وثاقة المصادر











وثاقة المصادر



في تدوين هذه الموسوعة عمدنا في البدء إلي جمع المعطيات علي جذاذات (بطاقات) مستقلّة من المصادر مباشرة، مع الاستعانة بأنظمة الحاسوب الآلي وأقراص الخزن باللغتين الفارسيّة والعربيّة علي قدر ما تسمح به الإمکانات، ثمّ جمعنا النصوص المتشابهة حيال الموضوع الواحد، وسعينا بعدئذٍ إلي انتخاب أکثر هذه النصوص وثاقة، وفرز ما هو أقدمها وأکثرها شمولاً.

لقد حرصنا علي أن تأتي النصوص المنتخبة من أوثق الکتب الحديثيّة والتاريخيّة وأهمّها. لکن ينبغي أن نسجّل أنّ وثاقة النصوص والنقول في

[صفحه 47]

البحث التاريخي تختلف اختلافاً بيّناً عمّا هي عليه في النصوص والنقول الفقهيّة؛ فمن الواضح أنّ ذلک التمحيص الذي ينصبّ علي سند الرواية الفقهيّة، لا يجري بنفسه علي البحوث التاريخيّة.

فما يستدعيه البحث التاريخي أکثر؛ هو طبيعة النصّ (الوثيقة) ومدي ثباته وسلامته، وهذه غاية يبلغها الباحث باستخدام قرائن متعدّدة.

في رؤيتنا أنّ النصّ أو النقل الموثّق - فقهيّاً کان أم تاريخيّاً - هو الذي يکون موثوقاً يبعث علي الاطمئنان، حتي لو لم يحظَ بسند ثابت وصحيح. نسجّل ذلک رغم انتباهنا لأهميّة السند الصحيح والموثّق في إيجاد الاطمئنان.

وينبغي أن نُضيف أيضاً إلي أنّ الوثوق السندي في النصوص التي تستند إلي المصادر الحديثيّة والتاريخيّة للفريقين (الشيعة والسنّة) لا يمکن أن يکون ملاکاً کاملاً وتامّاً؛ إذ من الواضح أنّ لکلّ فريق رؤيته الخاصّة في تعيين «الثقة» و«غير الثقة»، کما له مساره الخاصّ ونهجه الذي يميّزه في الاُصول الرجاليّة.

الکلمة الأخيرة علي هذا الصعيد تتّجه إلي طبيعة الملاک الذي انتخبناه؛ ففي عمليّة جمع النصوص وفرزها عمدنا بالإضافة إلي ما بذلناه من جهد في توثيق المصدر والاهتمام بالسند، إلي مسألة نقد النصّ کي يکون هو الملاک الأهمّ في عملنا. وفي هذا الاتّجاه سعينا إلي بلوغ ضرب من الاطمئنان من خلال تأييد مضمون النصّ بالقرائن النقليّة والعقليّة، کي يتحوّل ذلک إلي أساس نطمئنّ إليه في ثبات النصّ.

[صفحه 48]

علي هذا لم نلجأ إلي الأحاديث المنکرة حتي لو کان لها أسانيد صحيحة. وإذا ما اضطرّتنا مواضع خاصّة لذکر نصّ غير معتبر؛ فإنّنا نعطف ذلک بإيضاح ملابسات الموضوع.



صفحه 47، 48.