المولد
[صفحه 72] سنة من عام الفيل[3] في الکعبة المکرّمة.[4] . قال العلّامة الأميني في مولد الإمام عليه السلام وفي فضيلته التي لا بديل لها: «وهذه حقيقة ناصعة أصفق علي إثباتها الفريقان، وتضافرت بها الأحاديث، وطفحت بها الکتب، فلا نعبأ بجلبة رماة القول علي عواهنه بعد نصّ جمع من أعلام الفريقين علي تواتر حديث هذه الأثارة».[5] . 18- المستدرک علي الصحيحين: قد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد [صفحه 73] ولدت أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام في جوف الکعبة.[6] . 19- روضة الواعظين عن جابر بن أعبداللَّه الأنصاري: سألت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عن ميلاد أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقال: آه، آه! لقد سألتني عن خير مولود وُلد بعدي علي سنّة المسيح عليه السلام؛ إنّ اللَّه تبارک وتعالي خلقني وعليّاً من نور واحد... ثمّ نقلنا من صلبه [ آدم عليه السلام ] في الأصلاب الطاهرات إلي الأرحام الطيّبة، فلم نزَل کذلک حتي أطلعني اللَّه تبارک وتعالي من ظهرٍ طاهر وهو أعبداللَّه بن أعبدالمطّلب، فاستودعني خير رحم وهي آمنة، ثمّ أطلع اللَّه تبارک وتعالي عليّاً من ظهرٍ طاهر وهو أبوطالب، واستودعه خير رحم وهي فاطمة بنت أسد.[7] . 20- الإرشاد: وُلد بمکّة في البيت الحرام، يوم الجمعة الثالث عشر من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل. ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت اللَّه تعالي سواه؛ إکراماً من اللَّه تعالي له بذلک، وإجلالاً لمحلّه في التعظيم.[8] . 21- علل الشرائع عن سعيد بن جبير: قال يزيد بن قَعْنَب: کنت جالساً مع [صفحه 74] العبّاس بن أعبدالمطّلب وفريق من أعبدالعُزّي بإزاء البيت الحرام، إذ أقبلت فاطمة بنت أسد اُمّ أميرالمؤمنين عليه السلام وکانت حاملة به تسعة أشهر وقد أخذها الطلق، فقالت: ربّ، إنّي مؤمنة بک وبما جاء من عندک من رسل وکتب، وإنّي مصدّقة بکلام جدّي إبراهيم الخليل عليه السلام وإنّه بني البيت العتيق، فبحقّ الذي بني هذا البيت، وبحقّ المولود الذي في بطني، لمّا يسّرت عليَّ ولادتي. قال يزيد بن قعنب: فرأينا البيت وقد انفتح عن ظهره، ودخلت فاطمة وغابت عن أبصارنا، والتزق الحائط، فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح، فعلمنا أنّ ذلک أمر من أمر اللَّه تعالي. ثمّ خرجت بعد الرابع وبيدها أميرالمؤمنين عليه السلام، ثمّ قالت: إنّي فُضّلت علي من تقدّمني من النساء؛ لأنّ آسية بنت مزاحم عبدت اللَّه سرّاً في موضع لا يحبّ أن يُعبد اللَّه فيه إلّا اضطراراً، وأنّ مريم بنت عمران هزّت النخلة اليابسة بيدها حتي أکلت منها رطباً جنيّاً، وإنّي دخلت بيت اللَّه الحرام وأکلت من ثمار الجنّة وأرزاقها.[9] . 22- الإمام الباقر عن الإمام زين العابدين عليهماالسلام: کنت جالساً مع أبي ونحن زائرون قبر جدّنا عليه السلام وهناک نسوان کثيرة، إذ أقبلت امرأة منهنّ، فقلت لها: من أنت يرحمک اللَّه؟ قالت: أنا زيدة بنت قَريبة بن العَجْلان من بني ساعدة، فقلت لها: فهل عندک شي ء تحدّثينا؟ فقالت: إي واللَّه؛ حدّثتني اُمّي اُمّ عُمارة بنت عُبادة بن نَضْلة بن مالک بن العَجلان الساعدي أنّها کانت ذات يوم في نساء [صفحه 75] من العرب، إذ أقبل أبوطالب کئيباً حزيناً، فقلت له: ما شأنک يا با طالب؟ قال: إنّ فاطمة بنت أسد في شدّة المخاض ثمّ وضع يديه علي وجهه. فبينا هو کذلک، إذ أقبل محمّد صلي الله عليه و آله، فقال له: ما شأنک يا عمّ؟ فقال: إنّ فاطمة بنت أسد تشتکي المخاض، فأخذ بيده وجاء وهي معه، فجاء بها إلي الکعبة فأجلسها في الکعبة، ثمّ قال: اجلسي علي اسم اللَّه، قال: فطلقت طلقة فولدت غلاماً مسروراً نظيفاً مُنظفاً لم أرَ کحسن وجهه، فسمّاه أبوطالب عليّاً، وحمله النبيّ صلي الله عليه و آله حتي أدّاه إلي منزلها. قال عليّ بن الحسين عليهماالسلام: فواللَّه ما سمعتُ بشي ء قطّ إلّا وهذا أحسن منه![10] . 23- شرح نهج البلاغة: روي أنّ السنة التي ولد فيها عليّ عليه السلام هي السنة التي بُدئ فيها برسالة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فاُسمع الهتاف من الأحجار والأشجار، وکُشف عن بصره، فشاهد أنواراً وأشخاصاً، ولم يخاطَب فيها بشي ء. وهذه السنة هي السنة التي ابتدأفيها بالتبتّل والانقطاع والعزلة في جبل حراء، فلم يزل به حتي کُوشِف بالرسالة، واُنزل عليه الوحي. وکان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يتيمّن بتلک السنة وبولادة عليّ عليه السلام فيها، ويسمّيها سنة الخير وسنة البرکة. وقال لأهله ليلة ولادته- وفيها شاهد ما شاهد من الکرامات والقدرة الإلهيّة، ولم يکن من قبلها شاهد من ذلک شيئاً-: «لقد وُلد لنا الليلة مولود يفتح اللَّه علينا به أبواباً کثيرة من النعمة والرحمة». وکان کما قال صلوات اللَّه عليه؛ فإنّه عليه السلام کان ناصره، والمحامي عنه، وکاشف [صفحه 76] الغمّاء عن وجهه، وبسيفه ثبت دين الإسلام، ورست دعائمه، وتمهّدت قواعده.[11] . 24- ديوان السيّد الحميري- من قصيدة له في ولادة أميرالمؤمنين عليه السلام-: ولدته في حرم الإلهِ وأمنهِ بيضاءُ طاهرةُ الثيابِ کريمةٌ في ليلة غابت نحوس نجومها ما لُفَّ في خِرَقِ القوابلِ مثلُه راجع: کتاب «الغدير»: 22:6 تا 38.
ولد الإمام عليّ عليه السلام في يوم الجمعة[1] الثالث عشر من شهر رجب[2] بعد ثلاثين
والبيتِ حيث فناؤه والمسجدُ
طابت وطابَ وليدُها والمولدُ
وبدت مع القمر المنير الأسعَدُ
إلّا ابنُ آمنةَ النبيُّ محمّدُ[12] .
صفحه 72، 73، 74، 75، 76.