غزارة المدوّنات و كثرتها عن الإمام











غزارة المدوّنات و کثرتها عن الإمام



يحظي الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام بشخصيّة هي في المدي الأقصي من الجاذبيّة؛ ومن ثَمّ فتَملّي سيرة هذا العظيم، والتطلّع إلي حياته العبقة الفوّاحة هو ممّا لا يختصّ باتّجاه دون آخر. فهاهم الجميع من کافّة

[صفحه 43]

الاتّجاهات والأفکار يکتبون عن الإمام، وها هي ذي شخصيّته المتوهّجة تجذب کلّ المسالک والميول، وتستقطب لدائرتها کافّة القرائح والأقلام.

هکذا تمثّلت واحدة من خصائص عليّ بن أبي طالب بغزارة ما کُتب عنه، وکثافة التآليف التي أطلّت علي حياته وسيرته، وتناولت بالبحث إمامته وخلافته، واندفعت تُعني بحِکمه وتعاليمه، وبآثاره ومآثره.

فتاريخ الإسلام بدون اسم عليّ بن أبي طالب ومن دون مآثره وبطولاته التي بلغت أعلي ذروة، هو تاريخ أجوف مشوّه، وکتلة هامدة بلا حراک ولا روح، وهو بعد ذلک لا يمتّ إلي حقيقة التاريخ الإسلامي بصلة.

فها هي ذي قمم تاريخ صدر الإسلام تتضوّع باسم عليّ، وتفوح بذکراه، وها هو ذا ظلّه يمتدّ ويطول فلا يغيب عن واقعة قط.

وما خطّته الأقلام عن الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام يفوق الحصر عدّاً، فهذا رصد واحد قدّم خمسة آلاف عنوان کتاب بعضها في عدّة مجلدات، دون أن يستوفي الجميع.



صفحه 43.