عن إبن عباس











عن إبن عباس



قال: نظر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إلي علي فقال: لايحبک إلا مؤمن ولايبغضک إلامنافق.

أخرجه الحافظ الهيثمي في (مجمع الزوائد) 9 ص 133.

وهذا الحديث مما احتج به أميرالمؤمنين عليه السلام يوم الشوري فقال: انشدکم بالله هل فيکم أحد قال له صلي الله عليه وآله وسلم: لايحبک إلا مؤمن ولايبغضک إلامنافق، غيري؟! قالوا: أللهم لا.[1] .

هذا ماعثرنا عليه من طرق هذا الحديث ولعل مافاتنا منها أکثر، ولعلک بعد هذه کلها لاتستريب في أنه لو کان هناک حديث متواتر يقطع بصدوره عن مصدر الرسالة فهو هذا الحديث أو انه من أظهر مصاديقه، کما أنک لاتستريب بعد ذلک کله ان أميرالمؤمنين عليه السلام بحکم هذا الحديث الصادر ميزان الايمان ومقياس الهدي بعد رسول الله صلي الله عليه وآله، وهذه صفة مخصوصة به عليه السلام وهي لاتبارحها الامامة المطلقة، فإن من المقطوع به أن أحدا من المؤمنين لم يتحل بهذه المکرمة، فليس حب أي أحد منهم شارة ايمان ولا بغضه سمة نفاق، وإنما هو نقص في الاخلاق وإعواز في الکمال مالم تکن البغضاء لايمانه، وأما إطلاق القول بذلک مشفوعا بتخصيصه بأمير المؤمنين

[صفحه 187]

فليس إلا ميزة الامامة ولذلک قال رسول الله صلي الله عليه وآله: لولاک ياعلي: ماعرف المؤمنون بعدي.[2] وقال: والله لايبغضه أحد من أهل بيتي ولامن غيرهم من الناس إلا وهو خارج من الايمان[3] .

ألا تري کيف حکم عمر بن الخطاب بنفاق رجل رثاه يسب عليا وقال:إني أظنک منافقا؟! أخرجه الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخه 7 ص 453. حينئذ يحق لابن تيمية أن ينفجر برکان حقده علي هذا الحديث، فيرميه بأثقل ألقذائف، ويصعد في تحوير القول ويصوب.

(وأما الحديث الاول)

فينتهي إسناده إلي إبن عباس. وسلمان. وأبي ذر. وحذيفة اليماني. وأبي ليلي الغفاري. أخرج عن هؤلاء جمع کثير من الحفاظ والاعلام منهم:

ألحاکم، أبونعيم، ألطبراني، ألبيهقي، ألعدني، ألبزار، ألعقيلي، ألمحاملي، ألحاکمي، إبن عساکر، ألکنجي، محب الدين، ألحمويي، ألقرشي ا الايجي، إبن أبي الحديد، ألهيثمي، ألسيوطي، ألمتقي الهندي، ألصفوري

ولفظ الحديث عندهم:[4] .

ستکون بعدي فتنة فإذا کان ذلک فألزموا علي بن أبي طالب فأنه أول من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الاکبر، وهو فاروق هذه الامة يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين[5] .

وبعد هذا کله تعرف قيمة مايقوله أو يتقوله (إبن تيمية) من أن الحديثين لم يرو واحد منهما في کتب العلم المعتمدة، ولا لواحد منهما إسناد معروف فإذا

[صفحه 188]

کان لايري الصحاح والمسانيد من کتب العلم المعتمدة، وما أسنده الحفاظ والائمة وصححوه إسنادا معروفا؟ فحسبه ذلک جهلا شائنا، وعلي قومه عارا وشنارا، وليت شعري بأي شئ يعتمد هو وقومه في المذهب بعد هاتيک العقيدة السخيفة؟! ياقوم اتبعون أهدکم سبيل الرشاد.


صفحه 187، 188.








  1. راجع حديث المناشدة ج 1 ص 159 تا 163.
  2. مناقب ابن المغازلي، شمس الاخبار 37، الرياض 2 ص 202، کنز العمال 6 ص 402.
  3. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2 ص 78.
  4. باختلاف يسير عند بعضهم لايضر المغزي.
  5. راجع ج 2 ص 313 و312 من کتابنا.