الامام عليّ مع النبيّ











الامام عليّ مع النبيّ



يوم قرع صوت السماء فؤاد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وهبط إليه أمر الرسالة، ثمّ أعلن دعوته التاريخيّة، کانت الجزيرة العربيّة تغطّ في ظلام دامس، ويحيطها الجهل من کلّ حدب وصوب.

لقد واجه القوم بعثة نبيّ الحرّيّة والکرامة بالرفض والتکذيب، ثمّ اشتدّت عليه سفاهات القوم وتکالب الطغاة.

وها هو ذا عليّ اختار موقفه إلي جوار النبيّ منذ الأيّام الاُولي لهذه النهضة الربّانيّة. وقد صحب أميرالمؤمنين عليه السلام رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ولم ينفصل عنه لحظة، بل راح ينافح ويتفاني في الدفاع عنه دون تعب أو کلل.

وما توفّر عليه هذا القسم هو بيان الموقع الرفيع الذي تبوّأه الإمام في إرساء النهضة الإسلاميّة، والدور البنّاء الذي اضطلع به في دوام هذه الحرکة الربّانيّة علي عصر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.

[صفحه 18]

يکشف هذا القسم أنّ عليّاً عليه السلام کان إلي جوار النبيّ لم يفارقه منذ البعثة حتي الوفاة، باذلاً نفسه وأقصي ما يستطيع في سبيل تحقيق حاکميّة الإسلام في المجتمع. فهو مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في المشاهد جميعاً وعند المنعطفات الخطرة، وهو السبّاق الذي يثب مبادراً في المواطن الصعبة کلّها وعند العقبات الکؤود التي تعتري حرکة الإسلام.

يُسفر هذا القسم عن أنّ عليّاً عليه السلام لم يوفِّر من جهده الدؤوب لحظة، ولم يدّخر من تفانيه المخلص شيئاً إلّا وقد بذله دفاعاً عن هذا الدين، وذوداً عن نبيّه الکريم صلي الله عليه و آله، وصوناً لهذه الدعوة الربّانيّة الفتيّة، من أجل أن يمتدّ الإسلام وتبلغ هذه الحرکة الإلهيّة مداها.



صفحه 18.