الآراء حول شخصيّة الإمام











الآراء حول شخصيّة الإمام



تؤلّف تجلّيات شخصيّة الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام علي لسان الرجال وفي کلمات الرموز الکبيرة، بل وحتي علي لسان أعدائه، أحد أهمّ فصول معرفة أبعاد شخصيّته.

ربّما لا نبالغ إذا قلنا إنّ ما حفَّ شخصيّة عليّ بن أبي طالب، وما قيل فيه وعنه من کلام وأحکام وتجليل وتکريم وخطب وقصائد ومدائح، وما أحاط به من ذهول وحيرة وهتاف وصمت، فاق الجميع بحيث لا يمکن مقارنته بأيّ شخصيّة اُخري في تاريخ الإسلام.

في هذا القسم يطلّ القارئ علي شخصيّة عليّ بن أبي طالب عليه السلام من خلال ما نطق به القرآن، وما جاء علي لسان النبيّ صلي الله عليه و آله والإمام عليّ نفسه، وسيّدة النساء فاطمة الزهراء عليهاالسلام، وصحابة النبيّ، وأهل البيت عليهم السلام، وزوجات النبيّ، کما يتطلّع إلي اُفقها العريض عبر ما خطّه عدد کبير من الرموز العلميّة والثقافيّة والسياسيّة البارزة، وما جادت به قرائح الشعراء والاُدباء والخطباء؛ حتي أعداؤه.

ويمضي القارئ في هذا القسم مع رجال قالوا في عليّ عليه السلام کلمات مسفرة کضوء الفجر، انطلقت من قلوب مفعمة بالشوق والحبّ.

[صفحه 28]

وقد ترک بعضهم شهادة صريحة للتاريخ في أنّ فضائل عليّ بن أبي طالب عليه السلام ومناقبه تعظم علي الإحصاء، ولا تقوي الصحف المکتوبة بأجمعها علي استيفائها.

وقالوا: إنّ الصمت أقوي من کلّ حديث عن عليٍّ عليه السلام، وأمضي من کلّ الکلمات.

فهذه کلماتهم تخطّ لعليّ أنّه الأعلم، وهو الأعرف من الجميع بکتاب اللَّه، وعليّ الأشجع في سوح الوغي، وهو أکثر الناس إخلاصاً وتبتّلاً وطاعة.

عليٌّ الهيّن الليّن أکرم الناس خلقاً، وقلبه الشاخص إلي ربّه أبداً.

عليٌّ في مضمار البلاغة بحر لا يُنزَف، وهو سيّد البلَغاء، وأفصح الخطباء.

عليٌّ المجاهد الذي تَثِبُ به بصيرته، وهو الصلب الذي لا تلين له عريکة، ولا تُوهنه الصعاب، ملؤه إقدام ومضاء.

وعليٌّ أعرف الاُمّة بالحقّ، وأنفذ الرجال بصيرة.

هذه بعض کلماتهم في عليّ. ولعليّ بعد ذلک کلّ فضيلة وکمال، فله وحده ما کان للصالحين جميعاً.

کان علي وِتراً التقت فيه جميع خصال الجمال، وتألّقت في ذراه الفضائل بأکملها، وحطّت عنده المکارم. وهو في الفتوّة وِتر لا ندّ له ولا نظير.

[صفحه 29]

هذه الحقيقة نلحظها تتوهّج بين ثنايا هذا القسم عبر شهادة وأقوال عشرات المفکّرين، تتوزّعهم مختلف الاتّجاهات والرؤي، بل نري بعضها متضادّاً أحياناً!

ولاريبَ أنّ قراءة کلّ هذه الشهادات والأقوال، والاطّلاع علي هذه القطوف الدانية من کلمات المدح والإطراء، لهو أمر خليق أن يشدّ إليه القارئ ويجذبه إلي دائرة نفوذه.



صفحه 28، 29.