خصائص الإمام عليّ











خصائص الإمام عليّ



عليّ بعد النبيّ صلي الله عليه و آله هو اللوحة الفريدة الوحيدة التي تتجلّي بها خصائص الإنسان الکامل. وهذه الحقيقة الناصعة الکريمة کانت قد أفصحت عن نفسها خلال القسم السابق عبر ما جاء عن المعصومين عليهم السلام، وما نطق به الصحابة والعلماء والفلاسفة والمتکلّمون والباحثون.

ماينهض به القسم العاشر هو إبانة خصائص الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام وتسليط أضواء مکثّفة علي ماتحظي به شخصيّته الفذّة من أبعاد ومکوّنات. انطلاقاً من هذا طاف القسم مع الإمام في خصائصه العقيديّة والأخلاقيّة والعلميّة والسياسيّة والاجتماعيّة والفکريّة، التي تتلاقي فيما بينها لتؤلّف صرح هذا الرجل التاريخي الشامخ والمنار المضي ء الذي لا نظير له.

يا لروعته وتفرّده! فلم يکفر باللَّه طرفة عين، وهو في ثبات إيمانه، ورسوخ يقينه أمضي من الجبال الرواسي، لا يرقي إلي قمّته أحد قطّ.

[صفحه 30]

يعمر الخلق الکريم جنبات وجوده، وتفوح حياته بالإخلاص والإيثار، وتمتلئ أرجاؤها بالمکرمات.

في محراب العبادة هو الأوّاه المتبتّل أعبدالعابدين، وقلبه المجذوب إلي ربّه أبداً، وهو في الصلاة أخشع المصلّين.

ومن يمعن في ميدان السياسة يجده الأصلب، شاهقاً يفوق الجميع، ذکيّاً لا تضارعه الرجال، أدري الناس بملابسات الزمان.

للمظلومين نصيراً لا يکلّ عن الانتصاف لهم ولا يملّ، وهو علي الظالمين کنارٍ اشتدّت في يوم عاصف.

علمه الأکمل، وبصيرته الأنفذ، ورؤيته إلي اللَّه وإلي عالم الوجود والخليقة شفيفة رائقة، سليمة نقيّة، لا تضارعها نظرة ولا يضاهيها نقاء.

أجل؛ حسبُ عليّ أنّه کان عليّاً وحسب، خالصاً للَّه من دون شَوب، شاهداً علي الرسالة، مجسّداً لقيمها الرفيعة ومُثلها العليا.

وهذا القسم يقدّم هذا جميعاً إلي طلابّ الحقّ والنفوس الظمأي للحقيقة، ويحمله إلي العقول المتلهّفة لمعرفة عليّ، عبر مرآة متألّقة بنور الآيات الکريمة، ومن خلال النصوص والوقائع التاريخيّة.



صفحه 30.