رعاية متطلّبات العصر و فاعليّة المحتوي











رعاية متطلّبات العصر و فاعليّة المحتوي



ليست «موسوعة الإمام عليّ» کتاباً تاريخيّاً محضاً يُعني بالنصوص والوثائق التاريخيّة التي ترتبط بحياة الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام، کما لم نکن نهدف أن نقدّم ترجمة صرفة نزيد بها رقماً جديداً علي التراجم الکثيرة الموجودة. بل أمعنّا النظر إلي الواقع المُعاش، ورکّزنا علي المتطلّبات المعاصرة ونحن ننتخب العناوين ونملأ النصوص التي جاءت تحتها.

[صفحه 49]

وحرصنا علي أن تأتي هذه «الموسوعة» مجموعة متکاملة موحية، تهَب الدروس، وتبثّ العبر من حولها، وتلامس حاجات العالم الإسلامي، وتؤثّر في عقول الباحثين، وتُعين الشباب، وتمنح اُولئک الذين يرغبون أن تکون لهم في سيرة عليّ عليه السلام اُسوة في واقع الحياة؛ تمنحهم المثال المنشود.

کما أردنا ل «الموسوعة» من خلال سيرة الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام أن تفتح أمام البصر الإنساني مغالق الطريق، وأن تُعين في تذليل العُقَد الفکريّة والعقيديّة والسياسيّة.

علي أنّ أکثر أقسام هذا المشروع نفعاً وتأثيراً هي تلک التي أضاءت النهج العلوي، وأسفرت عن مرتکزاته في مختلف مجالات إدارة الاجتماع السياسي، وتسيير الحکم والتعامل مع المجتمع. فهذه الأقسام هي في صميم حاجة قادة البلدان الإسلاميّة، بالأخصّ العاملين في نطاق نظام الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران.

فهذه الأقسام جسّدت علي منصّة الواقع الحياةَ السياسيّة والاجتماعيّة للإمام، وأومأت ببنانٍ لا تخطئه عين إلي الواقع الحقيقي لکفاءة ذلک السياسي الواقعي، الذي ليس له مأرب من تنفيذ السياسة غير الحقّ.

ف «الموسوعة» إذاً ليست صفحات في بطون الکتب، بل هي من الحاضر في الجوهر، ومن الواقع اليومي في الصميم. من هذه الزاوية هي

[صفحه 50]

خليقة بالقراءة والتفکير والتأمّل، وجديرة بالعمل.



صفحه 49، 50.