تواتر حديث سد الأبواب و طرقه











تواتر حديث سد الأبواب و طرقه



1- زيد بن أرقم قال: کان لنفر من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم أبواب شارعة في المسجد قال: فقال يوما سد واهذه الابواب إلاباب علي. قال: فتکلم في ذلک الناس قال: فقام رسول الله صلي الله عليه وسلم فحمد الله وأثني عليه، قال: أما بعد: فاني أمرت بسد هذه الابواب غير باب علي. فقال فيه قائلکم، وأني ماسددت شيئا ولا فتحته و لکني امرت بشئ فاتبعته.

سند الحديث في مسند الامام أحمد 4 ص 369.

ثنا محمد بن جعفر ثنا عوف عن ميمون أبي عبدالله عن زيد بن أرقم. رجاله رجال الصحيح غير أبي عبدالله ميمون وهو ثقة، فالحديث بنص الحفاظ صحيح رجاله ثقات.

وأخرجه النسائي في السنن الکبري والخصايص 13 عن الحافظ محمد بن بشار بندار الذي إنعقد الاجماع علي الاحتجاج به (قاله الذهبي) بالاسناد المذکور. والحاکم في المستدرک 3 ص 125 وصححه. والضياء المقدسي في المختارة مما ليس في الصحيحين والکلاباذي في معاني الاخبار کما في القول المسدد 17. وسعيد بن منصور في سننه. و محب الدين الطبري في الرياض 2 ص 192. والخطيب البغدادي من طريق الحافظ محمد بن بشار. والکنجي في الکفاية 88. وسبط إبن الجوزي في التذکرة 24. و

[صفحه 203]

إبن أبي الحديد في شرحه 2 ص 451.

وإبن کثير في تاريخه 7 ص 342.

وإبن حجر في القول المسدد ص 17 وقال: أورده إبن الجوزي في الموضوعات من طريق النسائي وأعله بميمون وأخطأ في ذلک خطا ظاهرا، وميمون وثقه غير واحد وتکلم بعضهم في حفظه، وقد صحح له الترمذي حديثا غير هذا. ورواه في فتح الباري 7 ص 12 و قال: رجاله ثقات. والسيوطي في جمع الجوامع کما في الکنز 6 ص 157 و152 و الهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 114. والعيني في عمدة القاري 7 ص 592. والبدخشي في نزل الابرار وقال: أخرجه أحمد والنسائي والحاکم والضياء باسناد رجاله ثقات.

2- عبدالله بن عمر بن الخطاب قال. لقد أوتي إبن أبي طالب ثلاث خصال لان تکون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: زوجه رسول الله صلي الله عليه وسلم إبنته فولدت له. وسد الابواب إلا بابه في المسجد. وأعطاء الراية يوم خيبر.

سند الحديث في مسند أحمد 2 ص 26

ثنا وکيع عن هشام بن سعد عن عمر بن اسيد عن إبن عمر قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 120 رواه أحمد وأبويعلي ورجالهما رجال الصحيح.

وأخرجه إبن أبي شيبة. وإبونعيم. ومحب الدين في الرياض 2 ص 192. و شيخ الاسلام الحمويي في الفرايد في الباب ال د 21. وإبن حجر في فتح الباري 7 ص 12، والصواعق 76، وصححه في القول المسدد 20 وقال: حديث إبن عمر أعله إبن الجوزي بهشام بن سعد هو من رجال مسلم صدوق تکلموا في حفظه، وحديثه يقوي بالشواهد، ورواه النسائي بسند صحيح. والسيوطي في جمع الجوامع کما في الکنز 6 ص 391. والبدخشي في نزل الابرار ص 35 وقال. إسناد جيد.

3- عبدالله بن عمر بن الخطاب قال له العلاء بن عرار: أخبرني عن علي وعثمان. قال، أما علي فلا تسأل عنه أحدا وانظر إلي منزله من رسول الله صلي الله عليه وسلم فإنه سد أبوابنا في المسجد وأقربابه.

أخرجه ألحافظ النسائي من طريق أبي إسحاق السبيعي، قال إبن حجر في القول المسدد ص 18، وفتح الباري 7 ص 12: سند صحيح ورجاله رجال الصحيح إلا العلاء وهو ثقة وثقه يحيي بن معين وغيره.

[صفحه 204]

وأخرجه الکلاباذي في معاني الاخبار کما في القول المسدد 18 والهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 115. والسيوطي في اللئالي 1 ص 181 عن إبن حجر مع تصحيحه وکلامه المذکور. والبدخشي في نزل الابرار 35 وصححه مثل مامر عن إبن حجر.

4- ألبراء بن عازب رواه بلفظ زيد بن أرقم المذکور قال أحمد رواه أبوالاشهب (جعفر بن حيان البصري) عن عوف عن ميمون أبي عبدالله عن البراء. راجع تاريخ إبن کثير 7 ص 342، والاسناد صحيح رجاله کلهم ثقات.

5- عمر بن الخطاب قال أبوهريرة: قال عمر: لقد اعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لان تکون لي خصلة منها أحب إلي من أن اعطي حمر النعم؟ قيل: و ماهن ياأميرالمؤمنين؟ قال: تزوجه فاطمة بنت رسول الله. وسکناه المسجد مع رسول الله، يحل له فيه مايحل له. والراية يوم خيبر.

أخرجه الحاکم في المستدرک 3 ص 125 وصححه. وأبويعلي في الکبير. و إبن السمان في الموافقة. والجزري في أسني المطالب 12 من طريق الحاکم وذکر تصحيحه له. ومحب الدين في الرياض 2 ص 192. والخوارزمي في المناقب ص 261 والهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 120. والسيوطي في تاريخ الخلفاء 116، والخصايص الکبري 2 ص 234. وإبن حجر في الصواعق ص 76.

6. عبدالله بن عباس قال: إن النبي صلي الله عليه وآله أمر بسد الابواب فسدت إلا باب علي. وفي لفظ له: أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم بأبواب المسجد فسدت إلا باب علي. أخرجه الترمذي في جامعه 2 ص 214 عن محمد بن حميد وإبراهيم بن المختار کلاهما عن شعبة عن أبي بلج يحيي بن سليم عن عمرو بن ميمون عن إبن عباس. والاسناد صحيح، رجاله کلهم ثقات.

وأخرجه النسائي في الخصائص 13. م أبونعيم في الحلية 4 ص 153 بطريقين محب الدين في الرياض 2 ص 192. ألکنجي في الکفاية 87 وقال: حديث حسن عال. سبط إبن الجوزي في تذکرته 25. إبن حجر في القول المسدد 17. وفي فتح الباري 7 ص 12 وقال: رجاله ثقات. ألحلبي في السيرة 3 ص 373. ألبدخشي في

[صفحه 205]

نزل الابرار 35 وقال: أخرجه أحمد والنسائي بإسناد رجاله ثقات.

7- عبدالله بن عباس قال: أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم بسد أبواب المسجد غير باب علي، فکان يدخل المسجد وهو جنب ليس له طريق غيره.

أخرجه النسائي في الخصايص ص 14 قال: أخبرنا محمد بن المثني قال: حدثنا يحيي بن معاذ قال: حدثنا أبووضاح[1] قال: أخبرنا يحيي حدثنا عمرو بن ميمون قال:قال إبن عباس: أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم. إلخ. والاسناد صحيح، ورجاله کلهم ثقات.

ورواه إبن حجر في فتح الباري 7 ص 12 وقال: رجاله ثقات. والقسطلاني في إرشاد الساري 6 ص 81 عن أحمد والنسائي ووثق رجاله. ويوجد في نزل الابرار 35. وفي لفظ لابن عباس قال: قال: رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: سدوا أبواب المسجد کلها إلا باب علي. أخرجه الکلاباذي في معاني الاخبار. وأبونعيم وغيرهما.

8- عبدالله بن عباس قال: قال: رسول الله صلي الله عليه وآله لعلي: ان موسي سأل ربه أن يطهر مسجده لهارون وذريته وإني سألت الله أن يطهر لک ولذريتک من بعدک، ثم أرسل إلي أبي بکر أن سد بابک فاسترجع وقال: سمعا وطاعة. فسد بابه. ثم إلي عمر کذلک، ثم صعد المنبر فقال: ماأنا سددت أبوابکم ولافتحت باب علي ولکن الله سد أبوابکم وفتح باب علي. أخرجه النسائي کما ذکره السيوطي.

9- عبدالله بن عباس قال: لما أخرج أهل المسجد وترک عليا قال الناس في ذلک فبلغ النبي صلي الله عليه وسلم فقال: ماأنا أخرجتکم من قبل نفسي ولا أنا ترکته ولکن الله أخرجکم وترکه، إنما أنا عبد مأمور، ماامرت به فعلت إن اتبع إلا مايوحي إلي

أخرجه الطبراني. والهيثمي في المجمع 9 ص 115. والحلبي في السيرة 3 ص 374.

10- أبوسعيد الخدري سعد بن مالک قال عبدالله بن الرقيم الکناني: خرجنا إلي المدينة زمن الجمل فلقينا سعد بن مالک بها فقال: أمر رسول الله صلي الله عليه وآله بسد الابواب الشارعة في المسجد وترک باب علي.

أخرجه الامام أحمد عن حجاج عن فطر عن عبدالله بن الرقيم. قال الهيثمي في المجمع 9 ص 114: إسناد أحمد حسن. ورواه ابويعلي والبزار والطبراني في

[صفحه 206]

الاوسط وزاد: قالوا: يارسول الله؟ سددت أبوابنا کلها إلا باب علي. قال: ماأنا سددت أبوابکم ولکن الله سدها.

11- سعد بن مالک أبوسعيد الخدري قال: إن علي بن أبي طالب اعطي ثلاثا لان أکون اعطيت إحداهن أحب إلي من الدنيا وما فيها، لقد قال له رسول الله صلي الله عليه وآله يوم غدير خم بعد حمد الله والثناء عليه إلي أن قال: جئ به يوم خيبر وهو أرمد ما يبصر إلي أن قال: وأخرج رسول الله عمه العباس وغيره من المسجد فقال له العباس:تخرجنا ونحن عصبتک وعمومتک وتسکن عليا؟! فقال: ماأنا أخرجتکم وأسکنته ولکن الله أخرجکم وأسکنه.

أخرجه الحاکم في المستدرک 3 ص 117.

12- أبوحازم الاشجعي قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم إن الله أمر موسي أن يبني مسجدا طاهرا لايسکنه إلا هو وهارون، وإن الله أمرني أن أبني مسجدا طاهر الا يسکنه إلا أنا وعلي وإبنا علي. رواه السيوطي في الخصايص 2 ص 243.

13- جابر بن عبدالله قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: سدوا الابواب کلها إلا باب علي، وأومي بيده إلي باب علي.

أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه 7 ص 205. إبن عساکر في تاريخه الکنجي في الکفاية 87. ألسيوطي في الجمع کما في ترتيبه 6 ص 398.

14- جابر بن سمرة قال: أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم بسد الابواب کلها غير باب علي. فقال العباس: يارسول الله قدر ماأدخل أنا وحدي وأخرج. قال: ماأمرت بشئ من ذلک فسدها غير باب علي قال: وربما مر وهو جنب.

أخرجه الحافظ الطبراني في الکبير، عن إبراهيم بن نائلة الاصبهاني، عن إسماعيل بن عمرو البجلي، عن ناصح، عن سماک بن حرب عن جابر. والاسناد حسن إن لم يکن صحيحا لمکان ناصح. والهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 115. وإبن حجر في القول المسدد 18، وفتح الباري 7 ص 12. والقسطلاني في إرشاد الساري 6 ص 81. و الحلبي في السيرة 3 ص 374. والبدخشي في نزل الابرار ص 35.

15- سعد بن أبي وقاص قال: أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بسد الابواب الشارعة

[صفحه 207]

في المسجد وترک باب علي.

أخرجه أحمد في المسند 1 ص 175، وقال إبن حجر في فتح الباري 7 ص 11 أخرجه أحمد والنسائي وإسناده قوي. وذکره العيني في عمدة القارئ 7 ص 592 وقوي إسناده.

16- سعد بن أبي وقاص قال: إن رسول الله صلي الله عليه وسلم سد أبواب المسجد وفتح باب علي فقال الناس في ذلک. فقال: ما أنا فتحته ولکن الله فتحه.

أخرجه أبويعلي قال: ثنا موسي بن محمد بن حسان: ثنا محمد بن إسماعيل بن جعفر بن الطحان: ثنا غسان بن بسر الکاهلي عن مسلم عن خيثمة عن سعد. حکاه عنه إبن کثير في تاريخه 7 ص 342 من دون غمز في الاسناد.

17- سعد بن أبي وقاص قال الحارث بن مالک: أبيت مکة فلقيت سعد بن أبي وقاص فقلت: هل سمعت لعلي بن أبي طالب منقبة؟ قال: کنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فنودي فينا ليلا: ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله. فلما أصبح أتاه عمه فقال: يارسول الله؟ أخرجت أصحابک وأعمامک وأسکنت هذا الغلام؟! فقال: ما أنا الذي أمرت بإخراجکم ولا بإسکان هذا الغلام إن الله هو أمر به.

أخرجه النسائي في الخصايص 13، وأخرج بإسناد آخر عنه وفيه: إن العباس أتي ألنبي صلي الله عليه وسلم فقال: سددت أبوابنا إلا باب علي؟! فقال: ماأنا فتحتها ولا أنا سددتها.

18- سعد بن أبي وقاص قال: أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم بسد الابواب إلا باب علي فقالوا: يارسول الله؟ سددت أبوابنا کلها إلا باب علي. فقال: ماأنا سددت أبوابکم ولکن الله تعالي سدها.

أخرجه أحمد والنسائي والطبراني في الاوسط عن معاوية بن الميسرة بن شريج عن الحکم بن عتيبة عن مصعب بن سعد عن أبيه. والاسناد صحيح رجاله کلهم ثقات.

راجع القول المسدد 18. فتح الباري 7 ص 11 وقال: رجال الرواية ثقات. إرشاد الساري 6 ص 81 وقال: وقع عند أحمد والنسائي إسناد قوي، وفي رواية الطبراني برجال ثقات، نزل الابرار ص 34 وقال: أخرجه أحمد والنسائي والطبراني بأسانيد قوية عمدة القاري 7 ص 592

[صفحه 208]

19- أنس بن مالک قال: لما سد النبي صلي الله عليه وسلم أبواب المسجد أتته قريش فعاتبوه فقالوا: سددت أبوابنا وترکت باب علي. فقال: ما بأمري سددتها ولا بأمري فتحتها.

أخرجه الحافظ العقيلي عن محمد بن عبدوس عن محمد بن حميد عن تميم بن عبدالمؤمن عن هلال بن سويد عن أنس.

20- بريدة الاسلمي قال: أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم بسد الابواب فشق ذلک علي أصحابه فلما بلغ ذلک رسول الله صلي الله عليه وسلم دعي الصلاة جامعة حتي إذا اجتمعوا صعد المنبر ولم تسمع لرسول الله صلي الله عليه وسلم تحميدا وتعظيما في خطبة مثل يومئذ فقال. ياأيها الناس ماأنا سددتها ولا أنا فتحتها بل الله فتحها وسدها. ثم قرأ: والنجم إذا هوي ماضل صاحبکم وما غوي وماينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي. فقال رجل: دع لي کوة في المسجد. فأبي وترک باب علي مفتوحا، فکان يدخل ويخرج منه وهو جنب. أخرجه أبونعيم في فضايل الصحابة.

21- أميرالمؤمنين عليه السلام قال: لما أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم بسد الابواب التي في المسجد خرج حمزة يجر قطيفة حمراء وعيناه تذرفان يبکي فقال: ما أنا أخرجتک وما أنا أسکنته ولکن الله أسکنه. أخرجه الحافظ أبونعيم في فضايل الصحابة.

22- أميرالمؤمنين عليه السلام قال: أخذ رسول الله صلي الله عليه وسلم بيدي فقال: إن موسي سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون، وإني سألت ربي أن يطهر مسجدي بک وبذريتک ثم أرسل إلي إبي بکر أن سد بابک. فاسترجع، ثم قال: سمعا وطاعة. فسد بابه، ثم أرسل إلي عمر، ثم أرسل إلي العباس بمثل ذلک، ثم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ماأنا سددت أبوابکم وفتحت باب علي، ولکن الله فتح باب علي وسد أبوابکم.

أخرجه الحافظ البزار. راجع مجمع الزوائد 9 ص 115. کنز العمال 6 ص 408. ألسيرة الحلبية 3 ص 374.

23- أميرالمؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إنطلق فمرهم فليسدوا أبوابهم. فانطلقت فقلت لهم ففعلوا إلا حمزة فقلت: يارسول الله؟ فعلوا إلا حمزة. فقال رسول الله: قل لحمزة: فليحول بابه. فقلت: إن رسول الله يأمرک أن تحول بابک فحوله فرجعت إليه وهو قائم يصلي فقال: ارجع إلي بيتک.

[صفحه 209]

أخرجه البزار بإسناد رجاله ثقات. ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 115. والسيوطي في جمع الجوامع کما في الکنز 6 ص 408 وضعفه لمکان حبة العرني وقد مر ج 1 ص 24: انه ثقة. والحلبي في السيرة 3 ص 374.

وأنت إذا أحطت خبرا بهذه الاحاديث وإخراج الائمة لها بتلک الطرق الصحيحة وشفعتها بقول إبن حجر في فتح الباري والقسطلاني في إرشاد الساري 6 ص 81 من: ان کل طريق منها صالح للاحتجاج فضلا عن مجموعها. فهل تجد مساغا لما يحسبه إبن تيمية من أن الحديث من موضوعات الشيعة؟! فهل في هؤلآء أحد من الشيعة؟! أو أن من المحتمل الجائز الذي يرتضيه أصحاب الرجل أن يکون في هذه الکتب شيئ من موضوعات الشيعة؟! وهل ينقم علي الشيعة موافقتهم للقوم في إخراجهم الحديث بطرقهم المختصة بهم؟!

وأنا لا أحتمل ان الرجل لم يقف علي هذه کلها غير أن الحنق قد أخذ بخناقه فلم يدع له سبيلا إلا قذف الحديث بما قذف غير مکترث لما سيلحقه من جراء ذلک الافک من نقد ومناقشة، والمسائلة غدا عند الله أشد وأخزي م وتبعه تلميذه المغفل إبن کثير في تفسيره 501:1 فقال بعد ذکر سدوا کل خوخة في المسجد إلا خوخة أبي بکر: ومن روي إلا باب علي کما في بعض السنن فهو خطأ والصواب ماثبت في الصحيح.

وقد بلغ من إخبات العلماء إلي حديث سد الابواب انهم تحروا[2] وجه الجمع وإن لم يکن مرضيا عندنا بينه وبين الحديث الذي أورده في أبي بکر ولم يقذفه أحد غير إبن الجوزي (شقيق إبن تيمية في المخاريق) بمثل ماقذفه إبن تيمية.

وهناک لائمة القوم وحفاظهم کلمات ضافية حول الحديث وصحته والبخوع له لايسعنا ذکر الجميع غير أنا نقتصر منها علي کلمات الحافظ إبن حجر قال في فتح الباري 7 ص 12 بعد ذکر ستة من الاحاديث المذکورة: هذه الاحاديث يقوي بعضها بعضا وکل طريق منها صالحة للاحتجاج فضلا عن مجموعها، وقد أورد إبن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات أخرجه من حديث سعد بن أبي وقاص، وزيد بن أرقم،

[صفحه 210]

وإبن عمر مقتصرا علي بعض طرقه عنهم، وأعله ببعض من تکلم فيه من رواته وليس ذلک بقادح لما ذکرت من کثرة الطرق، وأعله ايضابأنه مخالف للاحاديث الصحيحة الثابتة في باب أبي بکر، وزعم انه من وضع الرافضة قابلوا به الحديث الصحيح في باب أبي بکر إنتهي وأخطأ في ذلک خطأ شنيعا فإنه سلک في ذلک رد الاحاديث الصحيحة بتوهمه المعارضة، مع أن الجمع بين القصتين ممکن وقد أشار إلي ذلک البزار في مسنده فقال: ورد من روايات أهل الکوفة بأسانيد حسان في قصة علي، وورد من روايات أهل المدينة في قصة أبي بکر، فإن ثبتت روايات أهل الکوفة فالجمع بينهما بما دل عليه حديث أبي سعيد الخدري يعني الذي أخرجه الترمذي:ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: لايحل لاحد أن يطرق هذا المسجد جنبا غيري وغيرک. و المعني: ان باب علي کان إلي جهة المسجد ولم يکن لبيته باب غيره فلذلک لم يؤمر بسده، ويؤيد ذلک ماأخرجه إسماعيل القاضي في (أحکام القران) من طريق المطلب بن عبدالله بن حنطب: ان النبي صلي الله عليه وسلم لم يأذن لاحد أن يمر في المسجد وهو جنب إلا لعلي بن أبي طالب لان بيته کان في المسجد. ومحصل الجمع: ان الامر بسد الابواب وقع مرتين ففي الاولي استثني علي لما ذکر. وفي الاخري استثني أبوبکر، ولکن لايتم ذلک إلا بأن يحمل مافي قصة علي الباب الحقيقي وما في قصة أبي بکر علي الباب المجازي والمراد به الخوخة کما صرح به في بعض طرقه، وکأنهم لما امروا بسد الابواب سدوها وأحدثوا خوخا يستقربون الدخول إلي المسجد منها فامروا بعد ذلک بسدها، فهذه طريقة لابأس بها في الجمع بين الحديثين، وبها جمع بين الحديثين المذکورين أبوجعفر الطحاوي في (مشکل الآثار) و وهو في أوائل الثلث الثالث منه، وأبوبکر الکلاباذي في (معاني الاخبار) وصرح بان بيت أبي بکر کان له باب من خارج المسجد وخوخة إلي داخل المسجد، وبيت علي لم يکن له باب إلا من داخل المسجد. والله أعلم

وقال في القول المسدد ص 16. قول إبن الجوزي في هذا الحديث: انه باطل وانه موضوع. دعوي لم يستدل عليها إلا بمخالفة الحديث الذي في الصحيحين، وهذا إقدام علي رد الاحاديث الصحيحة بمجرد التوهم، ولا ينبغي الاقدام علي الحکم

[صفحه 211]

بالوضع إلا عند عدم إمکان الجمع، ولا يلزم من تعذر الجمع في مثل هذا أن يحکم علي الحديث بالبطلان، بل يتوقف فيه إلي أن يظهر لغيره مالم يظهر له، وهذا الحديث من هذا الباب هو حديث مشهور له طرق متعددة کل طريق منها علي انفراده لاتقصر عن رتبة الحسن، ومجموعها مما يقطع بصحته علي طريقة کثير من أهل الحديث، وأما کونه معارضا لما في الصحيحين فغير مسلم ليس بينهما معارضة.

وقال في ص 19: هذه الطرق المتظافرة بروايات الثقات تدل علي أن الحديث صحيح دلالة قوية وهذه غاية نظر المحدث.

وقال في ص 19 بعد الجمع بين القضيتين: وظهر بهذا الجمع أن لاتعارض فکيف يدعي الوضع علي الاحاديث الصحيحة بمجرد هذا التوهم، ولو فتح الباب لرد الاحاديث لادعي في کثير من الاحاديث الصحيحة البطلان لکن يأبي الله ذلک والمؤمنون.


صفحه 203، 204، 205، 206، 207، 208، 209، 210، 211.








  1. کذا في النسخة والصحيح: ابوعوانة وضاح، وثقة أحمد وابوحاتم. راجع ج 1 ص 78.
  2. منهم: ابوجعفر الطحاوي في مشکل الاثار، ابن کثير في تاريخه، ابن حجر في غير واحد من کتبه، السيوطي في اللئالي، القسطلاني في ارشاد الساري، العيني في عمدة القاري.