الکني
[صفحه 80] اُخري ذُکرت له عليه السلام، منها: أبوالحسين، وأبوالسبطين،[2] وأبوالريحانتين،[3] وأبوتراب، وإن کان التعريف الاصطلاحي للکنية لا ينطبق علي بعضها. ويتراءي من الروايات أنّ کنية «أبوتراب» کانت أحبّ الکني إليه عليه السلام، وأنّه کان يُسرّ إذا نودي بها؛ لاُمور منها: أنّه کان يجد فيها نوعاً من التواضع والتذلّل للَّه سبحانه. ومنها: أنّها کانت تذکّره بملاطفة النبيّ صلي الله عليه و آله معه في غزوة ذات العشيرة حيث کان متوسّداً التراب بصحبة عمّار بن ياسر وقد أصابه شي ء منه، ولذا کان له عليه السلام انشداد وتعلّق خاصّ بتلک الکنية. 31- الإمام عليّ عليه السلام: کان الحسن في حياة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يدعوني أباالحسين، وکان الحسين يدعوني أباالحسن، ويدعوان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أباهما. فلمّا توفّي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله دعواني بأبيهما.[4] . 32- عنه عليه السلام: ما سمّاني الحسن والحسين يا أبة حتي توفّي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، کانا يقولان لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله: يا أبة، وکان الحسن يقول لي: يا أباالحسين، وکان الحسين يقول لي: يا أباالحسن.[5] . 33- الطبقات الکبري- في ذکر غزوة ذي العُشَيرة-: بذي العشيرة کني [صفحه 81] رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عليّ بن أبي طالب أباتراب؛ وذلک أنّه رآه نائماً متمرّغاً في البَوْغاء[6] فقال: اجلس، أباتراب، فجلس.[7] . 34- مسند ابن حنبل عن عمّار بن ياسر: کنت أنا وعليّ رفيقين في غزوة ذات العُشَيرة، فلمّا نزلها رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وأقام بها رأينا ناساً من بني مُدلج يعملون في عين لهم في نخل، فقال لي عليّ: يا أبااليقظان، هل لک أن نأتي هؤلاء فننظر کيف يعملون؟ فجئناهم فنظرنا إلي عملهم ساعة، ثمّ غشينا النوم، فانطلقت أنا وعليّ فاضطجعنا في صَوْر[8] من النخل في دَقْعاء[9] من التراب فنمنا، فواللَّه ما أهبَّنا[10] إلّا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يحرّکنا برجله وقد تترّبنا من تلک الدقعاء، فيومئذٍ قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لعليّ: يا أباتراب؛ لما يري عليه من التراب. قال: ألا اُحدّثکما بأشقي الناس رَجُلين؟ قلنا: بلي يا رسول اللَّه، قال: اُحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربک يا عليّ علي هذه- يعني قرنه- حتي تبلّ منه هذه- يعني لحيته-.[11] . [صفحه 82] 35- المعجم الأوسط عن أبي الطفيل: جاء النبيّ صلي الله عليه و آله وعليّ عليه السلام نائم في التراب، فقال: إنّ أحقّ أسمائک أبوتراب، أنت أبوتراب![12] . 36- رسول اللَّه صلي الله عليه و آله- أنّه کان يقول-: إنّا کنّا نمدح عليّاً إذا قلنا له أباتراب.[13] . 37- صحيح مسلم عن أبي حازم عن سهل بن سعد: استُعمل علي المدينة رجل من آل مروان، قال: فدعا سهلَ بن سعد، فأمره أن يشتم عليّاً، قال: فأبي سهل، فقال له: أمّا إذ أبيتَ فقل: لعن اللَّه أباالتراب، فقال سهل: ما کان لعليّ اسم أحبّ إليه من أبي التراب! وإن کان لَيفرح إذا دُعي بها.[14] . 38- صحيح البخاري عن أبي حازم: إنّ رجلاً جاء إلي سهل بن سعد فقال: هذا فلانٌ- لِأمير المدينة- يدعو عليّاً عند المنبر. قال: فيقول ماذا؟ قال: يقول له: أبوتراب. فضحک؛ قال: واللَّه ما سمّاه إلّا النبيّ صلي الله عليه و آله! وما کان- واللَّه- له اسم أحبّ إليه منه! فاستطعمتُ الحديثَ سهلاً، وقلت: يا أباعبّاس، کيف ذلک؟ قال: دخل عليّ علي فاطمة ثمّ خرج، فاضطجع في المسجد، فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: أين ابن عمّک؟ قالت: في المسجد، فخرج إليه، فوجد رداءه قد سقط عن ظهره، وخلص الترابُ إلي ظهره، فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول: اجلس يا [صفحه 83] أباتراب- مرّتين-.[15] . 39- علل الشرائع عن ابن عمر: بينا أنا مع النبيّ صلي الله عليه و آله في نخيل المدينة وهو يطلب عليّاً عليه السلام، إذا انتهي إلي حائط، فاطّلع فيه، فنظر إلي عليّ عليه السلام وهو يعمل في الأرض وقد اغبارَّ، فقال: ما ألوم الناس إن يکنوک أباتراب![16] . 40- تذکرة الخواصّ: أمّا کنيته: فأبو الحسن والحسين، وأبوالقاسم، وأبوتراب، وأبومحمّد.[17] .
کانت لأمير المؤمنين عليه السلام کني عديدة، أشهرها: أبوالحسن،[1] وثمّة کني
صفحه 80، 81، 82، 83.
وقد جاء في بعض المصادر- في أصل هذه الکنية- إنّ خلافاً ظهر بين الإمام والزهراء عليهماالسلام، فترک الإمام البيت ممتعضاً، ونام في المسجد مغتاظاً! هکذا نُقل، ولکنّ عصمة هذين العظيمين، وقول الإمام فيها بعد استشهادها عليهاالسلام: «ما أغضبتني قطّ» يدلّ دلالة قاطعة علي أنّ هذا القسم من النصّ موضوع منحول، أقحمه فيه أعداؤهما ومناوئوهما.