يتزوّجن بني أعمامهنّ. بَيْد أنّه وافق بعد ذلک بإصرار عمر[2] أو تهديده،[3] أو أنّه وکل زواجها إلي عمّه العبّاس حين تدخّل في الموضوع.[4] .

وهناک من ينکر هذا الزواج استناداً إلي تضارب المعلومات التاريخيّة الواردة فيه واضطرابها بشدّة، ومع کثرة التناقضات الموجودة حوله لاسيما عند مقايسته بزواجها اللاحق، فإنّ هذا الزواج نفسه تحيط به هالة من الغموض. ولذا أنکره

[صفحه 127]

علماء کبار مثل الشيخ المفيد.[5] هذا من جهة، ومن جهة اُخري: أيّدته بعض الروايات الشيعيّة والسنّيّة،[6] کما أيّده الشريف المرتضي[7] وآخرون غيره أيضاً. وثمّة آراء اُخري تحوم حول هذا الزواج أيضاً، ليس هنا موضع ذکرها.[8] .

تزوّجت اُمّ کلثوم بعد قتل عمر من عون بن جعفر، ثمّ محمّد بن جعفر، وبعده تزوّجها أعبداللَّه بن جعفر.[9] .

وقد أشارت مصادر الفريقين إلي حضور اُمّ کلثوم في الميادين الاجتماعيّة والسياسيّة. ومن مفردات هذا الحضور: مواجهتها حفصة عند ضربها بالدفّ وهي تنال من أميرالمؤمنين عليه السلام،[10] ومنها: کفالتها أعبداللَّه بن عمر حين امتنع عن بيعة أبيها عليه السلام، وفرّ إلي مکّة.[11] .

وشهدت اُمّ کلثوم کربلاء مع أخيها الحسين عليه السلام. وکانت منشدةً لملحمة الطفّ إلي جنب اُختها زينب الکبري عليهاالسلام.[12] .

وسُبيت هذه المرأة المخدّرة مع مَنْ سُبي؛ لتوقظ أصحاب الضمائر الميّتة،

[صفحه 128]

وتقرع أسماعهم بنداء أخيها الشهيد.

وليس لدينا معلومات دقيقة حول تاريخ وفاتها. وذهب البعض إلي أنّها توفّيت في حياة الإمام الحسن عليه السلام،[13] وهو لا ينسجم مع الرأي القائل بحضورها في کربلاء. وقيل: کان لها من عمر ولدان هما رقيّة وزيد[14] الذي مات مع اُمّه في وقت واحد.[15] .



صفحه 127، 128.





  1. سير أعلام النبلاء: 114:500:3.
  2. المستدرک علي الصحيحين: 4684:153:3، الطبقات الکبري: 463:8، أنساب الأشراف: 411:2.
  3. الکافي: 1:346:5 و 2، الخرائج والجرائح: 39:825:2.
  4. الکافي: 2:346:5، إعلام الوري: 397:1، الاستغاثة: 126.
  5. المسائل السرويّة: 86.
  6. الکافي: 1:115:6 و 2، تهذيب الأحکام: 557:161:8 و 558؛ سنن النسائي: 71:4.
  7. تنزيه الأنبياء: 141.
  8. لمزيد الاطّلاع علي عقد اُم کلثوم وإثباته ونفيه راجع: کتاب «إفحام الأعداء والخصوم في نفي عقد اُمّ کلثوم».
  9. الطبقات الکبري: 463:8، سير أعلام النبلاء: 501:3 و 502.
  10. الجمل: 276؛ شرح نهج البلاغة: 13:14، الفتوح: 464:2.
  11. تاريخ الطبري: 446:4، الکامل في التاريخ: 312:2.
  12. الملهوف: 140 و ص 198، شرح الأخبار: 198:3، بحارالأنوار: 115:45؛ النهاية: 422:3.
  13. الطبقات الکبري: 464:8، اُسد الغابة: 7586:378:7، الاستيعاب: 3638:510:4.
  14. الطبقات الکبري: 463:8، أنساب الأشراف: 412:2، اُسد الغابة: 7586:378:7، الاستيعاب: 3638:510:4.
  15. سنن النسائي: 71:4، الطبقات الکبري: 464:8، أنساب الأشراف: 412:2، سير أعلام النبلاء: 114:502:3، اُسد الغابة: 7586:378:7، الاستيعاب: 3638:510:4؛ أخبار الزينبات: 124.