استشهاد الإمام عليّ











استشهاد الإمام عليّ



کان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله هو الذي أخبر باستشهاد الإمام أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام. أمّا الإمام نفسه فقد کان وجوده ينمّ عن صبغة وتکوين خاص يشدّه إلي السماء أکثر ممّا يجرّه إلي الأرض ويربطه بها. کان دائماً يتطلّع صوب الملکوت، تهفو روحه إلي هناک بانتظار اللحظة التي يعرج بها إلي السماء.

کم کانت عظيمة هذه الرحلة صوب الملکوت وهي تحمل عليّاً مضرَّجاً بدم الجراح، ومضمَّخاً بالنقيع الأحمر.

ما کان أعظم شوقه للمنيّة! فها هو ذا عليّ والسيف الغادر المسموم يرقد علي مفرقه ويشقّ رأسه، يتطلّع إلي الملأ الأعلي، ويهتف في وصف رحلته ويقول: «کطالبٍ وجد، وغاربٍ ورد».

القسم الثامن هذا اختصّ بمتابعة ما کان ذکره رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عن استشهاد عليٍّ عليه السلام، وما کان يحکيه عليّ عن شهادته. کما تابع بقيّة مکوّنات المشهد؛ إذ وقف في البدء مع واقعة الاغتيال يصفها عن قرب، ثم انتقل مع الإمام المسجّي مع جراحه راصداً جميع ما نطق به من تعاليم ووصايا وحِکَم مذ هوي علي رأسه سيف الغدر حتي لحظة استشهاده، ثمّ انتقل إلي الجانب الآخر متقصّياً ردّ فعل ألدّ أعداء عليّ عليه السلام وما نطق به عندما بلغه خبر شهادة الإمام.

[صفحه 27]

کما لم يهمل واقعة تجهيز أميرالمؤمنين عليه السلام ودفنه وإخفاء قبره.

واختُتم هذا القسم بذکر زيارة مرقد الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام وبرکات ذلک وما يتّصل بروضته الشريفة.



صفحه 27.